الفصل 45: حفل توزيع الجوائز [2]

--------

واحدا تلو الآخر، أعلن الأستاذ الكبير أسماء الطلاب الذين نجحوا في تأمين مكان بين أفضل عشرة في التصنيف بنهاية امتحان التقييم.

"روي نونايم!"

"رايلي بنتلي!"

"سيريوس جاكس!"

"أليكسيا فون زينكس!"

"ليلي إلدروينج!"

مع استدعاء كل طالب، كانوا يخرجون من الصفوف ويمشون برشاقة إلى المنصة تحت أنظار زملائهم الشديدة.

بطبيعة الحال، كان الجميع في الحشد متشوقين لإلقاء نظرة على الطلاب الذين تفوقوا عليهم.

بعد كل شيء، كان هؤلاء العشرة سيبدأون الفصل في صدارة سنتهم.

كانوا متميزين عن البقية وأظهروا بوضوح تفوقهم بأدائهم اللافت في الامتحان.

كانوا معيار القوة والتميز لكل طالب آخر في سنتهم.

وهكذا، بينما كانوا يصعدون المنصة، ظل الحشد يحدق بهم، همهمات هادئة وتتمتمات خافتة من الفضول والإعجاب تملأ المكان بينما يصفقون لهم.

في هذه الأثناء، واصل الأستاذ الكبير استدعاء الأسماء.

"كاتلين ثرون!"

"مايكل جودسويل!"

"فينس كليفرلي!"

"راي وارنر!"

ثم، كان هناك فترة صمت قصيرة لم تفعل سوى زيادة الترقب للاسم الذي سيُعلن عنه بعد ذلك.

انحنى الأستاذ الكبير أقرب إلى الميكروفون وخفض صوته بما يكفي ليجعله يبدو دراميا.

"وأخيرا، من فضلكم، رحبوا بمتفوقكم، سمائيل كايزر ثيوسباين!"

توقف نفس الحشد. غطى صمت جماعي الساحة بينما تردد الاسم الأخير عبر الميكروفون كصاعقة.

لنبضة قلب واحدة، بدا العالم وكأنه تجمد.

ثم، تدفق صوت التصفيق عبر الحشد المجتمع.

لكن هذه المرة، كان هناك ثقل فيه بينما أغلقت أعينهم على الفتى ذو الشعر الذهبي الذي كان يتقدم.

قليلون من كان لهم سوء الحظ لمواجهة أصغر ثيوسباين في ساحة المعركة، وأقل منهم من رآه شخصيا.

كان قد تصدر العناوين مؤخرا.

قاتل والده، الدوق الذهبي، قبل قدومه إلى الأكاديمية... ثم انتزع لقب متفوق السنة الأولى بحصوله على أعلى تصنيف في امتحان التقييم.

مما كان معروفا عنه، كان من المفترض أن يكون فتى مزعج، فظ اللسان، ومدلل.

مثير للمشاكل، متورط مع عصابات المراهقين في مدينته، واجه عدة إعتقالات علنية، وتسبب بمشاهد في كل تجمع نبيل حضره.

كان نبيلا عالي المقام، غير جدير بلقب ولادته كإبن دوق.

لم يكن سوى عار ولد في عائلة من الأبطال والأساطير.

لكن سمائيل كايزر ثيوسباين الذي إقترب من المنصة كان بالضبط هو نفسه وفي نفس الوقت مختلفا بطريقة ما عما توقعه الجميع.

طويل، حاد، ومثير للإنتباه، مشى بثبات شبه ملكي، كل خطوة تنضح بنوع من الثقة التي تشير إلى أنه فوق كل مخلوق حي موجود.

كان هناك هالة من التفوق اللاملموس تحيط به جعلت الناس يريدون التراجع عند مروره بهم.

تألقت عيناه الذهبيتان تحت الشمس، تتفحصان الطلاب الحاضرين حوله وهو يتحرك بلامبالاة هادئة.

فقط النبلاء القدامى كانوا يتحركون بمثل هذا الغرور المتعجرف كما لو أنهم يؤمنون حقا أن كل شيء في العالم موجود فقط لمتعتهم.

كما لو أنهم يملكون الأرض تحت أقدامهم والناس تحت أنظارهم.

صورت الشائعات سمائيل على أنه غير مكرر، مهمل، وأشبه بفتوة شوارع منه بإبن دوق.

كان التوقع أن يكون فظا، صاخبا، وغير محترم — قبيحا بين النبلاء.

لكن سمائيل الذي تقدم كسر هذه الجوانب السطحية بينما يجسد جوهر سمعته.

لم يكن حضوره صاخبا أو فوضويا.

بدلا من ذلك، يمتلك ثقة هادئة. كما لو أنه لا يحتاج لملاحقة الأضواء، بل العكس.

لم يكن هناك تمرد أو إضطراب مرئي في مظهره أو حركته. بدلا من جانح متمرد، بدا كشخصية هادئة، شبه ملكية.

بالتأكيد، بدا متعجرفا ومركزا على ذاته، كما توحي الشائعات، لكن بطريقة أكثر دقة، شبه أرستقراطية.

مجرد حضوره وحده كان كافيا لجذب إنتباه الجميع.

لم يكن التغيير في طباعه شيئا كبيرا جدا. لكنه جاء صادما، حقا. خاصة للأشخاص الذين عرفوه قبل هذا اليوم.

واحدة من هؤلاء الأشخاص كانت ليلي إلدروينج، واقفة على المنصة بعيون بنفسجية هادئة وخصل طويلة من الشعر الأشقر الرمادي تتدلى على ظهرها النحيل.

كانت في المرتبة السادسة في الإمتحان.

كانت ليلي وسمائيل أصدقاء قدامى تحولا إلى حبيبين ثم... لم تكن تعرف ما هما الآن.

بالتأكيد ليسا أصدقاء.

كان يتجاهلها، وفهمت لماذا.

على الرغم من أنهما لم يكونا جادين مع بعضهما، إلا أنها خانت ثقته، ونتيجة لذلك، حطمت أي رابطة كانت تجمعهما.

حقيقة ندمت عليها بعمق.

هي، من بين كل الناس، كانت تعرف أن سمائيل ليس شخصا سيئا.

[المترجم: ساورون/sauron]

كان مضطربا وله شياطينه الخاصة، لكنه لم يكن شخصا سيئا.

حاولت مساعدته على التغيير، لإبعاده عن التأثيرات السيئة التي أحاط نفسه بها.

لكن كان الأمر وكأنه لم يرد حتى أن يحاول.

ومع ذلك، على الرغم من كل شيء، كانت تؤمن به. كانت تعتبره صديقا حقيقيا، شخصا يستحق البقاء إلى جانبه.

لذلك لم ترد أن تنتهي الأمور بينهما بالضغينة.

ولهذا شعرت بلمحة من المفاجأة برؤيته اليوم. بدا هادئا جدا، متماسكا — لا شيء مثل سمائيل الذي تتذكره.

عندما صعد المنصة ومر بها ليقف في الوسط، كادت أن تتقدم خطوة.

"سام—" بدأت، لكن همستها قُطعت عندما إنزلقت فتاة ذات شعر أبيض بسلاسة بينهما، مانعة رؤية ليلي بنظرة باردة غير مبالية من عينيها الزرقاوين النافذتين.

في نفس الوقت، أمسك مايكل، الواقف إلى جوار ليلي مباشرة، بيدها وجذبها إلى الخلف.

"أتركيه،" تمتم، صوته يقطر بإزدراء غير مفلتر.

ألقت ليلي نظرة على مايكل، ثم عادت إلى ظهر سمائيل المبتعد قبل أن تطلق تنهيدة.

نعم، كان مايكل محقا. التحدث إلى سمائيل لن يغير شيئا.

لم يكن من النوع الذي يغفر وينسى، خاصة تجاه شخص إنتهك ثقته.

لذا مهما كان ما كان بينهما، حسنًا، ذلك أصبح تاريخا الآن.

لن يكونا أصدقاء مجددا.

كانت ليلي على وشك أن تتنهد مرة أخرى... عندما قاطع صراخ عالي النبرة أفكارها.

إستدارت برأسها لترى فتاة قصيرة بشعر برتقالي ناري تضحك بحماس، يداها تغطيان فمها وعيناها الرماديتان تلمعان بالبهجة.

"أوه، أشم رائحة دراما~!" غنت أليكسيا، تكاد تقفز في مكانها وهي تشير إلى ليلي، ثم إلى مايكل. "إذن، دعيني أخمن — هل كان مثلثا حبيا؟ كنتما أنتما النهاية السعيدة، وكان سمائيل محطم القلب؟ والآن الأمور متوترة بينكم الثلاثة! هل أنا محقة؟ هل أنا؟"

"أخرسي،" رد مايكل بحدة، مصدرا صوتا بإنزعاج واضح.

لكن في تلك اللحظة، زمجر فتى يقف خطوة خلف الفتاة العمياء بغضب قاتل تجاه مايكل.

"هي!" زأر الفتى. "إنتبه لنبرتك عندما تتحدث إلى الآنسة الصغيرة من عائلة زينكس! إنه شرفك حتى أن تكون في حضورها!"

رمش مايكل، متفاجئا من العداء.

أخذ لحظة لتقييم الفتى. أواخر المراهقة، في عمره تقريبا، بمظهر خشن، شبه وحشي.

تألقت عيناه الزرقاوين بشدة متوحشة مقلقة. كان شعره أبيضا كالقطن، وأنيابه بدت حادة كذئب.

بدا أكثر من مستعد لتمزيق رأس مايكل في تلك اللحظة.

لكن قبل أن يحدث أي شيء، رفعت أليكسيا يدها بلا مبالاة أمام الفتى بإبتسامة صغيرة متعجرفة على وجهها الشبيه بالدمية.

"هيا، هيا، كانج،" هدأته، "لا داعي لإثارة مشهد. نحن جميعا أصدقاء هنا، أليس كذلك؟"

فتح مايكل فمه، مستعدا للرد، لكنه لم يجد الكلمات.

أراد أن يسأل كيف يمكنها أن تدعي بلا خجل أنها صديقته بعد أن شلت أحد أطرافه خلال الإمتحان؟!

لكن بعد تفكير لنبضة قلب، قرر مايكل إبتلاع جداله.

سجل ملاحظة ذهنية للبقاء بعيدا قدر الإمكان عن هذه الفتاة المجنونة.

كان بإمكانها الإحتفاظ بـ"صداقتها" — ويفضل أن يكون ذلك على مسافة بعيدة جدا.

•••

وقفت في وسط المنصة. كانت عيناي هادئتين كبحيرة ساكنة في ليلة شتاء هادئة، ووجهي قناع من الثقة المهذبة.

عادة، أكون أكثر... تعبيرا، مرتديا إبتسامة متعجرفة أو غمزة وقحة.

لكن جوليانا إقترحت— لا، أصرت— أن أتصرف بحيادية لمرة واحدة، كما يُفترض أن يتصرف النبلاء العالون مثلي.

بعد كل شيء، جاء دور المتفوق مع توقعات معينة. كان من المفترض أن ينظر إلي الجميع في سنتي الآن.

لذا، كان علي على الأقل أن أحاول التصرف كطالب نموذجي.

وحاولت.

مشيت بأناقة منفصلة بينما أنظر إلى العالم كما لو كان من الطبيعي أن أكون في مركزه.

...لكن حتى وأنا أحافظ على رباطة جأشي وأتصرف بأكبر قدر ممكن من الرشاقة، كنت أصرخ داخليا في ذعر تام.

"هل كانت تلك ليلي التي مررت بها للتو؟! لماذا كانت تقترب مني؟ لماذا تجاهلتها؟! إنها البطلة الرئيسية! هل يجب أن أستدير؟ لا! ستبدو سخيفة. فقط إستمر في النظر إلى الأمام، سام! إستمر. في. النظر. إلى. الأمام!"

ولم يكن الأمر كما لو أنني وليلي كنا على علاقة ودية بعد الآن، على أي حال.

كنت أكرهها.

حسنا، كرهتها مرة — قبل أن أستعيد ذكرياتي. الآن؟ الآن لم أشعر بشيء تجاهها أو تجاه ما حدث بيننا.

بعد كل شيء، أنا مؤمن صلب بالغفران والنسيان.

إلى جانب ذلك، منحتني ذكريات حياتي السابقة منظورا جديدا. كنت أرى الآن كم كنت أعاملها بشكل سيء عندما كنا معا.

كنت أتحدث إليها بإستعلاء فقط لأنني من ولادة أعلى، أتجاهل مشاعرها معظم الوقت، وأعاملها أكثر كجائزة منها كحبيبة فعلية — كل ذلك لأبدو قويا أمام ما يسمى بـ"أصدقائي".

كانت واحدة من ألطف الأشخاص الذين عرفتهم، طيبة مع الجميع، وتبذل قصارى جهدها لمساعدة أي شخص تستطيع.

كنت عكسها تماما. أدخل نفسي في معارك، أؤذي الناس، دائما أفكر في نفسي وما يرضيني.

حسنا... أظن أنني لم أتغير في هذا الصدد حتى بعد إستعادة ذكرياتي.

لذا، بصراحة، لا أستطيع لومها على تركي.

لكن، لأكون أكثر صدقا؟ لم أكن أهتم أقل من ذلك بالدراما المدرسية و رومانسية المراهقين.

لأن الآن، كان تركيزي الوحيد هو البقاء على قيد الحياة في القوس الأول القادم من هذه القصة.

وللقيام بذلك، كان علي أن أصبح أقوى.

بسرعة.

2025/04/14 · 97 مشاهدة · 1400 كلمة
نادي الروايات - 2025