كان ساي-جين مشغولا بقراءة الرسائل الظاهرة في النافدة التي أمامه.عند الوهلة الأولى, سيظن المرء أنهم رائعين ولكن ما الأمر مع هذا الوقت السيئ –فالآن لا يستطيع أن يفرح بهذا التطور الغير متوقع.
'...تلك مهارة جيدة.'
فتطور هيئة الغول إلى غول محارب كان شيء جيدا,لكن تفكيره كان منصبا على المهارة الجديدة "محارب الانعكاس".فهي مهارة جيدة بما أن بإمكانها استعمالها في هيئة الإنسان. وكما يوحي اسمها,فهذه المهارة يمكنها أن تغير نتيجة أي قتال. أي قتال كهذا بالضبط.
'والآن ما الذي سأفعله بخصوص هذه الفتاة...'
نظر إلى يو ساي-جونغ بعيون مبهمة.رغم أنها تواجه العملاق بكل ثقة,فإنها تعلم علم اليقين أن تلك ثقة زائفة.اي شخص يمكنه القول بأن هذا العملاق في حالة جوع شديدة,بالنظر للعاب الذي يسيل من شفتيه.
أيضا هذا الوحش يعتبر الآن تهديدا من المستوى المنخفض في المستوى المتوسط.عادة, يمكن لفارس من المستوى المنخفض أن يتعامل مع وحش من المستوى المنخفض لوحده. أن تصبح من المستوى المنخفض في ذلك العمر, فموهبتها جيدة حقا, لكن لسوء الحظ,لازال الأمر مبكرا بالنسبة لها لمقاتلة وحش من المستوى المنخفض في المستوى المتوسط لوحدها.
"...*تنهد*..."
تنهد ساي-جين.بناء على سرعته, سيتطلب الأمر من الرفيق الأخر دقيقة للوصول إلى اقرب قاعدة لمجموعة الفرسان.مع ذلك كم من الوقت سيحتاج فارس من المستوى الأعلى لكي يصل إلى هنا؟
-كوواااانغ.....
التفكير بهذه الأمور حاليا ليس شيء جيدا.اصطدم سيف يو ساي-جونغ مع لكمة العملاق, الموجات المدمرة الناتجة عن الاصطدام هزت الأرض التي يقفون عليها بقوة.استطاعت بطريقة ما أن لا تفقد وعيها بهذه الضربة الواحدة ولكن ذلك كل ما كانت تقدر عليه.
-فووووووووووو....
مقارنة مع سلوكها المتعجرف والبارد من قبل, أصبح وجهها الآن مرعوبا. لكن العمالقة لا يعرفون شيء اسمه الرحمة.في نفس الوقت ظهر فوق رأسها ظل مظلم للكمات الكبيرة للعملاق.
أطبق ساي-جين أسنانه بشدة فهو لازال خائفا مهما جاهدا ليواجه هذا اللعين.تساءل هل هذا ما يحس به الإطفائيون عندما يريدون إخماد حريق.
-تاكوووو !!
بينما في تردد نزلت اللكمات على جسد يو ساي-جونغ التي رمتها وكأنها كرة بيسبول. سيفها تحول إلى مسحوق, ودرعها الجميل أصبح قبيحا,تكسر وخسر كل فعاليته في العملية.
-كوونغ,كوونغ.
تقدم العملاق بصخب شديد. عندما اقترب من يو ساي-جونغ الملقاة على الأرض, رفع اللعين يده.
'....ما الذي...؟'
ببطء وضعف حدقت يو ساي-جونغ في هذا المشهد الغير متوقع, زلم تستطع حتى إغلاق عينيها.لم تستطيع تصديق ما يحصل,هذا الألم الشديد الذي لم يسمح لها حتى بصياح من شدة, كل شيء كان وكأنه حلم سيء,وكل ما أرادته هو الهروب من هذا الكابوس.فقط لو أنها تستطيع الاستيقاظ من هذا الحلم الآن.
هبطت يد العملاق الكبيرة ببطء.
لقد كان عقلها يحاول خداعها إظهار وكأن كل شيء أصبح بطيء.أصب رأسها فارغا ولم تعد تقوى على التفكير. وكان في هذه اللحظة.
-كووووو !!
ظهر رجل من العدم وأوقف لكمة العملاق.بجسده فقط, لا شيء أكثر من ّراعيه ورجليه. أوقف هذا الرجل تقدم العملاق بقوته الجسدية فقط.
مزق لباسه من شدة قوة العملاق,والضغط الكبير ولد حفرة تحت قدميه في الأرض.لكنه لم يتزحزح, لقد كان يواجه العملاق مباشرة.
شاهدت يو ساي-جونغ هذا المشهد بصمت. فهذا كان منظرا خارقا للعادة. وبما أنه يشبه حلما إلا أنها أقنعت نفسها بأن ما يحدث أمامه حقيقة.
"...إهربي !! "
صرخ الرجل باتجاه يو ساي-جونغ. لكن بسبب الاصطدام السابق الذي خلف ارتباك في أذنيها لم تستطع سماعه. وقد استطاعت أن تسمع ما يصيح فقط بعد أن هزت رأسها لمرات عديدة.
"أخرجي من هنا أيتها الغبية !! "
أحس ساي-حين الآن وكأنه على وشك الموت.فثقل العملاق اللعين كان خارج نطاق المعقول.أحس وكأن عظامه ستتفتت من شدة الألم.لكن ليس لديه أي خيار أخر سوى التحمل. فالفتاة والتي من أجلها قام بهذا المجهود لتوفير بعض الوقت لها, لا زالت مستلقية هناك تراقب المشهد.
".... !! "
ربما بسبب الشتائم التي قال, استطاعت النهوض, ورأت أخيرا مدى خطورة الموقف, ثم بدأت بجر رجلها المكسورة, مبتعدة عنه قليلا.عندما أصبحت خارج منطقة الخطر, أبعد ساي-جين جسده من أمام العملاق
-بوووووو !!
بانفجار كبير تشكلت حفرة بحجم لكمة العملاق في المكان الذي كان ساي-جين واقفا فيه الان.
-كررررر.... !!
منزعجا بسبب ظهور عائق غير مرحب به, نظر العملاق بغضب وانطلق نحو ساي-جين.
في نفس الوقت, خارت قوى ساي-جين.بالفعل فدقيقة واحدة كانت وقتا قصيرا.
بشكل غريب لم يحس بالألم حتى بعد اختفاء المهارة.
لكن يبدو أن ذراعيه, وبعض أعصابه قد تضرروا عند الاصطدام.لم يستطع الإحساس بذراعيه وكأنهم لا يوجدون هناك أصلا.
-سيدة يو !!
-ابن***هذا !! هي !! توقف هناك !!
وكهبة من السماء, دوى صوت قوي ورجولي من بعيد.عندما سمع العملاق ذلك الصوت الذي يشبه زئير أسد,فزع واستدار ليهرب
"أيها المخلوق الأحمق !! "
ظهر رجل أصلع من بين الأعشاب ممزقا الهواء بسيفه العظيم الذي أشع بلمعان, بعد ذلك رمى العملاق بهالة سيف في شكل هلالي حاد لدرجة اختراق السماء.لم يملك العملاق الوقت الكافي للمراوغة قبل أن تخترق الهالة السريعة جسده, وبعد فترة وجيزة انقسم جسده نصفين وسقط في الركام وكأنه لم يكن هناك أصلا
"هل أنت بخير, ساي-جونغ؟ !
جرى الفارس الذي جعل جهود ساي-جين وكأنها بدون معنى بسرعة باتجاه يوساي-جونغ, اللقاة على الأرض برجليها المكسورتين والغير قادرتان على الحراك
"ساي-جونغ !! هذا غير يمكن !! كيف انتهى الأمر بوجهك الجميل إلى....."
خلق الرجل ضجة كبيرة وضم جسد ساي-جونغ بلطف.
'....جسدي لا يقوى على الحركة'
فجأة سعلت ساي-جونغ جلطة من الدم.
"أه,يا إلهي !! ما هذا !! ساي-جونغ !! ساي-جونغ !! "
تغير لون وجه الرجل, لكن تفكير ساي-جونغ كان متمركزا حول شيء أخر, وما يفعله الرجل كان يزعجها فقط.
تورم وجهها ولم تستطع حتى فتح عينيها. لكن ضغطت على نفسها لفتحهما فقط لرؤية شخص ما, رجل.
كان لباسه ممزقا مما أظهر عضلات جسده التي تشبه تمثالا إغريقيا. ذراعيه كانتا سوداوتين ورجليه يرتجفان بقوة وكأنه سيسقط في أية لحظة.
لا تعلم حتى اسم هذا الرجل الذي أنقدها.لكن يبدو بأنه قد ذكر إسمه من قبل...يبدو أنها نسيت.لقد أحست بأنها مثيرة للشفقة, كان يجب عليها أن تتذكره.
في تلك اللحظة نظر الرجل باتجاهها لوهلة, وانطلق إلى وجهة غير معروفة.
أرادت ساي-يونغ أن تمد يدها للرجل المغادر والذي يبدو وكأنه سيسقط في أية لحظة لكن لم تستطيع الحراك.أرادت فقط أن تقول له بأن ينتظر لكنها لم تستطع على تحريك شفتيها.
"...."
لذا, كل ما تستطيع فعله الآن هو تذكر ظهر الرجل بينما أجفن عينيها تغلق ببطء.
مقاوما رغبته الكبيرة في السقوط, استمر ساي-جين بالسير بصعوبة. بسبب جسده المجروح والذي شكل عائقا له تحول ساي-جين إلى هيئة الذئب حالما ابتعد عن أعين البشر.بقية الجروح وحالة الضعف التي يحس بها كما هي, رغم ذلك أجبر نفسه على الجري وكأن حياته تعتمد على ذلك.
ففقدان الوعي في منطقة الوحوش كان وكأنه يهب نفسه للموت.
جرى بدون توقف حتى وصل إلى الكهف. تحول إلى هيئة الإنسان وشرب الجرعات الدوائية التي أعد من قبل. لم يستطيع تحريك يديه لذا قام بفتح القنينة بفمه, ولحسن حظه تعافت كل جراحه فور شربه للجرعات.
لكن وعيه لم يتعافى, بدو أنها أحد الآثار الجانبية لاستعمال تلك المهارة, ثم سقط ساي-جين على الأرض مغمى عليه.
أعظم مجموعة فرسان في كوريا هي مجموعة فرسان الغراب الأسود, لكن إذا ما تم تقسيم مجموعات الفرسان إلى تلك الخاصة, وتلك المملوكة من طرف الحكومة سيصبح الأمر أكثر غموضا.بالطبع يبقى الغراب الأسود أفضل قدوة يقتدى بها لباقي المجموعات.لكن عند مناقشة الكلام عن مجموعات الفرسان الخاصة يصبح الأمر أكثر تعقيدا.كان هناك مجموعتين من المستوى الأعلى, 3 مجموعات من المستوى المتوسط, و 12 مجموعة صغيرة. كل هذه المجموعات في تنافس دائم مع بعضها البعض. واحد من أولئك الكلبين في الأعلى يسمى بمجموعة فرسان "ساي بيوك" (م: حرفيا تعني الفجر), والتي بدورها تنتمي إلى منظمة عالمية إسمها "ساي بيوك داهل"(م: ترجمت الكلمة كما هي وحرفيا تعني القمر الذي يظهر في الفجر).
عندما بدأت المجموعة بالتجنيد, بدأ الناس بالاستخفاف بمستوى الأدنى للمجموعة وكل ما لديها هو زبون قوي يدعمها وكأنها لعبة في يدها. لكن بسب ذلك الدعم القوي, تغير الأمر وبدأت تعامل كمعجزة العصر.إذا ما سال أحد من هم أعلى مجموعات الفرسان فالجواب هو مجموعة "الغراب الأسود" ومجموعة "كوريو"(م: هو إسم مملكة كورية قديمة) ومجموعة "ساي بيوك".وبالطبع الحالة المادية لهذه الأخيرة كانت أفضل من كل منافسيها.
"لم يكن خطأك يا عم هيون-أوه,لذا توقف عن الاعتذار.في الواقع الأمر كله خطئي..."
وتصادف أنيو ساي-جونغ هي حفيدة رئيس ساي بيوك داهل, واحدة من أضخم شركات في العالم وابنة الرئيس الحالي لمجموعة فرسان ساي-بيوك. لقد كانت شخصية كبيرة, طفلة ولدت بملعقة ذهبية في فمها, ومهمة لدرجة جعل الفارس بارك هيون-أوه ذو المرتبة الأعلى يغضب بسبب ما حصل.
"...لا,مهما كان الأمر كان يجب أن أكون هناك أحرسك..."
ليس فقط خليتها التي كانت مثيرة للإعجاب وإنما أيضا موهبتها لأن الحكومة اعترفت بها كفارسة من المستوى المنخفض في عمر 17 عاما و 45 يوما. الفرق بينها وبين كيم يو-رين هو شهر واحد فقط- أصبحت فارسة من المستوى المنخفض في عمر 17 و 6 ايام- والذي يظهر الموهبة العظيمة التي تملكها يو ساي-جونع نظرائها.
"كفى. أمنى أنك وجدت المعلومات التي طلبت منك"
"...اه, أه, ذلك؟"
أول شيء سألت يو ساي-جونغ عنه عند استيقاظها من غيبوبة يومين هو هوية رجل ما. رجل غريب لم يقدر بارك هيون-أوه بما أنه كان مركزا على إنقاد يوساي-جين في ذلك الوقت-لكنها أصرت على أن هذا الرجل الغامض هو الذي أنقد حياتها.
"انتظر للحظة, أنت حتى لم تتحقق, أليس كذلك؟"
عند رؤيتها لمظهر بارك هيون-أوه المتردد, أشعت أعين ساي-جين بغضب شديد.
"لا, لا مستحيل, ظننت فقط أنك كنت تحلمين.أعني أنه من المستحيل لصياد من المستوى المنخفض أن يوقف عملاقا لوحده. رغم ذلك..."
توقف عن التكلم للحظة, ثم أخرج من جيبه رخصة صياد برونزية اللون.
"تفضلي. أنا أيضا كنت متفاجئا عندما وجدتها بين اللباس الممزق على الأرض"
بما أن يو ساي-حونغ لم تقوى على الحراك بسب الشلل,كان يجب على بارك هيون-أوه أن يجلب بطاقة الرخصة أمام عينيها.
"الصياد الموهوب السماوي, كيم ساي-جين...انتظر للحظة, الموهوب السماوي؟"
"نعم, ذلك صحيح. لقد مر وقت طويل منذ أخر مرة رأيت فيها ذلك اللقب.لكن إذا ما فكرنا بالأمر فما قلته صحيح. كل الصيادين بهذا اللقب هم غير طبيعيون, أليس كذلك؟"
"....تستطيع إيجاده؟"
"بالطبع, لقد بدأت البحث عنه.سيتطلب الأمر القليل من الوقت قبل أن يكون واقفا هنا أمامك. اه, صحيح, قبل ذلك أنت لست..."
فجأة, ضيق بارك هيون-أوه عينيه وحدق في يو ساي-جونغ.
عكس ما يوحي به عمرها, فتصرفاتها كانت تصرفات الكبار لكن في نهاية المطاف لازالت طفلة.فهي في عمر حيث بدأت تحلم بتلك الأحلام الغير الحقيقية والأفكار الغير النافعة بخصوص الحب.لهذا, ماذا لو انه في تلك الوضعية ما بين الحياة والموت, سقطت في حب ذلك الرجل الذي أنقدها....
"فووو. مستحيل.ذلك ليس ما في الأمر, فأنا لست طفلة. ولكن فقط.....كما يقول جدي.إذا كان معروفا يجب رده في أقرب وقت ممكنو وإذا كان كرها فأجليه على قدر استطاعتك.لقد حفظت تلك التعليمات عن ظهر قلب. هذا كل ما في الأمر"
ابتسمت يو ساي-جونغ منكرة قبل تذكر شيء مهم وسألت "على أي حال, الأمر المهم الأن هو هل يمكن أن أتعافى؟ لقد سمعت صفة أن شللي خطير نوعا ما؟"
تجمد بارك هيون-أوه في مكانه للحظة.
"سمعت ذلك؟ ظننت أنك كنت نائمة."
"نعم, لقد سمعتكم تقولون أن الأمر خطير"
لو أن هذ كان قبل 10 سنوات لكان هذا الشلل مؤلما ولا دواء له,لكن الأمر الآن مختلف.فمع ظهور الخيمياء وتطورها هي وأبحاثها, جرعة واحدة كافية لشفاء الشلل.
لكن شللها كان أقوى من المعتاد لذا فإنهم يحتاجون إلى جرعة طبية من المستوى المتوسط أو المستوى الأعلى لشفائها.
"لا داعي للقلق بخصوص ذلك. لقد سمعت مِؤخرا بعض الأخبار عن بيت خيمياء في جانجون لديه جرعات من المستوى المتوسط ولديها قدرة على الشفاء و التجديد.لطالما كانت منتجات جانجون جيدة, ولقد سبق للرئيس بأن تفاوض معهم لذا سنحصل على الجرعة الأولى فور توفرها لديهم"
"....هل هذا صحيح؟ ذلك أمر جيد."
هزت يو ساي-جونغ رأسها بدون أن تظهر أي اهتمام.
"وما اسم الجرعة؟ هل هي من منتجات أحد الورش في الساحل الشرقي؟ لقد سمعت أنهم في إضراب.هل توقفوا أم ماذا؟"
"لا. لا زالوا في إضراب. لكن هذا منتج جديد.لقد سمعت أنها من صنع شخص والذي ظهر فجأة وترك ذلك المنتج وغادر.أولئك المسؤولين عل المنتج يقولون بأن عبقريا جديدا قد ظهر"
"حسنا, هل يمكنك أن تقول لي الاسم الآن"
"نعم....ما في الأمر هو أنه اسم يوحي بعدم الثقة."
تردد بارك هيون-أه لقول الاسم بصوت عال, لكن تحت نظرات يو ساي-جونغ الحادة, لان وتمتم الاسم.
"سألت لبعض المرات هل الأمر حقيقي....,وتبين أن إسم الجرعة هو بالفعل....لطف عفريت."