الفصل 72: التوأمان الملكيان [2]
--------
ترددت ابتسامتي لثانية.
أملت رأسي، أدرس التوأمين بتعبير لم يكن مرحًا ولا ودودًا، بل تحليليًا.
"تعلمون،" بدأت، محافظًا على نبرة عابرة، " من المضحك. كنت أظن أنكما لا يُمكن المساس بكما. مثاليان، حتى. لكن وأنا هنا الآن... لا تبدوان مميزين كثيرًا بعد الآن. "
تذبذبت ابتسامة أليس الماكرة، بالكاد. "ماذا قلت؟"
تجعدت حاجبا ويليم ومرّ وميض من الارتباك على وجهه المتماسك عادةً.
"أوه، لا تسيئوا فهمي،" قلت، عادت إبتسامتي، أكثر حدة الآن. " لا تزالان مثيرين للإعجاب، أظن. لكن كل تلك العظمة، تلك المسرحية المثالية للتوأمين التي كنتما تؤديانها؟ تبدو نوعًا ما... طفولية الآن. "
تصلبت عينا أليس، تلمعان كالجمر. " إحترس، سامي. يبدو أنك تنسى من تتحدث إليه. "
"أبدًا،" رددت بسلاسة، مشبكًا ذراعيّ. " أتحدث إلى نفس الاثنين اللذين كانا يحشوان كرات الثلج داخل قميصي ويسميان ذلك لعبة. فقط الآن يبدو أنكما إستبدلتما الثلج بالنار. "
تقدم ويليم للأمام، إختفت إبتسامته المرحة، وحل محلها هالة أميرية هادئة. " لقد تغيرت، سمائيل. كنت — ما الكلمة — وديعًا. "
"وكنت أنت لست عبدًا،" أشرت إلى صدره، بدقة أكبر نحو قلبه حيث يفترض أن تكون دودة الدم. "قل لي، ويل، كيف تعيش وأنت تعلم أنك تحت رحمة شخص إلى الأبد؟"
فجأة، تغيرت سلوكيات ويليم. كان ذلك لثانية واحدة فقط، لكنني أقسم أنني رأيت فكه يشتد وقبضتيه تنقبضان كما لو كان مستعدًا لرمي لكمة.
لكنه في النهاية تمكن من الحفاظ على هدوئه.
أليس لم تفعل.
تقدمت للأمام و إنزلق قناع رباطة جأشها الملكي بما يكفي ليظهر انزعاجها.
"تعلم، سمعت الشائعات عنك،" قالت. "التورط في جرائم صغيرة، تدمير سمعتك النبيلة، الإعتقال. لقد كبرت لتصبح جانحًا تمامًا. ماذا حدث؟ ما الذي تعوض عنه بتلك التمثيلية القاسية غير المبالية؟ إنعدام أمان لم يُحل؟ مشاكل مع الأب؟ عقدة نقص؟ كل ذلك؟"
ضحكت. "واو، آلي. لشخص يتصرف بكل هذا التعالي، يبدو أنك تعرفين الكثير عن شخص تافه مثلي. بعد كل شيء، أنا مجرد ضعيف، أليس كذلك؟ أليس هذا ما كنتِ تقولينه؟"
تشنج تعبير أليس، إختفت الإبتسامة الماكرة من شفتيها تمامًا.
"ضعيف؟" كررت، نبرتها حادة بما يكفي لتجرح. " أوه، سامي، كنت مخطئة عندما دعوتك بذلك. الضعفاء يعرفون مكانهم. أنت؟ أنت مجرد أحمق لا يعرف متى يصمت. "
تقدمت للأمام، مقلصًا المسافة بيننا.
إنخفض صوتي إلى همس عندما تكلمت مجددًا. " لا أحب ذلك اللقب. نادني به مرة أخرى، وسأقطع لسانك. "
صمت.
صمت ثقيل، خانق، ساد بيننا.
تلاشت أصوات تصادم الفولاذ وانفجار القدرات في ساحة المعركة حولنا إلى الخلفية، بعيدة وغير مهمة.
شعر الهواء بالكثافة.
بدت الدنيا جاهزة للانقسام.
وانقسمت.
تجلت بطاقة أليس الأصلية فوق كتفها من وميض شرارات ضوئية. كان سطحها منقوشًا برونية قرمزية متوهجة.
تحرك ويليم بعد ذلك و إستدعى بطاقته الأصلية أيضًا.
لكن أخته تحركت أولاً. إندلعت النيران على طول ذراعها، مشتعلة بقوة وهي تدفع كفها نحو حلقي.
حدث كل شيء في لحظة.
"أخيرًا!" انخفضت لتفادي الضربة وابتسمت. "ها هو مزاجك الشهير! بدأت أظن أنك لن تتحركي."
من وضعيتي المنخفضة، لوحت بساقي في قوس منخفض، هادفًا إلى إسقاطها عن قدميها.
لكن أليس كانت أسرع.
قفزت للخلف واستدعت سلاحًا إلى قبضتها في منتصف الهواء. كانت تمسك بسيف طويل بحلول الوقت الذي هبطت فيه.
كان ذلك كل الفتحة التي احتاجها ويليم.
إلتف ذراعه حول رقبتي من الخلف، رافعًا إياي بسهولة قبل أن يرميني للخلف كما لو أنني بلا وزن.
إصطدمت بالأرض بقوة، الصدمة مزعجة لكنها ليست موهنة.
متدحرجًا مع الزخم، قفزت على قدمي في الوقت المناسب لأرى أليس تهجم عليّ، سيفها مشتعل بنيران محرقة.
تبعها ويليم وفأس قتال ضخمة تجلت في يديه.
اثنان ضد واحد. وكنت بلا سلاح.
نعم، الاحتمالات لم تكن في صالحي بالتأكيد.
ضربت أليس أولاً، سيفها يقطع للأسفل في قوس مشتعل يهدف إلى شطري نصفين.
تحركت جانبًا، حرارة الشفرة تحرق الهواء بجانبي.
تبعها ويليم، مولحًا بفأسه في اكتساح واسع وعنيف يهدف إلى قطعي عند الخصر.
قفزت للأعلى، مطويًا ساقيّ وملتويًا بجسدي في منتصف الهواء. مرت الفأس بسلام تحتي، وهبطت برفق على قدميّ بابتسامة على شفتيّ.
"كيف تكون هذه معركة عادلة؟ أوه، لا يهم. تذكرت، الدراكنيون لا يلعبون بعدل أبدًا!" هزأت، متراجعًا وهما يتقدمان.
كانت نظرة أليس تحترق أكثر من نيرانها، واندفعت مجددًا، دافعة سيفها للأمام.
إلتويت جانبًا، ممسكًا بمعصمها ودافعًا إياها عن التوازن.
لكن قبل أن أستغل الفرصة، أغلق ويليم الفجوة، فأسه يصطدم للأسفل كالصاعقة.
بالكاد تمكنت من رمي نفسي جانبًا، الأرض تتشظى حيث ضرب الفأس. انفجر التراب والحطام في الهواء، معتمًا رؤيتي.
عبر الضباب، رأيت أليس تستعيد وقفتها، سيفها يتوهج بشدة أكبر. قطعت الهواء، مرسلة موجة من النار المحرقة تندفع نحوي.
متفاعلاً بالغريزة، غصت جانبًا. أحرق الانفجار الناري الأرض حيث كنت واقفًا قبل لحظات.
متدحرجًا على قدميّ، رميت ذراعيّ بشكل مسرحي.
"حسنًا، حسنًا!" ناديت بصوت مليء بالإنزعاج المزيف. "فهمت! كلاكما غاضبان. لكن هل يمكننا تهدئة النار قليلاً؟ أود أن أحتفظ بحاجبيّ سليمين بعد هذا الإختبار. في الواقع، هل يمكننا مواصلة هذا لاحقًا؟ لدينا سبع دقائق قبل أن ينتهي الإختبار!"
لم يجب أي منهما. كانا يغلقان الفجوة بالفعل.
الشيء المخيف بشأنهما هو أن هجماتهما لم تكن فقط لا هوادة فيها بل متزامنة تمامًا.
كانت أليس بالفعل مقاتلة أفضل مني. في الحقيقة، لن يكون من الخطأ وضعها على نفس مستوى مايكل في هذه النقطة من القصة.
كان ويليم جيدًا مثلي إذا تحدثنا بدقة عن البراعة القتالية وقوة الهجوم.
ومع ذلك، كنت واثقًا إلى حد ما أنني أستطيع الصمود أمام أي منهما بشكل فردي. على الأقل لبعض الوقت.
لكن الإثنين معًا كانا كابوسًا للتعامل معه.