23 - حكاية من الغرب البعيد

كانت ليلة هادئة كسائر الليالي يعم الصمت الأرجاء عدا صوت خطوات الحرس الذي يسمع بين حين وأخر يفترض بالجميع أن يكونوا نيام ولكن لسبب ما كانت هناك خادمة تسير في الممر متجهة لأحدى الغرف ثم بدأت تطرق الباب بعد لحظات خرجت من كانت بالغرفة وكانت تفتح عينيها بصعوبة وشعرها كان في فوضى

- لي جين الإمبراطورة الأم تطلبك

لي جين : هاااه ..الآن ؟؟

- أجل أسرعي

بعد قليل كانت الخادمتان عند غرفة الإمبراطورة الأم ودخلت لي جين فقط بينما غادرت الخادمة الأخرى

الإمبراطورة الأم : أواجه بعض المشاكل في النوم مؤخراً وأشعر بالملل لذلك أرغب برفيق في الدردشة لذلك لما لا تخبريني عن حياتك قبل المجيء للقصر

لي جين : (( حقا ! رفيق للدردشة الآن ..هناك صوت بداخلي يخبرني أن أفقدها وعيها وأرتاح)) كانت عادية لا شيء مميز

الإمبراطورة الأم : كنت تعملين في فرقة سابقاً لذلك اخبريني عن أنواع الناس الذين تقابلينهم

لي جين : كنت أعمل غالبا في التجهيز وليس في العرض نفسه فقد تم منعي من المشاركة فيه

الإمبراطورة الأم : مستحيل مع موهبتك لابد من أن تكوني من الأعضاء الأساسيين !!

لي جين : حسنا لأن في أول يوم لي كان هناك رجل وقح كان يحاول مغازلة فتيات الفرقة وانتهى الأمر بي أركله على الأرض و أدهس بنعلي على وجهه

الإمبراطورة الأم : ...بففففت هههههههه دهستي أحد الضيوف بنعلك وعلى وجهه أيضا هههههه هههههه من الجيد أنك لم تطردي من هناك وااااه لم أضحك هكذا منذ زمن على كل احكي لي المزيد قصة أو موقف أو أي شيء

لي جين : (( حقا !! هل هي طفلة لأحكي لها قصة )) حسنا عندما كنت صغيرة كان هناك تجار أجانب أعتقد كانوا من البلاد في الغرب لكني لست واثقة من أي بلد كانوا على كل احدهم قد أخبرني بحكاية قال بأنها أسطورة قديمة لكن أعتقد أنه كان يمزح بهذا الشأن

.......

في قرية صغيرة سمائها مشمسة وأرضها خضراء شاسعة وبها نهر كبير كل الأيام فيها كانت هادئة والجميع سعداء الحصاد وفير والبلاد أمنة ولم يكن هناك ما قد يعكر صفو تلك السكينة

فتاة صغيرة كانت يتيمة تاهت عن والديها في الماضي ولجئت لتلك القرية عاملها الناس بترحاب وساعدوها وعندما كبرت بدأت تعمل لكسب رزقها ثم شبت لتصبح فتاة في غاية الجمال كانت دائماً تظن أن الحظ تركها فقد فقدت أهلها والآن هي تعمل حتى ترد إحسان الناس لها

ولكن تبدد ظنها هذا عندما بدأت الحياة تبتسم لها في ذلك اليوم ذلك الشاب اللطيف والوسيم الذي كانت كل الفتيات يتمنينه قد طلب يدها للزواج بالطبع يستحيل أن ترفض وبعد ما يقارب الشهر كان هناك احتفال كبير بمناسبة زفافهما

ولكن الأيام السعيدة تبدوا مثل السراب الذي تراه في الصحراء بعد بضعة أسابيع من الزفاف قرعت طبول الحرب وبدأ تجنيد كل رجل قادر على القتال وبالطبع ذهب زوجها للحرب دفاعاً عن أرضهم

مر شهر , شهران , ثم ثلاثة أشهر وبعد طول انتظار قد زفت أخبار النصر الساحق لكل أرجاء البلاد أقيمت الاحتفالات في كل مكان وبعد ذلك كان الناس ينتظرون بترقب عودة أحبابهم وعائلاتهم من تلك الحرب هناك من يعود معافى وهناك من يعود بإعاقة أو إصابات خطيرة وربما تشوه وهناك من لم ترجع حتى جثته

مهما انتظرت الفتاة فزوجها لم يعد ولاحقاً وصلها خبر وفاته , بذلك الخبر تحطم قلب الفتاة وتهشمت روحها صارت كل الأيام مثل بعضها لا خير فيها ولا سعادة , حاول أهل القرية كثيراً مواساتها ولكن دون فائدة كانت مستعدة لتفعل أي شيء حتى تراه مرة أخرى

في أحد الأيام سمعت عن مشعوذ يعيش في كهف في منطقة جبلية بعيدة فعقدت عزمها على الذهاب أليه فربما يساعدها على مقابلة زوجها مجدداً

عندما وصلت عنده أخبرته بقصتها فأجابها : يمكنني أن أحضر شبح زوجك لكن لا يمكنني أن أعيده للحياة ولكن حتى استدعاء شبحه سيكون صعباً , عليك أن تحضري لي ثلاث أشياء أولاً أحضري لي جوهر الرياح ستجدينه في الغرب عند قمة الجبل الأخضر

شقت الفتاة طريقها إلى هناك وعندما وصلت لقمة ذلك الجبل عثرت على جوهرة جميلة لونها أبيض فأخذتها له ولكن بمجرد أن نزعت من مكانها توقفت الرياح عن الهبوب فكرت الفتاة في أن هذه ليست مشكلة فالشمس ليست حارقة جداً في هذا الوقت وبإمكان الفلاحين تلقيح نباتاتهم بأنفسهم بما أن الرياح لن تقوم بهذا , وبالفعل هذا ما كان الناس قد فعلوه عندما توقف هبوب الرياح

وصلت الفتاة للمشعوذ فقال لها أنه الآن بحاجة لجوهر الشمس وهو موجود في الشرق انطلقت الفتاة في طريقها وعندما وصلت وجدت جوهرة شبيهة بالأولى ولكن بلون برتقالي مائل للحمرة فأخذته وعندها ساد الظلام في كل مكان ولم يعد هناك فرق بين صباح ومساء

........

الإمبراطورة الأم : انتظري كيف تختفي الشمس والرياح بواسطة جوهرة ؟ ما هذا ؟

لي جين : سيدتي هذه مجرد قصة رمزية أو أسطورة وجميع تلك القصص يكون بها أشياء منافية للواقع لذلك رجاء لا تقاطعيني

.......

فكرت الفتاة لا مشكلة هناك نباتات لا تحتاج للشمس لكي تنموا ولكن بالنسبة للناس كانوا قلقين من ما يحدث وما يجب عليهم فعله , ذهبت الفتاة للمشعوذ وأخبرها أن آخر عنصر هو جوهر الماء وهو متواجد عند منبع النهر , وكالمعتاد عندما أخذته الفتاة جفت مياه النهر

الآن لم يعد هناك رياح تلقح النباتات ولا شمس حتى تنموا وأيضاً لا ماء يشربه الناس بدأ الناس يموتون جوعاً وعطشاً وبعضهم قد أصاب بالجنون عم الدمار في كل مكان بينما كانت الفتاة في غاية السعادة هي ستكون قادرة على رؤية روح زوجها أخيراص

بمجرد أن قام المشعوذ باستدعائه بدا زوجها غاضباً ولكن مهما حاول الكلام صوته لم يخرج سألت الفتاة المشعوذ : هل هناك شيء أخر علي أن اجلبه حتى أسمع صوته

ضحك المشعوذ : ليس هناك حاجة لذلك فما يريد قوله واضح على وجهه لقد سببت دماراً أكثر من ما تحدثه الحرب لقد ضيعتي السبب الذي ضحى زوجك بحياته من أجله لقد قاتل من أجل شعب هذه البلاد وأنت ضحيت بهم من أجل سعادتك

.........

لي جين : انتهت القصة

الإمبراطورة الأم :ما هذه النهاية !! حسنا يمكنك المغادرة الآن ((تلك القصة أعادت تقليب ذكرياتي الموجعة والتي حاولت نسيانها لزمن طويل))

لي جين : لقد ضاع الليل كله من اجل أن احكي لها حكاية حقا متى يفترض بي أن أنام الآن والشمس قد بدأت تشرق بالفعل آآخ أخشى أن يستمروا في إيقاظي هكذا كل يوم

**********

2020/05/09 · 249 مشاهدة · 983 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024