من أثر الاصطدام كاد أن يغمى على سامح لكنه استطاع التماسك , مد خالد يده ليساعد سامح على النهوض وقال: هل سمعت؟, الجزيرة سقطت!, بسرعة خذ سيفك الجديد ذاك وتعال معي !.

نفذ سامح ما قاله خالد بسرعة.

كان خالد يجري بسرعة بين الممرات , قال له سامح: لماذا تركض هكذا يا خالد!

كان سامح مدركاً تماما أن هذا وضع خطر لكن يجب عليهم التوقف والتفكير للحظة وليس الهرب بلا خطة.

أجاب خالد بدون التفات: آسيا, لابد أنها في حالة حرجة الآن, وإذا نظرنا إلى الوضع, لابد أنها ستكون حية.

كان خالد يقدر آسيا (كصديقة) ولم يكن لها مشاعر حب كما بين الفتى والفتاة, لكنه كان خائفاً من أن يفقد أحداً آخر, فمن خسرهم لا يمكن أن يعوضوا, وهو لا يريد تجربة ذلك الشعور مجدداً.

عندما وصلوا إلى غرفة آسيا وجدوها مرمية على الأرض وعينيها مبيضتان وهي في منتصف بركة دم.

لكم خالد الحائط وقال بغضب: اللعنة!

شعر بسائل ينزل على شفته فمسحه ونظر إليه فوجد أنه دم.

قال: لا وقت لدي لأنزف من ارتفاع الضغط!.

نظر سامح من النافذة(من المكان المفترض أنه كان كذلك) , فوجد العديد والكثير من الجثث منتشرة على طول المدرسة, ووجد العديد من الوحوش أيضاً, كان هناك النوع البدائي والثانوي وأيضا... الطائر البدائي.

لكن ما أثار رعبه وجعله يتراجع عدة خطوات إلى الوراء كان وجود التنين...........

وحش له عدد من الرؤوس ومن كل رأس ينفث شيئاً كالنار أو البرق أو غيره, كان له جناحان عملاقين , وجسد ضخم جداً ذو حراشف بنية غامقة.

-لماذا أنت واقف هكذا, هل حدث شيء أسوأ؟

-التنين.... لقد ظهر التنين!

-ماذا تقول؟؟

لم يكن سامح يعرف شكله بالضبط لكن عندما قارن شكله بالصفات التي كان يسمعها –وإن كانت ليست كاملة ولا تصف الشكل تماماً-.

نظر خالد من المكان الذي نظر منه سامح فوجده , وضع يده على جبهته وقال: تباً, المشاكل تتوالى.

توقف للحظة وتابع بصوت مصدوم: هناك من يقاتله الآن..... لحظة ..إنه والدك؟؟!!.

عندما سمع سامح تلك الكلمة خرج من المبنى الذي تهالك تقريباً من أثر الاصطدام, فوجد والده في ذلك المكان يحاول مقاتلة التنين بمفرده, حاول الذهاب إلى المكان لكن تم سحبه من شخص ما, عندما التفت كان ذلك الشخص هو حسام.

كان سيسأل لكنه وجد وراءه وحشاً من النوع الثانوي (النوع الثاني) .

شد حسام يده على السيف ولوح به تلويحه جعلت ذراع الوحش التي تمسك بالهراوة الثقيلة جداً تقطع .

حاول إمساك الهراوة بيده الأخرى لكن كان سيف حسام أسرع, فقطع حسام رأسه الشبيه بالثور بشكل سريع حتى سامح لم يلاحظه.

لم تمر ثانية من الصمت فقال حسام: ستموت إذا ذهبت, أنا أحاول إبعاد هؤلاء الوحوش عن ذلك الرجل هناك . أشار إلى والد سامح ثم تابع: أعتقد أنه والدك.

في تلك اللحظة وصل خالد: سامح توقف..... أوه مرحباً حسام.

قالها خالد ورفع يده محيياً حسام فقام حسام بالمثل, صرخ سامح فيهما: هل هذا هو الوقت المناسب لهذا!!!؟؟

قال حسام لسامح: لا أنا ولا خالد ولا أنت , لا أحد منا يستطيع مجابهة ذلك الوحش للحظة ويحافظ على حياته, أملنا الأخير –والوحيد على الأغلب- هو منير.

كان والد سامح في تلك اللحظة يتخطى ضربة نارية جاءت , وبعدها قام بالتقدم إلى الأمام وتفادى صاعقة برقية بقفزة طويلة إلى اليسار, مباشرة بعدها توجه ناحية صدره وقام بطعنه بكل قوته, لكن المفاجأة, لقد انكسر السيف!!.

تراجع والد سامح إلى الوراء عدداً من الخطوات ثم ابتعد عن مجال رؤية التنين, عندما اختفى هدف هذا الأخير من نظره أخذ ينظر في كل الاتجاهات باحثاً عنه وعندما وجد الثلاثة, سامح وخالد وحسام في مجال بصره أخذ نفساً عميقاً وبعدها أطلق بكل قوته نفثاً نارياً .

كان خالد أول من لاحظ, وبسرعة شديدة أخذ لوحاً حجرياً من الحطام ورفعه كدرع لهم في محاولة للنجاة, وفي لحظة انتظاره لمصيره...... لم يحدث شيء.

لم يحدث لهم شيء , فتح عنه التي كان قد أغمضها في لحظة سماعة لكلمات: جيد أنني وصلت مبكراً وإلا كنتم لتصبحوا كتلة من اللحم المشوي.

تنهد خالد وقال : أخيراً جئت يا منير.

وأعقب على كلام خالد حسام الذي قال: ما الذي أخرك هكذا يا رجل.

-أوه حسناً في الواقع كنت نائماً

ضحك حسام وقال: قوي كما عرفتك, يا منير.

قطع سامح صمته بقوله: حسناً هل نسيتم والدي الذي كان هناك.

سمع صوتاً وراءه يقول: مرحباً سامح, أنا هنا.

التفت فتفاجأ, لقد كان والده: آ..آآآآآآآآآ, هل من شرح.

ضحك الكل على سامح, وقال والده: حسناً, لدى ذلك الفتى منير بعض الخدع في جعبته, المهم الآن , منير أنا وأنت نستطيع مجابهة ذلك الوحش, أليس كذلك؟

حك منير شعره وقال: حسناً أنا لست بقوة القائد الذي قتل واحداً من نوعه منذ ألف سنة مضت, لكن على الأقل يمكنني مجابهته معك.

-حسنا , أنا سوف أحاول تشتيته من الأمام وبعدها تهجم عليه من الجانب مركزاً على قلبه, حسناً...

قال سامح: لحظة, وما دوري في الخطة.

قال والده له: دورك هو أن تهرب أنت وحسام وخالد.

-لكن...

قاطعه والده: بلا لكن!!....."خفف نبرته الحادة وتابع: لا تجعلني أحزن عليك.

كانوا يعلمون, الكل هنا كان يعلم أنهم بلا فرصة أمام ذلك التنين, لذا فهموا جميعهم ما يريد والد سامح, يريد أن يضحي بنفسه هو ومنير ليعيش الثلاثة الآخرون

قال منير: ألا تظن أنه من الفظ قليلاً أنتقول لي أن أخاطر بحياتي بهذا الوجه؟

رد عليه رداً بسيطاً جداً لم يخلُ من العفوية: وهل أنت تريد أن تبقى حياً؟

-حسناً, حسناً لكن إن بقينا على قيد الحياة فسوف تدفع مالاً كثيراً لي.

-أجل أجل...... الآن هيا يا منير فلنقتل هذا الوغد ولنعد.

كان سامح رافضاً للفكرة وقد أحس خالد منه ذلك من خلال نظرته, نظر خالد في عيني والد سامح مستفسراً, فأومأ إليه إيجابياً وذهب هو ومنير.

رفع خالد سامح وراح يهرول بكل سرعته.

-توقف, اتركني

قالها سامح وهو يحاول أن يتحرر من ذراع خالد, فأجابه: لا, سوف تموت.

-لكن, أبي...

لكم حسام سامح على رأسه لكمة أفقدته الوعي, فقال له خالد: لم يكن عليك أن تفقده الوعي,.

-انه فتى مزعج جداً في الواقع لهذا أفقدته الوعي.

أمسك خالد السيف الذي تهاوى من يد الفتى

في مكان المعركة.

-خذ هذا السيف بدل الذي كسرته.

قالها منير وهو يعطي سيفاً فضياً لامعاً إلى والد منير قد أظهره من العدم.

ابتسم والد سامح وقال: أخيراً عاد إلى سيفي العزيز, و.. أين سيفك؟

-حسناً على الأغلب أنه قد ضاع.

-أتعتقد ذلك , يا محارب النحس المطلق؟, أنا أعلم أنك أعطيته لسامح.

-حسناً أعترف, لكن ألا تظن أن ملاحظتك قد زادت في العشر سنين الأخيرة؟

-حسناً كل شيء يرتفع وينخفض إلا عمرك يا منير, حسناً فلنبدأ القتال يا محارب النحس المطلق.

قالها وانطلق لتنفيذ الخطة التي وضعوها.

_________________________________________________

من هنا ينتهي المجلد الأول من الرواية بواقع 27671 كلمة .

مقدمة المجلد الثاني ستنزل قريباً

هل من اقتراحات أو تعديلات للرواية؟

إلى اللقاء

تأليف: AZOZ

2019/04/04 · 454 مشاهدة · 1054 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024