لحظة إنه مفتوح الباب مفتوح كيف حدث ذلك؟ إنه لا ينسى إغلاقه أبداً هل نسي هذه المرة؟
فتحته بهدوء لم يصدر أي صرير هذا مطمئن على ما يبدو أن القصر يتجدد دائماً، استقبلني ضوء الشمس كان القصر مضيئاً بطريقة جميلة، أخرجت رأسي فقط بدون جسدي بهدوء التفت لليمين ولليسار ولكن لم أر أي أحد ولا يوجد نفس لأي أحد وهنا خرجت بخطوات حذرة وقلبي يمسكني كي لا أقع، تقدمت إلى الأمام حتى وصلت إلى سور الدور و وقفت هناك مذهولة فتحت فمي باتساع مترين مما رأيته!!
رأيت القصر الآن بشكل واضح وكامل كان القصر ضخماً جداً وواسعاً أوسع من عالم خيالي في رواية ما لا أعلم من أين أبدأ لكي أصفه لكن سأصف الذي ظهر حالياً أمام نظري:
"كانت الجدران بين السراميك الأسود والزجاج، بتصميم عجیب كانت مربعاً أسود ومربع زجاج مكشوف وهكذا من الأعلى حتى الأسفل لكي تتسلل الشمس من المربعات الشفافة بطريقة خيالية ويعكس نورها في المربعات السوداء، أما السقف فكان تحفة فنية كان السقف مرتفعاً جداً يكون فجوة عميقة للداخل ويتدلى من المنتصف ثريا
من الممكن أنها أضخم ثريا في العالم كان حجمها ما يقارب حجم منزل وكأنها منزل معلق، تصميم هذه الثريا مرعب وجميل في الوقت نفسه كانت أعمدتها عبارة عن عظام أنا واثقة بأنها عظام إنسان ومرصعة بالجماجم السوداء، ويوجد بها الكثير من العظام التي تلتصق بعضها في بعض لتكون أشكالاً فنية، يتدلى من القاعدة كتب الكثير من الكتب المتدلية تتأرجح بشكل خيالي، وفي منتصف الكتب هناك هيكل عظمي لشخص مشنوق من
رقبته معلق في الثريا ليكون شكلاً وإضافات جمالية.
أنزلت رأسي للأسفل لأرى القاعة أو ما يسمى بالمدخل الرئيس للباب كانت مساحتها كبيرة دائرية تتوزع حولها التماثيل المرعبة بأشكالها المخيفة، والأرضية التي كان فيها رسمة خيالية وفي الوقت نفسه مرعبة كانت الرسمة عبارة عن فوضى بطريقة جميلة لا أعرف كيف؟ كان فيها الكثير من الناس الموتى بأشكال بشعة كان هناك مجموعة يلتهمون بعضهم بعضاً وآخرون يقومون بتعذيب أنفسهم بأنفسهم وآخرون يلتهمون أطفالهم وكان في المنتصف
شخص يقف ممسكاً بجمجمة ويضعها على منتصف وجهه، لم أستطع أن أحدد التفاصيل لأنني بعيدة، قررت السير في الممر، سرت بشكل بطيء في ممر الغرف لكن لم أتجراً أن أفتح أي غرفة رغم الأبواب الكثيرة، كانت الممرات لا تقل جمالاً وغرابة أيضاً، الأبواب كان بها الكثير من الرموز وجميع الأبواب لونها أسود، خمنت أنه بالتأكيد كل ضحية لها غرفة وعندما ينتهي منها يغلقها،
كان الدور الثاني الذي فيه غرفتي أشعر بأنه أصغر من الدور الثالث الذي فيه المكتبة رغم أن القصر بالتفصيل نفسه لا أعرف كيف؟
عندما رفعت رأسي لأرى الدور الثالث كان مظلماً جداً رغم أن القصر مضيء قررت النزول إلى الدور الأول لا حظت في الدرجات أنها منقوش عليها رموز وكتابات، حتى وصلت إلى الدور الأول الذي كان عبارة عن مساحة واسعة ممر واسع لكن لم يكن هناك غرف أو أبواب حتى عندما رأيت نافذة أخيراً ذهبت أركض إليها لكي أعرف أين أنا ؟
لكن عندما وصلت خاب ظني كانت النوافذ مغلقة وأيضاً ملبدة بغطاء ثقيل يبدو أنه هو من قام بوضعه حتى لا أستطيع أن أرى أي شيء حاولت نزعه لكن بدون فائدة، كان هذا الدور عبارة عن نوافذ ممتدة بشكل دائري على الدور
كله، تصميم غريب لا يقل غرابة عن كل القصر، كنت أرغب بالسير أكثر في هذا الدور لكنني شعرت بالخوف قررت
أن أضع الأولويات أولاً أن أنزل إلى الدور الأرضي وأرى ما إذا كان فيه باب آخر للخروج أو أي شيء وأترك الفضول الآن جانبا، نزلت إلى الدور الأرضي كنت أقف على الرسمة البشعة والجميلة بالضبط كان فيها تفاصيل كثيرة لكن لا وقت لتحليل رسمة الآن رفعت رأسي لأرى باب القصر الضخم الذي وقفت عنده في ذلك اليوم وأطلق النار علي أمسكت
المقبض العملاق وفتحته بالطبع لم ينفتح قلت في نفسي ليس لأن باب الغرفة فتح أظن أن جميع الأبواب مفتوحة، كان هناك طريقان طريق لليسار وطريق لليمين أما أمامي فكان هناك على ما يبدو صالة معيشة أو ما تسمى بالاستقبال ضخمة يوجد بها الكثير من التماثيل المخيفة واللوحات لفت نظري أن هناك فيها بيانو جميل جداً كان البيانو شفافاً وبداخله هيكل عظمي يجلس ويمسك كتباً، وكان معلقاً في رقبته مفتاح!! هل من المعقول أن يكون هذا مفتاح الخروج ؟؟
سرت بقرب اتجاه البيانو كانت أقدامي ترتعش حقاً مستعدة لأي فجعة ستداهمني وعندما
قربت رأسي ووجهي وألصقته بالبيانو الشفاف كان الهيكل العظمي ما زال يملك القليل من الشعيرات في رأسه، أسنانه كانت ما زالت يبدو عليها المادة الهلامية أصابعها كانت تلبس خواتم أيضاً كان هناك على جسدها القليل من القطع المتبقية من فستانها كانت ترتدي فستاناً هذا يعني أن هذه جثة امرأة لكن لحظة أنا أعرف هذا الفستان وهذا الخاتم الذي تلبسه ويوجد فيه رأس الفيل وفص أزرق ؟
- هل تعرفين من أين حصلت عليه ؟؟
- وإن يكن لا يهم ...
أكملت حديثها بحماس غير مبالية:
- لقد أهداني إياه أبي أخبرني أنه حصل عليه من أحد القبور للمومياء حينما كان في رحلة عمل في البحث عن التراث والتنقيب عن الأشياء الأسطورية ...
ضحكت بسخرية
- من الرائع أن الفتاة تصدق أباها لكن ليس من الرائع أن تضحكي على قرائك لكي يقوموا بشراء روايتك وأنك حصلت على هذا الخاتم من أحد قبور المومياء وهو الآن
يلهمك لكتابة أعمالك الناجحة المرعبة ...
- أوه ماريانا أنت تشعرين بالغيرة مني جداً لأن أعمالي دائماً ما تكون الأكثر مبيعاً أتفهمك عزيزتي والآن علينا أن نفترق أنتِ لديك حفل توقيع وأنا أيضاً وداعاً أراك لاحقاً لنكمل قصة خاتم الفيل الفضي والمومياء ...
مرت علي هذه الذكرى سريعاً حدثت هذه المحادثة قبل ثلاثة أعوام بالضبط كانت "أنجلينا" كاتبة روايات رعب ناجحة ومنافسة كانت فتاة شغوفاً وكنا نكره بعضنا بعضاً بسبب تنافسنا لكن كنا لا نفوت فرصة الحديث بعضنا مع بعض في كل مناسبة للكتب، اختفت أنجلينا في
ظروف غامضة قبل ثلاثة أعوام في شهر نوفمبر كان لديها الكثير والملايين من المعجبين حتى أنه وضع لها مكان خاص للذكرى يضعون فيه الكثير من الأزهار والصور والرسائل والكتب، أما والداها فكانت ابنتهما الوحيدة التي يفتخران بها ويحبانها كثيراً أتذكر عندما أتت الشرطة
لتسألني بضعة أسئلة لأن تلك المحادثة كانت آخر محادثة بيننا في المعرض وبعد توقيعها في المعرض لم تعد إلى المنزل،
سألوني ما إذا كانت متوترة أو أنها غير طبيعية؟ لكن أخبرتهم أنها كانت بخير وسعيدة وترمي علي كلامها المعتاد بالتفاخر بأعمالها، أتذكر أن والدتها ماتت قبل
عامين من شدة حزنها وانتظارها بدون فائدة، أما والدها فقد التقيت به قبل عام في شهر نوفمبر وهو ما زال يضع صورها حول المعرض ويقول إنها اختفت من هنا وستعود إلى هنا
أتذكر أنني تحدثت معه لأخفف عنه أحزانه وأخبرني بأنه لن يفقد الأمل أبداً وأن ابنته ستعود يوماً ما، ثم قال لي كلمة
لم أستطع نسيانها أبداً عندما سألته إذا كان يحتاج لشيء أو مساعدة؟ أخبرني بإجابة حطمت روحي داخلياً وقال لي بأعين دامعة:
- "بما أنك كاتبة موهوبة مثل ابنتي أتمنى لو أنك تستطيعين كتابة شخصية ابنتي أتمنى لو أنها شخصية في كتاب لكي تخرج منه وقتما أريد، هل تستطيعين فعل ذلك ؟ "
والآن أنجلينا أمامي أصبحت هيكلاً عظمياً جثتها أصبحت ديكوراً جميلاً في منزل هذا الشخص الذي لا أستطيع مناداته إلا بالوحش، وعلى ما يبدو سأكون أنا مثلها عما قريب أتساءل ما الذي سأزينه في هذا المنزل؟
أين سيضعني
وفي أي زاوية ؟؟
انهرت باكية بعد ما تلاشى الأمل في قلبي وروحي أنا أرى أمامي جثة فتاة كنت أعرفها كان لديها أحلام وأمنيات وعائلة وأصدقاء وروح جميلة لم تؤذ أحداً أبداً كان ذنبها الوحيد هو فقط أنها كانت تكتب قصص الرعب !!؟ وهل الكتابة أصبحت ذنباً ؟
نظرت حولي وأدركت أن أغلب الهياكل العظمية هنا هي جثث لأشخاص حقيقيين لمؤلفي روايات الرعب وأنه حتى التماثيل من الممكن أن تكون جثثاً محنطة ..
المؤلفون يستحقون نهاية أفضل من هذه ..