عاش كيم ساي-جين في الأسبوع الأول بعد فتح صفته في عزلة وكأنه شخص مختل عقليا.

هذا طبيعي, فلقد توجب عليه فجأة أن يعيش كوحش لمدة 23 ساعة من أصل 24 في اليوم .

والرؤساء في مقرات عمله أرسلوا له العديد من الرسائل والمكالمات الهاتفية, لكن كلها دخلت من أذن وخرجت من أخرى, بدون ترك ولو انطباع بسيط في عقله.

اثنان منهما أظهرا بعض الاهتمام, ولكن الأخر رماه بكلمات جد وقحة, وبعد كل شيء الأمرالوحيد الذي لم يستطيع كيم سي-جين فهمه هو مدى سخافة وضعيته الحالية.

وبعد مرور أسبوع أخر, أصبحت غرفته والتي هو مفتخر بها للغاية كمكب لنفايات.

فكما كان متوقعا, و بسبب المخالب اللعينة التي في كفه يترك خلفه نذب مخيفة عند تحركه في أ رجاء المكان .

وهكذا وفي هذا المكان الغير الصالح للعيش,مرة 4 أيام,واستطاع أخيرا ساي-جين أن يتقبل الورطة التي وجد نفسه فيها.

بجسد طوله تقريبا 2 م,وكتفين بارتفاع 1.2 م, وذيل طوله 50 سم وجسم يزن أكثر من 90 كغ, وفرو بني اللون.

عند الوهلة الأولى, ربما تظهر هذه المواصفات وكأنها لنمر في طور النمو,ولكن لسوء الحظ هذه الأرقام تنتمي له.

لقد أصبح ساي-جين الآن بالفعل ذئبا بنيا.

وحشا يعتبر من أضعف الفرائس الموجودة ، مستهدف دائمًا من طرف أولئك الأغبياء المغرورين الذين يطلقون على أنفسهم لقب "الفرسان" أو "المرتزقة" أو "الصيادين".

أيضا ، يبدو أته من الصعب مناداته بوحش حقيقي فهو ليس بحيوان أو وحش الكامل ، مما جعل تصنيفه بعض الشيء.

وفوق كل هذا فهو يعتبر من الخيارات المفضلة لدى المبتدئين كمادة صيد. فالذئب يقتل على مرمى البصر وبدون رحمة وذلك راجع للأسباب التالية:

1.توجد وفرة منهم

2.يشكلون صعوبة للأناس العاديين للتعامل معهم.

ذلك هو شكل ساي-جين الحالي.

لقد وجد صعوبة في تقبل الأمر في البداية لأسباب واضحة.

ولكن عند تعوده على الأمر أدرك أن تلك ليست نهاية مشاكله وأن عليه أن يضع الخطط كالمجنون "ليعيش بسلام". رغبته في العيش كانت أكبر مما يظن. على الأقل كان هناك 3500 دولار في حسابه المصرفي ، الذي هو بالتأكيد شاكر له.

سرعان ما قرر ساي- جين تعظيم شكله البشري خلال تلك الساعة الواحدة الثمينة.

فبالنسبة للأكل ، يشترى ساي جين وجبات التحضير من متجر يبعد فقط ب 5 دقائق عن محل سكناه ويأكل دائما أثناء وجوده في شكله البشري. ففخره كإنسان لا يسمح له بأن يفعلها بأية طريقة أخرى. كما أن يحرص على أن يترك لنفسه 30 دقيقة في حالة حدوث شيء غير متوقع.

ثم بدأ يتدرب على التحكم في قوة هيئة الذئب البني وذلك لأجل التحكم في المخلوق بشكل ممتاز. بعد 4 أيام من الجهود المتضافرة، اكتشف حتى كيف يخفي مخالبه الحادة.

في نفس الوقت,كلما أتيحت له الفرصة يتحول إلى هيئة العفريت ويبدأ بتنظيف الفوضى الموجودة في المنزل. رغم عفريتا بطول 140سم قد ذو قامة صغيرة ولكنه يمتلك زوجا من اليدين لهذا النوع من الأعمال التي تتطلب مهارة يدوية دقيقة وقدرة عل التكفل بالأعمال المنزلية.

لم يتطلب الأمروقتا طويلا قبل أن ترجع غرفة ساي-جين إلى هيئتها الأصلية النظيفة, وعلامات المخالب تلك التي كانت منتشرة هنا وهناك اختفت وكأنها تكون هناك منذ البداية .

لكن مشكله الأكبر لا زال لم يحل بعد ألا وهو:مصاريف العيش.

فبدون دفع أجرة الكراء الشهري أصبح يعيش على وقت السلف.

لهذا قام باستعمال الحاسوب الذي كان مركونا في زاوية الغرفة والذي لم يستخدم لمدة من الزمن.

أراد ساي-جين البحث عن كيفية ربح المال من المنزل.

...لكنه سرعان ما تراجع عن تلك الفكرة بالنظر إلى مستواه الدراسي ,فلقد انقطع عن الدراسة في المرحلة الثانوية ولديه فقط شهاددة تخرج من الإعدادية,ما جعله يدرك أنه من المستحيل أن يجد أحد يقبل عمله من المنزل.

حدق في عرض الصورة المجسمة المعروضة في الهواء مع نظرة من الأسف ، ومسد عليها ببطء. فجأة أتته فكرة وبدأ يبحث عن المواضيع المتعلقة بالوحوش.

هكذا وبالصدفة وجد تلميحا قد ينقد حياته.

وبرؤية الموضوع المناقش لمعت عيناه بضوء ساطع قوي وخطير.

ك: هل المستذئب, الكلب الأعلى في ترتيب فصيلة الذئب الوحش موجود حقا؟

أ:حسب الجيل الأول "سوو-إنز" (تعني الرجل الوحش في كوريا) الذي عبر خلال فجوة العالم, فإنهم موجودون بالأساطير. يستطيع تغيير شكله بكل حرية من ذئب مخيف إلى شكل إنسان كامل بدون ذيل.يمكن للمرء أن يقول بأنهم يشاركون نفس الصفات العرقية مع سوو-إنز. في الحقيقة رغم أن القوة التي يحملونها من نفس النوع, لكن وبكل وضوح لا يمكن المقارنة بينهما ونظرا لسمة العنف الناذرة الخاصة بهم , انتهى بهم المطاف إلى الانقراض وأصبحوا مخلوقات أسطورية فقط.

المستذئبين. مخلوقات أسطورية كان قد سمع ساي-جين بها مرة واحدة على الأقل في مكان ما.

فهي كائنات غامضة, والتي بإمكانها أن تتحول وبكل حرية إلى شكل إنسان لا تشوبه شائبة على الرغم من كونه وحشا والعكس بالعكس. فالأمر مختلف عن سو-إنز الذي كان بإمكانه التحول من حيوان إلى هيئة شبه إنسانية.وأكثر من ذلك, هيئة الإنسان التي يتحول إليها المستذئب تكون بلا ذيل.

"ماذا لو....."

بالتأكيد, فالصفة اللعينة قالت له أن "عند تحقيق شروط معينة, سيرتفع مستوى الوحوش".

فهم بشكل بديهي أن الطريقة الوحيدة لاستمراره على قيد الحياة هي استغلال هذه القاعدة.

لا يهم ما هي تلك الشروط, كل ما عليه فعله هو إتمامها للتطور مرارا وتكرارا.

هناك احتمال ان تطوره قد يسلك الطريق الخاطئ, لكن هذه هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لديه حاليا.

وقف على الفور, فالأشياء التي سيفعلها قد حددت بالفعل.

المناطق الجبلية لمقاطعة جانجون قد أصبحت منطقة الوحوش منذ مدة طويلة.

الوحوش ذات المستوى المنخفض كالذئاب والغيلان والعفاريت. الوحوش ذات المستوى المتوسط كالأقزام و الكراغل وأخيرا الوحوش ذات المستوى العالي كالغيلان و التنانين, احتلوا هذا المكان واعتبروه منزلا لهم.

يوجد داخل حدود مقاطعة جانجون في الجمهورية الكورية واحد من أفضل النظم الإيكولوجية للوحوش المتعددة في العالم .وبالطبع فرسان صيد الوحوش والصيادون يجتمعون هنا بغرض ربح المال من "منزل الوحوش" هذا.

"هي !! ابق معي !!"

رغم ذلك, فقط الفرسان ذووا المستوى المتوسط أو المستوى العالي من قد يسمحون لأنفسهم باعتبار هذا المكان كمنجم ذهبي سهل.

فمعظم الناس ترى تلك الجبال كالجحيم فوق الأرض,حيث الوحوش الضارية تتصارع فيما بينها حتى الموت والذين يراهنون بحياتهم للقبض على هذه الوحوش المفترسة لكسب المال يتمنون الإبتعاد هذا المكان الرهيب وعدم العودة إليه فور خروجهم منه.

" إنهض !! لقد وصلنا,لا تفقد وعيك !! "

فالمرء يحصل على المساعدة الكافية من العسكر الموجود بحدود مقاطعة جانجون.

لم يكن لكيم تاي-جو, صياد من المستوى المنخفض الوقت لمسح الدماء المتدفقة على جبهته فلقد كان منشغلا بصفع خدود رفيقه الذي كان مستلقيا على الأرض غير قادر على الحراك.

"لم......يعد....بإمكاني....الاستمرار."

كل ما كان بإمكان رفيق تاي-جو فعله هو التمتمة بهذه الكلمات. فعينا هذا الرجل كانتا مغلقتين وشعلة حياته قد تختفي في أي لحظة وأحد رجليه مفقودة.

إذا أخذنا نظرة عن قرب فقد كان مشهدا مروعا. حتى بنظرة سريعة يمكن القول بأن هاذان الصيادان قد مروا بمحنة مروعة على يد وحش شرير وذلك من خلال علامات الأسنان العميقة في الجرح.

في البداية, مجموعتهم كانت تتكون من 3 صيادين من المستوى المنخفض و 2 من المستوى المتوسط ولكنهم قابلوا الوحش العالي النمر العظيم.

حظهم كان سيئا للغاية.

يعيش الوحش النمر العظيم في المناطق العميقة في الجبال حيث يتنافس مع باقي الوحوش القوية هناك. بعبارة أخرى، فهذا النوع من الوحوش لا يكلفون أنفسهم عناء النزول إلى الأراضي المنخفضة بالقرب من الحدود على الإطلاق.

لكن المجموعة قابلة نمرا عظيما وهذا أمر لم يسمع به من قبل.

"هي !! ..... إنه..."

لم يتمكن كيم تاي-جو من إنهاء ما أراد قوله,لأنه من مكان ما استطاع سماع "كررررررر" هدير وحش يقترب.

"......"

حابسا أنفاسه,أدار تاي- جو رأسه ناحية الصوت ووجد أنه ذئب,فراءه يشع باللون البني وواضح أنه جائع للغاية.

كان مجرد كومة من الجلد والعظام ، وعيونه مستعدة لإراقة الدماء، مما يدل على مدى جوعه.

"...تبا..."

الذئب البني كان من أضعف الوحوش هناك.في العادة, يمكن ل3 صيادين من المستوى المنخفض أن يقضوا عليه, لا ، إذا كان مثل هذا المخلوق ، فعندئذ 2 فقط كافيان للإطاحة به.

لكن الوضع الحالي كان سيئل للغاية,فرفيقه قد فقد إحدى ساقيه ، وبسحبه للرجل المصاب بالجروح البالغة على طول الطريق كان تاي جو قد اقترب من حدوده البدنية أيضًا.

" !! قلت لك ابتعد !! "....ابتعد

صاح تاي جو ,لكن الذئب البني منقادا بطمعه ، استمر في السير دون توقف ، وتقدم ببطء نحوهم. بدا الأمر كما لو أن الذئب كان يقيم بحذر حالة الوجبة التي استغرقت وقتا طويلا جدا للظهور.

"أووه, تبا !!"

لم يتبقى لتاي-جو أي خيار أخر سوى التخلي عن رفيقه والهروب. لكن......

-كرررررر !!

لقد تمكن منه الإرهاق والخوف من الذئب البني لدرجة تجمد رجليه وعدم القدرة على الحراك.

مهما بلغت درجة جوع الذئب أدرك أنه أكثر سرعة منه وأنه لن يترك وجبات مجانية تضيع هكذا.

"يا ابن**** ,لقد اصطدت المئات من أمثالك حتى الآن"

صاح تاي-جو باستسلام, فقد علم أن وقته قد حان. أخد مسدسه الذي أصبح فارغا من طلقات المانا. وتمنى لو أنه محظوظ فإن طلقة واحدة في رأس الذئب كافية.

"......" ابتلع تاي-جو بصاقه بصوت عال. الذي أصبح "إشارة"

تجاهل الذئب البني كل شيء وتوجه نحوه.

أغلق تاي-جو عينيه بعد أن صار لا يقوى على المشاهدة من شدة الخوف, وضغظ على زر البندقية بقوة.

كوجييك !!

الصوت الذي سمعه كان مختلفا عما توقعه,فقد كان صوت اصطدام حاد,وكأنه صوت عنق تتكسر.

"....؟؟"

فتح تاي-جو عينيه بحذر بعد سماع ذلك الصوت القوي.

وبمجرد فعل ذلك انتابته حالة يأس قوية.

"هيه...؟"

كان هناك ذئب بني أخر,لكن كان عملاقا- نمر. جسده الضخم كان كنمر قبل أن يتحول إلى وحش.

هذا الذئب البني الضخم قد غرس أنيابه في الذئب الغير محظوظ الذي كان خلف حياة تاي-جو ورفيقه.

الفرق في الحجم بينهما بجعل مناداتهما من نفس النوع أمرا مضحكا. فبالرغم من أن الذئب الجائع كان أصغر من المعتاد إلا أن تاي-جو لم يسبق له أن رأى ذئبا بنيا بهذه الضخامة من قبل.

"تبا".

لم يستطع تاي-جو أن يمنع نفسه من اللعن مرة أخرى ، فقد انتهى به المطاف تحت أعين ذئب بني ضخم كهذا.

كانت نظرات الذئب الحادة تشع بثقة مستحقة ونقية, وتحت هذه الأعين القوية و الشجاعة, أحس تاي-جو بضغط قوي يثقل كاهله. فأصبح من الضروري عليه تقبل حقيقة وضعه.

إذن, أظن أن هذه نهايتي.

مقابلة الوحش المرتفع النمر العظيم,والان هذا الذئب البني بهيئة نمر متوسط.

وأخيرا أصبح حظي جيدا, أليس كذلك.

نعم, إنه يوم جيد للغاية.

لقد أصبح اليوم الدموي الأخير لي على الأرض !!

"...فووو."

مستسلما لقدره, كل ما استطاع فعله هو التنهد وإغماض عينيه مرة أخرى.

صوت خطوات كف دغدغة طبلة أدنه وكأنه صوت مطرقة تضرب من بعيد.

ومع ذلك…. بغض النظر عن المدة التي انتظرها ، لم تتحقق آلام الموت المتوقعة.

وبشكل مرتبك أعاد تاي-جو فتح عينه.

"إإك !!"

أمامه مباشرة, ذئب بني واقف ولكن كان اغرب شيء رءاه على الإطلاق.

كان الذئب يغرز أنيابه الحادة بين الثغرات في درع رفيقه الساقط وكان في طور رفعه.

"ما .... ما هذا بحق الجحيم؟"

ظن تا-جو بأن هذا الذئب يلعب مع غذائه لكن سرعان ما تراجع عن تلك الفكرة بسبب الأفعال ما قام به المخلوق بعد ذلك.

قام الذئب البني بالإيماء برأسه الكبير لتاي-جو وكأنه يقول له بأن يتبعه بينما حاملا الرفيق المجروح في فمه ومتوجها نحو القاعدة العسكرية في الجنوب.

2018/07/03 · 4,618 مشاهدة · 1724 كلمة
abdelmajid
نادي الروايات - 2024