في نفس الوقت...
كان يوشيرو وساجور قد وصلا إلى مدخل الكهف، برفقة "عين طائر الرعد" التي أُحضرت في وعاء زجاجي صغير ينبض بالطاقة. دخلا الكهف بصمت، وكان القلق مرسومًا على وجه يوشيرو.
استقبلتهم ليان بنظرة متسائلة:
– "هل وجدتم كل المكونات؟"
أجاب ساجور:
– "لا... فقط أحضرنا عين طائر الرعد."
ثم أضاف، وهو يتقدّم نحو العجوز:
– "سنبحث عن باقي المكونات، واحدًا تلو الآخر."
بينما كان الحديث يدور بينهم، اقترب يوشيرو من جسد سونا، الممددة على الأرض، تغمرها هالة خافتة من السكون. جلس بجانبها بركبة واحدة، ومد يده ليلمس شعرها بلطف.
– "سونا... ستعودين إلى الحياة، لكن صبري قليل... فقط اصبري معي." همس بكلمات تختلط بين الرجاء والندم.
تحدث العجوز بصوتٍ حكيم:
– "يا فتى... الصبر دواء."
رد عليه يوشيرو بعينين دامعتين:
– "أي صبر هذا؟! أنا من وعدت والديها أن أحميها مهما كلّفني الأمر!"
ابتسم العجوز بحكمة وقال:
– "كلّنا نخطئ، لكن الفرق بين الجاهل والحكيم هو أن الحكيم يتعلم من خطاياه. لقد أخطأت، نعم... لكنك الآن أمام خيار: أن تتعلم، أو أن تظل تندم."
أطرق يوشيرو رأسه للحظات، ثم قال بهدوء:
– "معك حق..."
تقدّم ساجور نحو العجوز وسلّمه الوعاء الذي يحوي عين طائر الرعد:
– "هذا أول مكون... لن نعود قبل أن نحصل على البقية."
نظر إلى يوشيرو وقال:
– "هيا بنا، لنبحث عن باقي المكونات."
غادرا الكهف، وبينما كانا يسيران في طريق رملي ضيق، سأل يوشيرو:
– "وما المكون التالي؟"
رد ساجور:
– "غصن من شجرة الخوخ."
رفع يوشيرو حاجبيه بدهشة:
– "لكن شجرة الخوخ نادرة جدًا...!"
أومأ ساجور بثقة:
– "أعلم، لكنني أعرف أين نجدها."
توقّف يوشيرو وسأله بترقب:
– "أين؟"
ابتسم ساجور وقال:
– "عند عائلة تايغرون."
تغيّر وجه يوشيرو بسرعة:
– "هل تقصد عائلة تايغرون التي تقودها كارميلا؟!"
– "نعم. لديهم شجرة الخوخ الوحيدة التي عرفها لا عرف غيرها ."
سكت يوشيرو لحظات، ثم قال:
– "لكننا لا نعلم أين تقع أراضيهم."
أشار ساجور إلى الأمام وهو يقول بثقة:
– "أنا أعرف مكانهم... فقط اتبعني."
وانطلق الاثنان في طريقهما، حيث كانت الخطوة التالية محفوفة بالغموض... وربما الخطر.