عندما انقضت الدقائق الثلاث ولم يتمكن أحد من إسقاط الظل العملاق، انطلق أحد الرجال صارخًا وهو يشهر سيفه نحو يوشيرو:
"ستموت الآن، وتنجو أرواحنا!"
لكن قبل أن يقترب حتى من يوشيرو، امتدت يد الظل العملاق وأمسكت بساقه، ثم سُحِق تحت قدم الظل الهائلة. تناثرت الدماء من تحت القدم كأنها نهرٌ قانٍ انفجر من باطن الأرض.
في لحظة خاطفة، انقض الظل على باقي الرجال، ولوّح بسيفه الضخم مرة واحدة فقط…
ومع تلك التلويحة، سقط الجميع. سال الدم في الشوارع، وتحولت الأرض إلى بحرٍ أحمر، يروي قصة الموت.
من خلف النوافذ المتهالكة، راقب بعض أهل القرية ما يحدث بقلوبٍ مرتجفة، صامتة.
اختفى الظل… وظلّ يوشيرو واقفًا بهدوئه الشيطاني المعتاد.
قصرٌ عجيب
تابع طريقه بهدوء حتى وصل إلى نهاية القرية، حيث وقف أمام منزلٍ ضخم، بدا كقصرٍ للإمبراطور.
نظر إليه وقال في نفسه:
"هل هذا قصر الحاكم؟ لا بأس، فلنرَ."
اقترب من بوابة القصر حيث كان الحراس يقفون بترقّب.
قال أحدهم بتحدٍ:
"من أنت؟"
ابتسم يوشيرو ابتسامة باردة وردّ:
"أنا من خرج من جحيم الشياطين… أنا من يسلك طريق شياطين."
قال الحارس:
"توقّف عن الكلام الغامض، وإلا اضطررنا لاستعمال العنف."
رفع يوشيرو يده بهدوء، وفجأة انجذب الحارس بقوة لا تُرى إلى يده، حتى أصبحت رقبته بين قبضته.
ابتسم يوشيرو ابتسامة شيطانية وهمس:
"هل تريد أن تعرف من أنا؟"
هاجم بقية الحراس، لكن ظلًا عملاقًا أحمر قاني خرج من خلف يوشيرو، صرخ صرخة واحدة أوقفت الجميع عن الحركة.
قال يوشيرو بصوتٍ ارتجّت له جدران القصر:
"أنا وريث كاسبر… حاكم سُهاد السموات!"
داخل القصر…
كان رجل ضخم الجسد يخلع ملابسه ويستعد لارتكاب فعل شنيع مع فتاة مقيدة بالسلاسل، فمها مكمّم بقطعة قماش، ودموعها تتساقط بصمت.
لكن ما إن سمع صوت الفوضى بالخارج حتى قال منزعجًا:
"ما هذا الصوت في أجمل اللحظات؟"
ارتدى ملابسه بسرعة وفتح باب الغرفة بغيظ، لكنه تجمّد في مكانه.
رأى أمامه شابًا يقف على جبلٍ من جثث الحراس… والدماء تغطي الأرض من حوله.
استلّ الرجل سيفه واندفع نحو الغرفة، لكن يوشيرو تقدّم بثقة. وعندما نظر إلى الفتاة، جمد في مكانه…
كانت تشبه سونا.
ظل صامتًا، بينما عيون الفتاة تحكي الألم… وكأنها تقول: "شرفي ضاع..."
قال الرجل بصوت غاضب:
"لا تجرؤ على النظر إلى فتاتي!"
رد يوشيرو ببرود:
"أكره هذا النوع من البشر…"
اندفع الرجل نحوه وهو يصرخ:
"وأنا أكره من يخرّب لحظاتي!"
لكن يوشيرو تمتم كلمات شيطانية، وفتحت بوابة سوداء خلفه، خرج منها سيف أسود منقوش عليه تنين أحمر.
قال يوشيرو:
"هذا أول استخدام لهذا السيف… هدية من قائدي."
تصادمت سيوفهما، ولكن…
تكسر سيف الرجل كأنه ورقة شجرة هشّة، وتراجع مصعوقًا.
صرخ الرجل:
"ما هذا السيف؟!"
قال يوشيرو بابتسامة قاتلة:
"ستعرف من أعطاني إياه… ومن هو قائدي."
وجّه السيف نحو الرجل، فانجذب جسده بالكامل إلى النصل، واخترق السيف رقبته، وفي لحظة، تحوّل جسده إلى غبارٍ تلاشى في الهواء.
همس يوشيرو في نفسه:
"سيدي كاسبر… هذا السيف الذي أعطيتني إياه عندما قاتلت في الغابة الجليدية، لم أستخدمه من قبل… وها أنا أطلق عليه اسم: الهيب.
سيف الهيب، المصنوع من معدن نيزكي قديم، يقال إن من يضربه، يتحول إلى غبارٍ مع أول لمسة من نصل اللهب…
وكأن الجحيم يبتلعه في لحظة.