عند مدخل تلك القبيلة المشرقة في الواقع إنها أكثر من مشرقة بإمكانك سماع الدردشات والضحكات من كل ركن منها هناك نجار يدندن وحداد يتحدث مع زبونه, النساء اللاتي يخبزن قرب الفرن ينشدن ويدردشن وراعي الأغنام يصفر
تلك البهجة المنتشرة في المكان تنتقل من شخص لآخر لذلك ترى البسمات على وجوه الجميع , الحيوية في هذا المكان منقطعة النظير , أيضاً مما يلفت النظر فيها الأثواب المطرزة بشكل جميل حتى الخيام تم نسجها بنقوش جميلة للغاية
تلك الفتاة التي ترتدي معطفاً بغطاء للرأس وقفت تنظر بارتباك لكل تلك الحركة والحيوية الطاغية على الأرجاء حتى أنها شعرت أنها إن دخلت فستصطدم بشخص ما وتقطع ذلك المظهر المتناغم لذلك ظلت واقفة تتأمل من مكانها إلى أن أدركت اقتراب أحد الحراس لها
- هل تحتاجين لشيء ما ؟
لي جين : أجل أنا أبحث عن شخص ما أنه يدعى ....
..........
القصر الإمبراطوري
في تلك القاعة الضخمة جلس الإمبراطور داو متربعاً على عرشه بينما على عرش الإمبراطورة جلست زوجته الجديدة التي تزوجها بعد موت جيون بفترة ليست بطويلة وعلى يساره جلس ابنه ولي العهد والذي يبدوا أن علاقته بوالده قد ساءت جداً مؤخراً, دخل حارسان يحملان صندوقاً فخماً من خشب سميك بينما عليه زخارف من الذهب تلك الزخارف كانت مألوفة له نوعا ما ولكن لم يتمكن الإمبراطور من تذكر متى رآها سابقاً
وضع الحارسان الصندوق أرضاً أمام الإمبراطور ثم قام أحدهما بتقديم تقريره بينما يقوم الأخر بفتح الصندوق
- جلالة الإمبراطور لقد تم إرسال هذه الهدية لكم من الأراضي خارج الحدود ولكن الرسول لم يبح باسم سيده فقط أبلغنا بأن جلالتك ستعلم فور أن تراها وقد أوصل معها هذه الرسالة
سلم الحارس الرسالة للإمبراطور الذي أشار للحارس الأخر بفتح الصندوق , بمجرد أن فتح الصندوق حتى صدم كل من تمكن من رؤية ما بداخله وبدأت الإمبراطورة بالصراخ ثم فقدت وعيها
الإمبراطور داو : أخرجوا هذا الشيء من هنا حالاً ونادوا الخادمات والطبيب ليعتنين بالإمبراطورة
كان غاضباً جداً حتى أن العروق كانت بارزة على وجهه وكأنها على وشك أن تنفجر بينما تجعدت الرسالة في قبضة يده من الغضب عندها أنتبه لها وفتحها ليقرأها
" أرجوا أن الهدية نالت على استحسانك إنها ليست الأولى وليست الأخيرة كما تعلم أتطلع للقائك قريباً "
ثار غضب الإمبراطور وألقى الرسالة على الأرض دون أن يكمل قرائتها ونهض من كرسيه في غضب بينما أمسك الأمير الرسالة ليقرأها
الإمبراطور داو : أحضروا لي ذلك الرسول أبحثوا عنه في كل مكان وأحضروه ولو من تحت الأرض إن لم تتمكنوا من إحضاره فعليكم توديع حياتكم التافهة هذه
الأمير داو زي : (( يبدوا أن نهاية هذه الفوضى قد اقتربت إما بانتصار أبي أو موته .....علي أن أبلغ جدتي عن هذا ))
خرج الحراس بالصندوق وبعيداً عن المدينة قاموا بحفر الأرض ثم أخرجوا ذلك الرأس من الصندوق وقاموا بدفنه
...........
قبيلة فوو
وانغ : ألم تنتهي من حزم أمتعتك بعد ؟ هيا أسرع
روجيان : لماذا أنت متحمس للأمر ؟ أعتقد أن علينا أن نأخذ وقتنا في الذهاب فهناك احتمال أن تفشل في إقناع زعيم آويغان عندها سنعلم قبل أن ندخل أراضيهم ونتسبب في المشاكل
وانغ : سيكون ذلك الرجل قد وصل بجنوده ليحتل أراضينا توقف عن التكاسل وأسرع
روجيان : ... كم يجب أن نأخذ معنا من الرجال
وانغ : ثلاثة أو أربعة نحن ذاهبون للتفاوض وليس للقتال وقم بالأشراف على تجهيز الهدية التي سنأخذها معنا
روجيان : أنت تبدوا كما لو أنك ذاهب لعرسك وليس لمفاوضات , على كل سأذهب الآن لإكمال عملي
.........
قبيلة آويغان
كان ذلك الحارس يسير بينما تسير الفتاة خلفه محاولةً عدم الاصطدام بالأطفال الذين يلعبون أو بالعمال الذين ينقلون الأغراض وغيرهم ثم أدركت أن الحارس يقودها نحو الخيمة الكبيرة في مركز القبيلة
لي جين : (( أليست هذه خيمة زعيم القبيلة ؟)) هل أنت واثق أن الشخص الذي أبحث عنه سيكون متواجدا هناك ؟
- أجل إنه يتواجد هناك في أغلب الأحيان
لي جين : حسناً (( هل هو يتسبب في المشاكل أم ماذا ؟؟ ..لا علي أن أثق أكثر ربما هو فقط مقرب من الزعيم أو ما شابه ............ لا يزال لدي هذا الإحساس الغريب ربما علي المغادرة وإرسال شخص أخر عوضاً عني ))
- لقد وصلنا سأدخل الآن لأطلب لكي إذنا بالدخول
رفع الحارس ستار الخيمة ودخل بينما وقفت لي جين لتنتظره ولكن بمجرد أن دخل هو خرج شاب بشعر بني في خطوات مسرعة فاصطدم بلي جين التي لم يكن منتبهاً لتواجدها هناك بينما كان على وشك الاعتذار تلاقت أعينهما لبرهة كان الشاب واقفاً كالتمثال وفجأة أمسك بمعصم يدها وسحبها بسرعة للداخل
لي جين : أنتظر ماذا تفعل ؟
كان الحارس يقدم بلاغاً عندما دخل الشاب ساحباً الفتاة ثم أمسك بكتفيها وأوقفها أمام الرجل العجوز على المقعد في الأمام والذي كان مستغرباً مما يحدث ,لكن وبينما كانت عينا الشاب تشعان بالحماسة بدأ يتحدث
رونغين : أيها العجوز أنظر إنها هي
لي جين : هاه ؟؟
**********