في تلك اللحظات، كان يوشيرو وساجور يحلقان عاليًا في سماء مغطاة بالسحب الجليدية.

قال ساجور، وهو ينظر نحو الأفق:

"علينا أن نزيد سرعتنا قبل أن تغرب الشمس."

ردّ عليه يوشيرو بعينين تلمعان:

"متى نخرج من هذه الغابات الجليدية؟"

أجابه ساجور، والثلج يتراكم على كتفيه:

"إن زدنا سرعتنا أكثر، سنخرج منتصف الليل."

ابتسم يوشيرو وقال بحزم:

"فلنطلق بأقصى ما نملك."

انطلقت هالتهما كوميض برق، ليحلقا بسرعة الضوء بين أشجار الغابة المتجمدة.

قال ساجور بصوت مرتجف وهو يتلفّت:

"كن حذرًا... ما زالت الغابة خطيرة جدًا."

كان الثلج يزداد كثافة كلما توغّلا أكثر، وكأن الغابة ترفض أن تُكشف أسرارها.

---

في الجهة الأخرى، كان أريكان يسير بخطى واثقة برفقة البقية نحو مقر القائد العام.

توقف فجأة، واستدار نحو تشو فانغ قائلاً:

"أنت ستذهب مع الإمبراطور والحُرّاس إلى المقر، أما أنا فسأتفقد القرية... لعلّ أحدهم يحتاج إلى المساعدة."

أومأ تشو فانغ برأسه وتوجه مع الحُرّاس، بينما انفرد أريكان وسلك طريقًا مختلفًا نحو وسط القرية.

دخل السوق المدمر، فرأى الحطام في كل مكان، والمباني محترقة، ورائحة الدخان تملأ الأجواء.

وأثناء تفقده، سمع صوتًا باهتًا لطفل قادم من منزل شبه منهار.

اقترب أريكان ببطء وقال:

"من هناك؟"

لكن لم يجب أحد. دفع الباب ودخل، ليجد عائلة تتكوّن من طفل صغير، وفتاة في الخامسة عشرة، وامرأة تبدو في الثالثة والعشرين، ورجل في الرابعة والعشرين.

أمسك الرجل بسيفه وصرخ:

"لا تقترب من عائلتي!"

قالت المرأة بصوت مرتجف:

"لا تخافوا... لن ندعه يؤذينا."

صرخ الرجل:

"اخرج من هنا، أو سأقتلك!"

ابتسم أريكان بهدوء وقال:

"أنا هنا بأمر من الإمبراطور... لقد كان صديقًا لسيدي."

لكن فجأة، سمع الجميع وقع أقدام.

اقتحمت مجموعة من الحراس المنزل، لكنهم لم يجدوا سوى أريكان واقفًا بهدوء.

قال أحد الحُرّاس بغلظة:

"نبحث عن شخص مثلك تمامًا."

ضحك أريكان وقال:

"هل ترغبون في اللعب معي؟"

في تلك اللحظة، ارتعشت الفتاة الصغيرة من الخوف، وبكت بصوت مرتفع دون قصد، ثم وضعت يدها على فمها لتخفي صوتها.

صرخ أحد الحُرّاس:

"من هناك؟!"

قال أريكان:

"فليخرج الجميع... لماذا تختبئون؟"

خرج الرجل والعائلة خلفه. قال الرجل بعينين غاضبتين:

"كنتَ معهم منذ البداية! خائن!"

هزّ أريكان رأسه وقال:

"أنا هنا لأساعدكم."

ردّ الرجل بسخرية:

"أثبت ذلك!"

ابتسم أريكان وقال:

"حسنًا..."

أطلق هالة شيطانية غريبة، واندفع بسرعة الضوء، وفي ومضة عين، كان الحُرّاس جميعًا جثثًا هامدة.

قال وهو يُغمض عينيه:

"هل تثق بي الآن؟"

فتح بوابة العالم الخاص، وخرجت منها أكينا والبقية. انحنى الرجل وعائلته أمام آسيا

قال أريكان:

"هيا، ادخلوا عالمي الخاص. أنتم بأمان الآن."

قالت آسيا بلطف:

"إنه معنا."

دخل الجميع إلى العالم الخاص، ثم تابع أريكان جولته في أنحاء القرية. وبعد ساعات من البحث، تمكّن من إنقاذ نصف سكان القرية.

قال وهو يحدّق في السماء:

"حسنًا، انتهيت... لم يتبقَ أحد هنا."

ثم انطلق بسرعة نحو مقر القائد العام.

---

وعندما وصل... تجمّد في مكانه.

الدماء تغطي الأرض، والجدران ملطخة بأشلاء ممزقة.

قال بصوت منخفض:

"واو... هذا عمل تشو فانغ الوغد... سحقهم جميعًا."

تبع أثر الدماء نحو القاعة الكبرى، وكل خطوة كانت تُغرق حذاءه أكثر في السائل الأحمر.

فجأة، سمع صوت ضحكة مجنونة قادمة من خلف باب كبير.

اقترب بهدوء، وتسلل يراقب من خلف فتحة الباب...

لكن ما شاهده... صدمه حتى الصميم.

2025/05/10 · 48 مشاهدة · 492 كلمة
🔹USB 3.0
نادي الروايات - 2025