الفصل 71: التوأمان الملكيان [1]
-------
الأميرة أليس فيك. دراكن.
في اللعبة، كانت واحدة من أشرس المقاتلين في دفعتهم.
في الواقع، المرات القليلة التي قاتلت فيها أليكسيا أوضحت أنهما متساويتان من حيث الموهبة القتالية.
بالطبع، لم تعترف أليكسيا بذلك علنًا أبدًا.
لكن هذا لم يكن كل شيء.
كانت أليس تُعتبر استراتيجية أفضل من ثاليا، وكادت تساوي مايكل وجوليانا في فن السيف، وكان معترفًا بها على نطاق واسع كأفضل مبارزة شاملة في الأكاديمية.
لم تُبنَ سمعتها فقط على القوة أو المهارة، بل على قدرتها على التكيف والتغلب على أي خصم، مهما كان غير متوقع.
قيل إن أليس تستطيع تفكيك أعدائها بشفرة بينما تكسر إرادتهم بخطط خبيثة، توازن بين الهيمنة القتالية والعبقرية التكتيكية التي تركت حتى أعداءها في حالة ذهول.
لم تكن مجرد محاربة.
كانت قوة لا يُستهان بها.
ثم كان هناك شقيقها التوأم — الذي كان يتبعها أينما ذهبت.
كان ظلها.
شفرتها المُقسمة.
نعم، لم يكن من النادر رؤية الأشقاء يقسمون الولاء لبعضهم البعض ويصبحون ظل بعضهم في العائلات الملكية.
كانت هذه الممارسة شائعة بين التوائم.
كان ويليم فيك. دراكن كل ما كانت عليه أخته — لكن بدرجة أقل قليلاً. كان مقدرًا له أن يظل إلى الأبد في ظلها المجيد، مهما بدا ذلك ساخرًا.
ومع ذلك، كان الشخص الأكثر ولاءً في اللعبة بأكملها.
عندما نصب القاتل القرمزي كمينًا لهما، كانت لدى ويليم فرصة للهرب. حتى أليس حثته على إغتنامها.
لكنه لم يفعل.
بدلاً من ذلك، قاتل إلى جانب أخته... ومات أمام عينيها.
كان حدثًا مأساويًا، جزءًا من قوس صغير يُدعى — قتل التوأمين الملكيين.
وأطلق هذا القوس الصغير على ما يبدو عواقب كبيرة عبر القصة، متدحرجًا إلى أحداث كثيرة وتسبب في النهاية بحرب الملوك الخمسة الكلية.
على الرغم من أن تلك الحرب، لنكن منصفين، كانت حتمية. كان مقدرًا لها أن تحدث عاجلاً أم آجلاً.
لكن دعنا نعود إلى النقطة.
بعد كل شيء، تلك الأحداث كانت ستحدث في المستقبل — مستقبل كنت مصممًا على تغييره.
نعم، كنت سأمنع موتهما.
سأوقف اغتيالهما قبل أن يبدأ حتى... مهما كنت مغريًا بأن أدعهما يموتان.
لماذا؟ لأنني كرهتهما.
لماذا كرهتهما؟
لأنهما كانا صديقي طفولة أختي، ثاليا.
وتمامًا مثلها، عذباني طوال طفولتي كلما زرنا المنطقة الآمنة المركزية.
قبل بضع سنوات، عندما كنا صغارًا، كانت حرب أهلية مستعرة في إحدى الأراضي المفتوحة الآن لعائلة دراكن.
لعب والدي دورًا مهمًا في ذلك الصراع — في الواقع، كان هو من أنهاه في النهاية.
نتيجة لذلك، قضى معظم وقته في القصر الملكي للملك المركزي في تلك الأيام.
كلما زرناه — وإن كانت ثاليا هي من تقوم بالزيارة غالبًا لأن والدي نادرًا ما أراد رؤيتي — كنا نصادف ويليم وأليس، اللذين كانا قريبين من عمرنا.
كانا أيضًا توأمين، مثلي وثاليا.
لذا ظن الكبار أنه سيكون من الجيد أن نتعرف على بعضنا.
لم يكن كذلك.
هذان الاثنان، مع ثاليا، جعلا حياتي بائسة. ليس بنية خبيثة — لا، كان ذلك سيكون أسهل للفهم — بل بتلك القسوة الطائشة العابرة التي يبدو أن الأطفال فقط قادرون عليها.
كان أليس و ويليم توأمين مثاليين.
كانت أليس حادة، قوية، ودائمًا متماسكة، بينما كان ويليم دافئًا، ساحرًا، وسريع الضحك.
كانا يدعمان بعضهما في كل شيء.
كان لديهما شراكة سلسة جعلتهما يبدوان لا يُقهران.
ثاليا، بالطبع، إندمجت معهما بسهولة.
وكنت أنا — الغريب.
لم أشعر فقط بأنني غريب، كنت غريبًا.
كان أليس وويليم ملكيين، ورثة إحدى أقوى العائلات في العالم.
ثاليا، بكونها ثيوسباين وإحدى الورثة المناسبين لعائلتنا، كانت عمليًا نبيلة بنفسها، وكان الجميع يعشقها.
أما أنا؟ كنت مجرد... أنا.
إبن دوق كاد ألا يعترف بوجودي. كنت ظلًا يتبع ضوء أختي المشرق.
لكن لم يكن الإختلاف في المكانة هو ما جعل الأمر لا يُطاق.
كانت طريقتهم في معاملتي — ليس بدافع الكراهية، بل بدافع الإهمال.
لم يروني كشخص، ليس حقًا.
بالنسبة لهما، كنت مجرد توأم ثاليا المحرج، الأضعف، شخص يُمكن مضايقته، شخص يضحكون عليه — ليس معه، بل عليه.
أتذكر ليلة شتاء واحدة بشكل خاص، عندما كان الثلج كثيفًا على أراضي القصر.
كان من المفترض أن نلعب لعبة المطاردة، لكنها تحولت بسرعة إلى شيء آخر.
قرر ويليم وأليس أنه سيكون أكثر متعة أن نلعب "القبض على الضعيف" .
وافقت ثاليا، بالطبع.
طاردوني عبر الساحة، يضحكون وأنا أنزلق وأتعثر في الثلج، يصرخون بتشجيعات ساخرة وأنا أحاول يائسًا الفرار.
عندما أمسكوا بي أخيرًا، أمسكني ويليم بينما كانت أليس تجلس بجانبي، كرة ثلج في يدها.
"أترى، سامي؟" قالت لي بإبتسامة ماكرة، وهي تضغط الثلج أكثر. " هذا ما يحدث عندما لا تواكبنا. الضعفاء يُعاقبون. "
ثم ألقت كرة الثلج داخل ياقتي، وأحرق البرد الجليدي جلدي.
ضحكت ثاليا. ضحك ويليم. ضحكت أليس.
وأنا؟ ضحكت أيضًا، متظاهرًا أن ذلك لم يزعجني. متظاهرًا أنني لم أشعر بالغصة في حلقي أو الوخز في صدري.
لأن البكاء كان سيجعل الأمر أسوأ.
بعد ذلك، عندما تسللت لتدفئة نفسي بجانب النار، وجدني ويليم.
للحظة، ظننت أنه قد يعتذر. بدلاً من ذلك، إبتسم وسلمّني كوبًا ساخنًا من الكاكاو.
"هيا، لا تأخذ الأمر بجدية كبيرة،" قال، كما لو أن ذلك يبرر كل شيء. "كنا جميعًا نلعب فقط، أتعلم؟"
وأسوأ جزء؟ صدقته.
صدقت أنه ربما، ربما فقط، لم يقصدوا إيذائي.
أنه ربما سينمون من ذلك.
أنه ربما يومًا ما، سأتوقف عن كوني الضعيف وأقف أخيرًا على قدم المساواة معهم.
لكن ذلك اليوم لم يأتِ أبدًا.
إنتهت الحرب. توقفنا عن زيارة المركز بعد ذلك بوقت قصير وفقدنا الإتصال.
حسنًا، أنا فعلت.
ظلت ثاليا على تواصل معهما لبضع سنوات قبل أن تبتعد كما يفعل الناس في العلاقات بعيدة المدى عادةً.
على أي حال، مع كل ذلك التاريخ بيننا، لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أنني لم أكن أرغب في رؤية أي منهما.
لكن منذ متى إهتم الكون بما أريد؟
كانت أليس تقف أمامي. مذهلة كما وصفت في اللعبة، وتبتسم بنفس القسوة التي كانت دائمًا في ذكرياتي.
"هيا، سامي. لم تكن تفكر في المغادرة دون تحيتي أولاً، أليس كذلك؟"
تنهدت داخليًا، أخذت نفسًا عميقًا، ووضعت أكثر إبتسامة ودية مبهجة استطعت تزييفها.
"آلي! كيف حالك!؟" حييت بنوع من الحماس المبالغ فيه المحجوز للقاء صديق حميم مفقود منذ زمن.
ثم إلتفت إلى ويليم، متظاهرًا بملاحظته لأول مرة. "أوه، و أنظر إليك، ويل! كيف حالك، يا رجل؟ لقد مرت أزمان! لقد أصبحت طويلًا جدًا!"
إستمر ويليم في الإبتسام، مستمتعًا بوضوح بهذا العرض الصغير. "ألم تحاول للتو تجاهلي قبل ثانية؟"
"ماذا؟ هه!" ضحكت بإحراج، ولوحت بيدي كما لو كان تعليقه سخيفًا. " هذا لا يشبهني. "
"واو، أنا مجروحة،"قاطعت أليس، نبرتها الحادة ممزوجة بجدية زائفة. إلتفت لأراها تضع يدها على صدرها، متظاهرة بكبرياء مجروح. "كنت حقًا تحاول التسلل بعيدًا دون حتى قول مرحبًا. ولا ننسى — لم تكلف نفسك حتى عناء مقابلتنا في حفلة الطلاب الجدد!"
"لا تكوني هكذا، أليس،" تدخل ويليم بسلاسة. "لقد رأيتِ كم كان مشغولاً خلال الحفلة... يلتهم تلك الكعكة على الأرض. "
إنفجرت أليس بالضحك، وكذلك ويليم.
كان ضحكهما يشبه تمامًا ما أتذكره — خفيف، ساخر، ودود، ومزعج بنفس القدر.