م.م: اتبرأ من ذنوب كل قارئ
______________________________
أحدق في الأرض المقفرة على بُعد بعيد من فوق مملكة الشفق.
هذه هي نقطة البداية لعالم الفوضى، حيث دخل تلامذة طائفة الرعد السماوي الذهبي.
صحراء شاسعة وخالية من الحياة.
عادةً ما تكون مثل هذه الأراضي القاحلة شائعة في عالم الأشباح السفلي؛
فبينما يصعب لازدهار الحياة، فهي مكان مناسب لإيواء بعض الكائنات الشبحية.
ومع ذلك، أدرك أن هذه الصحراء تختلف جوهريًا عن تلك الأماكن.
«حتى الكائنات الشبحية... لا تظهر.»
أحدق في الأرض المقفرة على بُعد بعيد من فوق مملكة الشفق.
هذه هي نقطة البداية لعالم الفوضى، حيث دخل تلامذة طائفة الرعد السماوي الذهبي.
صحراء شاسعة وخالية من الحياة.
عادةً ما تكون مثل هذه الأراضي القاحلة شائعة في عالم الأشباح السفلي؛
فبينما يصعب لازدهار الحياة، فهي مكان مناسب لإيواء بعض الكائنات الشبحية.
ومع ذلك، أدرك أن هذه الصحراء تختلف جوهريًا عن تلك الأماكن.
«حتى الكائنات الشبحية... لا تظهر.»
إنها مقفرة للغاية.
في عالم الأشباح السفلي، عادةً ما تكون الكائنات الشبحية موجودة في كل مكان.
فهناك كائنات شبحية ذات عقل، وأيضًا العديد من الأطياف اللاواعية.
وبشكل خاص، تتواجد تلك الأطياف اللاواعية بأشكال وأحجام مختلفة في جميع أنحاء عالم الأشباح السفلي.
لكن هنا، لا توجد أية كائنات.
حتى تلك الأطياف الشائعة لا تُرى.
كل ما أراه هو أرض شاسعة مقفرة تمتد بلا نهاية.
و...
غاكاك، غاكاكاك، غاكاك...
في وسط هذه الأرض المقفرة، «جمجمة أحدهم» مستلقية وحيدة.
وبالنظر إلى تلك الجمجمة، أدرك أنها بقايا مزارع تأكله شخص حقيقي.
بوووونغ―
كواااانغ!
سَرَعت بتحريك جسدي وهبطت أمام الجمجمة.
«هذا هو...»
وعند الفحص الدقيق، تبين أن هذه ليست مجرد جمجمة بسيطة.
تصدع، تصدع، تصدع―
هذه الجمجمة التي تواصل تحريك فمها كما لو كانت حية، لها مظهر مخيف إلى حدٍ بعيد.
ومع ذلك، وإدراكي للطبيعة الحقيقية لهذه الجمجمة، أدرك أن حالتها أكثر رعبًا مما تبدو عليه.
كواكك!
أمسكت بالجمجمة وأسحبها من الأرض.
كواكاغاك―
ومع سحبها أكثر، ظهر من تحت الأرض المقفرة جسد يشبه العمود الفقري. وبعد سحب جزء منه، بدأت مئات الأشياء المشوهة الشبيهة بالألياف تظهر من العمود.
[خيوط الفطريات (菌絲)، ربما.]
رغم أنني أكدت ذلك تقريبًا في عالمي الواعي قبل الهبوط، إلا أنه ما زال مثيرًا للاشمئزاز.
لابد أن المزارع الذي تأكله الشخص الحقيقي كان مجرد كائن شبح عادي.
لكن مع مرور الزمن، تحول جسده تدريجيًا إلى هذه الخيوط الفطرية، متجذرة تحت هذه الأرض.
وووووونغ―
أراقب تحت الأرض بوعيي.
عدد هائل من خيوط الفطريات يتلوى تحت سطح الأرض.
هناك عددٌ منها لا يُحصى، حتى لو حاولنا عده بالآلاف أو الملايين.
«كلما اتجهت شمالًا، زادت عناقيد خيوط الفطريات.»
وبينما أدرك تآكل خيوط الفطريات تحت الأرض، نظرت إلى الأفق.
«لابد أن بقايا الذي تأكله انتشرت من هناك إلى هنا، ناشرة هذه الخيوط.»
أحدقت في الجمجمة، التي ما زالت تُصدر أصواتًا رغم سحبها من الأرض.
للأسف، الجمجمة لا تُظهر أي رد فعل حتى عندما ترى موتي، إذ تواصل تحريك فمها بشكل رتيب.
«هل هو لأنها قد تأكلت بالكامل؟»
حاولت تنشيطها باستخدام الطاقة الشبحية، وقوة الجذب، والطاقة الروحية.
لكن فطر الجمجمة تجاهل جهودي، واستمر في النقر بأسنانه والتلوِّي في يدي.
ثم، حدث شيء.
يتلوى، يتلوى―
بدأ فطر الجمجمة بمدّ خيوط الفطريات نحو يدي.
فتخللت خيوط الفطريات يدي، منتشرة جذورها إلى الداخل.
«مدهش. حتى مع تفعيل طريقة جوهر ضوء النجم الأزرق، استطاعت بسهولة اختراق هذا اللحم الصلب.»
ذهلت للحظة قبل أن أحاول طرد خيوط الفطريات التي تهاجم ذراعي.
ومع ذلك، لم تنجح أي من التقنيات التي تعلمتها في صد هذه الألياف.
«تسك... هل ينبغي عليّ مجرد قطعه؟»
حينها، نقرت لساني من الداخل.
طقة!
استجابت خيوط الفطريات لقوة الطريقة الأخيرة التي حاولت استخدامها.
[...هو.]
إنه ضباب لوحة الأشكال والروابط المتعددة.
وبالإضافة إلى ذلك، استجابت خيوط الفطريات لقوة سيف السماوات الكلي.
ربما لأن سيف السماوات الكلي يحتوي على طاقة البلاء السماوي، فقد ذبلت خيوط الفطريات عند ملامستها وتراجعت من يدي.
وووووونغ―
بدمج قوة سيف السماوات الكلي وضباب لوحة الأشكال والروابط المتعددة، سرعت في طرد خيوط الفطريات من يدي وتحطيم فطر الجمجمة.
باسيك!
فطر الجمجمة، الملامس لسيف السماوات الكلي، تحوّل إلى رماد وتناثر تحت يدي.
كوا-جيجيجيك!
طار جيون ميونغ-هون إلى جانبي وسأل:
«هل اكتشفت شيئًا عن هذه الأرض؟»
[نعم.]
أومأت برأسي وأخبرته.
[هذه الخيوط ضعيفة أمام البلاء السماوي. ومع ذلك، فهي لا تستجيب ببساطة لأي صاعقة إلهية. فالصاعقة السوداء لجسم الرعد ذو الستة أقصى تأثير ضئيل. لذا، ينبغي عليك محاولة محاكاة البلاء السماوي باستخدام طريقة صاعقة السماوات الحمراء قدر الإمكان أثناء التقدم.]
«هل هذا صحيح؟ فهمت.»
[إذاً، لنغادر.]
عاد جيون ميونغ-هون وأنا إلى مملكة الشفق.
كوجوجوجوجو―
أرسلت إشارة للمغادرة من فوق حاجز مملكة الشفق، وبدأت مملكة الشفق في التحرك تدريجيًا شمالًا.
وفي الوقت نفسه، تحول جيون ميونغ-هون إلى عملاق بستة أذرع عند الطرف الشمالي لمملكة الشفق، وأخرج علمًا متعدد الألوان، وبدأ في تلوّيه بشكل هستيري.
كوارونغ، كوارارارونغ!
تجمعت الصواعق متعددة الألوان من العلم في الهواء، لتتحد في صاعقة حمراء واحدة.
همس جيون ميونغ-هون بالتعاويذ تجاه كرة الصاعقة الحمراء أمامه.
انفجرت كرة الصاعقة، وانتشرت صواعق ذات هالة تشبه البلاء السماوي كالستار أمام مملكة الشفق.
كوا-جيجيجيك!
تقدمت مملكة الشفق، ممحوّة خيوط الفطريات تحت الأرض مع تقدمها.
وووووونغ―
ركزت عقلي، محيطًا بمملكة الشفق بوعيي لمراقبة أية حوادث محتملة.
حين دخلت الكتلة الضخمة لمملكة الشفق إلى الصحراء،
كوجوجوجوجو!
اهتزت الأرض بأكملها، وأطلقت خيوط الفطريات المتلوّية تحتها أبواغها في آن واحد.
«لم يكن هناك رد فعل عندما دخلنا جيون ميونغ-هون وأنا، لكن الآن تتفاعل؛ إذما فريسة كبيرة قد أتت.»
لكن الأمر كان بلا جدوى.
ويييييينغ―
بالنسبة لقبيلة القلب، يُعد مجال الوعي قوة وسلطة معًا.
فإن تجلياتهم تنبع أساسًا من مجال الوعي.
ومع ذلك، فإن مجال الوعي الذي اكتسبوه في البداية نادرًا ما يتغير.
وينطبق الشيء نفسه على كيم يونغ-هون وجانغ إيك أيضًا.
فبفضل مجال الوعي الذي حصلوا عليه عند وصولهم إلى تجمع الطاقات الخمس إلى الأصل، يؤدون جميع أنواع الأعمال لصد المزارعين بوعي يغطي السماء والأرض.
أما أنا، فأمتلك مجال وعي لقبائل السماء والأرض إلى جانب قوة قبيلة القلب.
يمكن لمجال وعيي أن يغطي مملكة الشفق وما بعدها!
كوارورورورورولو!
أصبح وعيي المحيط بمملكة الشفق كعاصفة.
العاصفة بلا شكل، الممزوجة بجميع ألوان الطبيعة السماوية، تدفع كل الأبواغ.
وبينما نعبر هذه الصحراء الشاسعة المقفرة، تتحول الأبواغ المتساقطة إلى رماد وتعود إلى الأرض.
مر حوالي شهر.
ما مدى المسافة التي قطعناها عبر هذه الصحراء الهائلة؟
«هل هذا كل شيء؟»
أخيرًا وصلنا إلى مصدر خيوط الفطريات المنتشرة في هذه المنطقة بأسرها.
نجحنا في الوصول بالقرب من بقايا المزارع الذي تأكله الشخص الحقيقي.
كوا-جيجيجيجيك!
زارى جيون ميونغ-هون بصراخ، مطلقًا صواعق حمراء من أذرعه الستة.
اجتاحت عاصفة من الصواعق الحمراء كل الاتجاهات، ممحوّة جميع خيوط الفطريات.
كوا-جيجيجيجيك!
بعد تطهير خيوط الفطريات، أقام حاجزًا من الصواعق الحمراء حول مملكة الشفق ونظر نحوي.
أومأت برأسي.
خرج جيون ميونغ-هون وأوه هيون-سوك وأنا من مملكة الشفق وسرنا نحو بقايا التأكل.
أما بالنسبة لأوه هيون-سوك، فقد تبيّن خلال الشهر الماضي أن الأبواغ تُمتص عند ملامستها للهالة البنفسجية التي يصدرها؛ ونظرًا لأنها لا تُشكل خطرًا عليه، قررت أخذه معي.
كانت البقايا ضخمة.
[رهيبة.]
نقرت لساني وأنا أنظر إلى تلك البقايا الضخمة.
كان واضحًا أن هذه البقايا ما تزال «حية».
أخرج جيون ميونغ-هون لسانه، ناظرًا بين البقايا وبيني.
«إنها مشابهة جدًا. لا عجب أنك، الذي يجلس في موقع زعيم الطائفة ويشبه هذا، تجعل الآخرين يخطئون بيننا وبين طائفة شيطانية.»
[...]
لا أريد الاعتراف، لكن بقايا المزارع الذي تأكله الشخص الحقيقي بالفعل تشبهني.
في مركز خيوط الفطريات، التي تمدها بالطاقة، يوجد جسد أسود نقي تتفجر منه جماجم بيضاء.
حتى من خلال الإدراك السفلي، يبدو وكأنه شخصية غريبة تتراكم فيها طبقات من الموت في مكان واحد.
حقًا، إنها تشبه مظهري الخارجي.
«تسك، ليس من قبيل الصدفة أن يُطلق علينا لقب الطائفة الشيطانية.»
«إذاً، سأقوم أنا وهيون-سوك بالبحث والعثور على تلامذة الطائفة.»
بدأ جيون ميونغ-هون وأوه هيون-سوك في التجوال، تاركين وراءهم حطامًا ضخمًا يصل حجمه إلى حوالي 30 زانغ.
نقرت لساني وحدّقت في الكيان أمامي.
«على أي حال، هو ما زال على قيد الحياة، لكن... إنه بائس حقًا.»
تتدفق المشاعر من كل جماجم.
وتتشابك هذه المشاعر، لتكوّن مجال وعي واحد.
بالفعل.
هذه البقايا، رغم حالتها المروعة، ما زالت حية.
«هل هي تحلم؟»
يبدو أن الذي تأكله، عند تلقيه نظرة من شخص حقيقي، يحلم حلماً طويلًا أثناء تدمير هذه الأرض.
هل انتهى هذا الشخص إلى هذا المصير بمحض إرادته؟
وووووونغ—
أمسكت بسيف السماوات الكلي وأنا أتأمل.
«هل يمكنني قطعه؟»
بعد لحظة من التفكير، أعدت سيف السماوات الكلي إلى غمده.
«لا أستطيع.»
قد يكون القطع ممكنًا.
لكن لسبب ما، شعرت بإحساس عميق من النبؤة المظلمة ينبعث من داخل البقايا، يمنعني من ضرب سيف السماوات الكلي.
أشعر أن القطع بتهور سيجلب لي شؤمًا كبيرًا.
«وجدته! إنهم هنا!»
وصل صوت جيون ميونغ-هون من بعيد.
[أنا قادم إلى هناك.]
أومأت وبدأت بالسير نحوه.
ثم حدث أمر.
ارتجاف!
شعرت بوخز شرير يلسع عمودي الفقري.
سرت في تدوير رأسي، رافعًا سيف السماوات الكلي.
ما ظهر أمامي كان بقايا تُشكل فيها بؤبؤ من ضوء أبيض نقي داخل تجويف العين.
تتشكل كرات العين من داخل تجاويف البقايا التي تحمل عشرات الرؤوس، تحدق مباشرة إليّ.
حاولت التراجع بسرعة، لكن المحيط تغير فجأة.
باساساساك!
[...!]
انهار المحيط، وفجأة، وجدت نفسي معلّقًا فوق تحت سماء الليل.
[هذا المكان...]
وفي اللحظة التي نظرت فيها للأسفل، انفجر الدم من ثماني وثلاثين زوجًا من عيني.
بوكواك!
[كوورغ...!]
امرأة!
بدا كما لو أنني رأيت «امرأة» تشوهت أطرافها بشكل بشع وثُقبت جسدها بثقوب في كل مكان.
طحنّت أسناني وأنا أشعر برأسي يتضخم بلا سيطرة.
«ماذا رأيت للتو؟»
غير قادر على الوقوف، انهرت على الفور وبالكاد استعادت توازني.
«لا أستطيع النظر إلى الأسفل...»
في تلك اللحظة.
كوادودودوك!
فجأة، أصبحت القوة التي تضغط عليّ قوية بشكل لا يُطاق، ولم أستطع مقاومة ثقل رأسي، مما جعلني أسقط كما لو كنت أسجد.
هناك شيء مثل حاجز شفاف يمنعني من السقوط إلى الأسفل، لكن الفراغ الذي تحته كان واضحًا!
«لا، لا...! إذا نظرت للأسفل...!»
ثم حدث.
[...؟]
«المرأة» التي رأيتها للتو لم تعد موجودة في الأسفل.
بدلاً من ذلك، كان هناك «عالم» شاسع جدًا لدرجة أن مجرد إدراكه يجعل رأسي يؤلمني.
[عالم الأشباح السفلي...؟]
نعم.
أسفل هو عالم الأشباح السفلي بأكمله.
«ما هذا؟ كنت أظن أنني رأيت امرأة للتو...»
حدقت بعينيّ، وأمددت وعيي للتعرّف على من أجبر رأسي على الانخفاض بقوة كهذه.
لكن لم يكن هناك شيء ضمن دائرة تمتد لآلاف اللي.
بالقرب، كانت النجوم تطفو في سماء الليل، مضيئة الظلمة...
[...نجوم؟]
ارتجاف!
عندها أدركت أين أنا فجأة.
«مجنون... هل يمكن أن يكون هذا...!؟»
فوق عالم الأشباح السفلي.
لا، إنه في مكان أعلى.
خارج بُعد عالم الأشباح السفلي!
المكان الذي يقيم فيه [الأشخاص الحقيقيون] ويراقبون عالم الأشباح السفلي!
بمجرد أن أدرك ذلك، رنَّ صوت مهيب في ذهني.
[من أنت؟]
«...!!!»
شعرت به.
عشرات «النظرات» تخترق جسدي!
«تبا، هل تقول إن الأشخاص الحقيقيين يستطيعون استدعاء كائنات من داخل عالم الأشباح السفلي إلى ما وراء البعد!؟»
تسارعت الأفكار في ذهني، لكنني قررت الرد على الصوت الذي تردد للتو في ذهني.
[أنا...]
[لم نسألك، أيها الحشرة.]
كوا-جيجيجيك!
في لحظة، تحطم فكّي، مما جعل من المستحيل عليّ التحدث.
لا، لم أستطع حتى أن أبث «إرادتي» للخارج.
كأن فعل «الكلام» ذاته قد تم ختمه.
[بينما دخلت كلمات معاليكم إلى عالم الأشباح السفلي وأحدثت فوضى في كل مكان، ناقشنا. لكن أثناء مناقشتنا، اكتشفنا حقيقة مخيفة. لم يُفسد أحد منا شيئًا كهذا من قبل.]
بدت النظرات المروعة وكأنها تخترق جسدي.
[ولذا، لا يوجد تفسير سوى واحد. كائن من الدرجة على الأقل من الخلود الحقيقي يقوم بإفساد والتلاعب بشيء يفوق معرفتنا.]
استمر الأشخاص الحقيقيون بالتحدث إليّ، وهم يوجهون كلامهم إلى الكيان الذي يعتقدون أنه يقف خلفي.
[يرجى الكشف عن هوية معاليكم وإذا كانت لديكم أي مهام ترغبون في تكليفنا بها، نرجو منكم ذلك. لقد كنا نراقب عالم الأشباح السفلي بطريقتنا الخاصة وتعلمنا الكثير عبر العصور، ونحن نرعى متبعينا في أماكن مختلفة.]
كوجوجوجوجو!
وبينما كانوا يتحدثون، شعرت وكأن جسدي يُسحق بالكامل.
[معاليكم، نرجو منكم أن تمنحونا فرصة.]
ثم مدت ذراعي.
وودوك، ودودودودوك―
نهضت من مكاني.
كوادودودوك!
شعرت كما لو أن قوة جذب كونية تحاول سحق جسدي، لكنني تحملت.
لسبب ما، شعرت أنني «أستطيع».
[...!]
[كيف يمكن لموتٍ أن يقف تحت سلطة متعالية!]
[أفهم. هل الكيان وراء ذلك يمدهم بقوته؟]
[كيف يمكن لهم حقًا أن يضخوا قوة سراً لذلك الشيء تحت مراقبتنا!]
نظرت حولي، واخترقت ضجة الأصوات المتعددة.
نجوم لا تُحصى.
و«النظرات» التي تتظاهر بكونها نجوم.
حوالي خمسين منهم، ربما.
نعم، خمسون من الأشخاص الحقيقيين الداخلة في النيرفانا يرمون نظرات حازمة نحوي.
جيجيك، جيجيجيك―
حاولت استحضار الثلاثة الأزلية العظمى أو الدارات، لكنني أدركت أن ذلك مستحيل.
«إذن، هذا هو الأمر.»
فهمت ما فعله الأشخاص الحقيقيون.
«لم يسحبوني إلى هنا. لقد سحبوا روحي مؤقتًا من البُعد. فلا يزال جسدي المادي هناك في الأسفل.»
ضيَّقت عيني.
وبكامل قوتي، دفعت جوهر قلبي و«الشيء» المكبوت داخله.
كوجوك، كوجوجوجوجوك!
تمامًا كما رفعت جسدي ضد قوة جذب الأشخاص الحقيقيين، استخرجت «الكلام» الذي ختموه بداخلي.
[معالي... الأشخاص الحقيقيون... هذه الحشرة تتكلم بتواضع.]
كوجوك―
كان نطق كلمة واحدة ألمًا لا يُحتمل.
شعرت كما لو أن جسدي سيتحطم في أي لحظة.
لكنني استطعت التحمل.
لأن ما هو موجود هنا ليس ذاتي الحقيقي، بل روحي فقط.
ولأن روحي فقط هي التي استُدعيَت، فلا أستطيع استحضار الثلاثة الأزلية العظمى أو الدارات، التي تتطلب زراعة قبائل السماء والأرض. لكن على النقيض، طالما أن قوتي العقلية كافية، فأنا قادر على التحمل!
[أنا... لست تحت... سيطرة أحد. أرجو، أعيدوني...]
ومع ذلك، همهم الأشخاص الحقيقيون لبعضهم لبعض قبل أن يرسلون إرادتهم إليّ.
[أيها الحشرة. سنعترف بإنجازك في التحدث أمامنا وننيرك بذلك. إن كان حقًا كائنًا عظيمًا، سواء أدركت ذلك أم لا، فإنه يمكنه التأثير على مصيرك وتاريخك، وتوجيه أفعالك كما يشاء. لا تجرؤ على إبداء آرائك التافهة وتعكير حديثنا.]
وودوك، ودودودودوك!
ماذا سيحدث إن استدعيت المخروط المقلوب أو أسماء الخالدين الحاكمين؟
أردت فعل ذلك فورًا، لكن «الكلام» نفسه محظور، بالكاد أستطيع التعبير عن آرائي.
ولذا، من المستحيل نطق «كلمات» قوية، وبالمثل، لا أستطيع استدعاء تلك الأسماء أو الرموز.
[معاليكم، نرجو أن تجيبونا. حتى حينما تجول تابعكم الشرير في عالم الأشباح السفلي، وأسس ديانة غريبة بجسم متكدس بطبقات من الموت الموحش، وعطل الطاقة السماوية لعالم الأشباح السفلي بواسطة دمى ملعونة مرتبطة بعالم البرد الساطع. حتى أن تابعكم اقترب من متابعينا واستدعى البلاء السماوي أمامهم، محاولًا القضاء عليهم. مهما كنتم من الخلود الحقيقي الشرفاء، أنتم لستم خالداً شبكةً عظيمًا، فلا يمكنكم معاملتنا بمثل هذا الازدراء.]
تجاهلوني تمامًا، واستمروا في الحديث مع شخص لا أعرفه حتى.
طحنّت أسناني.
لسبب ما، خطرت في بالي تلك اللحظة.
ذاك اليأس الذي شعرت به عندما واجهت خمسين مزارعًا مبنيين بالطاقة.
على الرغم من أنهم الآن كائنات صغيرة لطيفة، في ذلك الوقت، شعرت كأنني حشرة.
مختبئة في مبنى منهار، مرتجفة وبالكاد أحبس أنفاسي، مُعاملة كحشرة مختبئة خلف كيم يونغ-هون.
يبدو أنني عدت تمامًا إلى ذلك الزمن.
الموقف نفسه كان مشابهًا.
في ذلك الوقت، لم ينتبه شيوخ عشيرة ماكلي لي، بل ركزوا على مطاردة كيم يونغ-هون، تمامًا مثل هؤلاء الأشخاص الحقيقيين الآن.
[اركع. لا تجرؤ على توجيه تلك النظرات الجارحة نحونا.]
كوادودودوك!
الضغط الكوني الساحق دفعني إلى الأسفل.
[...]
لكن حتى تحت هذه القوى الكونية، لم أركع؛ بل اكتفيت بالنظر إلى الأرض.
كل شيء كان كما كان سابقًا.
لكن هناك شيء مختلف.
[مرات عديدة...]
كوجوجوجوك―
جمعت إرادتي.
[مرات عديدة... لقد تم معاملتي كحشرة.]
وووووونغ!
رفعت رأسي.
[لكن حتى الحشرة ليست من لعبتكم.]
جمعت كل قوتي ودفعت «الكلمات» إلى حلقي.
[إذا كنتم ترغبون في الحوار، عالجوني باحترام. وإن لم تفعلوا، ستتعرضون لسم حشرة.]
كوجوجوجوجو―
الغضب (怒氣).
غضب هائل ملأ السماوات.
أصبح الأشخاص الحقيقيون غاضبين.
الموقف كان كما كان من قبل، لكن ما الذي تغير؟
هو أنني عبر عدة أعمار، دربت إرادتي ورغبتي بلا هوادة!
والآن، حتى وإن تمزقت فمي، سأقول ما يجب قوله!
[غواااااااااه!]
من خلال سيف السماوات الكلي، حولت قوتي العقلية في مستوى الروح إلى مستوى الطاقة.
قوة العناصر الخمسة وقوة الين واليانغ غطّت جسدي بالكامل.
[الجبل العظيم!]
كوووونغ!
تلاعب الضوء في يدي.
لم تكن هذه تقنية إمبراطور تقسيم الجبل العظيم العادية.
بل، بداخلها طبعت شكل [ما رأيته]!
[إمبراطور البصق!]
مُبعثرة تقنية إمبراطور تقسيم الجبل العظيم نحو السماء، عرضت لهم المخروط المقلوب.
――――――――!
―!!!!
―――――!!
――――――――!!!!
صرخات غير مفهومة اهتزت بها الفضاء الكوني.
لا، بل بدا أن صرخاتهم تهز عالم الأشباح السفلي بأكمله.
[معاليكم! هل تنوون حقًا أن تصبحوا أعداءنا؟!]
كوجوجوجوجو!
صرخ شخص حقيقي بغضب جامح.
[سيصبح تابعكم بائسًا. سنقضي على طائفتهم من هذه الأرض بأي وسيلة كانت. كل ما يقوله تابعكم سيتشوّه في التفسير، وسيُبيد تابعكم ويسقط في العالم السفلي، أو يُنفى إلى عالم آخر، غير قادر على فعل شيء آخر.]
أوووووو—
وبينما شعرت بصوت الغضب، ابتسمت بسخرية.
باساك، باساساساك!
تخلّيت عن جسدي كملك الأشباح.
ظهر شكلي البشري.
أنا، سيو أون-هيون، نظرت إلى السماء وقلت:
«تتحدثون كالكلاب. أليس هذا ما كنتم تفعلونه طوال الوقت؟»
أن يُطلق عليّ لقب زعيم طائفة أشباح عظيم، وزعيم طائفة شيطانية، وطائفة شيطانية منحرفة. هل كان ذلك مرة أو مرتين فقط؟
على مدار المئتين عام الماضية، لم أفعل شيئًا سوى نشر التعاليم، والقيام بالأنشطة التطوعية، وتقديم المنافع في كل مكان.
حتى أنني نادراً ما خرجت خارج طائفة الوجود اللانهائي لتجنب إخافة الناس بمظهري وشكلي.
ومع ذلك، كانت كل الفصائل معادية تجاهي ودعتني عدوًا عامًا.
مئتان عام ليست مدة قصيرة، ورغبة أن يُنظر إليّ بشكل إيجابي طوال هذه الفترة ليست بالأمر السهل.
من الطبيعي أن يفتح الناس قلوبهم بقدر الوقت المستثمر.
ولكن من الغريب، أن الجميع ظلوا في سوء فهم غريب حتى تم القبض عليهم ورأوا النظام بأعينهم.
هل كل هذا مجرد صدفة؟
لقد تلاعب بي القدر عدة مرات.
هل تظنون أنني لا أشعر بتلك الديجافو القدري الآن !؟
«لقد قمتم بالفعل بتشويه المعلومات عن نظامنا وتحريف إدراك الآخرين له، ناشرين ذلك في جميع أنحاء عالم الأشباح السفلي! ألم تقوموا بقمعنا لمدة 200 عام، لتتأكدوا من عدم قدرتنا على الانتشار بإفساد مستوى القدر! والآن، عندما أطلب إجراء حوار صحيح، أنتم تزمجرون كما لو كنتم تقدمون خدمة عظيمة!»
أنتقد الأشخاص الحقيقيين الذين يتلوون بجنون بعد رؤيتهم للمخروط المقلوب، وابتسمت.
كنت أبحث عن طريقة للعودة إلى عالم الأشباح السفلي منذ وقت سابق.
والآن وجدتها.
«اعتنوا بأنفسكم. أنا مغادر الآن.»
كنت أعلم بالفعل.
نظرًا لاتفاقهم مع دم الين، هؤلاء الناس لا يمكنهم التدخل أبدًا في العوالم الوسطى.
وبما أنني سمعت ذلك مباشرة من هيون إوم، فلا بد أنه مؤكد.
مهما حاولوا التحدث مع الكيان الذي يقف خلفي، فهذا الكيان غير موجود أساسًا. في النهاية، سيفكرون أنهم يتم تجاهلهم ويحاولون قتلي.
وفي هذه الحالة، من الأفضل أن أركلهم بجرأة وأرحل بوضوح.
«قاضي تناسخ العالم السفلي، سيد الأشباح السفلي يو سو ريُون! أرجو إعادتي!»
―――――――!
―――!!!
――!!!!!!!!!!
―――――――――――!!!
ومرة أخرى، أصيب الأشخاص الحقيقيون بالجنون.
شعرت أيضًا بصدمة كما لو أن روحي تنهار.
لكن المعلومات عالية المستوى أخطر على الكائنات العليا، لذا لابد أنهم كانوا أكثر صدمة.
وعلى أي حال.
كوجوجوك!
بان استدعاء [الاسم]، تشكّلت بيني وبين عالم الأشباح السفلي قوة جذب قوية.
«إذاً، وداعًا!»
ببات!
وبينما بدا المحيط وكأنه يتوهج باللون الأبيض الحارق، عدت إلى داخل عالم الأشباح السفلي.
كوجوجوجو!
في الفضاء الكوني حيث اختفى سيو أون-هيون،
تتواصل العديد من الإرادات بشراسة عبر الزمكان اللامحدود.
رغم أن محتويات الإرادات العديدة كانت صاخبة، إلا أن الموضوع كان واحدًا.
كيف يمكن لحشرة بسيطة مواجهة إرادة المتعاليين مباشرة، والرد عليهم، وتفريق [أشياء مرعبة]، ثم الهروب؟
ومن بينهم، كانت النجمة التي يتواجد فيها الشخص الحقيقي الذي حاول التحدث مع الكيان خلف سيو أون-هيون تتألق بسطوع.
[حقًا، هل هو في طور إكمال الأرض (地)؟ لكن كيف يكون ذلك ممكنًا؟ كيف يمكن لموتٍ، حتى وإن كانت الطاقات الخمس مقبولة، أن يدمج جميع أقصى الستة بداخله؟]
كانوا مشوشين، لكنهم سرعان ما رسخوا إرادتهم، مما جعل ضوء النجوم يومض مرة أخرى.
[كفى. لا حاجة لمعرفة ذلك. لابد أن الكيان وراء ذلك الشيء يمدهم بقوته. ولأنهم يتجاهلوننا بهذه الطريقة، فلا خيار أمامنا. لمنع ذلك الكيان من ممارسة سلطته هنا من خلال ذلك الشيء، سنقضي على تابعيه أو نطردهم باستخدام كل القوى في عالم الأشباح السفلي!]
ووووو-وووونغ!
عند كلمات الشخص الحقيقي، يومضت النجوم المبعثرة في الفضاء الكوني، معبرة عن إرادتها بالموافقة.
---