ماريانا ....
بسرعة اختبئي سأعد حتى الخمسة فقط واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة، هل اختبأت جيداً؟ أنا قادمة.. لا تصدري أي صوت إذا أمسكتك فسيكون دورك وإذا نجحت فسيكون دوري مرة أخرى ..
فتحت عيني مستيقظة وأنا أشعر بدوار طفيف في رأسي، كالعادة يتردد علي هذا الحلم باستمرار طوال سنوات حياتي، أرى طفلة صغيرة تلعب معي لعبة الفأر والقط لكن لا أستطيع أن أرى وجهها أبداً طوال هذه السنوات من مشاهدة الحلم مراراً وتكراراً، بعض الأحيان أرى كوابيس أرى فيها نفسي لكن بشكل آخر لا أعرف كيف أشرح لكم هذا الأمر ؟ أحتاج أولاً أن أشرح لنفسي، طفولتي مبهمة جداً منذ ولادتي حتى سن السابعة أنا لا أتذكر هذه الفترة الزمنية من حياتي أمي وأبي وشقيقي دائماً يقنعونني بأن الطفل ليس ملزماً ولا مجبراً أن يتذكر هذه الفترة لأنه بدهياً ما زال صغيراً جداً وعقله لا يبدأ بتخزين الذكريات بشكل جيد إلا عندما يصبح في العاشرة، لكن رغم ذلك أشعر بنقص في حياتي بفراغ كبير أشعر بأنه يوجد الكثير من الاستفهامات والألغاز، أشعر دائماً بأن أبي ينظر إلى بنظرات ليس لها تفسير؟ أحياناً شفقة أحياناً محبة أحياناً خوف وهذا أول
سبب لا نستطيع بسببه دائما التقرب بعضنا من بعض، أحياناً أشعر بأنها تفصلني مسافات طويلة عنه رغم أننا في المنزل نفسه، أشعر دائماً بأنه يتجاهلني وأحياناً أنا أتجاهلها لا يسمح لي ولا يعطيني الفرصة لا تحدث معه طويلاً دائماً ما يتهرب من حديثي معه وكأنه يخاف أن أسأله عن شيء ولا أعرف ما هو ؟؟ أيضاً أمي رغم أن معاملتها مختلفة
عن أبي ليست جافة أبداً فهي دائماً ما تكون معي وتحاول أن تعطيني كل مشاعر الحب لكن أنا أعتقد أن هناك شيئاً خاطئاً لكن لا أفهم ما هو ؟ أحب أمي كثيراً وهي تحبني كثيراً لكن لا نستطيع أن نوصل خيوط الحب لقلوبنا، رغم ذلك فهي تحاول جاهدة على عكس والدي ...
قررت أن أتوقف عن التفكير في هذه الأمور وأفكر في كيفية إنقاذ نفسي من هنا ؟ بكيت كثيراً بشكل صامت مؤلم جداً أن تستيقظ مراراً وتكراراً وأنت لست في غرفتك ولا في منزلك والداك وعائلتك ليسوا هنا، أنت محتجز مع شخص غريب مختل لا تعرف متى سيقتلك ولا تعرف ما الذي يخبئه لك ؟
لا تعرف كيف حال عائلتك الآن بالتأكيد
هم منهارون الآن لقد فقدوا ابنتهم وليس فقد موت كان أهون لكن فقد اختفاء هكذا فجأة وكأن الأرض انشقت وابتلعتني اشتقت كثيراً لمنزلي وعائلتي وأصدقائي وحياتي، أنا حتى لم أعد أتذكر كم مر لي من يوم وأنا في عداد المفقودين؟ وأصبحت لا أعرف في أي يوم نحن؟ وفي أي تاريخ ؟
لم أهتم اليوم بالتفكير في أحداث الليلة الماضية لقد نجحت في قصة وفشلت في القصة الثانية رغم ذلك انتصرت واستطعت أن أقنعه بأن لا يقص أصبعي، ولكن ماذا عن اليوم؟ هل أستطيع أن أنجو من كل العقوبات مرة أخرى؟
بقيت مستلقية أحاول أن أجمع شتات نفسي وأفكاري المبعثرة، ما سأكتب اليوم؟
وعن ماذا سأكتب؟ هذه هي أصعب الأسئلة التي تواجه الكاتب وهو مسترخ في منزله بين عائلته والأشخاص الذين يحبونه بجانبه الكثير من الأشياء التي يحبها القهوة والشكولاتة والدونات وغيرها يفكر بدون أن يكون مهموماً بفكرة أن هناك شخصاً ينتظره في الخارج وسيقوم بقتله أو تعذيبه فما بالك بكاتب مثلي ؟
يفكر ماذا سيكتب من اجل أن يعيش ولا تسلب روحه منها ؟
اشعر بخمول وتعب عجيبين بعد نوبة البكاء التي اجتاحتني شعرت بشعور أفضل لكن مرت تقريباً ساعة أو ساعتان منذ أن استيقظت لكنه لم يأت كالعادة ويحضر لي الطعام؟
هل اختفى؟ هل رحل ؟ هل مات ؟ هذه الأحلام المستحيل
أن تحدث الآن يبدو أنه يقوم بتجميع أفكار للألعاب
والأحجيات التي سيطبقها علي اليوم، في التفكير بالأمس
كانت بالنسبة لي ليلة مرعبة هناك ألغاز وأمور مخيفة تدور
حول هذا الشيطان كالقصر الذي أنا فيه الآن كالمكتبة التي
وكأنها مكتبة سحرية الرفوف التي تملأ المكتبة بدون
نهاية ويقول بأن كل هؤلاء ضحاياه كيف يمكنه أن يقتل
هؤلاء الجموع من الأشخاص ؟ الرفوف عددها يقارب تقريباً
مئة ألف رف من الممكن أن تكون أكثر أو أقل لا أعرف
لكن كل ما أعرفه أن من المستحيل في المنطق أن يقتل
شخص كل هذا العدد من هؤلاء الناس مقارنة بعمره متى
استطاع أن يصل إلى هذا العدد بدون أن يتم إمساكه من
قبل الشرطة ؟؟
القصر يبدو وكأن هناك أشباحاً تجول في
الليل وتساعده وكأن لديه مساعدين لأنني عندما قلت تلك
الجملة إذا كنت أتيت لتقتلني فصفق بيديك على ما يبدو
لم يسمعني لأنه كان بعيداً عني لكن قام أحدهم بالتصفيق
لكي يعرف مكاني ؟؟ ما خطب الأقنعة المريبة التي يلبسها ليلاً ونهاراً؟ وفي النهار يظهر وجهه الحقيقي ؟
مائة سؤال وربما ألف وربما مليون تدور في ذهني ولا أستطيع أن أجد لها إجابة من الممكن أن تكون كل هذه الأمور في عقلي فقط ولكن الشيء المتيقنة أنا منه أن هذا الشخص ليس قاتلاً متسلسلاً طبيعياً بطريقة ما ...
نهضت معتدلة في جلستي أخيراً بعد أن سمعت صوتاً قادماً من الخارج، نزلت من على السرير وتوجهت إلى الباب ألصقت أذني كالعادة أسترق السمع لكن كان الهدوء سيد الموقف كالعادة، أمسكت بمقبض الباب وأدرته على
أمل بأنه .....