إذن, أعلم أن هناك الكثير من الاختصارات في المفصل الماضي, لكن هذا كان نتيجة لرغبتي في بدء الأحداث المهمة, فقول أن آيا كانت تشعر برهبة عالية عندما وجدت جين يتحدث مع تنانين ضخمة كالتي رأتها , حسناً, هذا صحيح أنها قد ركبت ظهر واحد من قبل, لكنه كان أصغر وبدا أنه تحت سيطرة جين الكاملة, وبعد أن وصلوا إلى المكان المنشود ( وهو مدينة السماء حيث كان البطل نيم يسكن) طار مع نفسه, وفي لحظات اختفى بين السحب.

قول كل ذلك يأخذ الكثير من الوقت والجهد, كما أن كثرة التفاصيل تجعلني أمل. ذلك الشيء أيضاً كان سبب عدم قولي أن رين كانت متفاجئة, كانت تعلم أنه رجل قوي ومتمكن من سحر الاستدعاء وسافر إلى العديد من الممالك وهكذا, ثم تم عزله لاحقا.... لكنها لم تكن تظن أنه قد يتحدث بطلاقة لغة كلغة التنانين.

وبالطبع لن أتحدث عن ذلك الشعور الغريب الذي راود الناس المتجمهرين حول القصر وهم يرون بشريين يمتطيان تنيناً ويرحلون, حسناً, غالباً قد يسبب هذا مشكلة لليليان الذي سيتوجب عليه لاحقاً أن يشرح هذا كله على الأغلب, لكن لا بأس.

إذن, في وسط الرحلة الجوية المثيرة التي لا تتكرر كل يوم سألت آيا " ماذا حدث هناك؟ "

لم تكن قد فهمت أي كلمة من حوار جين اللطيف مع التنانين, أو سبب قدومهم إلى هناك, لكن على الأغلب كان هذا من عمل جين, لكن لا ضير من السؤال, صحيح؟

" إذن, حكاية طويلة, واختصارها هو سوء فهم قد حدث, ثم طلبت منهم أن يوصلونا إلى المكان المنشود "

" إلى حيث يوجد ذلك الشخص ها؟, صحيح, ما علاقتك به؟"

سألت آيا سؤالاً منطقياً, فهي لم تكن تعلم أي شيء تقريباً عن نوع العلاقة التي تجمع جين بذلك الغامض على عكس نيم مثلاً.

" إذن,..... كان صديقاً ثم خانني, هذا هو الأمر ببساطة, لم تفهمي جيداً صحيح؟"

تحدث باختصار شديد, فقد كان يعلم أن من حقها أن تحصل على تفسير, لكنه لم يكن يريد الإسهاب في الحديث, ثم بعدها في نهاية حديثه قام بعمل شيء ناقض نفسه بأن سألها إن لم تكن قد فهمت.

حسناً لم يكن ذلك تناقض تام, بل كان ذلك بسبب حاجته عن الكلام عن ذلك الأمر ليخرج كل ما بداخله, فالكتمان يدمر الروح تدريجياً بحسب حجم الشيء الذي حدث.....

" لا.... بصراحة لم أفهم, هل يمكنك أن تشرح لي؟"

حسناً إلى أن ينهي شرحه, سنذهب إلى مكان أبعد , أبعد كثيراً مما قد يتخيل أحدهم.

لم يكن هناك سوى ظلام حالك لا يخففه سوى ضوء أبيض خافت يخرج من أشياء تشبه النباتات حوله, أمامه كانت هنا العديد من القضبان المصنوعة من مادة لم يرها قط.

رفع رأسه محاولاً كشف المزيد من التفاصيل حول المكان, لكنه لم يستطع بسبب الظلام.

" أين أنا؟" سأل ذلك السؤال في نفسه, حقيقة كان هذا سؤالاً سخيفاً مقارنة بكم الأسئلة التي تدور في رأسه ففي الحقيقة هو لم يكن يتذكر من هو ومن أين جاء ولماذا هو هنا, كل ما يتذكره هو الألم الذي اجتاح رأسه قبل أن يفقد وعيه, وكل ما شعر به الآن إلى جانب التساؤل هو ألم حاد يخترق رأسه, لكن الأمر الجيد هو أن جسده الهزيل كان قوياً كفاية ليتحمله.

نظر إلى الأرض فوجد بضعة شعيرات صغيرة, قربها من ذلك الشيء المضيء فوجد أن لونها بني فاتح.... " شعر من هذا؟" تساءل للحظة ثم استنتج أنه شعره لأنه كان الوحيد في ذلك المكان الأشبه بزنزانة .

ظهر أمامه فجأة كائن غريب, بملامح تشبه القردة, وبشرة سوداً بالكامل إلا من منطقة الكوع والركبة حيث كانت بيضاء اللون.

كان يقف خلف القضبان, وبمجرد وجد الفتى ينظر إليه ابتسم.... أجل, ابتسم ثم قفز عدة مرات بنشاط ثم اختفى.

ضحك الفتى من ذلك الاستعراض الغريب.

كان طفلاً يبلغ من العم ما يقرب من الخمسة عشر عاماً من شكله, بشعر بني فاتح ونظرات مليئة بعلامات الاستفهام.

لم يكن مميزاً كثيراً, لكنه لسبب أو لآخر كان مسجوناً هنا.

في مكان أبعد قليلاً.

أخذ ريجال يستعد, فالأمر كان كبيراً على ما يبدو, فدعوة من شخص مثل جين كانت لتكون لسبب كبير, وعلى الأغلب سيتم القضاء عليه...

الاستعدادات كانت عبارة عن أسلحة ذات جودة عالية جداً غير التي تحطمت أثناء هجوم الإرافيوس ( وهذه تفاصيل حصرية يتم الكشف عنها لأول مرة ).

وعموماً كانت هناك العديد من الأشياء الأخرى, فشخص مثل ريجال كان مطلوباً جداً, في مهمات لأشياء خطرة, وكمدرب لبعض أبناء بعض العائلات الغنية.

كان ليطلب من أحد تلك العائلات السالف ذكرها أن ينقذوه, لكن الأبطال لهم سلطة تكاد تكون موازية للحاكم لذا لن يكون هناك فائدة. لكن إذا نظرنا إلى الجانب المشرق, لم يقتله جين في لحظتها, لذا هذا يعني أن هناك احتمالاً كبيرا أنه لن يقتله.... هذا ما يتمناه... بالطبع هناك الكثير من التفاصيل, لكن أغلبها لن يفيد.

2019/08/12 · 355 مشاهدة · 737 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024