مساء ذلك اليوم اجتمع الضيوف وحاشية الإمبراطور مجدداً في نفس قاعة الاستقبال وذلك لمناقشة التحالف الذي سيتم بينهم ولكن قبل الخوض في المناقشة كان الإمبراطور قد أعد احتفالاً للضيوف وكان بإشراف مباشر من الإمبراطورة فقد قامت باستدعاء فرقة جوالة والتي كانت ذائعة الصيت داخل البلاد وخارجها

تلك الفرقة مكونة من مجموعة عازفين مهرة وبعض البهلوانيين والراقصين لم تكن الفرقة تخضع لحاكم معين ولكنهم يتجولون فتارة في هذا البلد وتارة في منطقة تلك القبيلة وهكذا وأشهر ما اشتهروا به هو عزف التوائم هذا هو ما تسمى به معزوفتهم الشهيرة والتي للأسف لم تعزف ذلك اليوم في القصر

دخلت الفرقة القاعة بدأت آنسة في أواخر العشرينيات من عمرها بالعزف بينما كان بعض العازفين والعازفات يشاركونها كخلفية لعزفها و قام البهلوانين بالتحرك مع إيقاع العزف والرقص عليه

كان كل الحضور صامتاً منصتاً باهتمام لذلك العزف الذي يلمس القلب بينما كانت العازفة تجول ببصرها على الناس في القاعة بين الحين والآخر إلى أن وقع بصرها على شخص محدد ثم ابتسمت بشكل طفيف لم يلحظه أحد وبمجرد أن انتهى أداؤهم حتى علت أصوات التصفيق والمدح

الإمبراطور داو : كان هذا أداء رائعاً بحق, ما هو اسمك ؟

- أدعى مينرا أيها الإمبراطور

الإمبراطور داو : لا بد من أنك تعلمت على يد معلم محترف لكني أتساءل عن سبب توقفكم عن أداء معزوفة التوائم كنت متشوقاً لسماعها

مينرا : يسعدني أن أداءنا قد نال استحسانك سيدي الإمبراطور , بالنسمة لتلك المعزوفة فهي تعزف على آلتين متماثلتين وقد صنعتا في نفس الوقت لهذا كانت معزوفتنا تسمى بالتوائم ولكن للآسف العازفة التي تشاركني العزف قد استقالت من القافلة ولم نعثر على من يعزف على تلك الآلة مثلها

الإمبراطورة جيون : لا شك أنك تعنين آلتي القلب إحداهما بيضاء والأخرى سوداء تمثلان قلب الإنسان أو هكذا سمعت

مينرا : تماماً كما قلتي سيدتي

الإمبراطور داو : حسنا إذاً لقد جهزنا لكم طعام في جناح خاص , لذلك بإمكانكم الذهاب لتستريحوا هناك

سيد القافلة : شكراً لك سيدي الإمبراطور

روجيان : (( جناح خاص ؟؟ أم أنك لم ترغب أن تتناول الطعام في نفس المكان مع العامة ؟ يا له من منـ..))

الإمبراطور داو : روجيان يبدوا أنك لم تتزوج بعد لذلك بهذه المناسبة السعيدة قررت أن أعرض عليك أن تتزوج فرداً من بلدتنا لو كنت أملك ابنة لطلبت منك الزواج بها ولكن يالـ الآسف هاهاها ..المهم هذه لين يونغ ابنة أحد أكبر وزرائنا لذلك ما رأيك ؟

روجيان : (( لقد دخل في صلب الموضوع من دون تمهيد إلى أي مدى يرغب بالتخلص من تلك الفتاة ؟))

وانغ : ابنة الوزير لين إذاً , من المؤسف ما حدث له

الإمبراطور داو : أجل لقد خسرت الدولة رجلاً مهماً بفقدانه...., إذا ما رأيك روجيان ؟

كانت لين يونغ متشبثة بثوب خالتها بينما كانت الخالة مشغولة البال فيما سيحل بهم لاحقا فهي تعلم أن هناك مصير أسود بانتظارهما خلف كل ما يحدث

بينما كانت الخادمات يترقبن ما سيحدث وبينهم كانت لي جين التي كانت تدعوا أن لا يقول روجيان شيئا مما قالته له في الصباح

روجيان : أرجوا أن لا يؤثر هذا على الاتفاق بيننا ولكني سأرفض هذا العرض

الإمبراطور داو : !!! لماذا ؟ ((هل علم بشيء ما يا ترى ؟))

روجيان : في الواقع هي لم تعجبني إنها تبدوا قبيحة

في تلك اللحظة كان كل من في القاعة يبذل جهده لكتم ضحكه بينما كانت لين يونغ تشعر كما لو أنها تحولت لحجر ثم قامت الرياح بنسفه إلى تراب

لي جين : (( قبيحة !! أهذا ما يسمونه عذر أقبح من ذنب ؟ يا رجل ألم تجد عذراً غير هذا هي وبكل تأكيد جميلة أم أن مفهوم الجمال عندك مختلف ؟))

روجيان : الفتيات عندنا أكثر جمالاً بكثير كنت لأعرض أن يختار ولي العهد زوجة من عندنا غير أنهن سوف يصبن بالجنون إن تم إبقاؤهن في قصر دون الخروج منه

الإمبراطور داو : هاهاها لا مشكلة في رفضك, فالتحالف بيننا مزال قائماً ولكن يبدوا أن بعض الحضور قد أصابهم الفضول ليروا نساء قبيلتكم الجميلات هههه

روجيان : (( ما المضحك ؟؟ ))

الملكة زهانغ : (( إنها مصيبة الآن لاشك سيقوم الإمبراطور بإعدام كلتينا ))

لم تكن الملكة زهانغ الشخص الوحيد القلق في هذا الحفل البهيج ولكن الطبيب الملكي وي يون لم يتمكن من الاستمتاع على الإطلاق بعد الخطأ الذي حدث البارحة لحسن حظه أنه لن يقتل ولكن سيتم نزعه من منصبه الذي كافح سنينا طويلة للوصول إليه وسيتم اعتباره طبيباً عادياً في القصر لولا أن الإمبراطور ما زال بحاجةٍ إليه لكان رأسه الآن بعيداً عن جسده , وقد عقد الطبيب عزمه على اكتشاف ما حدث فبمجرد انتهاء الاجتماع حتى عاد لمختبره وبدأ بتفحص علبة السم ومحتواها محاولاً معرفة من قد عبث بها

بعد انتهاء الاجتماع والتوقيع على الاتفاقية التي لم يعرها الإمبراطور اهتماماً فهو واثق من أن كل من وانغ وروجيان سيموتان بعد عدة أشهر بفعل السم دون أن يدرك أن خطته كلها لم تكن تعمل بتاتاً. كانت الفرقة الجوالة على وشك الرحيل ولكن كانت العازفة مينرا تتجول في الأرجاء باحثة عن شخص ما

مينرا : لقد وجدتك أخيراً

لي جين : أختي الكبيرة كيف حالك ؟

مينرا : حالي سيئة بالطبع فصغيرتي اللطيفة لي جين تركت القافلة ولم تعد تشاركني العزف و أيضاً أصبحت تعمل بالقصر دون أن تخبرني حتى أنك تظاهرتي بعدم معرفتي

لي جين : وهل تريديني أن أشاركك العزف مجدداً وأقوم بضرب الضيوف المزعجين ؟

مينرا : لا رجاء لا تكرري هذا, على كل أرسلي أخبارك لنا على الأقل

لي جين : حسنا سأحاول والآن أنهم ينادونك بالفعل

مينرا : يا قاسية القلب .. حسنا وداعاً أيتها المزعجة الصغيرة

**********

2020/05/06 · 259 مشاهدة · 875 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024