تقوم بفتحه في منزلها بعدها تقوم باختيار الضحية وتضع له منوماً وتقوم بإنزال الضحية لزوجها الوحش لكي يلتهمه، تقول زوجة الوحش:

"إن المشاعر غلابة تغلب على القلب والعقل والأخلاق في آن واحد، وإن الحب يجعلك تفعل أجمل الأشياء وأسوأها مثلاً أن تأكل جثة لترضي زوجك"))

الرواية كسبت الكثير من المعجبين بشكل مخيف كان الجميع مهووسين بها كانت مزعجة ومقلقة ومخيفة في أن واحد لدرجة تم سحبها من عدة مكتبات، لكن هذا لم يمنعني من أن أكتب رواية بعدها أشد غرابة ورعباً

في عام 2023 بعنوان "أعزائي الموتى" كانت الرواية تتحدث عن شاب يبحث عن الموت بكل الطرق حاول الانتحار عدة مرات فقط لكي يتحدث مع الموت، شيئاً فشيئاً يصبح بطل الرواية مهووساً بالجثث يقوم بسرقة الجثث أولاً والاحتفاظ بها في متحفه الخاص في المنزل فيشعر بالملل حتى يبدأ بارتكاب الجرائم حتى تكون الجثث طازجة ومنعشة يعيش 95%

مع الجثث ويأكل ويشرب وينام بينها، هذه من الممكن أن تكون أغرب هواية في التاريخ يا رفاق أعترف أن شخصياتي في الروايات يملكون هوايات غريبة ومرعبة مثلي تماماً، تفاصيل كثيرة مرعبة وغريبة تحملها أسطر هذه الرواية التي لم تكن أقل صيتاً من الأخرى، شعرت بأنني في هذا العام يجب أن أنقذ نفسي وأن أكتب عن شيء آخر حتى لا أتحول إلى آكلة لحوم جثث، لذلك كانت هذه الرواية التي

سأدشنها اليوم وأقوم بتوقيعها وأطلقها للعالم الأحب إلى قلبي، كانت الرواية بعنوان "واشتعل الرأس رعباً" تتحدث روايتي الجديدة عن أشد الأهوال رعباً والرعب لا يأتي لا من الأشباح ولا الجن ولا من الشياطين ولا من الوحوش الرعب الذي يأتي من النفس البشرية تتحدث الرواية عن الشخصية الرئيسة أخصائية نفسية تعمل في مصحة نفسية في سجن يحتوي على أكثر أشخاص مرعبين في الحياة من القتلة المتسلسلين إلى عصابات تجار البشر إلى القاتلين الذين يقتلون بشكل جماعي وغيرهم تحاول الشخصية الرئيسة الأخصائية النفسية التي تدعى

"مارا" أن تقوم بتأليف كتاب يتحدث عن تجاربها عندما تحاول أن تدخل في عقول هؤلاء الوحوش، لكن يحدث شيء لم يكن بالحسبان وهو عندما يدخل قاتل متسلسل إلى السجن حيث يظن الجميع أنه مجرد قاتل لكنه يكون أكثر من ذلك ويكون مشعوذاً وساحراً حيث ينجح في التلاعب بعقول الجميع بعد أن يتحول السجن إلى مذبحة ومجزرة حيث يحبس ذلك المشعوذ جميع الموظفين في السجن والسجناء ويحاولون الصراع من أجل النجاة من هجماته المرعبة والهلاوس التي يجعلهم يعيشون بها،

والنجاة من هجمات المساجين المتوحشين أيضاً، رواية تحمل بين طياتها الكثير من الرعب والخوف والألم والقسوة والعنف، كان جميع القراء كالعادة متحمسين لهذه الرواية التي ضربت قبل انطلاقها، وصلت أخيراً إلى مديرة أعمالي "لانا" كانت لانا فتاة جميلة متحمسة لديها شغفها الخاص بعملها ولطيفة ومتواضعة، رأيتها تقف في منصة توقيعي وهي تجهز الكتب مع المنظر ومنصة التوقيع والكثير من الزهور والهدايا، ما أن رأتني ابتسمت واستقبلتني بحرارة:

- أخيراً أين كنت لقد تأخرت ؟؟ تناولت القهوة من يدها :

- شكراً لك على القهوة حدثت أشياء كثيرة سببت تأخري منها أنني التقيت بتلك الكاتبة التي قررت فجأة أن تهديني جميع مؤلفاتها دفعة واحدة لكي أروج لها دون أن أعرف ما هو محتواها !!

- هذا هو نظام هذه الأيام الترويج والتسويق للكتاب أكثر من الاهتمام بمحتوى الكتاب وما بداخله ....

- فعلاً ومن يهتم هذه الأيام بالمحتوى؟ فكل ما يهمهم هو الشهرة إذا كان الكاتب المفضل لديهم يملك معجبات كثيرات فهذا يعني أنه حتى لو طبع كتاباً جميع صفحاته بيضاء سيقومون بشرائه . لانا ضاحكة - معك حق أرى أنك هذه الأيام تقومين بتوزيع الحكم والمواعظ

- لماذا ؟ أنا أيضاً كاتبة يحق لي قول الحكم والمواعظ أو أنه غير مسموح لي لأنني أكتب عن الجثث ؟؟

ضحكت لانا بقوة

- حقاً أنت تقومين بإضحاكي بين الحين والآخر والآن لقد اقتربت لحظة التوقيع تبقى فقط ثماني دقائق، انظري إلى هذه الطوابير الطويلة من أجلك كالعادة الجميع متحمسون العالم

"اشتعل الرأس رعباً".

ثم استرسلت لانا في حديثها وهي تعكس حاجبيها : الا

- لكن أين نسختي الخاصة ؟؟

قمت باخراج نسختها الخاصة من الرواية فتحت الكتاب 15 وقمت بالتوقيع لها وكانت كالعادة أول شخص يحصل على نسخة موقعة حتى قبل عائلتي التي لا تهتم حتى ....

تفضلي ...

ناولتها نسختها الموقعة بعدها تم فتح سير الصفوف التي كانت منتظرة بحماس لكي تأخذ الرواية مع توقيعي، وقعت لحوالي العشرين شخصاً مع التقاط الصور معهم والحديث والأسئلة والهدايا المتبادلة والنصائح أنا حقاً أحب هذه اللحظات والذكريات الجميلة التي أصنعها في كل حفلة توقيع حتى وصلت إلى العدد أو الشخص تقريباً الخامس والعشرين وضع إصداراتي أمامي بقوة على الطاولة مما أدى إلى إثارة استغرابي، ظننت أنه أخطأ أو أنه لم يقصد لكن عندما نظرت إليه مباشرة كان شاباً شاحب الملامح بعينين غائرتين للداخل وهالات سوداء وشعر مبعثر وجسم نحيل وملابس متسخة لم أستغرب فقط أنا من مظهره بل جميع الحاضرين استغربوا أيضاً، لذلك قررت أن أتجاهل الأمر وأقوم بالتوقيع له، أمسكت الكتاب الأول بابتسامة مجاملة وأنا أسأله:

- ما هو كتابك المفضل ؟؟

لم اجد أي إجابة منه ...

بعدها تناولت الكتاب الثاني قائلة: - أوقع باسم من ؟؟

ألا ترغب بشراء الرواية الجديدة؟

ما رأيك إذا كنت لا تستطيع أن تدفع ثمنها لا بأس سأهديك نسخة لأنه من الواضح أنك من قرائي القدماء وتستحق الهدايا ...

أرغب بالتخلص منها ...

قال الشاب بصوت يرتعش هذه الكلمات نظرت إليه: -

ماذا ؟ عفواً لم أسمعك ما الذي قلته ؟؟ ضرب على الطاولة بقوة وهو يردد بصوت عال ويصرخ في وجهي :

- أرغب بالتخلص منه ذلك الشيطان إنه لا يتركني إنه في رأسي في أذني في منامي وفي كوابيسي إنه معي بكل مكان مثل ظلي إنه يراقبني ويقوم بمراقبتك أيضاً أنت السبب أنت من صنعه ....

تجمهر الناس حول هذا الرجل المجنون قاموا باستدعاء الأمن وهم يسحبونه ما زال يصرخ وينظر إلي بهذه الكلمات " ماريانا" اكتبي عنه إنه يريدك أن تكتبي عنه وإلا فسيقوم بقطع أصابعك ورميها للكلاب ....

شعرت بالخوف والذعر والتوتر رغم الكثير المهووسين بي وبأعمالي إلا أنهم لم يتصرفوا بجنون مرعب هكذا كانت هذه المرة الأولى التي يحدث معي حادث مثل هذا؟ لكن قررت أن أقاوم وأمثل أنني لست خائفة وهل الكاتبة التي تخلق وتصنع عوالم وشخصيات ووحوشاً مرعبة وسوداوية وقاسية تخاف من هذا المشهد البسيط ؟ ؟

أكملت التوقيع بابتسامة بشوش قامت الصحافة بتصوير كل شيء وكنت أعلم بأنه سيصل إلى أبي سريعاً بالطبع وسيقوم بخلق مشكلة معي كالعادة، في الحقيقة ليس خوفا علي لكنه دائماً ما يفضل أن يحافظ على سمعته ومكانته المرموقة والمهمة في المجتمع،

انتهيت من أغرب حفل توقيع وبعدها توجهت إلى قاعات الحوارات كان لدي جلسة حوار وأسئلة وأجوبة مع قرائي لكن قبل ذلك ذهبت أنا ولانا لأخذ استراحة الغداء ....

- هل أنت بخير ؟؟

سألت لانا

- نعم لا تقلقي أنا بخير

- يبدو أنه شاب مدمن ومهلوس لا يوجد أحد طبيعي يمكنه أن يتحدث بهذا الشكل الجنوني

- بالضبط، والآن أحضري لي شيئاً خفيفاً لأتناوله لدي

- بعدها جلسة حوار دسمة ....

- حسن

انتهيت من طعام الغداء رأيت العديد من الاتصالات من أمي وأخي أعلم بأنهما قلقان علي بالتأكيد الآن في هذه الدقائق انتشر المقطع كانتشار النار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني وكالعادة تصرفت معهما بجفاف ولم أرد عليهما دخلت قاعة الحوار كانت مليئة بالكثير من القراء والناس المهمين والمؤلفين أيضاً، قاموا بالترحيب بي والتصفيق الحار لي الفلاشات من الهواتف والكاميرات تغزو عيني لكنني أصبحت معتادة على ذلك، جلست في المكان المخصص لي والتقطت الميكروفون خاصتي :

- مرحباً بالجميع أنا الكاتبة ماريانا شكراً لحضوركم اليوم ودائماً لدعمي في تدشين روايتي الحادية عشرة في مسيرتي أنا ممتنة جداً لهذه الموهبة التي أملكها وممتنة لكم جميعاً لأنكم تقومون بتقديرها وأتمنى أن تعطوا الكثير من الحب العملي

" واشتعل الرأس رعباً".

قاموا بالتصفيق مرة أخرى بحرارة لي، ثم قال المقدم:

والآن سنبدأ نستقبل الأسئلة من الحضور تفضل أول شخص لدينا ليسأل:

القارئ الأول:

- مرحباً أستاذة ماريانا ،، -

- قاطعته يمكنكم أن تنادوني بماريانا فقط .... أكمل مبتسماً :

- شكراً . حسن أنا لدي سؤال عن سلسلة روايات "ماريانا" لأنك بعد انتهائها لم تصرحي لنا عن السبب في إنهائها فجأة رغم أنك صرحت سابقاً بأن السلسلة ستمتد إلى خمسة أجزاء لكنك أنهيتها في الثالث فقط ؟

- أمم ... حسن نعم هذا السؤال داهمني كثيراً حتى في المنام،، ضحك الجميع بضحكة خفيفة، ثم استرسلت في حديثي ....

- صراحة هناك أسباب كثيرة قادتني إلى النهاية بسرعة أولها تعبت نفسياً كثيراً وأنا أكتب هذه السلسلة لذلك شعرت بأن صحتي النفسية أهم، ثانياً خشيت أني لم أعد أستطيع السيطرة عليها، خشيت من شدة واقعيتها أن تتحول فعلاً إلى واقع وتخرج إلى عالمنا ....

ضحك الجميع وهم يظنون أنني أضيف حس الفكاهة لكن هذه حقيقة أحياناً أخاف من الشر الذي أصنعه في كتبي وأخاف كثيراً أن يخرج إلى عالمنا الذي لا يقل شراً عن عوالم الروايات.

- حسن سنأخذ السؤال الثاني من هذه الشابة تفضلي:

- أهلاً ماريانا أنا من أشد المعجبين لديك تقريباً أقرأ لك من سبع سنوات لذلك أنا سعيدة اليوم لأنني هنا لدي سؤال بسيط ما الشيء أو الأشياء التي تلهمك لتكتبي بهذه الطريقة الجميلة والبشعة في آن واحد ؟

بالتأكيد أنت تفهمين ماذا أقصد بالبشاعة؟

قلت ضاحكة

- بالطبع أفهم تقصدين العوالم التي أصنعها ببشاعتها وقسوتها وعنفها، حسناً الأشياء التي تلهمني الكثير منها مشاهدة الأفلام مشاهدة الأفلام والمسلسلات الوثائقية تساعدني أن أجعل كتاباتي وكأنها واقعية خصوصاً في تصنيف الجرائم والقتلة وما إلى ذلك، وأهم إلهام في الحياة هي القراءة قراءة الكتب هي إلهام للعيش وليس فقط للكتابة صدقون لا تثقوا في كاتب لا يقرأ لا تثقوا به أبداً ....

حسن السؤال الثالث من هذا الشاب تفضل :

- ماذا ستكون ردة فعلك إذا خرجت شخصية من شخصيات أعمالك إلى الواقع في يوم ما ؟؟

أطلق جميع الحضور ضحكة مدوية على سؤال هذا الشاب المتحمس

- أمم ... حسن سيكون الأمر مرعباً لأنه للأسف جميع شخصياتي التي صنعتها لا أظن أن أحداً متحمس لمقابلتها على أرض الواقع بمن فيهم أنا ....

بعد أن انتهى الجميع من الضحك للمرة الثانية حسناً لنقم بأخذ آخر سؤال لليوم وهو من هذا الصحفي:

لم يعجبني الأمر عندما قام باختيار صحفي لسؤالي لأنني أكره الصحافة كثيراً وأسئلتهم الغبية وأسلوبهم التافه: - مرحباً أستاذة ماريانا أنا الصحفي البر....

- هات ما عندك فحسب لا أحد يهتم .... لم أجعله ينطق اسمه، ضحك الحضور وشعر بالحرج لكنه استمر سؤالي هو : - الكثير من حالات الاختفاء تحدث للمؤلفين على مدار السنوات الأخيرة ماذا سيكون تعليقك ألست خائفة ؟

استغرب الحضور واستنكروا سؤاله الذي ليس له أي معنى ولا علاقة بالمحتوى هنا ...

- لماذا ؟

هل ترغب بالتخلص مني؟ قلت بثقة وسخرية حتى ضحك الحضور بقوة ....

رد وهو يحاول أن يخفي توتره: - أبداً آنسة ماريانا لكن رأينا اليوم ما حدث معك في لحظات التوقيع وذلك الشاب هل تعرفينه ؟؟

- لا أعرفه أبداً ويبدو أن ذلك الشاب مهووس بي كغيره ومثلك أيضاً ... لذلك لنقم بإنهاء الجلسة هنا شكراً للجميع وأعدكم بأننا سنلتقي قريباً وأتمنى لكم قراءة ممتعة ....

صفق الحضور لي وانطلقت الفلاشات كالعادة ولكن بسبب الإضاءة الخافتة في القاعة ومع الفلاشات القوية لمحت شخصاً يقف في نهاية القاعة ما لفت نظري وجهه كان وجهه ليس طبيعياً أو كان يلبس قناعاً؟

لا أعرف حقاً لكنه من وسط الظلام والفلاشات كان ينظر إلي بشكل مباشر ونظراته مرعبة، شعرت بالألم في عيني من الفلاشات وشعرت بدوران خفيف أغلقت عيني وفتحتها وكان قد اختفى هل كنت أتخيل أو أتوهم ؟؟

2024/10/19 · 92 مشاهدة · 1781 كلمة
نادي الروايات - 2025