20 - "الفصل الثامن" "أيضاً الكتب لها صوت"

- "لكن لم يمنحوا شخصياتهم نهاية أفضل ولا نهاية جميلة، وكل ما منحوهم الجحيم والكوابيس والموت بأبشع الطرق والعذاب لماذا تتصرفين الآن وكأنهم مظلومون ومساكين ؟"

التفت خلفي بفزع لأرى ذلك الشيطان يقف أمامي وكان يلبس قناعاً أحمر اللون مع قرون سوداء شعرت بالخوف والرهبة والفزع رغم أنني كنت أخطط لمجادلته والاندفاع نحوه وضربه لكن كل ذلك اختفى لم أستطع فعله كان يقف بطوله المريب وحجمه المروع وصوته المرعب ولباسه

الأسود وقناعه الأحمر وكأنه نسي أن يقول لي مرحباً بك في حضرة الشيطان بنفسها...

- "هل تعرفينها" ؟

سألني وهو يضع يديه حول ظهره ويتقدم باتجاهي بخطوات تكاد أن تخطف قلبي ...

- نعم كنت أعرفها ..

قلت بصوت مرتعش ودموع تغزو وجهي

وصل إلي ووقف أمامي لم أستطع النظر في وجهه كنت مرعوبة منه أكثر من أي وقت مضى بعد ما شاهدت جثة شخص كنت أعرفه

- "أستطيع أن أشم رائحة الخوف تفوح منك لماذا أنتِ خائفة بهذا القدر ؟"

لم أجبه .. لكنه أمال رأسه والتصق بوجهي

- "على كاتب قصص الرعب ألا يخاف من أي شيء إلا من نفسه هل تعرفين لماذا ؟ لأن عقله يوجد فيه أسوأ وأرعب السيناريوهات التي ينفذها على أشخاص غيره!! .."

رفعت رأسي نحوه وكأني أنظر إلى برج عال بجرأة أخيراً :

- هل تعرف أنك شخص مختل؟ أنت مريض نفسي حقاً أشفق عليك، يبدو أنك تفقد شيئاً مهماً في حياتك وهو أكثر شيء ترغب به وهي الكتابة، أنت لا تستطيع أن تكتب لذلك تقوم باختطافنا وتجبرنا أن نكتب لك أليس كذلك ؟؟

توقعت أن يعطيني صفعة على وجهي أو لكمة لكنه لم يحدث ولله الحمد

- "نعم أنت الآن تعجبينني فلا أحب مظهر الخوف والضعف عليك أبداً على كاتب روايات الرعب أن يكون أكثر شجاعة وثقة"

استرسل في حديثه وهو يتوجه نحو البيانو وينظر إلى جثة أنجيلينا :

- "لقد كانت حقاً موهوبة كتبت لي أربع قصص تثير الفزع والرعب لكن كان لديها مشكلة واحدة هل تعرفين ما هي ؟؟ كانت خائفة كثيراً لم تستطع المقاومة لم تستطع الكتابة أكثر كانت تبكي كثيراً آه إنها مزعجة أكثر من أصوات الصرخات التي كانت تكتبها في أعمالها، كان الجميع يشعرون بالانزعاج من صوت بكائها ونحيبها وصراخها من الجيد أن تموت لا فائدة من الإزعاج"

الجميع ؟ ؟!!

داهمته بتعجب ؟

"نعم"

رمقته بنظرة اندهاش واستغراب بدون أن أسأله أي شيء..

- "حسناً أقصد الكتب التي هنا الكتب هنا أحياء الشخصيات العوالم كلها هنا لها أرواح وحياة، الكتب أيضاً لها صوت بالتأكيد ستظنين أنني وصلت إلى أقصى مراحل الجنون ولكن ستعرفين قريباً أنني لست مجنوناً"

ثم سكت ثانية ثم أضاف:

- " أو أيضاً مجنون بشكل آخر إن للجنون إيجابيات صدقيني أفضل من العقل السليم مثلاً لو كان لديك عقل سليم أكنت ستصبحين كاتبة ؟ وتصلين إلى هذا النجاح؟ لا طبعاً"

- هذا ليس جنوناً وأنا لست مجنونة هذه تسمى موهبة ولكن أنت لأنك مجنون تظن أن الجميع مثلك مجانين ..

- "حسناً هذا ليس محور حديثنا الآن لماذا خرجت من الغرفة بدون إذن ؟"

- بالطبع لأن الباب كان مفتوحاً ...

- وهل وجدت طريق الهروب ؟"

قالها بسخرية

- طريق هروب ؟ في هذا القصر الغريب الذي يكون قصراً للموتى

. "حسناً إذاً اليوم هو يوم الثلاثاء وهو يوم الراحة من الكتابة كما أخبرتك سابقاً لذلك لديك فرصة أن تطلبي مني ثلاثة طلبات وسأنفذها لك مكافأة لصمودك لمدة أسبوعين"

شعرت بالراحة والاطمئنان عندما علمت بأني اليوم لن أكتب ثم استوعبت .. أسبوعين!!؟

هذا يعني أن لي أسبوعين وأنا مفقودة، هل سأصمد أكثر ؟ ؟

- "بالطبع ستصمدين أنت مميزة وذكية"

إنها المرة الألف التي أتحدث فيها في عقلي ويقوم بالرد علي!!

-

"أنت مميزة لدي شعور تجاهك بأنك ستقدمين لي أفضل

القصص في تاريخي، لن أنسى أمس كيف أقنعتني أن لا

أقوم بقص أصبعك وهذه المرة الأولى تحدث معي .."

- حسناً إذاً هل ستقوم بتنفيذ أي طلب أطلبه ..؟

سألته

- "بالطبع إلا شيئاً واحداً وهو الخروج من هنا طبعاً"

أعرف ذلك، أول طلب أريد مذكرة وقلماً و ... -

- "مرفوض"

لم أكمل حديثي إلا وأتاني الرفض في وجهي، قلت بغضب:

- إذا أنت سترفض لي أي طلب إذا طلب بسيط كهذا رفضته ؟

- "يؤسفني أن أقول لك إن هذا يعتبر في قواعد اللعبة غشاً أنتِ تريدين أن تسجلي كتاباتك وأفكارك ثم تأتي وتكتبينها عندي ما الفائدة؟ قانوني الأساسي في اللعبة

هو الارتجال لا يوجد صدقيني أفضل من الارتجال التخطيط للقصة يكون مملاً وخالياً من المفاجآت على عكس الارتجال والآن أعطيني طلبات أخرى" تنهدت بقوة

- حسناً أول طلب أريد قهوة فأنا لا أستطيع أن أكتب بدون قهوة ...

لا أعرف حقاً لماذا طلبت قهوة وأنا على شفا حفرة من الموت ولكنني كما قال كل كاتب يكون مجنوناً ..

- "حسناً لك هذا وماذا بعد ؟"

- ثاني طلب هو .. أن أخرج دائماً لا أرغب أن أكون محتجزة طوال الوقت في غرفة ...

- "تقصدين كل يوم تريدين أن تبحثي عن مخرج للهروب ؟"

- لا ليس كذلك أعرف أنه لا يمكنني الخروج من هنا أبداً حتى وأنا جثة حتى جثتي ستبقى هنا للأسف...

- "أمم حسناً لا بأس على ما يبدو أنني لا أستطيع رفض طلب لك"

أعلم بأنه قالها بسخرية,,

- " ولكن ستخرجين فقط عندما أسمح لك وأفتح الباب لك في الأوقات التي أريد أنا"

- حسناً موافقة, الطلب الثالث هو ما اسمك ؟؟

يبدو أنه تفاجأ كثيراً من سؤالي هذا اقترب مني مرة أخرى وانحنى بوجهه نحوي أملت رأسي للخلف كنت خائفة أنني أغضبته كنت لا أعلم حقاً لماذا سألته هذا السؤال ولماذا يهمني اسمه الآن ؟ لكن صراحة لم تكن لدي طلبات في وضع شخص مثلي محاصر من كل مكان ...

- "لماذا ترغبين بمعرفة اسمي " ؟؟

2024/11/27 · 86 مشاهدة · 895 كلمة
نادي الروايات - 2025