الفصل 29: جني الأرباح

--------

في اللعبة، إن كنت أتذكر جيدًا، كان سمائيل أحد الطلاب الذين اتخذوا الخطوة الأولى خلال اختبار التقييم.

بسبب ذلك، جذب انتباهًا غير مرغوب من الجميع تقريبًا حوله، مما أجبره على خوض معركة "الكل ضد واحد" منذ البداية.

كان متهورًا.

...لكنه كان أيضًا قويًا بشكل مخيف.

على الرغم من قتاله أكثر من عشرين طالبًا بمفرده، لم يكتفِ سمائيل بالبقاء على قيد الحياة خلال الساعات الأربع الأولى بسهولة شبه تامة، بل تسلق أيضًا طريقه إلى قائمة المائة الأوائل.

ومع ذلك، كان متهورًا. متهورًا للغاية.

بدلاً من القتال باستراتيجية واختيار معاركه بعناية عبر استهداف الخصوم الأضعف، هاجم كل من اعتقد أنه قوي — كما لو كان يريد إثبات شيء.

كما لو كان يعلن أن لا أحد في ساحة المعركة هذه يضاهيه.

بحلول الوقت الذي خاض فيه ست مبارزات متتالية ضد خصوم أقوياء، مهزمًا كل واحد منهم، كان قد أرهق نفسه إلى درجة لا يمكن التعافي منها.

ونتيجة لذلك، أُقصي بحلول الساعة السادسة.

في النهاية، احتل المرتبة السادسة والستين.

أحمق.

أحمق مطلق.

لو كان قد لعب بذكاء، اصطاد الطلاب الأضعف أولًا، ثم القويين، لكان بإمكانه بسهولة الوصول إلى العشرة الأوائل.

بل الخمسة الأوائل حتى.

كان الاختبار يمتد اثنتي عشرة ساعة — ماراثون. لكن سمائيل اندفع فيه كما لو كان سباق سرعة.

لن أرتكب الخطأ ذاته.

بووم—!!

هز انفجار مدوٍّ المدرج، هز الأرض ذاتها تحت قدميّ.

ارتفع الغبار والحطام إلى السماء في البعيد، وذاب الصمت المتوتر السابق في فوضى عارمة.

تفرق الطلاب، بعضهم اندفع غريزيًا للاحتماء، وآخرون هجموا مباشرة نحو المعركة بتهور جامح.

تتبعت عيناي الدخان المتصاعد من مصدر الانفجار. مغامر قد اتخذ الخطوة الأولى هناك.

انفجرت الساحة بأكملها ردًا على ذلك، كما لو أن صوت الانفجار وحده قد هدم حاجز الضبط الضعيف الذي كان الجميع متمسكين به.

سمعت عدة انفجارات أخرى تندلع حولي. آخرون قد اتخذوا خطوتهم الأولى أيضًا.

مع هذا، بدأت اللعبة الحقيقية.

وقفت ساكنًا، ابتسامة تعلو وجهي، أراقب الفوضى تنتشر كالنار في الهشيم عبر الساحة.

كانت مجموعة من الطلاب إلى يساري قد انخرطت بالفعل في معركة مع بعضها.

قبل بدء كل هذا، كانوا قد شكلوا تحالفًا، معتقدين أن العمل في فرق سيمنحهم فرصة أفضل لاجتياز الاختبار.

الآن، كانوا مصرين على القضاء على حلفائهم السابقين.

هذا ما يحدث عندما تحاول التعاون مع غرباء في موقف عالي الضغط.

حمقى.

إلى يميني، انطلق آخرون نحو أطراف الساحة، محاولين الاختباء في الظلال حيث يمكنهم انتظار اللحظة المناسبة للضرب.

لكن لم يعد هناك أمان هنا.

تحول كل ركن من هذا المدرج إلى ساحة قتال.

كان عداد الوقت يلوح كبيرًا على الشاشات أعلاه، ينقص بلا رحمة.

[11:39:45]

عشرون دقيقة. مرت عشرون دقيقة فقط، وكان المكان يبدو بالفعل كمنطقة حرب.

أُقصي بعض الطلاب الأضعف بالفعل، تحطمت كراتهم، وانطفأت أحلامهم بالالتحاق بالأكاديمية قبل أن تبدأ فعليًا.

لكن معظم الأقوياء لم يتحركوا بعد. ليس حقًا. كانوا ينتظرون، يتريثون ويراقبون الوضع، مثلي تمامًا.

مسحت ساحة المعركة بعينيّ، أقرأ تدفق القتال، أتفحص منافسي.

كان بعضهم متلهفًا جدًا، متسرعًا جدًا. سينهكون أنفسهم قريبًا.

آخرون، مثلي، كانوا أذكى — يحافظون على طاقتهم، يصطادون المتخلفين مع تجنب المواجهات المباشرة.

كما قلت، هذا ماراثون، وليس سباق سرعة.

بالتأكيد، استراتيجية جيدة ستكون قتال الأضعف أولًا، جمع نقاط سهلة، وتجنب متاعب مواجهة الأقوياء حتى لاحقًا.

كان ذلك سيفلح... لو عرفنا من هم الأضعف.

لكننا لم نكن نعرف. ليس بعد.

لم أستطع أن أمشي إلى شخص ما وأبدأ بقتاله، متخيلًا أنه ضعيف. كان ذلك سيكون حماقة.

ماذا لو كان حكمي خاطئًا، وتبين أنه قوي جدًا؟

ماذا لو كان لديه بطاقة يمكنها مواجهة هجومي؟

ماذا لو هاجمني شخص آخر بينما كنت أنفذ كميني؟

متغيرات كثيرة. مخاطر كثيرة.

الآن، كان الخيار الأكثر أمانًا وعقلانية هو الانتظار بصبر ومراقبة الوضع بعناية.

بالطبع، لم يشارك الجميع طريقة التفكير ذاتها.

جوليانا، على سبيل المثال، كانت قد إنطلقت بالفعل.

كانت قد إستدعت سيفها الرفيع في اللحظة التي ضرب فيها الانفجار الأول، وربما كانت الآن في عملية إقصائها الثالثة أو الرابعة.

لم تكن متهورة.

على العكس، كان بإمكانها تحمل المخاطر.

بما أنها ظلي، لن تُطرد من الأكاديمية حتى لو خسرت كل كراتها في الساعات الأربع الأولى.

لذا، لم يكن لديها ما تخسره.

" يا للحظ, " تمتمت تحت أنفاسي.

في تلك اللحظة، لفتت حركة مفاجئة في زاوية عيني إنتباهي.

من خلال الغبار والدخان، برز شكل من جهة يميني. كانت فتاة طويلة ذات شعر أشقر، تمسك بسيف وهي تهجم مباشرة نحوي.

كانت عيناها حادتين، مركزتين كصقر ينقض على فريسته.

على الرغم من الفوضى المشتعلة حولنا، إختارتني هدفًا لها. يا للحماقة.

هذا بالضبط ما قصدته عندما قلت إن حكم المرء قد يكون خاطئًا.

ربما إختارتني للكمين لأنني لم أتحرك. أراهن أنها ظنت أنني متجمد من الخوف.

لم تكن لتكون أكثر خطأً. أساءت تقديري. والآن، ستدفع ثمن خطأها.

اقتربت الفتاة، وشق سيفها الهواء، مستهدفًا كتفي. لكنها كانت بطيئة جدًا.

إنخفضت تحت ضربتها و قمت بالدوران، مستخدمًا الزخم لأصفع بكف مفتوح على بطنها.

نُزع الهواء من رئتيها وهي تترنح للخلف، ممسكة ببطنها، تلهث من الألم والصدمة.

تزعزعت قبضتها على السيف، لكنها لم تسقط بعد. لصالحها — كانت أقوى مما تبدو.

لكن ذلك لم يكن كافيًا لإنقاذها.

قبل أن تتعافى، تقدمت، متخطيًا دفاعها الضعيف.

ثوام—!

لم تتح لها فرصة للرد إذ اصطدمت قبضتي بفكها. كانت قوة الضربة أكثر من كافية لترسلها متهاوية إلى الأرض.

تطاير سيفها بلا فائدة بجانبها وهي تسقط. تصدعت إحدى الكرات على حزامها قليلًا، لكنها لم تتحطم.

"إذن، يتطلب الأمر أكثر من ذلك لكسر هذه الأشياء، أليس كذلك؟" تمتمت بهدوء.

أنّت الفتاة من الألم وحاولت الوصول إلى سيفها، لكن قبل أن تمسكه، دست على مؤخرة جمجمتها.

ثد—!

إرتطم وجهها بالخرسانة، وشعرت بشيء ينكسر تحت قدمي — ليس عظمًا... بل شيئًا هشًا، كالزجاج.

تحطمت إحدى الكرات على حزامها إلى شظايا.

"أرى،" همست لنفسي. "إذن هكذا تعمل. تولد هذه الكرات حاجزًا غير مرئي متلائم مع الجسم."

على الرغم من قوة هجومي، لم تتصدع جمجمتها.

على الأقل، كان يجب أن يصبح أنفها فوضى دموية من الارتطام بالأرض بهذه القوة.

لكن لم يكن هناك دم. ولا إصابة ظاهرة أيضًا.

كانت تتألم — كنت أسمع صرخاتها المكتومة تحت قدمي — لكن الضرر كان ضئيلًا.

كانت الكرات قد صنعت حاجزًا إمتص أسوأ الضربة. حماها مما كان سيكون إصابة قاتلة.

الآن فهمت كيف تعمل.

لم يُشرح هذا في اللعبة. ولم أكن منتبهًا لخطاب فيريشيا سابقًا.

على أي حال، إرتفع رصيدي على سواري: [01 نقطة].

لكن لم يكن لدي وقت للإستمتاع به.

ثووم—!

دوى انفجار آخر إلى يساري، أقرب هذه المرة. ترددت صيحات واشتباكات الطلاب المنخرطين في مناوشاتهم عبر الساحة.

تنهدت، رافعًا قدمي ودست مجددًا على جمجمة الفتاة.

ثوام—!!

مرة.

ثوام—!!

مرتين.

بعد بضع دسّات أخرى، أصبح جسدها رخوًا.

لا، لم تمت. بالطبع لا. لست وحشًا! كانت فاقدة للوعي فقط.

تحطمت الكرتين المتبقيتين على حزامها بطقطقة خافتة.

واحدة أُسقطت.

"هذا ما يحدث عندما تسيئين تقدير خصمك،" هززت رأسي وأعدت فحص رصيدي.

كان الآن [03 نقاط].

وفي اللحظة التي نظرت فيها إلى رصيدي المحدث، أثار حفيف خافت خلفي أذنيّ.

تنهدت. بالطبع.

هوش—!

درت في الوقت المناسب لأتفادى نصلًا موجهًا إلى جنبي بصعوبة، وقفزت للخلف خطوات قليلة.

لابد أن بعض الطلاب القريبين لاحظوا أن حذري إنخفض للحظة وقرروا إستغلال ذلك.

كانوا أربعة. يقتربون مني من جهات مختلفة، أسلحتهم مشرعة.

جاء الأول نحوي بحربة، دافعًا إياها نحو صدري بإبتسامة متعجرفة مرتسمة على وجهه.

تفاديت بسهولة، أمسكت بعمود الحربة، وجذبتها من يديه، مرسلًا إياه متعثرًا للأمام كالسكران.

الطالبة الثانية، فتاة قصيرة بنجمين مزدوجين، اندفعت من يساري.

انخفضت، مدحرجًا ساقيها من تحتها بركلة سريعة. سقطت إلى الجانب وضربت رأسها بالأرض بقوة.

بدا ذلك مؤلمًا.

الثالث، رجل ضخم يحمل فأسًا قتاليًا، هجم عليّ مباشرة، كثور أُري العلم الأحمر. كان كبيرًا وعريضًا، عضلاته الهائلة منتفخة تحت سترته.

كيف كان هذا الرجل في السابعة عشرة فقط، لن أفهم أبدًا.

إنتظرت حتى إقترب الفأس مني، ثم تنحيت في اللحظة الأخيرة، ممسكًا بمعصمه.

مستخدمًا زخمه الخاص، أفقدته توازنه. تهاوى للأمام واصطدم مباشرة بصاحب الحربة.

تردد الرابع، متقهقرًا، ممسكًا بسيفه بعصبية. لعله أدرك أنني لست مشتتًا كما كانوا يأملون.

"حسنًا... هذا محرج،" نفثت، منتصبًا لأنظر إلى كومة الأجساد المترامية أمامي كعمل فني.

كان صاحب الحربة والفأس متشابكين على الأرض في فوضى محرجة، وكانت فتاة النجمين تئن، تحاول الجلوس.

بدا أنها تعاني من إرتجاج بسيط.

في هذه الأثناء، كنت لا أزال ممسكًا بالحربة.

الطالب الرابع، رؤية فوضى أصدقائه، استجمع نفسًا مرتجفًا ورفع سيفه.

لمع التصميم في عينيه، واتخذ أسوأ قرار كان يمكن أن يتخذه حينها.

اندفع نحوي.

أعني، لماذا؟ كنت أود أن أسأله لماذا؟!

هاجمني أصدقاؤه معًا بتنسيق، وفشلوا في إسقاطي. فلماذا ظن هو — مجرد شخصية ثانوية — أنه قادر على ذلك؟

زفرت تنهيدة أخرى. لم يكن لهؤلاء الرجال أي حس بالحفاظ على الذات.

دون أن أرمش، رميت الحربة نحوه وبدأت إستدعاء بطاقة أصلي.

إتسعت عيناه بالذعر، لكنه تمكن من صد الحربة القادمة بجانب نصله المسطح.

كان ذلك وقتًا كافيًا. لمع وميض ذهبي فوق كتفي، وتجسدت بطاقة أصلي.

إدراكًا أن الأمور على وشك التصعيد، حاول صاحب السيف تفعيل إحدى بطاقاته الخاصة.

لكن كان قد فات الأوان بكثير.

قبل أن يفعل شيئًا، ركعت على ركبة واحدة ولمست الأرض.

تموجت الخرسانة كالماء، متغيرة تحت أقدامهم. لم يكن لديهم وقت لإستيعاب ما يحدث قبل أن تتحول الأرض تحتهم إلى شيء أشبه بالرمال المتحركة.

"ما الـ—؟!" صرخ الطالب الرابع، قدماه تغوصان في الأرض غير المستقرة.

الآخرون، الستقطون بالفعل، وجدوا أنفسهم محاصرين ويغوصون أسرع مع كل حركة محمومة.

نهضت على قدميّ وتمشيت نحوهم، يداي في جيوبي كما لو كنت في نزهة عابرة.

"هيا، هيا،" تبجحت بسخرية، متجثمًا بجانب صاحب الفأس، الذي كان بالفعل مغمورًا حتى ركبتيه في المستنقع. "لا يبدو هذا جيدًا بالنسبة لكم. لا تكلفوا أنفسكم عناء استدعاء أي بطاقات، بالمناسبة. يمكنني تصليب الأرض إلى خرسانة في ثانية. لن تموتوا... لكن أتخيل أن الألم الممزق للعظام سيكون مروعًا."

"أيها الوغد!" بصقت فتاة النجمتين، تتخبط وهي تغوص أعمق.

"وغد؟" رفعت حاجبًا. "هذا وقح بعض الشيء. كنت أهتم بشؤوني عندما حاولتم جميعًا التكتل ضدي. لا يبدو ذلك يبدو عادلًا، أليس كذلك؟"

الطالب الرابع، الآن مغمورًا حتى صدره في الرمال المتحركة، نظر إليّ بخليط من الذعر واليأس. "أرجوك، يا رجل! أخرجنا!"

نقرت على ذقني، متظاهرًا بالتفكير في الأمر.

" ولم قد أفعل ذلك؟ أنتم عزل ومحاصرون. يمكنني القضاء عليكم جميعًا الآن. "

زحفت إبتسامة ماكرة على وجهي.

"ما لم تتمكنوا، بالطبع، من إعطائي سببًا لعدم فعل ذلك. تعلمون... لكل شخص ثمن. "

إتسعت أعينهم بانعدام التصديق إذ فهموا الإيحاءات غير المعلنة لاقتراحي.

"تريد منا... أن ندفع لك؟" تلعثم صاحب الحربة، مذهولًا تمامًا.

"حسنًا، يمكنني القضاء عليكم،" قلت بابتسامة كسولة. "لكني أظن أنكم تودون البقاء في الأكاديمية قليلًا أطول. فماذا عن أن تعطوني عشرة آلاف كريد لكل واحد منكم. ليس كثيرًا، أليس كذلك؟"

"هذه... سرقة!" زأر صاحب الفأس، يغوص أسرع وهو يكافح.

"ليس حقًا،" هززت كتفيّ. " السرقة... هي ما يحدث بعد أن تقولوا لا. "

2025/04/12 · 211 مشاهدة · 1675 كلمة
نادي الروايات - 2025