كنحات فنان او كجبل عدنان ، طويل القامة ، كتفين عريضين ووجه بيضاوي وعيون كبيرة وشفاه حمراء نقية ، عيناه عسليتان تشعان وهجا يعطي له مهابة لا توصف ، بشرته قد اسمرت من الشمس وأعطت له لون اشبه بالبرونز ، شعره البني المتطاير يذكرك بالأبطال في ارض المعركة ، ووجه بدت عليه ملامح الحذر . يهرب من رجل سمين كالكرة وبدى ان الغضب قد حرقه فوجهه إحمر إحمرارا شديدا وصاح بسخط "ايه ، ايها الولد أعد إلي خبزي والا اوسعتك ضربا"


"اذا كنت تريده تعال وخذه ايها العجوز السمين"


عندما سمع هذا الكلام الرجل السمين زاد غضبه غضبا ولكن بالنهاية لم يستطع امساك الشاب .


في نفس المدينة كان هذا الشاب الصغير يمشي في شوارع المدينة الرملية بحذر حتى لا يكتشفه أحد إذ أنه أصبح مشهور بسرقته للطعام .

ذهب لبعض الأزقة الضيقة ومشى ببطء وحذر ولكن قدمه أخطأ الموطئ والأرض شقت وابتلعته "احح، ما هذا المكان " مشى بعض الخطوات وعيناه جابت المكان مراقبة إياه فهو حذر اشد الحذر وما لبث أن شاهد هرم صغير فوجئ وتمتم"اوه ، ما هذا الهرم أنه يشبه تلك الاهرام في العاصمة ولكنه أصغر حجما" اقترب من الهرم قليلا وعندها لمع شيئا بعينه أخذه من الارض وفحصه بلهفة "ماهذا إن لونه ذهبي هل هو ذهب حقيقي أنه يشبه سوار اليد"عض السوار ليتأكد من صلابته وتفحصه بعينه جيدا ثم تمتم متبعا "أنه حقا ذهب حقيقي اذا بعته ساستطيع دفع أجور الميتم وامنعهم من تدميره "غطت بسمة واضحة وجهه ولكن فجأة التصق السوار بمعصم يده "يا الهي ، ما هذا ، لماذا لا استطيع خلعه ؟ ".


حاول خلعه وحاول ولكنه استسلم بعد دقائق وعندها فجأة سمع صوت يتردد في عقله "احلامك و طموحاتك كل ما تتمناه ستجده في هرم النهاية ارادتك سوف تحملك اذا لم تستطع تحمل المسؤلية سيتم نسيانك في نهر الزمن" تفاجأ الشاب وفاه فتح ثم رجع من مفاجأته ليقول "ما هذا ، هل هذا الصوت حقيقي ام اني اتخيل".


وبينما هو يفكر ويتدبر الأمر سمع صوت خارج هذه الأنقاض "سين ، اوي سين اين انت ؟ " عرف هذا الصوت إنه صوت اخوه الصغير ،بالتأكيد هو قد أتى ليبحث عنه لأنه تأخر "سأفكر في أمر السوار والصوت في وقت لاحق " حاول تسلق الحفرة ونجح فجسده عضلي ولديه من القورة والقدرة ما يساعده ثم ذهب لمكان صوت أخيه الصغير ثم صرخ فيه قائلا "هي هي ، أوتو أنا هنا لماذا خرجت من الميتم ألم أقل لك الا تخرج "

تفاجأ الفتى الصغير ذو الشعر الاحمر والعيون البنية جسمه صغير وبدى كهر خائف "اخي سين لقد قلقت عليك فخرجت ، أنا اسف حقا "قالها وهو يبكي .


"لا تبكي اوتو فخوفي عليك هو ما دفعني لأصرخ في وجهك " ضمه إليه وربت على ضهره مريحا إياه ثم أتبع "هيا فلنعد للميتم فالآنسة نادية تنتظرنا"


*************************


في تلك الأثناء .


هذه القارة المظلمة كل ما يمكن أن تسمعه هنا هو صوت الصراخ وكل ما يمكن ان تشمه هو رائحة الدماء لأن هذا هو موطن غربان الظلام الذين يعيشون على شكل قبائل وتحالفات عرفهم الجميع بأنهم متوحشون تم لعنهم بحب الدماء وعشق القتل كل مخلوق بينهم لا يستطيع أن يهدء قلبه الا عندما يغرق جسده في الدماء وتكتفي روحه من عدد قتلاه .

أعمارهم ما بين ال ٢٠٠ و ال ٤٠٠ عام أشكالهم مثل الغربان ولكن أفعالهم مثل الوحوش لا يعرفون شيء يسمى بالرحمه.

في منتصف القارة المظلمة الان كان هنالك قتال بين الغربان لتحديد زعيم إحدى القبائل كان القتال محتدمًا للغاية بين غراب نحيف بطنه قد التضق بظهره ومخالب متكسرة وريش نصفه منتوف والجروح ملئت جسده ولم يملك إلا عين واحده وغراب أخر قوي البنية بريش اشبه بالشفرات و عيون حادة لديها تعطش شديد للدماء والقوة وحملت عينيه بعض الازدراء والغرور .

قال الغراب قوي البنية " استسلم ، فأنت لا تستحق أن ترث سيادة القبيلة فأنت ضعيف جدا ، أنت عار على سيد القبيلة السابق وعلى جميع أسلافك ".


لم يرد عليه الغراب النحيف بل لم يهتم له حتى ولكن ركزت عينيه علي ابنه الواقف وينظر اليه ببرود يخترق العظام كان يعلم ان هذه هي اخر لحظات حياته ففرق القوى بينهما كبير وليس شيء يستطيع تجاوزه ، امسك الغراب قوي البنية برقبة الغراب النحيف وقال مستهزئا وساخرا منه " انت ضعيف انت عار حتى اخر لحظة لن تموت بشرف حتى ، كيف تبعد عينيك عن خصمك اثناء المعركة ، سانتزع رأسك من مكانه الان ".


في تلك اللحظة ابتسم الغراب النحيف وتجاهل الغراب قوي البنية جاعلا منه مضحكة فهو قد تجاهله مرتين وقد اهان شرفه وفخره ، قال الغراب النحيف " نورسين ، ابني العزيز ارجوك لا تحقد علي ولا تحاول ان تستعيد شرف عائلتك"

ومع هذا لم يكن هنالك اي تغير في نظرت نور الباردة لا كان هناك تغيير لقد زادت نظراته برودة ولكنه لم يرد حتي وحينها بلغ الغراب قوي البنية غضبه عنان السماء ولم يعد يحتمل فقام بتمزيق عنق الغراب الاعور وقال بلهجة مهددة متزعمة " انا سيد القبيلة الان هل لدى أي أحد منكم اعتراض" خرج بعض المعترضين بالطبع ولكن انتهى بهم الامر جثث باردة مثل الغراب الاعور ردد الغراب قوي البنية كلماته مرة اخرى " هل من معترض ".


لم يقم احد هذه المرة ضحك ضحكة النصر وانتزع التاج من رأس الغراب الاعور وقال " انا بلوك اصبحت الملك منذ هذه اللحظة لاغسلنّ شرف قبيلتنا الذي ضاع بسبب ذلك العار الذي تركه لنا الملك السابق " ثم ركز نظراته نحو نور ولمحة من نية القتل قد تسربت منه وقال " أول اوامري هي مسح ذرية الملك السابق تماما ، نحن لانريد ان يزيد عارنا امام القبائل الاخرى " .


في تلك اللحظة خرج ضوء شديد اعمى الناس وألهمهم واعطاهم شعورا بالقوة والسلطة اللامتناهة كان قادم من الهرم في منتصف القارة كان واضح للغاية في وسط ظلام القارة التي لا تعرف النهار ، الجميع رآه البعض سجد والبعض صاح وهلل والبعض كان يعرف بعض القصص القديمة وبدأ البحث .

ضحك الغراب قوي البنية بلوك وقال " ارأيتم حتى الاله يوافق على ملكي واوامري، والان احضرو لي ميراث الملك من ذلك الوضيع " نظر اليه نور سين بنفس البرود الذي كان ينظر به اتجاه ابيه عينيه وقال " تقول ميراث الملك اذا ميراث الملك هو قطعة الحديد التي تلبسها فرق رأسك العفن ، وهذه الارض التي لاتساوي شئ ".


استشاط غضب بلوك واهتز ريشه وبدى أنه سنطلق في أي لحظة عينيه احتقنت بالدماء وقال " انا اقصد ذلك السيف نعم ذالك السيف المكسور اعطني اياه حالا ، انا لم اتي من القبيلة الرئيسية للعب مع اطفال او حكم قبيلة بهذه الضعف ايها الرضيع ، اعطني السيف او سأخطو علي جثتك لأخذه " الرد جائه مفاجئا إياه" تريد السيف خذه " .


تم إلقاءه نحو الضوء الخارج من الهرم اندفع بلوك لأخذ السيف ولكنه اضاء فجاءة وتلاشى نظر الى نور سين وعينه تلونت بلون الدماء واعطته مظهر شيطاني وقال " اتخدعني باستعمال سحر الوهم" رد عليه نور وهو يضحك وقال " انا ضعيف وعار على الغربان كيف لي ان اخدع ملك بقوتك يبدو ان الإله قرر استعادة السيف لانك لا تستحق الحكم " غضب بلوك قد وصل حده منذ زمن وبالفعل وقال "اقتلوه الان".


****


في مكان بعيد جدا ، تغطى المكان بالظلام وارتدى حلة من السواد القاتم ، هناك قصر وأي قصر لقد كان كبير جدا بني معظمه من الحجارة الخضراء وبدى أن الزمن قد عفى عليه ، دخل شخص مغطى بضباب اسود أحد القاعات ثم ركع وقال " سيدي ، الأهرامات على وشك أن تفتح " في الظلال بدى ان هناك شخص قال ببرود ولامبالة " لا تخبرني عن بعض القمامة " .







.............

2018/08/14 · 834 مشاهدة · 1195 كلمة
bluxiv
نادي الروايات - 2024