رواية بديل الحروب

الفصل 26: هذا ما يعنيه الغش في لعبة MMO

لاحظ زئير ان المعالجين يكادوا ان يصلوا الى حدهم الأقصى من استخدام جرع التحمل، < عندما يبغ جلمود 10 % من صحته سوف اهجم عليهم > كانت خطة بسيطة جدا يستغل استنزاف الجميع تحمله ومهاراتهم و من ثم تنفيذ جلمود لمهارته الخاصة مما يجعل الفريق في خطر كبير وفي هذه اللحظة يهجم زئير هجوم خاطف ليقتل أكبر عدد ممكن منهم.

كان جلمود أفضل دمية تدريب لزئير ولن يسمح لاحد بقتله حتى يطور مهاراته جميعا، لذا قرر ازعاج الفريق وقتلهم كل مرة يحاولوا فيها الهجوم على جلمود حتى يتخلوا عنه نهائيا.

صرخ جلمود وجهز نفسه للقيام بالمهارة الخاصة المروحة النفاثة، صاح القائد < استعدوا للمهارة الخاصة لا تتجمعوا في مكان واحد المدرعين حاولي صد هجومه >.

فعل زئير كل من مهارة الاندفاع النهائي والبرق القاطع على لتوالي وانطلق بسرعة البرق ناحية الفريق، شعر الحارسين بشيء يمر بينهم ولكنهم لم يرو أي شيء فاعتقدوا انها فقط مخيلتهم وخاصتا ان تركيزهم كان على الزعيم الذي يستعد للهجوم.

اصطدم جلمود بالمدرعين ورمى الكثير منهم بعيد وكادوا ان يموتوا واستطاع الباقي الصمود امامه ولكنهم تلقوا ضرر كبير استمرت مهارة جلمود لثواني قليلة وقبل ان ينهي جلمود هجومه اذ بظل يظهر خلف اقوى مدرع وقام بعدة ضربات له ليسقط ميتا، كانت صحته منخفضة والمعالجين ركزوا على المدرعين المرميين على الأرض ولم يكن لديهم وقت لعلاج مدرعهم الأساسي.

توسعت عيون الجميع ولم يعرفوا ما حدث فقد ظهر زئير وكأنه شبح وقتل مدرعهم الرئيسي، لم ينتظر زئير من العدو استيعابهم للأمر وواصل الهجوم ليقتل مدرعين آخرين، اظهر الفريق استعدادهم في ابداء رد فعل وبمجرد ما شاهدهم زئير تحضيرهم للهجوم انسحب من اما المدرعين وتوجه نحو المعالجين.

ارتعب القائد فقد بقي مدرع واحد لإيقاف جلمود وزئير توجه الى المعالجين كان الهجوم مدمر للفريق في أحلك مرحلة من القتال، ولحد الآن لم يعرفوا من الشخص الذي يهاجمهم وذلك بسبب سرعته الكبيرة وضهوره المفاجئ < بسرعة أيها الحشاشين والقناصون احموا المعالجين اما المقاتلين فحاولوا دعم المدرع ولا تسمحوا بتقدم الزعيم >.

كانت أوامر القائد صائبة ان كان القتال عادل، ولكن زئير كان قاتل لا يمكن ايقافه وبسرعة كبيرة قتل معالجين قبل ان يصل اليه بعض الحشاشين او يصوب نحوه القناصون للدفاع عنهم، وبمجرد قتله لهم فر من المنطقة واختفى عن الأنظار، < تبا له من يكون هل هو ذلك NPC؟ ولكننا قتلناه!! هل لديه مهارة ما هل هذا معقول؟ > ارتبك قائد الفريق وبدا في التفكير في كثير من الأمور.

< قائد ... أيها قائد لدينا مشكلة المدرع يكاد يموت ولم يبقى لنا الكثير من المعالجين للدعم، كما ان التشكيلة تدمرت يجب ان ننسحب >، لعن القائد كثيرا ثم اعطى امر بالانسحاب كما امر بجمع ما يقدروا عليه من العتاد الساقط من زملائهم.

بدأ الجميع في الانسحاب حتى خرجوا من النفق الى القاعدة، لقد فقدوا الكثير في قتالهم لجلمود فلم يعد لديهم القدرة على استهلاك جرع طاقة أكثر كما انهم ضيعوا الكثير من الوقت على هذا الزعيم وقتال زئير سابقا، كما نه من الصعب عليهم العودة والهجوم على الزعيم من جديد بدون مهارات وجرع طاقة.

بقي زئير يراقب من بعيد متمنيا ان ينسحبوا، بقي القائد لوقت يتشاور مع باقي الأعضاء ومن ثم بدا الفريق في الخروج من القاعدة تبعهم زئير من بعيد وشاهدهم يغادرون المكان بقي ينتظر لربع ساعة وعند تأكد من انهم قد غادروا تمام استدعى زئير رازي وعادو لجلمود حتى يستمروا في التدريب.

امر زئير رازي ان يبقى في الخارج ويراقب الوضع وبعد كل 5 دقائق يدخل للقاعة ليقدم مصل التحمل والعلاج ان احتاج اليه، كان زئير يثق بنفسه الآن أكثر من السابق فقد حفظ كل شيء عن جلمود بالإضافة انه طور مهارات كثيرة، لذا كان خوفه الأكبر من الأعداء الذين يأتون من الخارج بدل الخوف من جلمود.

فكر زئير في مهاراته وإذ به يتذكر انه قد طور مهارة التثبيت وتفقدها.

< جميل وكأنه لدي مهارتي تثبيت في نفس الوقت هاهاها !> كانت مهارة التثبيت من اول المهارات التي تعلمها زئير وقد افادته كثيرا وانقذته في العديد من المواقف والقتالات، لم يخلوا قتال لزئير من استخدمه لهذه المهارة والآن أصبحت اقوى بكثير فقد زادت ثانية في وقت الشلل والقدرة على شله لأكثر من هدف.

استعد زئير وهجم على جلمود كان لديه هدف وحيد من هذا القتال تطوير كل من مهارة الهائج ونجم الشمال والاختراق مرة واحدة، كان لدى زئير خطة صعبة جدا ولكنه لا يعرف ان كانت ستنجح في تطوير المهارات ان نفذها ام لا.

تقاتل زئير مع جلمود وكان كل من الخصمين يعرفون مهارات بعضهم البعض كانا القتال شديد ولا يمكن لزئير ان يخطئ ولو لجزء من الثانية والا عنى هذا موته، كان رازي في كل خمس دقائق يعود لعلاج زئيران أصيب ويعيد تعبئة نقاط تحمله ومن ثم يغادر لمدخل النفق ويراقب الوضع.

استمر وضع زئير لحوالي نصف ساعة وإذ بجلمود يحاول تنفيذ هجومه الخاص، استعد زئير وفعل كل من مهارتي السرعة واندفع للخلف حتى تتساوى سرعته مع سرعة جلمود ومن ثم قام بمحاولة إدخال يده الحاملة لخنجر كوكري بين راسه وكتفيه مستهدفا عنقه حتى يشله كما فعل في المرة السابقة.

كان جلمود يعلم بأمر هذه الحركة فقد سبق واختبرها أكثر من مرة في السابق، لذا قام هذه المرة بخفض راسه بين كتفيه ولامس ذقنه أعلى صدره مما جعل عنقه تختفي ولم يقدر زئير على استهدافها.

مع ذلك بقي الجزء الخلفي من العنق مكشوف بمساحة صغيرة، الى ان زئير لم يقدر على استهداف هذه المنطقة الصغيرة بسبب سرعة جلمود كبيرة جدا في الدوران، فان ضرب بخنجره كتفه او راسه فقد يتأذ زئير أكثر مما سيتأذى جلمود.

انسحب زئير بسرعة فلم يتوقع ان يكون هذا الوحش سينفذ مثل هذا التكتيك ضده، استمر القتال على هذا الحال وإذ بفكرة تراود زئير وقرر تنفيذها في الهجوم القادم لجلمود.

انخفضت صحة جلمود من جديد ونفذ هجومه، وكما في السابق اندف زئير الى الخلف بنفس سرعة جلمود كان زئير وكأنه واقف امام رأس جلمود الدوار، حضر يده اليمنى الحاملة للخنجر للقيام بالهجوم على عنق خصمه ولكنه قبل ان يحركها قام بتفعيل قبضة القوة بيده اليسرى وحركها من الأسفل الى الأعلى موجها ضربة لراس جلمود مما جعل راسه يرتفع ويكشف عنقه، بسرعة خاطفة ضرب العنق المكشوفة وقام بتثبيته وشل حركته.

بدأة سرعة اندفاع ودوران جلمود بالتباطؤ مما سمح لزئير بتنفيذ حركته القادمة، فقد كان ينوي التنقل من امام راس جلمود المندفع الى جانبه ويكون موازي له حتى ينفذ مهارة نجم الشمال القاتل مع كل من مهارتي الهائج والاختراق.

بسرعة توجه زئير لجانب جلمود الايسر وأصبح يتحرك موازيا له فلا يزال جلمود يندفع ويدور ولكن بسرعة اقل مما سيسمح لزئير بالقيام بالهجوم ومحاولة إصابة أكثر نقاط حيوية لجلمود بمهارة نجم الشمال، كان تنفيذ هذه الفكرة امر صعب جدا فجلمود لا يزال جسده يدور، ولو انها بسرعة اقل من السابق الى انه من الصعب ضرب النقاط الحيوية.

هدف زئير لضرب أكثر النقاط حساسية للجسم وكانت هذه النقاط تتوزع في الجزء الامامي والخلفي وكِلا الجانبين لذا كان دوران جسد جلمود وهو معلق في الهواء يعطي فرصة لزئير ان نجح في توقيت ضرباته مع سرعة الدوران.

توسعت حدقتي عينا زئير بتركيز تام فهو لا يملك الى ثانية واحدة لتوجيه سبع ضربات لجسد مندفع ويدور في نفي الوقت، الضربة الأولى أصابت الناصية وقبل ان يوجه الضربة الثانية كان جسد جلمود قد التف وأصبح جانبه الأيمن امام زئير تابع الضربة الثانية لتصيب أسفل الاضلاع ولكن الضربة الثالثة التي وجهها للجهة الخلفية لعنقه أصابت كتفه وخسر زخم الضربات الحرجة على النقاط الحيوية.

< تبا لا يزال دورانه سريع جدا انه يفوق 10 دورات في الثانية > انسحب زئير بسرعة بعد ان أفسد مهارة نجم الشمال القاتل، عاد القتال بين الخصمين واستمر الامر لأكثر من ساعتين ولم ينجح زئير في تحقيق الضربات السبع على النقاط الحيوية لجلمود اثناء مهارة المروحة النفاثة.

< هذا صعب جدا ولكني اكاد انجح لابد لي من المواصلة > استجمع زئير تركيزه وثبت نظره على جلمود الذي فعل مهارته الخاصة عند وصوله 65 %، بنفس الطريقة أراد زئير توجيه ضربة الى راس جلمود ليرفع ويضرب عنقه ولكن الأخير جعل يده الحاملة للدرع ممددة الى الجانب كما جعل فأسه يتجه الى الامام مثل المثقاب، < يا له من وجع للراس الن يسمح لي بالتدرب في سلام >.

كان جلمود سايبورغ من المستوى العالي والذي تميز بالذكاء والفطنة فكلما قاتله زئير أكثر كلما أصبح اقوى واقوى، ولكن زئير كان مستعد لاي وضع وبسرعة خفض جسده وراسه ليسمح للفأس بالمرور من فوقه وعند وصوله بالقرب من راس جلمود وقت وبسرعة قبضة القوة في الفجوة التي سمحت له بتوجيه ضربة لرأسه ليفتح الثغرة نحو عنقه وبعد ان نجح وبسرعة قبل ان يصطدم بذراع جلمود الدوار قام بضرب عنقه وشله عن الحركة.

ولكنه لم يتوقف في مكانه ليفرح بهجمته الناجحة، اتخذ خطوة الى جانب جلمود الأيمن وقام بتفعيل مهارة قبضة الشمال القاتل وبكل تركيز بدا في ضرب جميع نقاط الحيوية في جسد جلمود، الضربة الأولى نجحت تبعتها الثانية ومن ثم الثالثة ... حتى أنهى السبع بنجاح في اقل من نصف ثانية.

' دينغ دونغ ... دوينغ دونغ ... دينغ دونغ '

رنة أصوات عديدة جعلت قلب زئير يزلزل جسده من شدة النبض والفرح، انسحب زئير بسرعة من ساحة القتال وابتعد عن جلمود ليخرج من القاعة ويتخلص من تتبعه له.

خرج زئير من النفق ليجد رازي في الحراسة ولكنه لم يتمالك نفسه وصرخ بسعادة وهو يقفز ويضرب برجليه على الأرض فبعد حوالي ثلاثة أيام استطاع أخيرا تطوير مهاراته جميعا، والامر الأكثر اسعادا حقيقة تطوير مهارة نجم الشمال القاتل.

لم يفهم رازي ما يحدث وتوقف في مكانه ينظر الى زئير وهو يقفز في مكانه وكأنه طفل سعيد بثياب العيد، بعد فترة قصيرة تفقد زئير بسرعة المهارات غير قادر على إيقاف قلبه من الدق بسرعة من شدة التشويق فكلما كان التعب والجهد المبذول أكبر كلما كان طعم الجائزة أحلي.

< واو اشعر أني غشاش باستعمال مثل هذه المهارات، لنرى المهارة الأقوى في العالم >، بدأت يدى زئير في الارتجاف وقام بالضغط على مهارة نجم الشمال القاتل.

< ماذا ثلاث اضعاف الضرر وضربة حرجة مضاعفة؟ هل هذا حقيقي ام مجرد مزحة من المطور؟، ها هذا يعني أنى قد أصل الى أكثر من 70,000 ضرر ان ضربت خصم بدون دروع؟؟ ماذا ان زدت خاصية الامتصاص هل هاذا سيسبب الضعف؟ وانا لا أزال في المستوى 50 فقط هذا غير معقول >.

كان الامر اقل ما يقال عنه انه غش فبمقدور زئير ان يقتل أي لاعب في اللعبة بهجمة واحدة مهما كان تخصصه او مستواه، ولكن الامر الذي لم يعرفه زئير انه قام بأمر مستحيل حتى حقق مثل هذه الفائدة فلو كانت مهارة نجم الشمال القاتل في يد شخص آخر لبقي أكثر من سنتين ليطورها.

فطريقته الفريدة وتحكمه المثالي في استخدام المهرات وجسده داخل اللعبة هو ما خوله لتطويرها، في هذه اللحظة تيقن زئير انه بمقدوره الفوز بالبطولة العالمية حتى ولو شارك بهذا المستوى وبنفس العتاد، ولكن زئير لم يرد ان يترك أي شيء للصدفة فهو لم يلتقي بأقوى اللاعبين في العالم وقد يكونوا في مستوى آخر ممن واجههم حتى الآن، لذا عليه المواصلة وبذل جهده لتحقيق أكبر قدر من القوة.

*

للعلم فقط انا استغرق ما بين 3 الى 4 ساعات في كتابة فصل ومن ثم تدقيقه مرة او مترين حتى، وفي بعض الأحيان انزل فصلين في اليوم فلكم ان تتخيلوا كم من الجهد والوقت استغرقه في الكتابة، لذا ان كنت من معجبي هذه الرواية ارجو ان تعطي رأيك في الرواية او تشجعني على المواصلة ولو بكلمة شكرا.

أحب ان اشكر كل من يشجعني على المواصلة فهم السبب في مواصلتي في الكتابة حتى هذه اللحظة وخاصتا الأخ Mah MGs فشكرا لكم على الدعم المتواصل.

---------------------------------------

في الفصول الثلاثة الاخيرة اشفقت على جلمود المسكين فلا زئير تركه وذهب ولا هو قتله وانجاه من الجحيم الذي يمر عليه.

أتمنى ان أرى آراءكم عن فصول قتال زئير بجلمود هل هي جميلة هل استطعتم تخيل القتال ام القتال كان معقد كثيرا

شاركوني برأيكم لأحسن من الكتابة أكثر.