82 - كايد: أسطورة انتهت في لحظة

داخل قاعة العرش المظلمة، كان المشهد صادماً.

نظر أريكان فانصدم من ما رأته عيناه... الإمبراطور والحراس مقيدون بسلاسل ضخمة تتدلى من السقف، أما تشو فانغ، فكان يقاتل بمفرده، والدماء تغطي وجهه، وجراح غائرة تنتشر في جسده. زفر أريكان زفيراً حارقاً، واشتعلت حوله هالة شيطانية حمراء داكنة، ثم قال بصوت هادئ لكنه حاد:

– "يا تشو فانغ... أحسنت، لكن حان وقت الراحة، سأكمل من هنا."

فجأة، انطلق صوت جهير من العرش، لرجل عملاق يجلس بجسد كالجبل وصوت كالبركان:

– "من تظن نفسك أيها الحشرة؟"

ابتسم أريكان بثقة، واقترب بخطى ثابتة قائلاً:

– "أنا أريكان... خادم السيد يوشيرو."

ضحك العملاق ساخراً، وقال:

– "لا شأن لي بك، ولا بسيدك الوغد."

ردّ أريكان بنفس نبرة السخرية:

– "قبل أن تموت، عرّفني باسمك."

وقف العملاق، وانطلقت منه هالة حمراء مرعبة، كأن الأرض اهتزت لخطوته، وقال:

– "اسمي كايد، القائد العام لمنظمة التخريب! لم يجرؤ أحد على سؤالي من قبل، لكنك... شجاع. للأسف، شجاعتك ستكون نهايتك. سأقتلك الآن، ثم أبحث عن قائدك لأمزقه إرباً."

في تلك اللحظة، وبينما تشو فانغ يواجه الحراس، أطلق أريكان عاصفة جليدية جمّدت كل الحراس في طرفة عين. ثم التفت إلى تشو فانغ قائلاً:

– "تعال، ارتح قليلاً."

لكن كايد انقضّ على تشو فانغ كالسهم، سيفه يلمع كنيزك نازل من السماء... لولا أن أريكان ظهر أمامه فجأة، وكأنه خرج من العدم، وأوقف ضربة السيف بسيفه الخاص.

ضحك كايد ببرود:

– "لا بأس بك..."

– "وأنت أيضاً تبدو أقوى من البقية..." رد أريكان بابتسامة.

– "من تقصد بالبقية؟ هل... هل قتلتهم؟" سأل كايد متفاجئاً.

ردّ أريكان بثقة مرعبة:

– "بكل سهولة."

غضب كايد وهاج، ولوّح بسيفه بعنف، لكن أريكان تصدى له مرة أخرى. ثم صرخ كايد:

– "تعويذة سحرية!!"

وانشقت خلفه بوابتان عملاقتان، خرجت منهما آلاف الأفاعي العملاقة تزحف نحو أريكان. ابتسم هذا الأخير وقال:

– "تعويذة سحرية؟ إذاً... هذا ردّي!"

خرجت من خلف أريكان عشرات الكرات النارية، أطلقها بسرعة خاطفة، لتقضي على الأفاعي في لحظات، تبخّرت كما لو لم تكن.

قال أريكان بسخرية:

– "هل هذا كل ما لديك؟"

صرخ كايد بجنون، واندفعت من عينيه هالة سوداء كثيفة، ثم انقضّ كالشبح نحو أريكان، الذي قال بثبات:

– "أنت من بدأ هذه المعركة... وأنا من سينهيها."

في ومضة، انطلق أريكان كأنه شعاع من الضوء، وقطع يد كايد في طرفة عين. صرخ كايد من الألم، وازداد جنونه. أمسك سيفه بيده الثانية، وهاجم بسرعة مذهلة، بالكاد استطاع أريكان تفادي الضربات. ومع ذلك، ظل يبتسم.

– "ماذا حدث؟ هل هذه كل قوتك؟" قالها بسخرية، ثم قطع يده الأخرى بلا رحمة.

ومع ذلك، لم يستسلم كايد، أمسك سيفه بأسنانه وبدأ يدور حول أريكان كالإعصار، لكن أريكان ظل يتفادى بخفة وكأنه يرقص، إلى أن ضاق ذرعاً وقال:

– "تأخرت بما فيه الكفاية..."

وفي لمحة، رفع سيفه وقطع رأس كايد، فسقط جسده على الأرض، لتهدأ القاعة فجأة... وكأن الشر قد مات.

قال أريكان وهو يتنفس بهدوء:

– "هيّا بنا... تأخرنا على قرية هيراشي."

ردّ تشو فانغ بصوت متعب، بالكاد يسمع:

– "ألا ترى حالي...؟"

ضحك أريكان وقال:

– "سأدخلك إلى عالمي الخاص، ونتابع الرحلة."

فتح بوابة العالم الخاص، فخرج الجميع، فرحين بالنجاة. ركضت أكينا نحو تشو فانغ وقالت بقلق:

– "ماذا حدث له؟!"

قال أريكان بلا اهتمام:

– "لا شيء... فقط جاهل لا يعرف كيف يقاتل."

ردّ تشو فانغ وهو يبتسم بصعوبة:

– "وهل تضحك عليّ الآن؟"

قال أريكان وهو يلوّح لهم:

– "هيّا، ادخلوا جميعاً. نكمل الطريق نحو هيراشي."

تدخلت آسيا وقالت:

– "انتظروا! لا يمكن أن ترحلوا دون أن نردّ لكم الجميل."

أجاب أريكان بجدية:

– "لا حاجة لذلك، الوقت يداهمنا."

قال الإمبراطور بقلق:

– "أرجوك، انظر إلى حال صديقك، سيموت إن بقي على هذه الحال."

قال أريكان بلا مبالاة:

– "دعه يموت."

تدخلت أكينا وقالت:

– "يجب أن تعالجه!"

وقالت آسيا برجاء:

– "ابقوا فقط الليلة، وغداً تابعوا طريقكم."

أصرّ أريكان: "لا داعي، سنذهب الآن."

لكن بعد إلحاح الجميع، قال أخيراً:

– "حسناً... فقط الليلة."

2025/05/12 · 50 مشاهدة · 610 كلمة
🔹USB 3.0
نادي الروايات - 2025