45 – الهوية

تعجب باسل من سؤال الكبير كثيرا ثم أجاب "أنا لا أعرف لم سألت مثل هذا السؤال، لكن اسم أبي كان 'جاسر' "

"إنه كما توقعت تماما بعد كل شيء" تنفس الكبير أكاغي ثم تذكر كلام باسل و قال "انتظر، قلت 'كان'؟"

أجاب باسل "نعم، أبي مات قبل أن أولد في الدمار الشامل"

"ما..ذا؟" صدم الكبير أكاغي ثم قال "يا إلهي، ظننت أنني أخيرا سأجد ابني لكن..."

قال باسل بتعجب "ابنك؟ ما الذي تقصده أيها الكبير بإيجادك لابنك؟ ما علاقة سؤالك عن أبي بإيجادك لابنك؟"

تكلم الكبير أكاغي "يا حليفنا، لقد كان أباك ينتمي لعائلتنا"

صدم باسل من هذا الكلام ثم قال "هاه، ما الذي تقصده، كيف يمكن لهذا أن يحدث؟" ثم تذكر باسل أمه التي كانت قلقة بغرابة عندما كان يريد المغادرة و انتظر جواب الكبير

قال الكبير "أنا سأشرح لك كل شيء، لكن قبل هذا فلتتبعني، أريد منك ملاقاة زوجتي و ابنتي"

أماء باسل رأسه بغرابة ثم قال "آه"

تبع باسل الكبير، خرجا من القاعة الرئيسية و اتجها نحو حديقة هادئة عميقا في القصر، و في طريقهما أتت أنمار لترافق باسل

قالت أنمار بابتسامة "هل تخلصت من تلك الأميرة؟"

أجاب باسل "لا"

"هاه؟" صرخت أنمار متعجبة ثم أكملت سائلة "لماذا؟ ما الذي حدث؟"

أجاب باسل بعبوس "حدثت بعض العقبات، أنا ليس لدي وقت لهذا الآن، سأشرح لاحقا"

"إلى أين نحن ذاهبين بالمناسبة؟" سألت أنمار

فأجاب باسل "للقاء الزوجة و الابنة"

تعجبت أنمار فسألت "لماذا؟"

أجاب باسل "لا أعلم، فقط توقفي عن الأسئلة الآن، إن رأسي مملوء كفاية"

تكلمت أنمار "ماذا؟ ماذا؟ هل اشتاق الابن لأمه بالفعل؟ لقد مرت 6 أشهر بالفعل، و هذه هي أقصى مدة غبت فيها عنها بالسنة الماضية فطلبت من المعلم أن يتركك لتذهب لرؤيتها، سابقا لم تستطع التحمل أكثر من 6 أشهر، ماذا؟ هل جاءتك الحالة مرة أخرى؟ فوفوفو"

ضحكت أنمار على باسل، فتذكر هذا الأخير شيئا، بسبب انشغاله كثيرا هذه الشهور لم يشعر بالوقت و كانت قد مرت 6 أشهر بالفعل، فقال "سنذهب لنراهم بعد انتهائنا من عملنا، فيجب أيضا أن أسأل أمي عن سبب قلقها الغريب قبل مغادرتي"

قالت أنمار بتعجب "قلق؟ أليس هذا الأمر كالعادة فقط؟"

أجاب باسل "لا، هذه المرة كانت كما لو أنها لم ترد مني أن أذهب للعاصمة لسبب ما"

تفاجأت أنمار و توقفت ليسألها باسل "ما بك؟"

قالت أنمار "لم تردك أن تذهب للعاصمة؟"

قال باسل "هذا ما قلته، ما بك؟"

قالت أنمار "هذا غريب، أمي أيضا لم ترد أن تتركني أذهب للعاصمة عندما أخبرتها، فهي كانت معارضة لهذا تماما لسبب ما لم ترد أن تخبرني به، لكني قلت لها أنني سأذهب مهما حدث بما أنك ذاهب، و لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الموافقة"

تفاجأ باسل "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ حتى أمك؟"

سكتت أنمار و تبعت باسل الذي كان شاردا بتفكيره بينما يتبع الكبير أكاغي حتى وصلوا لحديقة واسعة مليئة بالزهور، و في الوسط تجلس امرأتان حول طاولة دائرية صغيرة و تشربان الشاي بهدوء بينما طفل صغير في عمر الرابعة أو الخامسة يلعب في الأرجاء

عندما رأت المرأتان الكبير أكاغي وقفت إحداهن و جرت نحوه بينما تقول "أبي، لقد أتيت، إن هذا نادر"

كانت هذه المرأة فاتنة جدا و منظرها يأسر عيون الرجال، بشعر ذهبي و عينين ذهبيتين، عندما رآها باسل تعجب من جمالها و فهم سبب ملاحقة الأمير الأول لها

عانقت الكبير أكاغي بقوة ثم قالت "أمي، إنه أبي، لقد أتى أبي، ألن تأتي لتحيته؟"

قالت الأم التي تجلس بعيدا "و ماذا في ذلك؟ أنت دائما ما تتحمسين كثيرا من الأمور البسيطة"

"أممم" نفخت الابنة وجنتها ثم قالت لأبيها "لا تأخذ كلامها بجدية يا أبي، إنها لا تتوقف عن الكلام عن تأخرك في المجيء"

"أمم" قال الكبير أكاغي "آه، إنني متأسف لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد الوقت المناسب"

قالت الأم من بعيد "همم، فلتصنعه إن لم تجده"

عبست الابنة من تصرف والدتها ثم نظرت في اتجاه الفتى و الفتاة في الخلف و قالت "أبي من هذا الفتى و هذه الفتاة؟"

"قال الكبير أكاغي فلنجلس لنتحدث قليلا"

جلس الجميع حول الطاولة ليتحدث الكبير "إن هذا الفتى هو الذي حدثتكما عنه سابقا، إنه حليفنا باسل"

"هاه" تعجبت الابنة و أمها ثم قالا "لقد قال أبي أنك فتى لكني لم أكن أظن أنك بهذا الصغر، ظننت أنك في عمر العشرين على الأقل. آه، لا تأخذها مني قلة أدب، أنا فقط تفاجئت"

أماء باسل رأسه لتكمل الابنة "لم أقدم نفسي بعد، أنا اسمي 'كريمزون سكارليت' متشرفة بمعرفتك و..."حنت الابنة رأسها مما جعل باسل متعجبا من المنظر أمامه، المرأة التي كانت تبدو قبل قليل كالفتاة الصغيرة المتحمسة عندما رأت أباها، تغيرت في الحال لتصبح مثل هذه المرأة الناضجة، شاهدت أنمار عيني باسل المندهشتان من المرأة التي أمامهما و لم يعجبها الحال، فصنعت تعبيرا خطيرا و خرجت من عينيها نية قتل خفيفة

لم يعط باسل لهذا الأمر أهمية. أكملت 'كريمزون سكارليت' بعد انحنائها لباسل قائلة "أنا أشكرك من أعماق قلبي يا حليفنا، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن. في تلك الليلة خطفني عدة أشخاص بناء على أوامره لكنه أفلت من العقاب، لم نستطع تحمل هذه المذلة و أتيت أنت و أفرحتنا، إنني لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل أبدا"

رفع باسل يديه و قال "أنت لا تحتاجين لشكري أيتها الأميرة، كل ما فعلته كان من أجل نجاح خطتنا و صادف فقط أن كان الأمير الأول هو العقبة الأولى التي يجب علينا تجاوزها"

قالت سكارليت "حتى و لو كان كذلك الأمر فهذا لا يغير حقيقة جلبك لشرفنا الذي سلب منا لمدة" ثم تذكرت أمرا "لماذا ناديتني بالأميرة؟"

تعجب باسل "ما الخطأ في مناداة أميرة بالأميرة، هل هذا غريب؟"

قالت سكارليت "لا، لكني لم أعد أميرة بعد الآن"

قال باسل "لكنك سوف تعودين لكونك الأميرة، لذا قررت مناداتك بذلك منذ الآن لأعتاد على الأمر، فالاسم الذي أنادي به أي شخص بالمرة الأولى غالبا ما سيكون هو ما أناديه به دائما"

ابتسمت سكارليت و ضحكت "فوفوفو، إنك حقا ممتع يا حليفنا" ثم التفت لأمها و حملقت بها

تكلمت الأم بكل برودة و من دون ذرة انفعال بينما تشرب كوبا من الشاي "أنا أيضا أشكرك يا فتى"

قالت سكارليت "هوي، أمي لا تكوني هكذا، هيا، ألم تكوني متحمسة للقاء حليفنا؟"

أكملت فقط الأم شرب الشاي بهدوء و لم تجب ابنتها التي تحسرت على أمها و قالت "لا تأخذها بجدية، فهي في الحقيقة كانت متشوقة للقاءك"

ابتسم باسل و قال مع نفسه "كانت متشوقة للقاء الكبير و عاملته ببرود و الأمر سيان معي، أشعر أنني فهمت شخصيتها" ضحك باسل في نفسه

قال الكبير أكاغي "حسنا فلندخل في الموضوع المهم"

"هاه؟" تعجبت سكارليت و أكملت سائلة "ألم تأتي بحليفنا بسبب طلبنا لهذا و كان هذا هو الموضوع المهم؟"

أجاب الكبير أكاغي "هذا صحيح، لكن السبب الرئيسي لمجيئي قد تغير"

قالت سكارليت باقتناع "آه، هكذا إذا، لكن قبل هذا فلتقدم لنا السيدة الصغيرة"

قال الكبير أكاغي "آه، إنها مرافقة حليفنا، اسمها أنمار"

قالت سكارليت "متشرفة بمعرفتك يا أنمار"

أجابت أنمار بابتسامة "أنا كذلك أيتها الأميرة"

عبست سكارليت و نفخت وجنتها ثم قالت "أ أنت أيضا ستناديني بلقب؟ لا أريد هذا فلتناديني باسمي"

ابتسمت أنمار و قالت مع نفسها "إن هذه الأميرة حقا غير مفهومة، تارة تكون كشخص بالغ في الكلام، و تارة أخرى تتحول لهذه الفتاة الصغيرة" ثم قالت بصوت مسموع "آه، حسنا سأناديك بسكارليت كما أردت"

"ياي" فرحت الأميرة ثم نظرت في جهة أمها فوجدتها ترتعد و كوبها يكاد ينفلت من يدها كما لو أنها سمعت شيئا صدمها للغاية، نعم، كما لو أنها سمعت خبر عودة ابنها المفقود أو خبر موت شخص عزيز على قلبها

هدأت بعد مدة ثم قالت "لا، لا شيء" ثم أكملت بصوت غير مسموع "يا لها من صدفة غريبة" و عادت لحالتها الهادئة مرة أخرى

تكلم الكبير أكاغي "بالنسبة لموضوعنا، أنا أتيت بخبر قد يفرحكم، لكنه قد يكون سببا في ازدياد حسرتكم فقط و حزنكم"

استغربت الأم و الابنة و كذلك باسل بما أن هذا الموضوع يبدو أنه سيكون عليه

قالت الابنة "عن ماذا تتحدث يا أبي؟ ما نوع الخبر الذي سيفرحنا و يحزننا في نفس الوقت؟"

أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنفس "حليفنا باسل الذي أمامكم هو في الحقيقة ابن 'جاسر' "

*سقوط*

*تكسر*

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، و أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو تركيبية

و الفصل القادم سيكون بعد غذ إن شاء الله، لقد أشرت للأسبوع الماضي أن يوم الجمعة سيكون يوم راحتي

2017/08/04 · 1,385 مشاهدة · 1305 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024