في اللحظة التي لمس فيها اللهب الجليدي الحاجز، استمر في رحلته التي لا ترحم الى الامام، ولم يتباطأ البتة.
أقوى حاجز معزول في قارة السماء العميقة بأكملها كان يتم تنحيته جانباً كستار ضعيف من الماء. كما لو ان شعلة هائجة تلامس الجليد البارد، لأنه في غمضة عين، ذُوِّبت فتحة ضخمة في الحاجز. وبينما كان لهب الجليد يستمر في العمق والأعمق، لم يكن الثقب لا يصلح نفسه فحسب، بل كان ينمو ببطء أكبر مع استمرار القوة التدميرية للهب الجليدي في التآكل.
بدأ ضوء خافت يسطع من خارج الحاجز على الرغم من أن الليل كان في العالم الخارجي، كانت سماء قارة السماء العميقة الليلية مثل ضوء الشمس الساطع مقارنة بظلمة المطلقة لمذبحة قمر عش الشيطان …بدون أن يصدر صوتًا واحدًا ، اخترقت النيران الجليدية الحاجز العازل تماما.
علاوة على ذلك، الحفرة التي صنعها كان عرضها أكثر من قدمَين!
على الرغم من أن يون تشي كان مفعم بالثقة، لم يكن يتوقع أن تسير خطته بهدوء شديد… لأن الحاجز الذي أمامه تم الإعتراف به علناً كأقوى حاجز في قارة السماء العميقة! حتى انه لم يكن قادرا على تحمل ضربة واحدة من لهب الجليد! قبل حتى أن يسحب اليدين اللتين دفعهما إلى الخارج، كانت هناك فتحة في الحاجز بالفعل.
"اسرع واذهب!" صاحت ياسمين.
على الرغم من أن قلب يون تشي كان لا يزال مصدوماً، فقد كانت ردة فعل جسده سريعة. فقبل أن يرن في الهواء صوت الحاجز الذي يصلح نفسه، كان قد نشّط ظلّ اله النجم المكسور وهو يضيء من هناك كالبرق.
رييب !!
السرعة التي أصلح بها الحاجز نفسه كانت سريعة بشكل لا يقارن. بعد اللحظة التي أزال بها المخرج مباشرة سمع صوت رعد يقسم الأذن ينفجر خلفه. الثقب الذي صنعه لهب الجليد كان ينغلق بسرعة وبدا أنه على وشك أن يختفي تماماً بعد لحظة. الشيء الوحيد الذي بقي خلفه هو تموجات الطاقة سريعة الحركة للغاية.
العالم الذي كان أمام عينيه لم يعد مختفيا في الظلام الدامس، ولم يعد الهواء المحيط به ثقيلا وكئيبا. ونسيم البحر البارد جعل يون تشي يشعر بالانتعاش الشديد. عندما توقف جسده، شعر انه معانق بإحكام بجسد ناعم كصوف القطن.
بكت فنج شو إير وهي تعانقه بإحكام، وبدأت بدأت تصيح بعينيها مباشرة بعد ذلك.
تجمد يون تشي هناك للحظة، ولكنه بعد ذلك. بادر على الفور إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ... لابد أن فنج شو إير بقيت هنا للأيام القليلة الماضية بانتظار عودته…مثل ما رآه في أرض العجائب الحالمة
عانق فنج شو إير بإحكام بينما كان يهمس إليها "شو إير، أنا آسف. لقد جعلتك تقلقي في الأيام القليلة الماضية"
فنج شو إير انحنت على صدره بينما كانت تبكي وتهز رأسها "طالما الأخ الأكبر يون بخير، فهذا جيد…كنت أعرف أن الأخ الأكبر يون سينجو سالماً…"
"نسيبي ... هذا عظيم." كان شيا يوانبا قد اندفع نحوه، كان وجهه يحمر من الهياج والإثارة. كان عاطفيا جدا لدرجة أنه بالكاد يستطيع الكلام. في ذلك الوقت، تغيرت عبارته فجأة وهو يصرخ بلهفة: " نسيبي، انت مصاب!"
هالة يون تشي كانت رقيقة وضحلة ووجهه كان أبيض كالورقة! هالته كانت بنصف قوتها في العادة وشيا يوانبا كان يشم رائحة الدماء التي تنبعث منه! كان واضحا أنه عانى من إصابات داخلية وخارجية بالغة الخطورة وأنه فقد الكثير من الدم أيضا!
"آه؟!" فنج شو إير صرخت منبهرة وجهها الصغير يرتعش في صدر يون تشي. لم تلاحظ إلا الآن أن هالته كانت ضعيفة ومشوهة وأن جسمه كان مغطى بالجروح. حتى أنها تمكنت من رؤية بعض الجروح على وجهه التي لم تلتئم تماما بعد.
"الأخ الأكبر يون ، أنت ..."
"لا تقلقوا." ابتسم يون تشي وهو يلوح بيده. كان تعبيره مسترخيا وهادئا تماما بينما يتابع قائلا: "وقعت بضع الحوادث في مذبحة قمر عش الشيطان، فأُصبت ببعض الإصابات. لكن كلاكما يجب أن تعرفا أنني لن أتأثر بجراح خفيفة كهذه. فقط ان عروقي العميقة فرضت عليها بعض القوة الهائلة، لذلك احتاج الى نصف شهر لكي تتعافى كاملا"
"الأخ الأكبر يون ، دعنا ... نعود إلى قصر المحيط السامي أولاً. جروحك ستتحسن حتماً في الحال"
كانت الدموع تتلألأ في عيني فنج شو إير، قلبها في صراع بين الفرح الشديد والضيق. دعمت يون تشي بينما كانوا يطيرون بأقصى سرعة ممكنة نحو قصر المحيط السامي. أراد شيا يوانبا، الذي كان خلفهم، أن يذكرها بأن يون تشي ليس لديه أي مشكلة على الإطلاق في التحرك بمفرده، ولكن في اللحظة التي جاءت فيها الكلمات إلى شفتيه، ابتلعها بدلاً من ذلك. بعد ان فكر قليلا في الامر، لحق بهما وصرخ: "الاخت الصغرى شو إير، يجب أن يتعافى نسيبي من جروحه، لذلك يلزم أن نجد له مكانا هادئا وآمنا ليستريح. فلنأخذ نسيبي إلى قصر الغيمة الموقر فهناك يسكن الناس من حرم الملك المطلق المقدس، وهكذا سيكون نسيبي آمنا هناك"
"حرم الملك المطلق المقدس؟" هز يون تشي رأسه بخفة، "أعتقد أنه من الأفضل أن لا نفعل ذلك. لا أريد أن يزعجني أحد خلال هذه الفترة"
"نسيبي، لا داعي للقلق." قال شيا يوانبا بشكل رسمي بينما يَصْفعُ صدرَه،" أنا سَأُوضح إلى السيد وبقيّتهم لكي لا يأتي أحد ويزعج نسيبي...وهذا يشمل حتى سيد الإمبراطور نفسه."
يون تشي فكر بالأمر قبل أن يومئ برأسه ويجيب "حسناً إذاً"
حرم الملك المطلق المقدس كان أحد الأراضي الأربعة المقدسة. أن تكون بجانبهم سيكون أأمن مكان بالفعل في قارة السماء العميقة
مذبحة قمر عشّ الشيطان كان على بعد 50 كيلومتراً فقط من قصر المحيط السامي، لذا وصل ثلاثتهم إلى قصر المحيط السامي بسرعة كبيرة. بعد ذلك، دخلوا الى قصر الغيوم الموقر حيث كان حرم الملك المطلق المقدس يوضع تحت ارشاد شيا يوانبا، وصلوا الى الجناح حيث كان شيا يوانبا يقيم فيه.
"نسيبي، لقد أرسلت بالفعل ارسال صوتى لسيدي. يمكنك أن تكون مرتاحاً وتركز على شفائك هنا، بالتأكيد لن يكون هناك أي شخص سيزعجك" شيا يوانبا قال بثقة.
ألقى يون تشي نظرة خارج باب الجناح وسأل بحواجب مجعدة: "ماذا يجري؟ لماذا قصر المحيط السامي هادئ جداً؟ من اللحظة التي عدنا فيها إلى هنا من مذبحة قمر عش الشيطان، لم أر شخصا واحدا. حتى اني لم ارى التلاميذ الذين يحرسون عادة قصر المحيط السامي…هل يمكن أن يكون بسبب مؤتمر سيف الشيطان الذي سيبدأ بمجرد حلول الصباح؟ "
"هذا صحيح" قال شيا يوانبا عندما أومأ برأسه، "وفقا لما قاله سيدي، شيء غير عادي سيحدث غدا. محاذاة النجوم الثلاثة عشر، حدث نادر يحدث كل عشرة آلاف سنة سيظهر. عندما تصل الساعة المعيَّنة، ستزدهر طاقة الين الطبيعية في هذا العالم الى اوجها، وسيكون ذلك ايضا الوقت الذي يكون فيه ختم 'سيف الشيطان' في اضعف حالاته. ولهذا السبب بالضبط اختاروا عقد مؤتمر سيف الشيطان غداً"
"علاوة على ذلك، تم وصف مؤتمر سيف الشيطان بأنه الحدث الأكثر أهمية الذي حدث في قارة السماء العميقة خلال الألف سنة الماضية، بالتالي فإن الجميع يضمن عدم وقوع أي حوادث مؤسفة. وبسبب ذلك، لا يجوز لأحد أن يسبب أي اضطرابات خلال فترة الأربع وعشرين ساعة قبل بدء مؤتمر سيف الشيطان. علاوة على ذلك، بمجرد مرور اثنتي عشرة ساعة على بدء المؤتمر، يتعين على الجميع البقاء داخل أجنحتهم ولا يُسمح لأحد بالخروج."
"آه، هذا يفسر ذلك." حواجب يون تشي ارتعشت بينما يتمتم لنفسه.
"لذا نسيبي يمكن أن يتعافى في سلام هنا. قبل أن يبدأ مؤتمر سيف الشيطان، بالتأكيد لن يكون هناك أي شخص سيأتي ويزعج راحتك. في الواقع، حتى لو لم أرسل هذا الصوت، حتى لو علم السيد والباقية بعودتك، فقد لا يأتون الى هنا… فهذه فترة حرجة للغاية لن يأتو لزيارة نسيبي"
"الأخ الأكبر يون، هل حصلت على العنصر التي أردت الحصول عليها؟ لماذا أنت...تعاني من مثل هذه الإصابات الخطيرة؟" فنج شو إير سألت وعيناها مليئتان بالقلق. باعتبارها واحدة من القلائل الذين يعرفون يون تشي أكثر من غيرهم، فإنها كانت تعرف أيضاً أن جسد يون تشي كان أكثر غرابة من أي شخص عادي. لذلك فإن إصابته بهذه الاصابات الخطيرة تعني انه واجه خطرا غير مألوف داخل مذبحة قمر عش الشيطان.
"بقيت في مذبحة قمر عش الشيطان منتظرا زهرة اودومبارا للعالم السفلي لتتفتح كلها اولا قبل قطفها. لكنني لم أدرك ان هنالك امرا آخر مرعبا جدا غير زهرة اودومبارا التي كانت مخبأة في الظلام…" بعد أن قال هذه الكلمات شعر يون تشي فجأة بأن صدره أصبح يكبر ويثقل. فقد احمر وجهه فجأة كما مقدار كبير من الدم الطازج رُشّ من فمه.
"الاكبر... الأخ الأكبر يون!"
"نسيبي!!"
فنج شو إير كانت خائفة لدرجة أن وجهها الجميل فقد كل لونه وفي هذه الاثناء، كان شيا يوانبا قد هرع إليه بسرعة، حتى أنه صُدم كثيرا لدرجة أنه كاد يتعثر ويسقط على الارض. سريعا لوح يون تشي بيده بينما كان يحاول مواساتهم، "لا تقلقوا، إنها مجرد بعض الدماء المسدودة من جراحي الداخلية. الآن بعد أن بصقت ذلك، أشعر في الواقع أنني أفضل بكثير...الآن أشعر بالضعف و فقر الدم. عندما أستريح لفترة سأكون بخير"
فنج شو إير استخدمت كم ملابسها البيضاء الثلجية النظيفة لمسح الدم الذي لطخ ركن فم يون تشي. صرخت بصوت مسموع قائلة:"ينبغي أن تستريح اولا الاخ الكبير يون. أنا و الأخ الأكبر سنراقب هذا المكان…
أو ماذا عن مغادرة قصر المحيط السامي الآن والعودة إلى قصر الساحب المتجمد الخالد؟"
كما أسرع شيا يوانبا في القول: "إذا دعوني ارحل معكم انتم ايضا. سأنتظر حتى يتحسن نسيبي قبل العودة إلى الحرم الملك المطلق المقدس"
"لا" قال يون تشي وهو يهز رأسه، "الآن ليس الوقت المناسب لعودتنا. بما أننا في قصر المحيط السامي وسيبدأ مؤتمر سيف الشيطان بعد فترات قليلة، فسيكون مضيعة للوقت ان نفوته"
"نسيبي ، هل ستشارك في مؤتمر سيف الشيطان؟ لكن إصاباتك ... "
"لا تقلق، سأذهب هناك فقط لأكون متفرجاً، لن أحاول كسر ختم سيف الشيطان. وأعتقد أنه مع الحالة التي أنا فيها الآن، لن يكون أحد بهذا الغباء لإجباري على المشاركة أيضا." يون تشي قال بابتسامة خافتة.
بمجرد سماعه عن الأصل الحقيقي لسيف الخطيئة السماوية الإلهي من الملك الشيطاني ذابح القمر، أصبح مؤتمر سيف الشيطان، الذي لم يكن يهتم به في البداية، حدثا لا يمكن أن يفوته.
لأن سيف الخطيئة السماوية الإلهي كان سيف شيطان حقيقي! علاوة على ذلك، كانت هناك روح شيطان حقيقية مختومة بداخله… وكانت روح الشيطان هذه ابن الملك الشيطاني ذابح القمر!
وفقا لكلمات الملك الشيطاني ذابح القمر، كان ينبغي أن تتشتت روح الشيطان الموجودة في الداخل الى الرياح الاربعة منذ زمن بعيد. لكن في النهاية، كان لا يزال سيف الشيطان قديما، لذلك حتى لو لم تكن هنالك روح شيطان في داخله، كان من المرجح جدا ان هنالك بعض الألغاز المخبأة في النصل...بالإضافة الى ذلك، لم تدخر منطقة السيف السماوي العظيم نفقة في ترتيب هذا الحدث، لذلك كان من المرجح جدا انهم حققوا نوعًا من الاكتشافات الخاصة.
بخلاف ذلك، كان هو وياسمين مرتابين جدا في امر واحد: لماذا الملك الشيطاني ذابح القمر قال ان الطريقة الوحيدة التي تمكّنه من إنقاذ ابنه قبل كل تلك السنوات كانت ختم روحه الشيطانية على سيفه؟
فكّر شيا يوانبا في الأمر لفترة من الوقت قبل أن يومأ برأسه قائلا "لا بأس، لن اشترك في كسر ختم سيف الشيطان غدا ايضا. حتى لو كان هنالك سر يهز السماء مخبأ في الداخل، فلا يمكن ان يزعجني كثيرا."
يون تشي ضحك بينما كان يجيب، "يوانبا، أنت لست بحاجة إلى أن تراعي مشاعري. فجميع الناس الموجودين حاليا في قصر المحيط السامي يركزون تركيزا كاملا على مؤتمر سيف الشيطان، لذلك لن يكون لدى أحد الوقت ليجد مشكلة معي"
توقف يون تشي للحظة قبل أن يتحدث بلهجة اعتذارية: "يوانبا، شو إير، لدي شيء مهم جدا أحتاج إلى القيام به على الفور. علاوة على ذلك، لا يمكنني فعله إلا إذا كنت لوحدي. لذا سأضطر لإزعاج كليكما لتساعداني في مراقبة الخارج، ومهما تسمعوا، لا يجب أن تدخلوا...لا يجب أن تسمحوا لأحد بالدخول أيضاً"
ظهرت الصدمة على وجهي شيا يوانبا وفنج شو إير لكنهم لم يسألوا يون تشي عن أي سبب أو تفسير.
"الأخ الأكبر يون، شو إير ستكون في الخارج لن أخطو خطوة بعيدة عنك" قالت فنج شو إير بصوت رقيق ولطيف قبل أن تغادر الغرفة مع شيا يوانبا لتظل تراقب يون تشي.
في اللحظة التي غادر فيها شيا يوانبا وفنج شو إير، تعابير يون تشي كانت متألمة وتكلم بأسلوب جدي: "ياسمين، هل تستطيعي حقاً أن تبدأي في الحال؟".
ظهرت شخصية رقيقة وصغيرة ترتدي اللون الأحمر أمام يون تشي، شعرها القرمزي الطويل جميل ومبهر. تجاهلت كلمات يون تشي ومسحت محيطها قبل أن تطفو في الهواء. ثم انتقلت الى الجزء الأعمق من الجناح، استقرت في احدى زوايا الغرفة التي فصلها ستار. قالت بنبرة هادئة، "هذه البقعة ستفي بالغرض. أحضر جميع الأشياء المطلوبة الآن "
"…" يون تشي عجز عن الكلام لبرهة، لكنه ما زال يطيع أوامرها. في الواقع، كان يفهم لماذا بدت ياسمين قلقة وغير صبورة. لقد مضت سبع سنوات، سبع سنوات كاملة، حيث لم يكن لديها خيار سوى أن تأخذ شكل جسد روحي. لذا هي بالتأكيد كانت تحلم باليوم الذي يمكنها فيه إعادة تشكيل جسدها، واستعادت حياتها وقوتها وحريتها في ضربة واحدة.
الآن بعد أن استوفيت جميع الشروط، لم يعد بإمكانها الانتظار حتى لنفَس أطول.
"ياسمين، هذا لا يزال قصر المحيط السامي في نهاية المطاف…"
"أنت لا تحتاج إلى التحدث أكثر من ذلك." قالت ياسمين مع موجة من يدها، عبوس مثبت على وجهها الصغير الأبيض،" أي مكان سيكون جيد بالنسبة لي. بعد قليل، سأقيم حاجز عزل حول هذا المكان وقوته ستكون أقوى بعشرات مرات من الموجود في مذبحة قمر عش الشيطان! حتى لو كان لهيب الجليد خاصتك، لن يكون لديه أمل في كسر هذا الحاجز. مجرد قارة السماء العميقة لا تملك المؤهلات اللازمة لتنبيه أو إثارة واحدة مثلي!"
"حسناً إذاً" لم يكن بوسع يون تشي إلا أن يومئ برأسه وهو يمتص بهدوء نفس الهواء البارد: حاجز كان أقوى بعشرات المرات من الحاجز الموجود حول مذبحة قمر عش الشيطان…
أخرج يون تشي النواتين العميقتين اللذين جاءا من وحوش عميقة سيادية وخمسة وثلاثين كيلوغراما من الكريستالة الإلهية البنفسجية….بعد ان فكر في الأمر للحظة، خاف أن لا يكون ذلك كافيا، فأخرج كل الكريستالات الالهية البنفسجية التي خزنها في لؤلؤته السامة. وأخيرا، اخرج بحذر بتلات الازهار الاربعة التي يحيط بها الضوء الاخضر ووضعها بلطف خلف الكريستالات الالهية البنفسجية.
ما يقارب من خمسين كيلوغراما من الكريستالات الإلهية البنفسجية مكدسة معا، مطلقة طاقة روحانية غنية لا تُضاهى. قامت ياسمين بلفتة سريعة بيدها كطاقة غير مرئية حاصرت تماماً كل طاقة الروح التي تم إطلاقها بواسطة الكريستالات الإلهية البنفسجية، وذلك لمنع أي شخص من الخارج من اكتشافها-- هي بطبيعة الحال ليست قلقة من أن يتسبب شخص ما في متاعب لها، بل كانت تحرص على عدم خلق أي مشاكل ليون تشي.
"هل هذه العناصر كافية حقا؟" يون تشي سأل عفويا.
"في النهاية، ساحتاج الى ثلاث قطرات من جوهر دمك ايضا" بعد أن أنهت ياسمين حديثها، خرج إصبعها الجميل فجأة وسقط بين حواجب يون تشي. حتى قبل أن يتمكن يون تشي من الاستجابة في أي وقت، كانت ثلاث قطرات من الدم الأحمر الداكن تطفو من بين عينيه بينما كانت تحوم فوق طرف أصبع ياسمين.
هذه لم تكن قطرات دم عادية، كانت قطرات من جوهر دمه! طاقته الحيوية وموهبته الفطرية ستتأذيان اذا خسر قطرة دم واحدة، فما بالك بثلاث قطرات. فجأة خسر يون تشي المصاب بفقر الدم والمصاب بشدة ثلاث قطرات من جوهر الدم، لذا بدأت رؤيته تتلاشى على الفور بينما كان يتعثر إلى الوراء في غيبوبة، فكاد يسقط أثناء وقوعه.
مع ذلك، كان لديه الطريق العظيم لبوذا حتى فقدان جوهر الدم يمكن تجديده. نتيجة لذلك، كان فقدان جوهر الدم هذا أقل خطورة بكثير مما كان يمكن ان يحدث لممارس طبيعي عميق.
"لا تقلق، بعد أن أعيد تشكيل جسمي وأستعيد حيويتي وقوتي ببطء، سأعطيك قطرة من دم اله النجم كتعويض." قالت ياسمين بهدوء.
هز يون تشي رأسه بينما كان متجهم، "لا أحتاج إلى أي تعويض منك. على أي حال...في أول يوم تقابلنا، لقد امتصصت الكثير من دمائي إذا كنتي أنتِ، حتى لو أردتي كل الدم في جسدي سأكون سعيداً ومستعداً لإعطائه لك "
"همف!" ضحكت ياسمين ببرودة وازدراء "ابدأ من جديد بكلماتك الغير المخلصة والمزهرة التي أراها مجددًا. سأقول هذا مرة أخرى، تلك الحركات التي تسحبها لإغراء النساء ستعمل فقط على النساء الغبيات! لا تفكر أبداً أنني سأقع في إحدى حيلك! "
كانت ياسمين قد تفوهت بكلمات مماثلة مرات لا تحصى من قبل، وفي كل مرة كانت تقول هذه الكلمات، كانت تنطوي على ازدراء وسخرية شديدين. ولكن هذه المرة، مع انها كانت قاسية وجارحة كما هي في العادة، كانت عيناها فجأة...
"يمكنك الذهاب الآن لأنني على وشك أن أبدأ. تذكر لا يمكن مقاطعتي خلال هذه الفترة من الزمن. الحاجز الذي سأقيمه قريباً سيمنع كل شيء بما في ذلك الضوء والصوت. لذا الشخص الوحيد الذي يستطيع إزعاجي سيكون أنت. قبل أن أخرج من الحاجز بنفسي، حتى لو حدث شيء بالغ الأهمية، يجب أن لا ترسل أي بث صوتي لي."
"أيضاً، سأحتاج للحفاظ على الصلة التي تربطني بحياتك قبل إعادة تشكيل جسدي بالكامل. لذا خلال هذه الفترة، يجب أن تتذكر أنه يجب عليك بالتأكيد البقاء ضمن دائرة نصف قطرها عشرة كيلومترات مني. إذا لم يكن لديك خيار سوى تجاوز هذه المسافة، يجب أن لا تتجاوزها لأكثر من مائة نسمة! إذا لم يكن، فمن الممكن أن روحي سوف تتشتت."
خزن يون تشي هذه الكلمات في قلبه قبل أن يتحدث رسمياً: "لا داعي للقلق، أنا أضمن أن لا شيء سيحدث...صحيح يا ياسمين، لديّ شيء أريد أن اسأله منكِ."
ياسمين "؟"
ألقى يون تشي نظرة مدروسة على ياسمين قبل أن يبدأ بالتحدث بنظرة غريبة في عينيه، "بما أنكي تعيدي تشكيل جسمك، فمن الممكن إذن تغيير مظهر جسمك الجديد...ارر، ما أحاول أن أسأله هو. هل سيكون مظهرك كما كان، قبل أن تحصلي على جسمك الجديد؟"
ابعدت ياسمين وجهها عنه بازدراء، قائلة: "عندما يتحد الجسد والروح معا، تشكل الروح المادة الرئيسية للشخص في حين يكون الجسد مجرد حاوية له. لذا لو أن روحك تدمرت لكن لحمك يبقى سيكون من المستحيل إصلاح روحك ولكن اذا نجت روحك وهلك جسدك، ما دامت قوة روحك قوية بما فيه الكفاية، فستتمكن من إعادة تشكيل جسد جديد. وفضلا عن ذلك، فإن اعادة تشكيل جسد جديد لا يعني انك تستعير جسدا ليولد من جديد، بل هو مولود من الروح، لذلك لن يكون بطبيعة الحال مختلفًا عن جسد الروح للشخص الذي يعيد تشكيل جسده!"
"لذا فإن المظهر الذي تراه الآن هو بالضبط كيف سيبدو جسدي الجديد! لا يمكنني تغييره حتى لو أردت! "
"آه، هذا هو الحال!" يون تشي بسرعة أومأ برأسه. ظهرت نظرة مرتاحة على وجهه قبل أن يتكلم بصدق، "آه، من الرائع أن أسمع! في السابق، كنت قلق ان مظهرك قد يتغير بعد تشكيل جسمك الجديد. أنا متأكد من عدم رغبتي في أن تتغير ياسمين المثالية في أحسن الأحوال. حتى لو كانت أصغر التغييرات ، فقد أشعر أنها ... لن تكون جيدة جدًا. "
"..." تموج غريب عبر عيون ياسمين ولسبب لا يمكن فهمه أصبحت مشتتة لحظة. بعد ذلك، استدارت وواجهت ظهرها نحو يون تشي. وبشخير بارد وموجة من يدها الصغيرة، ظهر فجأة ستار من الضوء امام يون تشي، مما منع رؤيته لها تماما.
في اللحظة التي توقف فيها يون تشي عن غير وعي، كان حاجز على شكل مربع وعرضه ثلاثة أمتار قد ظهر بالفعل أمام عينيه. كان الحاجز لونه ابيض باهت، وكان بسيطا ولا يشع ضوءا ولا يعطي هالة. وببساطة بدا وكأنه ستارة مبنية في مكانها.
لم يتفوه يون تشي بكلمة واحدة بعد الآن. انسحب ببطء من الحاجز، ونظرة مربكة على وجهه بينما بدأت المشاعر تتصاعد في قلبه.
خلال السنوات القليلة الماضية، كانت ياسمين جزءا لا يتجزأ من حياته. على الرغم من أنه لم يسمح لنفسه بأن يعتاد الاعتماد على قوة ياسمين، كان الوقت الذي قضياه معا كافيا ليصير وجودها نفسه عمودا يدعمه.
منذ اللحظة التي أعادت فيها ياسمين تشكيل جسدها لم تعد مضطرة للاعتماد على حياته للبقاء على قيد الحياة ولم تعد ستبقى داخل سماء اللؤلؤه. هكذا لم يعد بإمكانهم أن يشعروا بحضور بعضهم البعض وبصوت قلوب بعضهم البعض بالطريقة التي اعتادوا عليها من قبل، عندما كانوا متشبثين بإحكام لدرجة أنهم لم يستطيعوا فصل أنفسهم حتى لو أرادوا ذلك.
لقد حاول بيأس مساعدة ياسمين على إعادة تشكيل جسدها، وفي اللحظة التي حصل فيها على زهرة اودومبارا للعالم السفلي، امتلأ قلبه فرحا عميقا. ولكن بما أن اللحظة التي انتظروها كانت قريبة، فقد اكتشف أن قلبه لم يمتلئ بفرح لا يفتر. بل على العكس من ذلك، كان مفعما بمشاعر معقدة وجد صعوبة في التعبير عنها بالكلمات.
"فيم تفكر ..." يون تشي تمتم لنفسه بينما كان يضحك بانتقاده لذاته: "كان لقاء ياسمين أفضل شيء حدث لي على الإطلاق. بدون ياسمين لن أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم...فكيف يمكن أن يكون لي مثل هذه الأفكار الأنانية."
هز يون تشي رأسه بقوة بينما كان يجهد لتصفية قلبه وعقله من كل الأفكار المشتتة. جلس ومد ساقيه عندما بدأ يهدئ قلبه واستعد لدخول حالة يستطيع فيها التركيز على شفائه
في هذه اللحظة، أشرق ظهر يده اليمنى بضوء أزرق بارد قبل أن تظهر صورة الروح السماوية السحابية المتجمدة ببطء في الهواء.
يون تشي أصيب بالصدمة... إرسال صوت جاء من قصر السحابة المتجمدة الخالدة؟
أغلق عينيه بسرعة وركّز، متفهِّما انتقال صوت الروح الجليدية الذي اتى من الروح السماوية السحابية المتجمدة. في لمح البصر، فُتحت عيناه وصرخ وهو يرجع قدميه "ما ... ماذا!"