67 - إيموهاڨ والجد المؤسس

الفصل 67: إيموهاڨ والجد المؤسس

طلب زئير من قمر وجيشو الاجتماع مع بعض في غرفة خاصة، بعد جلوس الجميع بدا زئير الكلام << حسنا الآن يجب أن نبدأ في التخطيط الدقيق لخطواتنا القادمة، أعداؤنا لن يتوانوا عن البحث عنا ولن يتوقفوا حتى يقبضوا علينا او يقتلونا، فان لم نقلب عليهم الطاولة في أسرع وقت فسنظل هاربين مختبئين طوال حياتنا >>.

ردت قمر وقالت << انا اعرف هذا الأمر ولكن كيف نقلب عليهم الطاولة ما الخطة التي تريد منا أن ننفذها، رد زئير أولا يجب ان اخبركم من هم اعداؤنا ولما يطاردوننا، نحن من عائلة عريقة من الحلف الأوسط بالضبط من دولة إيموهاڨ [ڨ هذا الحرف ينطق مثل الجيم المصرية ] التي تأسست سنة 1954 نحن من العائلة الملكية المؤسسة لدولتنا وهم يريدون قتلنا لأن لدينا مناصب كبير في دولتنا قد يهدد الملك الحالي وحاشيته >>.

تفاجأ جيشو من كلام زئير فعلى ما يبدو ان قمر وزئير ليسوا بأناس عاديين وهذا قد يفسر الكثير من الاحداث السابقة، وفي المقابل كانت قمر قد توقعت شيء مشابه لهذا، فهي قد قامت بتحليل المعلومات منذ سنوات وخاصة في الأشهر الأربعة الأخيرة، وكل المعطيات دلت على أنها وزئير يملكون مكانة تهدد كيان كبير من الحلف الأوسط ما أدى لهروبهم واختبائهم منذ ان كانوا صغار.

واصل زئير الحديث << لهذا فعدونا قوي جدا فهم يملكون من القوة والمال ما لا نقدر عليه حاليا لذا يجب ان نجد طريقة لتدمير هذا العدو بأسرع ما يمكن فقد لا نقدر على الصمود أكثر من سنة، في السابق لم يكونوا يعرفوا اننا احياء وحتى ولو كنا أحياء فعلى ما يبدو قد زرعوا فايروس خطير في أجسادنا واعتقدوا اننا سنموت بدون ان يتحركوا حتى، ولكن الآن هم يعرفون اننا احياء كما أنهم يعلمون اننا قد شفينا من الفايروس ولهذا لن يتوقفوا حتى يقتلوننا جميعا حتى تانيا وجيشو وعائلته بل وسيبحثون عن كل من تواصل معنا ويقتلوه >>.

حل الصمت على قاعة الاجتماع لتفتح قمر فمها << حسنا توقعت شيء مثل هذا ولكن حتى أقدر على إيجاد خطة محكمة يجب ان تخبرني بكل شيء تعرفه ولا تخفي عني أي أمر، فانت يا أخي قوي جدا ومع أني خضعت لتدريبات يومية على يديك بحجة أنك تلعب معي الا أنك اقوى مني بمئات المرات ولكن في المقابل انا أيضا اتفوق عليك بمئات المرات في مجال آخر>>.

رد زئير وهو يبتسم << هل هذه طريقتك لتقولي اني اغبى منك، ألا تعرفين أني أتمنى من كل قلبي ان تتفوقي علي جسديا كما تتفوقي علي عقليا فكل ما أريده في هذه الحياة هو حمايتك >>.

احمرت عينا قمر ولكنها صمدت في النهاية فالموقف خطير ويجب ان تركز << المشكلة يا اخي اننا لا نعرف قدرات بعض بالشكل الشامل فانا اعرف أنك قوي ولكن لا اعرف مدى قوتك وأنت أيضا تعرف اني ذكية الا انك لا تعرف ما مدى ذكائي بل حتى كلمة ذكية لا توفيني حقي، كما اني احتاج كل المعلومات التي لديك فهذا السبيل الوحيد حتى اكون عون لك >>.

رد زئير << حسنا بما اننا في موقف حياة او موت سأخبرك بكل شيء اعرفه، جيشو ما سأقوله سر من اسرار عائلتنا لذا لا يمكنـ....>> قبل ان ينهي زئير كلامه قام جيشو من مقعده وقال << لا تحتاج لشرح أي شيء لي ان احتجتموني فنادوني >>.

بعد أن غادر جيشو القاعة تأكد زئير من أن الباب قد أغلق وعاد ليجلس مكانه، << ما سأقوله يا قمر هو سر ملكي أولا قمر ليس مجرد اسم وإنما لقب فانتي تلقبين بقمر بسبب العلامة على يدك اليسرى فأنت هي قمر دولة إيموهاڨ وهذا اللقب يطلق على الملكة او إمبراطورة في باقي العالم، ولكن بالنسبة لعائلتنا ودولتنا فهو اعلى مكانة من لقب الملكة، حسنا أولا يجب ان تعرف اصلة دولتنا >>.

<< كان جدنا الأمير محمد مؤسس دولة إيموهاڨ رجل ذو مكانة وهيبة وقوة فهو امير وشيخ قبيلة إيموهاڨ التي كانت لها أراضي شاسعة مقسمة على عدة دول والتي كانت تحت الاحتلال وقتها، مع أن الأراضي كانت محتلة الا ان قبيلتنا لم تتأثر بما أننا نعيش في طبيعة قاسية من الأساس فلم يهتم أحد بنا، ولكن مالم يكن يعرفه الجميع اننا قبيلة غنية وبشكل كبير فقد كنا نمتلك اسرار أراضينا ولدينا مناجم ذهب والماس والعديد من المعادن كما كنا نملك ثروة حيوانية ومحاصيل زراعية كبيرة، كان جدنا المؤسس لا يبخل بثرواتنا ويساعد كل المحتاجين في المناطق والدول المجاورة لأراضي قبيلته >>.

<< كان لدى جدنا حلم وهو تحقيق الوحدة والازدهار لجميع الدول المضطهدة ولكن قدراته لم تكن كافية لتحقيق حلمه، في أحد الأيام في دولة غينيا في إفريقيا كان جدنا يقوم بتقديم مساعدات لبعض القبائل والقرى الفقيرة حينها التقى برجل آخر أبيض البشرة وكأنه من أحد الدول الأوروبية يقوم بنفس الأعمال الخيرية، اتفق جدنا معه على أن يتجولان مع بعض والقيام بالأعمال الخيرية في هته الدولة، كانت غينيا حينها محتلة وعند وصول الاخبار لأحد قادة الاحتلال في غينيا عن تجول رجلين ثريين ليقدموا المساعدات للقرى فنصب كمين لهما حتى يأسر الرجلين طمعا في ممتلكاتهما>>.

<< كان جدي والرجل الأوروبي على غير دراية بما يحاك ضدهم، وأثناء تقديمهم للمواد الغذائية والطبية لأحد القرى إذ بقوات الاحتلال تحيط بالقرية وتدخلها من كافة النواحي كما أنهم قبضوا على سكان هذه القرية، بعد أن علم جدنا وصديقه بما جرى أسرعوا نحو قائد القوات لمحاولة ثنيه عن التسبب بأي كارثة إنسانية، بعد لقاء جدي بالقائد طلب منه إخلاء سبيل السكان وهو على استعداد لتقديم كل ما يملكه في سبيل ذلك ولكن القائد كان لديه طمع كبير وطلب أموال كثيرة من جدي وصديقه حتى يخلي سبيل الجميع والى قتلهم >>.

<< حينها علم جدي ان هذا الرجل مجرد حثالة يريد تحقيق ثروة على حساب أهل القرية فوصل الى خطة وطلب من القائد أن يخلي سبيل الجميع وفي المقابل سيسلم نفسه له وحينها يقدر القائد على طلب أي مبلغ يريده من قبيلته، شعر القائد بأنه قد وجد كنز كبير ورضى بالاقتراح، تم أخذ جدي كرهينة وترك القرية وشأنها، كان جدي لديه سيف يحمله في كل الأوقات أراد الجنود مصادرته ولكن جدي رفض لان السيف رمز للعائلة وإن نزعه فقد يعتبر خائن ولن يستفيد القائد منه حينها بالاضافة لذلك ما الذي يمكنه فعله بالسيف انكان وسط المئات من الجنود وفوق هذا مكبل بالحبال، استمرت المسيرة 6 ساعة وبعد أن تأكد جدي من أنه بعيد كفاية عن القرية ووصولهم الى طريق فوق جرف عالي بدأ في تنفيذ خطته >>.

واصل زئير الحديث وقمر لا يمكنها أن ترمش عينيها حتى << كان جدنا رجل قوي جدا فحتى لو واجهته لما ضمنت الفوز عليه فلو كنت انا اتميز بالسرعة فهو يتميز بالقوة الغير طبيعية والذكاء الشديد، كان سلاح جدنا سيفه الذي لا يفارقه ابدا وبمجرد حصوله على فرصة قام بتمزيق الحبال التي كانت تربطه وسحب سيفه وبدا في قتل الجنود الذين كانوا في الشاحنة معه، كانت القوات التي أخذته تزيد عن 200 جندي مقسم على 10 شاحنات و سيارة حربية ومدرعة حيث تتقدم المدرعة وخلفها سيارة القائد ومن خلفهم شاحنات الجنود، قفز جدنا الى شاحنة أخرى وقتل كل جنودها شاهد باقي الجنود ما حدث لتتوقف الشاحنات الأخرى وينزل الجنود بسرعة ولكن قبل أن يتمكن الكثير من اطلاق النار على جدنا كان قد حصد اروهم ليتساقط العشرات بسرعة >>.

<< استمر القتال حتى سمع القائد أصوات إطلاق النار ليرى ان الشاحنات خلفه قد توقفت ليعود ادراجه مسرعا، كانت أصوات الرصاص قد ملأت الأجواء وقبل أن يصل القائد عادت الأجواء للهدوء، ارتعب القائد عند وصوله فقد كانت جثث المئات من الجنود تغطي الطريق ليأمر سائق المدرعة بالتجهز ويأمر باقي الجنود الذين كانوا في سيارته وعلى المدرعة بالإحاطة به وحمايته من أي عدوان، وإذ بجدنا يقفز من اعلى احد الشاحنات القريبة ويقف أمام القائد وسط جنوده ويضع سيفه حول عنقه وقال للقائد لو اخذت عرضي الأول لكنت قد كسبت الكثير ولم تخسر أي شيء ولكن طمعك سيقتلك وجنودك >>.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

سينزل الفصل 68 قريبا

2020/02/28 · 456 مشاهدة · 1261 كلمة
huoldz
نادي الروايات - 2024