لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

اليوم التالي, كل شيء كالمعتاد.

خرجت بملابسي الثقيلة, لم أحتاج إلى محاولة أخفاء أصابة أصابعي بما أن الزي الرسمي فيه قفازات على أي حال.

لم يختفي تعب وألم الأمس, ولكني شعرت بالكثير من التحفيز بسبب ارتفاع رتبتي.

لكني لا أزال قلقًا, الطفرة تمثل خطرًا كبيرًا حقًا.

الدرس الأول هو نظريات المانا كالمعتاد, ثم دروس القتال الأساسي والمعقد والتالي القتال بالأسلحة.

لا شيء جديد, شعرت بالأمتنان أن بروس جعلني اتدرب لوحدي اليوم لذا فلم تنكشف أصابتي بعد.

أرهاقي ازداد بعد أنقضاء ست ساعات, ولكن التعليم لم ينتهي بعد, لا يزال هناك درسين.

الدرس العام اليوم كان: الأسعافات الأولية, المعلم فيكتور أدوم.

معلم التكنولوجيا العامة والحربية يعلم الأسعافات الأولية أيضًا, مزيج غريب للغاية.

المعلم فيكتور كان طويلًا بشكل يبعث على السخرية, حوالي ال197 سنتيمتر, ظهره مائل قليلًا, أرتدى نظارات شمسية لسبب ما.

نحيف جدًا لدرجة أني شعرت بأنه يعيش على الضوء لا الغذاء, ربما لا توجد أي دهون في جسده.

لديه لحية خفيفه عند ذقنه فقط, وشنب خفيف أيضًا, أرتدى بدلة رمادية وعلمنا دون أي مقدمات.

حصته لم تكن مملة للغاية, وهي سهلة أيضًا.

تحدث عن الأختلاف العام بين أجساد الرضع, الأطفال, والبالغين. أوضح أختلاف عمليات الإسعافات الأولية على كل جيل…

تحدث عن الأجهزة الموجودة وطريقة قياس نبض كل جيل وعملية الأنقاذ من البداية حتى النهاية.

"الخطوة الأولى هي التحقق من البيئة المحيطة بالمصاب, أن كان هناك أي خطر أبعده, أن لم تكن قادرًا على ابعاده لا تقترب منه.

أن لم يكن هناك خطر, والأصابة غير واضحة, حاول اولًا أن توقظ المصاب بطريقة عادية, عن طريق الصراخ او التصفيق عند أذنه.

أن لم يستيقظ تحقق من تنفسه ثم نبضه, أن تواجدت مشكلة في النفس…" أشار فيكتور نحوي فجأة, تفاجئت.

"أنت! تعال! سأجري العرض عليك اليوم." سمعت ضحك خلفي, لم اهتم ونهضت.

التحرك بهذه الملابس أصبح اسهل, ولكن لا يزال صعبًا نوعًا ما.

"أستلقي هنا." غطى فيكتور الارض بقطعة قماش بيضاء وجعلني أستلقي عليها.

عرفت ماذا كان سيفعل وشعرت بالتوتر, لن يكون الأمر جيدًا! ولكن لا يوجد شيء استطيع فعله..

أولًا بدأ يتصرف كما لو أنه يحلل المنطقة حولي.

"كما ترون, المنطقة حوله سليمة وآمنه تمامًا, لذا فلا بأس من الأقتراب."

جلس بعدها خلفي, عند رأسي تمامًا. ثم بدأ يصفق بقوة حول أذني, لم أستجب له.

"لم يستيقظ بعد, أي أنه هناك شيء غريب به."

أنحنى قليلًا بعدها, وضع أصبعين تحت أنفي, وأنزل أذنه فوق رأسي تمامًا, ووجه أنظاره نحو صدري, كبحت أنفاسي لبعض الوقت.

"هكذا يتم فحص التنفس, أصابعي تحت أنفه للتحقق من الهواء الخارج, وأذني فوق رأسه للسمع, وعيني على صدره للتحقق من أرتفاعه ونزوله كما ينبغي. بالنسبة لهذا الطالب فالنقول أنه لا يتنفس."

بعدها غير موقعه قليلًا, ووضع اصبعين على اسفل عنقي لخمسة عشر ثانية.

"يتم التحقق من النبض في هذا المكان عند البالغين, ويمكن حساب المعدل عن طريق عد النبضات في 15 ثانية. لنقل أنه هناك نبض, ولكن لا تنفس, في هذه الحالة هناك أحتمالات قليلة, والأكثر أنتشارًا…"

وقف فيكتور ثم أكمل: "أختناق كامل, يمكن أن يحدث هذا عند التعرض لبعض أنواع السموم, أو ببساطة طعام جاف وقيء. طريقة حل الأمر هي:"

مرر يديه أسفل يدي وحاول رفعي, فتحت عيني ورأيت تعابيره المتفاجئة.

"أنت ثقيل للغاية." همس نحوي ببعض القلق.

ولكني رأيته يشد على عضلاته أكثر حتى رفعني في النهاية بعد صعوبة قليلة, "أتمنى لو أنك قلت لي مسبقًا." همس مرة أخرى لي ثم عاد إلى الشرح.

"يجب أن نضع أيدينا بهذه الطريقة في الفراغ الموجود عند القفص الصدري, والضغط بأستمرار, قد يكسر هذا عدة اضلاع عند المصاب ولكنه أفضل من الأختناق."

*

بعدها أعادني فيكتور الى مقعدي واختار طالب آخر لاكمال العرض عليه, وذلك بحجة "تغيير الطلاب", ولكني عرفت أنه عذر لكي لا يحمل وزني بعد الآن. لا لوم له صراحة.

الدرس التالي كان الطب الشرعي, أنتهى كالمعتاد, لا شيء جديد.

طلبت من أيلينا أرسال بعض المواضيع التي تعلموها في الماضي الي لدراستها, أريد اللحاق بهم قبل بدء الأمتحانات النهائية.

ثم أنتهى اليوم الدراسي أخيرًا, وجاء الجزء الذي أكرهه أكثر من أي شيء آخر…

بخطوات ثقيلة, دخلت قاعة التدريب المعتادة, بروس كان هناك بالفعل, ينتظرني أثناء أغلاق عينيه.

قليلًا ما أدرك هذا, ولكن أفضل مُدرب بشري على قيد الحياة ينتظرني كل يوم لكي يعلمني, ورغم كل تذمراتي إلا أنه يصبر.

على الرغم من أني اكره كل لحظة أقضيها في هذه القاعة معه, إلا أني ممتن أيضًا, من النادر العثور على معلم بهذا التفاني.

ولكني لا أزال اكره التدرب عنده… وهناك موقف محرج على وشك البدء بعد ثواني.

**

"ماذا تقول؟!" تحدث بروس أثناء ارتفاع حواجبه إلى الاعلى.

كما توقعت, لا يمكن تقبل هذه المعلومات ببساطة, حتى لشخص بعمر وخبرة بروس.

بعد أن رحب بي كالمعتاد وكنا على وشك البدء, قررت أخباره عن بعض المعلومات التي حصلت عليها من أيلينا.

في العادة لن أفصح عن هذه الأخبار ببساطة, ولكن كما قلت: هذا الشخص ليس عاديًا.

على الرغم من أن بروس كان جانحًا لأغلب عمره, إلا أنه واجه عشرات المواقف والمخاطر ولم يتراجع في أي منها, ولديه ولاء ووفاء.

لذا فلن يفصح عن هذه الأخبار لأي أحد, أتمنى أن لا تتغير شخصيته كما حصل مع سيرا, سيكون ذلك سيئًا.

ولكن لا يوجد حل حقًا… للأستفاده أكثر من الطفرة الجينية يجب أن اقول له, أن كانت ستضرني وتسيطر على عقلي, لعلي أستفيد منها أيضًا.

أن كان القتال في الواقع الأفتراضي يزيد من تأثير الطفرة ولكن لا يؤثر على عقلي, فإن القتال في الواقع سيزيد من الطفرة ويحسن جسدي.

جلس بروس على أحد الكراسي الجانبية, ونظر إلى السقف بعد أن تنهد.

"في الواقع, عرفنا انا وبيرين ولوسيوس أصل والدتك, ولكننا لم نتوقع حقًا أنتقال تلك الجينات بالذات لأبن روز الوحيد.

لا اعرف ماذا اقول, هل انت محظوظ ام لا."

أملت رأسي قليلًا, "ماذا تقصد؟ هل هناك المزيد من الجوانب الأيجابية والسلبية؟"

أومأ بروس برأسه: "في الواقع… نعم ولا, لست متأكدًا تمامًا. انت تعرف عن الثلاثي القديم الخاص بنا صحيح؟ انا وبيرين وجدك لوسيوس, لقد عشنا لما يقارب القرن حتى الآن, بالطبع لم نقضيها كلها في المجال البشري, خرجنا وتجولنا كثيرًا, حتى أن احدى رحلاتنا تسببت ببعض المعارك الكبيرة التي كادت تتحول الى حروب." ضحك قليلًا في النهاية.

ثم أكمل: "بالطبع أنخرطنا مع عشائر من البشر الخارجيين, وبعضهم كانوا برابره مثل عشيرة والدتك, قوتهم مثيرة للأعجاب حقًا. بعضهم يستخدم المانا مثل العفاريت, وبعضهم يملكون قوة هائلة دون استخدام المانا حتى, وسمعت أن لديهم بعض الرقصات البربرية التي تملك نفس تأثير الطفرة التي كنت تتحدث عنها."

بدأت أفكر, ما قاله بروس الآن ليس شيئًا لي علم به, لا اعرف أي شيء عن هذه الرقصات البربرية.

"أن كنت لا تملك الكثير من الوقت قبل أن تزداد تأثيرات هذه الطفرة, أقترح عليك الذهاب في رحلة إلى أقصى الغرب حيث تكمن عشيرة والدتك وتعلم المزيد عن رقصاتهم, بما أنك تملك نصف دماء أميرتهم السابقة فقد يقبلونك.

أما أن كان لا يزال لديك بعض الوقت, يجب أن تستثمره في أن تصبح أقوى حاليًا تحسبًا لأي شيء." وقف بروس بعد أن اعطاني نصائحه.

"قرار أفصاح هذه المعلومات الحساسة ليس سيئًا على الاطلاق, سوف أُغير خطة تعليمك الآن. ولكن أولًا اجبني, متى تفقد الوعي وتبدأ تحارب مثل البرابرة؟ ما هي الشروط التي ترسل عقلك إلى تلك الحالة؟"

فكرت قليلًا, ما هي الاسباب التي أدت إلى جعلي أفقد عقلي؟ الأمر لا يتطلب الكثير من التفكير حقًا, أنه واضح.

لست ميتًا عقليًا بالطبع.

"رائحة الموت."

"جيد." أجاب بروس في نفس اللحظة.

"يبدو أن رتبتك قد أرتفعت أيضًا, وقدرات جسدك الخام تغيرت كثيرًا, أهذا بسبب الطفرة أيضًا؟"

أجبته: "نعم, ولكن يبدو أن التأثير ضخم لأنها المرة الأولى فقط, سيبدأ التأثير في الأنخفاض بالتدريج بدءً من المرة الثانية."

سألني: "من اين عرفت كل هذا؟"

عندما سمعت سؤاله, فكرت قليلًا بأيلينا, هل ستكون مسرورة أن ذكرت أسمها الآن؟ أم لا؟

بروس يستطيع فهم لغة الجسد قليلًا, يبدو أنه فهم ترددي, وغير الموضوع.

بدأ يشرح النظام التعليمي بدءً من اليوم بشكل سريع.

"سوف تستمر التدريبات الجسدية, ولكن لساعتين فقط يوميًا. جسدك الخام وصل تقريبًا إلى المستوى الذي اردته لذا سنبدأ المرحلة الثانية من التدريبات, <السيطرة على الجسد.>"

"السيطرة على الجسد؟" سألته لتتحقق من ما أن كان ما سمعته صحيحًا, أليس الوقت مبكرًا كثيرًا للبدأ في ذلك؟

"نعم, ولكن السيطرة على الجسد تستغرق الكثير من الوقت أيضًا وفيها مراحل كثيرة, سنبدأ بتدريبات المرونة, سأجعل عظامك مثل المطاط في شهرين فقط."

أظلم وجهي.. أذن سنكمل التدريب, ولكن بدون الوزن الهائل فقط؟

"سأغير تدريبات الواقع الأفتراضي أيضًا ولكن لن نتخلى عنها, حاليًا سنقاتل في الواقع بشكل عادي لمدة ساعة, سأحرص على عدم ابداء أي رائحة للقتل لكي لا تخرج عن السيطرة, مؤسف ولكن لا حل.."

أكمل بروس الشرح بلا جدوى, لم أكن مركزًا معه على الطلاق.

تدريبات مرونة… عظامي مثل المطاط؟ يبدو التدريب العادي أفضل بالنسبة لي الآن, لا وقت لي لكي أرتاح على ما يبدو..

في الخمس أشهر التالية, علي الوصول إلى قمة الرتبة B, أتعلم الخطوة الثانية من وصية الكسل حتى نسبة 40%, واحل مشكلة الطفرة.

أن لم أستطع حل مشكلة الطفرة فيجب أن أحزم أغراضي وانطلق في رحلة بحث عن الذات نحو برابرة الغرب.

وبعدها, حرب عالمية ستبدأ, والدماء ستنتشر مثل الامطار.

لو استطيع فقط الشرح لهذه المخلوقات مدى غباء ما يفعلونه, لو أستطيع توضيح خطر ملك الشياطين لهم لما حدث كل هذا.

وبدلًا من فعل ما هو واجب والأستعداد بدءً من هذا اليوم, هم مشغولون بقتل أنفسهم.

على الأقل أقضوا على ما تبقى من عشائر الشياطين… قضى جور على عشيرة الكسل كاملة, وبعض الشخصيات البارزة في التاريخ قضت على عشائر الشهوة والحسد.

لم يسبق للشياطين التعرض لمثل هذه الخسائر منذ بدء غزوهم لكواكب هذه المجرة, والسبب بسيط جدًا.

على كوكب الارض ولأول مرة, أتحدت ثلاث أجناس معًا ضد الشياطين, وتسببوا بكل هذا.

العشائر التي تبقت هي: الفخر, الغضب, الجشع, الشراهة.

والأمر المخيف حقًا هو أنه لا يوجد كائن حي يستطيع التصدي ولو لعشيره واحدة من هذه العشائر.

لا يوجد في المجال البشري, ولا في مجال العفاريت والأقزام, وبدلًا من تطوير أنفسهم ينخرطون في مثل هذه الحرب…

بالطبع لم أشمل آمون في كلامي, ذلك الوحش أستثناء لكل شيء.

***

تنهدت أثناء الخروج من قاعة التدريب عند الساعة الثامنة, لست مرهقًا كالعادة ولكي لا أزال عابسًا.

تدريبات المرونة جعلتني أمشي مثل رجل عجوز مقوس الظهر, بعدما فشلت في تطبيق بعض التدريبات كما قال بروس لي, أمسكني بيده وأمال ظهري مثل لعبة, أقسم أني سمع تصوت تكسر عظام في تلك اللحظة.

حرفيًا أمسك رأسي وأحدى أقدامي وأمال جسدي مثل قطعه من المطاط, ثم أنزلني وتركني أتقلب في ألم لربع ساعة.

جسدي أعتاد على وصية الكسل التي لا تملك أي علاقة بالمرونة, كل فعلته في الأشهر الماضية هو التحرك مثل سكير على وشك النوم, وهذا لم يساهم في تطوير مرونتي كثيرًا.

لو أحضرت شخصًا مثل جين لأجتاز هذه التدريبات, ولكني ليس انا… لا يوجد حل.

لم يعطيني بروس أعشاب اليوم بما أن الموارد التي طلبتها من العائلة وصلت بالفعل, كما أني لست في حاجة ماسة اليها مثل كل مرة.

لا أزال في حالة جيدة نسبيًا, متعب كثيرًا ولكن لا يزال بأمكاني التحرك.

فكرت في البداية أن بروس سيصبح رحيمًا ويترك لي المزيد من الوقت للراحة, ولكن أتضح في النهاية أنه سيعطيني واجبات منزلية.

"هذه بطاقة تصريح ستعطيك حرية أستخدام أجهزة المحاكاة كما تريد, أذهب وتدرب على فنك القتالي لساعة يوميًا. سأتفحص سجل الدخول الخاص بك دائمًا, أن تخطيت يومًا واحدًا دون عذر سنعود إلى التدريبات القديمة." هذا ما قاله لي بالحرف الواحد.

أنه يجيد التهديد حقًا…

ولهذا ذهبت إلى المهجع, نظرت إلى الصندوق الصغير أمام باب غرفتي وأمسكته على الفور.

خفت في البداية من تعرض الموارد للسرقة, ولكني تذكرت اني في أكاديمية الأمل, الأمان مضمون.

الصندوق كان صغيرًا للغاية, لدرجة أني شككت بوجود أي شيء فيه منذ المقام الأول.

ولكني فتحته ووجدت عنصرين: خاتم تخزين, وحجر مانا.

بالطبع لن يتم تخزين عشرات الموارد بشكل عادي, هذا ليس منطقيًا, لم أعرف ماذا ظننت منذ البداية.

توصيل كل الموارد التي طلبها بروس سيحتاج شاحنه كاملة أن تم توصيلها بطريقة عادية, وقد تتم سرقتها من قبل بعض المجرمين.

وهنا تكشفت فائدة أمتلاك عائلة ملكية كداعم, هذه الموارد تقدر بالملايين, والملايين في هذا العصر تساوي أكثر من ما هي عليه في العصر الواحد والعشرين.

وتم توصيلها في يومين فقط, وسأحصل عليها شهريًا!

لهذا تكبدت عناء المشاركة في حرب الوراثة, بالطبع لن اقاتل لوانا وفيلق الظل دون وجود أي فوائد.

هذه الموارد مختلفة عن التي أستخدمتها في مجتمع الدمى, أنها في الواقع صحية للغاية ولا تحمل أي تأثيرات جانبية, وهذا سبب ارتفاع سعرها منذ المقام الأول.

بالطبع تأثيرها أضعف بكثير, ولكنها لن تجعلني مشلولًا على الأقل.

كما أنها ستضاعف تطوري الجسدي, هذه هي قوة المال!

===

لا تنسوا التعليق.

اذا الفصل فيه أخطاء كتابية أذكروها. 🙏

2024/04/18 · 150 مشاهدة · 1990 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024