بعد مغادرة زعماء عشيرة فوو وعودة الأوضاع في القصر لوضعها المعتاد أو هكذا يبدوا ولكن في الخلف يوجد الكثير من الأمور الغير معتادة فالملكة زهانغ وابنة أختها قد صدر القرار بإعدامهما بالسم ومع كل يوم يمضي تقترب نهايتهما الحتمية

الطبيب وي يون هو المسئول عن إعداد السم ,هذا رغم كونه قد عزل من منصبه وذلك لأن الطبيب الذي حل محله من أولائك الأطباء الذين لا يملكون خبرة في تحضير السموم أو الذين تعهدوا بعدم تحضيرها وبالطبع تحضير الطبيب وي يون لذلك السم فرصة جيدة له للاعتذار عن الخطأ الذي حصل مع زعيم عشيرة فوو رغم أن هذه الفرصة لن تعيده لمنصبه فوراً ولكن ستقربه له بمقدار خطوة على الأقل

بالنسبة للخدم فأخيراً تم تحديد أماكن ثابتة للخدم الجدد وهذا بعد مراقبة عملهم في أماكن مختلفة في القصر فتشويلي ستعمل في المطبخ يبدوا أن حبها للطعام جعل لديها موهبة فذة في تحضيره ولكن بالطبع لن تقوم بتحضير وجبة الإمبراطور فأعلى الطباخين منصباً فقط هو من يخول له فعل هذا , وانتينغ ستكون ضمن خدم التنظيم ومهمتهم هي تنظيف وترتيب القصر وتزينه , وأخيراً لي جين فتم تعينها كخادمة للإمبراطورة الأم من تم تعينهن معها كن بائسات عند سماعهن لهذا فقد وصلت لأسماعهن شائعات عن الإمبراطورة الأم وأنها امرأة صارمة لا يعجبها شيء وتغير خدمها بكثرة لأنهن لا ينلن استحسانها وبالطبع من تم تعينهن في الوظائف الأخرى في المطبخ أو القصر أو الحديقة أو حتى قسم الخياطة حتى وإن كن يتذمرن من مكان تعينهن فلقد كن سعيدات أنهن لم يتم تعينهن عند تلك المرأة

قصر الإمبراطورة الأم

بدأت الخادمات عملهن وفي كل يوم كان يتم استدعاء إحداهن لمكان الإمبراطورة ولا تعود إلا في نهاية اليوم ووجها شاحب خالي من الحياة ومعها رسالة رفض وهذا كان يبعث الرعب في نفوس الخادمات الأخريات فما نوع الاختبارات التي تجريها لتجعل كل الخادمات هكذا

ولكن لحسن الحظ أنه رغم رسالة الرفض فلا يتم طردهن من القصر ولكن يتم إرسالهن لوظيفة أخرى بها نقص عاملين هذا إن لم تكن رسالة رفض مشدد بالطبع وعلى مدار السنوات الماضية فقط بضع خادمات تمكن من البقاء في خدمة الإمبراطورة الأم ويبدوا جلياً من مظهرهن مدى تفوقهن على نظيراتهن

جاء اليوم الذي تم فيه استدعاء لي جين ذهبت إلى المكان حيث دلتها الخادمات ثم انتظرت أمام غرفة الإمبراطورة إلى أن قامت الخادمات بإعلامها بوصول الخادمة الجديدة ثم سمح لها بالدخول كانت الخادمات على الباب ينظرن للي جين بتعالي مما جعلها ترغب حقا في الانتصار حتى تكسر تعاليهن ذلك وفي الواقع ما كانت تلك النظرة إلا نوعاً من الاختبار فكل الخادمات كن يشعرن باستصغار بمجرد ملاحظتهن للطريقة التي يتم بها النظر إليهن وهذا يربكهن وتكون أول خطوات فشلهن

الإمبراطورة الأم : تعالي اجلسي هنا ما هو اسمك ؟

لي جين : أدعى لي جين يا سيدتي

الإمبراطورة الأم : لقد أصبح نظري ضعيفاً مؤخراً هل يمكنك تطريز هذه لي

لي جين : بالطبع

بدأت لي جين في التطريز بينما تراقبها الإمبراطورة لم تبدوا الإمبراطورة كما قيل في الشائعات تماماً فقد كانت جميلة جداً والجو المحيط بها يجعلك تشعر بحنانها ولكن خلف ذلك الحنان هناك شيء ما لم تتمكن لي جين من تفسيره تماماً فقد بدت لها الإمبراطورة الأم كما لو أنها شعاع من الضوء ولكن هناك بعيداً في الخلف توجد بقعة مظلمة . كان شعر الإمبراطورة مرفوعاً بمجموعة من دبابيس الشعر ذات تطريز بسيط جداً ولكنه جميل وثوبها الأحمر الداكن عليه نقوش بنية فاتنة وجميلة

الإمبراطورة الأم : أريني إلى أين وصلتي ....يبدوا أنك تعلمت التطريز من قبل هل أنا محقة ؟

لي جين : أليس طبيعيا أن تتعلم النساء التطريز ؟

الإمبراطورة الأم : ((أجل طبيعي لكن رغم كون تطريزها ليس مثالياً إلا أني واثقة أنها كانت لتصبح بمهارة عالية للغاية مقارنة مع المستوى الطبيعي الذي تتحدث عنه )) هل تجيدين العزف؟

لي جين : أجل كنت أعمل في أحد الفرق الجوالة سابقاً

الإمبراطورة الأم : إذا اعزفي اللحن الخاص بهذه القصيدة بينما تلقينها علي

لي جين : حاضر (( يبدوا أن اختبارات الإمبراطورة تعتمد على كون الشخص ماهراً بما فيه الكفاية لتسليتها أو هكذا يبدوا حتى الآن ))

الإمبراطورة الأم : لا أعلم ما الذي دعا فتاة بمهارة عزفك أن تترك الفرقة وتعمل في القصر أو بالأصح لماذا فتاة بمهارتك في العزف تعزف في مجرد فرقة جوالة ؟ هذا العزف من مستوى أعلى من ما يجيده العازفون الجوالون ولا تظني أني لم ألاحظ محاولاتك في ارتكاب الأخطاء عن عمد

لي جين : (( بالتأكيد لديها أذن خبيرة ..)) أنا لم آتي للقصر برغبتي وأيضاً لم يتم بيعي للقصر أو إرسالي للعمل فيه لمدة طويلة ولكني أعمل بأجر لمدة محددة بالنسبة لعزفي فقد تعلمت الأساسيات على يد عازف متقاعد ثم أكملت تدريبي في الفرقة

الإمبراطورة الأم : لا أظن أنك تقولين الحقيقة ولكن على كل تم قبولك للعمل هنا حتى انتهاء مدتك المحددة في القصر

بخلاف لي جين نجحت فتاة أخرى يمكن القول بأن نجاحها كان معجزة فهي لم تنتبه في الأصل لنظرات الخدم في البداية فلم تتوتر وكانت مهارات تطريزها سيئة للغاية كان يبدوا كلوحة لطفل لم يسبق أن امسك فرشاة من قبل أما عزفها فقد كان صريراً مزعجاً يثقب الآذان ولكن روح تلك الفتاة المرحة جعلتها تضحك على كل تلك البشاعة في الفنون وهي تعتذر كان ذلك صادماً نوعاً ما ولكن الإمبراطورة شعرت أن وجود تلك الفتاة البلهاء سيسليها فقد بدت لها كتحدي يجب عليها تجاوزه أجل فقد عقد الإمبراطورة العزم على تعليم تلك الفتاة كل الفنون التي لا تجيدها لتجعل من تلك الفتاة البسيطة فتاة بمستوى النبيلات في المهارة

تلك الفكرة فقط قد بثت النشاط من جديد في روح تلك السيدة التي قد عزلت نفسها أمداً طويلاً بعد ما حصل بين أبنائها ذلك الأمر الذي لم تستطع منعه ولم يطاوعها قلبها حتى تعاقب عليه أحد فعاقبت نفسها على سكوتها بعدم اكتراثها لأي شيء يحدث وحبس نفسها بعيداً عن كل تلك المشاكل والآن قد أعادت فتاة مرحة روحها إليها وأخرى غامضة حركت بعضاً من آلام الماضي في قلبها بالتأكيد المستقبل يخبئ شيئا في الأفق شيئا سيغير مجرى الحياة المعتادة لها

هكذا أصبحت للي جين غرفة جديدة ولكن هذه المرة لا يشاركها أحد فيها فقصر الإمبراطورة كبير بالمقارنة مع عدد الخدم الموظفين به .

**********

2020/05/09 · 234 مشاهدة · 965 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024