83 - ثلاث دقائق للحياة

بدأت قرية هاكو بإعادة إعمار ما تهدّم، وكان ناد وكين يشاركان السكان بحماسة في حمل الأخشاب وبناء المنازل. وفجأة، ظهر البائع الذي كان كين قد سرقه يومًا ما. اقترب الرجل وقال بنبرة حازمة:

"هل تذكرني؟"

تجمّد كين لحظة، ثم قال وهو ينحني خجلاً: "نعم… أنا آسف جدًا على ما فعلت. كنت يائسًا حينها."

أدخل يده في جيبه، وأخرج بضع عملات، ثم تابع: "هذا ثمن الخبز الذي أخذته منك."

ضحك البائع وقال: "هل تمزح؟ أنتم أنقذتم قريتنا من أولئك الأوغاد. لا يمكنني أن آخذ مالًا من أبطالنا."

تدخل ناد مبتسمًا: "لكنه سرق خبزًا كثيرًا طيلة حياته…"

ضحك الجميع، وربت البائع على كتف كين وقال: "بل نحن مدينون لكم."

في تلك اللحظة، صاح أريكان من بعيد: "هيا، تعالوا! نغادر غدًا عند الفجر، لن نضيع الوقت."

أومأ الجميع بالموافقة، وكان في أعينهم بريق الحماسة.

في مكان آخر، كان يوشيرو وساجور يقتربان من حافة الغابة الجليدية، وسط صقيعٍ قاسٍ وضبابٍ كثيف.

قال ساجور وهو ينظر للأفق: "سنخرج من هذه الغابة قريبًا."

ردّ يوشيرو: "فلنُسرع قبل أن يحلّ الليل."

اندفع الاثنان بخفة وسرعة. وبينما كانا يشقّان طريقهما، قال يوشيرو في نفسه: "أتساءل كيف حال عائلة هيسامي الآن..."

وفجأة، خرج من جسده ظلٌ عملاق أحمر قانٍ، وقال يوشيرو بنبرة آمرة: "اذهب إلى عائلة هيسامي، إن كانوا في خطر فاحمهم، وإن كانوا في أمان فعد إليّ."

انطلق الظل كوميض برق، تاركًا وراءه شرارات نارية حمراء.

قال ساجور: "دعنا نبيت في قرية قريبة. النوم في العراء ليس آمنًا."

ردّ يوشيرو: "يمكنني صنع منزل بالسحر…"

قاطعه ساجور بحزم: "سيثير ذلك الشبهات، وقطاع الطرق قد يتربصون بنا. لا نريد لفت الأنظار."

وافق يوشيرو، وهبطا أمام بوابة قرية صغيرة مغطاة بالضباب. كانت اللافتة تقول: "قرية هينارا."

قال يوشيرو وهو يتفحّص الأجواء: "هذه القرية مريبة…"

ردّ ساجور: "كن حذرًا، الضباب يخفي الكثير."

دخل الاثنان إلى وسط القرية، وكان المكان مهجورًا تقريبًا، بلا حركة. وجدوا ساحة خالية، فقال يوشيرو: "سأبني منزلًا هنا."

وافق ساجور ودخل المنزل سريعًا ليرتاح، بينما قرر يوشيرو تفقد القرية وحده.

مرّ بجانب منازل قديمة، متهالكة، وسكان ينزلون رؤوسهم فور رؤيته. قال في نفسه: "لماذا يخفضون رؤوسهم؟ هناك أمر غريب هنا…"

دخل إلى السوق، فوجده خاليًا إلا من مجموعة رجال يحملون السيوف ويأكلون.

قال أحدهم وهو ينهض: "من تظن نفسك لتتجول هنا هكذا؟"

ردّ يوشيرو بهدوء: "هل تتحدث إليّ؟"

قال الرجل ساخرًا: "وهل يوجد غيرك؟ أنا قائد هذه القرية، ويجب أن تستأذن قبل دخول أرضنا."

اقترب الرجل من يوشيرو وأمسك برأسه، لكن عينا يوشيرو اشتعلتا حمرة، وقال بصوت مرعب: "اترك رأسي… قبل أن تموت."

استلّ رجال القائد سيوفهم، لكن قبل أن يتحرك أحدهم، أخرج يوشيرو سيفًا أسود سحريًّا، وفي طرفة عين… قطع رأس القائد!

قال بصوت بارد: "من التالي؟ من يودّ أن يتذوق حافة هذا السيف؟"

هجم عليه الجميع، فابتسم وقال: "فلألعب معكم…"

استدعى ثلاث ظلال سوداء صغيرة، بدون أسلحة، فانقضّت على المهاجمين بمخالب حادة. حاول الرجال مقاومتها، لكن سيوفهم كانت تخترقها دون جدوى… الظلال كانت سحرية!

ضحك يوشيرو وقال: "حان وقت الترفيه الحقيقي."

استدعى ثلاث ظلال إضافية، ثم دمجها جميعًا، فظهر ظل عملاق أحمر قانٍ، صرخ بصوت مزّق سكون القرية.

ركض السكان نحو الساحة من الرعب، وعندما رأوا الظل العملاق… فرّوا وهم يصرخون.

قال يوشيرو وهو يحدق في الرجال المرتجفين: "أعطيكم ثلاث دقائق… إن استطعتم هزيمته، سأعفو عنكم. وإن فشلتم… أنتم تعرفون ما ينتظركم."

وقف الظل العملاق بلا حراك… والرجال يحاولون ضربه، لكن سيوفهم تمرّ من خلاله دون تأثير.

دقائق مرّت…

نظر يوشيرو إلى السماء وقال ببرود: "انتهت الثلاث دقائق…"

2025/05/12 · 44 مشاهدة · 541 كلمة
🔹USB 3.0
نادي الروايات - 2025