قبل سبعة عشر عاما .


في مكان ما في أعماق المحيط الكبير .


قصر رمادي ومغطى بالطحالب الخضراء التي تعطيه مظهر قديم يسمع صوت صراخ عالي الذي يسمع هذا الصوت يظن ان هناك أحد يعذب بالداخل وهو على حق ولكن ليس عذاب جسدي بل عذاب الولادة ومن صوت الصراخ لا يبدو أنها ولادة طبيعية



في الداخل رجل وسيم ذو شعر ازرق واعين زرقاء وبشرة بيضاء وخياشيم في منطقة الرقبة ولحية خفيفة وبملابس زرقاء يمشي بقلق وتبدو على وجهه ملامح الجدية .


في تلك الأثناء يأتي حارس مدرع بنظرة جدية ولكن أيضا مترقبة يحمل رمح فضي ذو ثلاث رؤوس قال للرجل الوسيم

"سيدي إن الرمح الذي بأرض الاجداد يضيئ "


تحول وجه الرجل إلى الأصفر وفتح فمه لفترة متفاجأ مما يحصل ثم تمتم "هل من المعقول أن وريث الاله سيو ....."


لم يكمل كلامه بسبب صوت بكاء طفل

اقتحم الغرفة وبدأ يلتفت إلى اليمين واليسار وبدى عليه القلق الزائد ثم صرخ"ماريان"


ذهب راكضا لعند زوجته ولكنه لم يلاحظ أن هناك طفل يرقد في سرير و الذي يطفو بجانبه خيال لرمح ثلاثي ذهبي ، فتركيزه منصب على زوجته وهو بالفعل قد نسي محيطه "ماريان هل انتي بخير "



بوجه شاحب وعينين مترقبتين ترد زوجته"انا بخير ، انا اريد أن ارى طفلي فقط "


في تلك اللحظة تذكر طفله فذهب راكضا ، لاحظ الارتباك على وجوه الخدم فينظر باتجاه الضوء فيجد طفله نائم وخلفه خيال لرمح وفي جبينه رسمت علامة لرمح ذهبي مميزة تقدم إليه وحمله هذه العلامة كما في اساطير الاجداد "أبني هو وريث سيو الذي سيجلب لنا المجد لكن كيف وهو فتاة"



...........

الوقت الحاضر .


فتح باب غرفة النوم ودخلت امرأة شديدة الجمال وهي تنادي" جانسو ، جانسو أيعقل انك قمتي برفض الامير الثالث مرة اخرى"


ردت جاسو ببرود ولامبالاة "همف، نعم"


قالت ماريان بوجه نصوح محب يملئه الحنان والرقة "طفلتي أنتي تعرفين موقفك جيدا انتي تحملين علامة الارث في جبينك ، أي أنك قريبا سترثين ارادة الاله سيو ، ولهذا دمائك هي انقى دماء بعرقنا ، وللحفاظ علي نقاء الدم يجب عليك الزواج من احد الامراء " توقفت قليلا واخرجت ضحكة شريرة لا تليق بها " الا اذا كانت عينيك على الملك العجوز"



ردت جاسو بغضب" قطعا لا ، يا امي انا لن اتزوج سوى من احبه ، لا اهتم لأشياء مثل نقاء الدم وغيرها كل ما اريده شخص يحبني وأحبه "



بعد ان رأت ماريان التصميم في عين ابنتها قالت لها بصوت عميق " حسنا اذا ، ولكن يجب ان يتغير تفكيرك قبل ان تصلي لسن الثامنة عشر" ما إن اكملت كلامها حتى التفت وسارعت في الرخوج من الغرفة .



بعد خروج امها ابتسمت جانسو وقالت " هذا ان بقيت هنا لذلك الحين ، لقد قررت من قبل ان هذه الليلة هي وقت هروبي لاستكشاف العالم"




فجاءة وهي غارقة في افكارها سمعت صوت ضعيف ينادي من شرفتها "جانسو ، هيه جانسو "


خرجت مسرعة الى مصدر الصوت كان فتى ملثم بوشاح اسود يغطي وجهه عندما رأته قالت" ايها الاحمق الم نتفق على الهروب في الليل فما الذي جاء بك إلى هنا "


رد عليها بصوت منخفض "سمعت ان الحراسة ستكون مشددة هذا المساء ولهذا هذه هي فرصتنا للهروب"


قالت له "حسنا اذا هيا بنا"


قامت جانسو بتغيير ملابسها بسرعة وارتدت وشاح اسود يشبه وشاح الفتى وغطت وجهها وقفزت من الشرفة" هيا ننطلق بسرعة"


قال لها الفتى شارحا لها الخطة " اتبعيني سنذهب الى الأحياء الفقيرة ومن ثم نخرج من الحدود هناك لان الحراسة ضعيفة عند الحدود لن يكون هنالك سوى حارسان"


"حسنا اذا"


ثم تابع شرحه " يا جانسو انا سوف الفت انتباههم وانتي عليك أن تجري بسرعة وسأتبعك" بعد الاتفاق على هذه الخطة شرعا في تنفيذها.


بدأوا المشي في الأحياء الفقيرة وهناك سمعا صوت شخصين يتناقشان " هل سمعت ولي العهد يود ان يعلن الحرب على مملكة الحوت الازرق ؟ " وما إن خرجا من الزقاق شاهدا الشخصان الذان كانا يتحدثان كانا الحارسين .


رد عليه الحارس الثاني " نعم ولكنه يود اولا الزواج من تلك الفتاة "



حاول جانسو و دانو الالتفاف ولكن لا تسير الرياح بما تشتهي السفن ، خرج ضوء شديد مسبب للعمى من الهرم في مركز المدينة توقفت جانسو للحظة للنظر إلى مركز الضوء

قال لها الشاب دانو" جانسو اركضي الان "


لم تسمع جانسو كلامه بل وقفت في مكانها مثل الجماد اصم يبدو أن روحها قد غادرت جسده ، لا تعرف لماذا ، ولكنها شعرت بشئ يناديها ، أمسك دانو يدها ليسحبها ، ولكن فجأة اضاء الوشم الذهبي على جبينها حينها رأى الحارسان الذان كانا يتكلمان هذا الوشم وصرخوا" انه يحاول خطف الملكة المستقبلية امسكوه"



قام الحارس بالامساك بدانو وخلع وشاحه قال الحارس الآخر "انه احد افراد تلك المملكة الملعونة هؤلاء الملاعين حاولوا اختطاف الملكة المستقبلية ، عليهم اللعنة فلنقتله هنا"



استيقظت جانسو من صدمتها وقالت" ارجوكم لاتقتلوه "قال احد الحارسين " سنأخذه للسجن ، لنريه أشد أنواع التعذيب إلى أن يعطينا الملك أوامره"



وفي وسط انهيار جانسو في البكاء ظهر رمح ثلاثي ذهبي كبير عندما رأى الحراس الرمح سجدوا على الفور.


خرج من الرمح صوت وقور يدل على القوة والعظمة المهابة تجلت منه وسلطة منه علت جعل قلوب الناس تنتعش وتهابه وقال "مجدنا ، آمالنا ، أحلامنا ، أصبحت واحد ، سنحقق احلامك لتحققي أحلامنا ، أعطيناك الرمح ، لتعطينا ما سلب منا "


***



كانت إمبراطورية الريشة الفضية مُشَيدة فوق الجبال و كان لها سحر خاص بهدوئها و نقاوة هوائها وجمال مناظرها .


تم تمزيق هدوء الصباح بصدى صرخة غاضبه كان مصدرها قصر على قمة جبل شاهق الإرتفاع .


كان القصر مشيد من الحجارة الملساء وكان على جانبي القصر تماثيل صقور كثيرة وتشعر من ينظر إليها بالرهبه و الخوف .


في داخل أحد غرف القصر كان هناك صقر يمتلك بنية البشر ولكن الريش البني قد غطاه من قدميه إلى أعلى رأسه ومخلبين في قدميه ، هذا جعله يبدو كائن سماوي مبجل ، كان هائجًا من الغضب ويصرخ قائلًا


"جيني لار ذلك الأحمق، كيف سَولت له نفسه أن يكسر تعاليم الاله مارس وحاول الزواج من عبدة ، كيف سأقابل الأسلاف بعد موتي و أنا أمتلك مثل هذا الابن الفاسق؟".


وفي أعمق مكان في إمبراطورية الريشة الفضية.


كان الجو باردًا و الهواء رطبًا ولا وجود للضوء إلا من بعض المشاعل التي تنير جزء صغير من المنطقة التي حولها.


في هذه الظلمه يمكنك رؤية أعين حاده تشع في الظلام من جسد مقيد بالسلاسل في يدية و رجلية وجناحيه مكبلان سويتًا ، لو دققت النظر لوجدت أنه يشبه ذلك الصقر المهيب الذي كان يصرخ .


بعد لحظات أتت أصوات خطوات تقترب و اتت مجموعه من الحراس و معهم راهب، نظر إلى الزنزانه بنظرة إستحقار و إشمئزاز وقال "جيني لار كنت قد عصيت تعاليمنا لذلك ستسجن إلى الأبد أنت و تلك العبدة الوضيعة"


أجابه جيني لار بصوت واضح و حازم

"أريد أن تغسل دمائي خطايا لين لين"


بعد أن قال ذلك أتى صوت رقيق و ناعم وبه نبرة مرتجفة من الخوف والقلق


" أرجوك لا تقتل نفسك لأجلي"


نظر جيني لار إلى الراهب وقال " لا تستمع لها فقط سَرِّع عملية الإعدام حتى لا تطيل لين لين المكوث في هذا المكان القذر"


أبتسم الراهب وقال "إنها القذارة في هذا المكان كيف لعبده أن لا تكون قذرة؟

فوهاهاها، سأعجل بالعملية ولكن ليس لأجلك أو لأجل العبدة و إنما لأن والدك كان يريد منا إعدامك لغسل عاره"


بعد ساعات أتت مجموعة من الجنود و أخذوا جيني لار لإعدامه نظر إلى لين لين وهي بالزنزانه وقال بإبتسامه ملئت بمشاعر الندم والحزن " أنا أسف لانني لا أستطيع أن أعيش معك ولكن أنا سعيد بأني سأساعدك على الخروج من هنا"


ثم مضى في طريقه وهو يسمع لين لين تجهش بالبكاء وتصرخ " أرجوك لا، أرجوك لا تقتل نفسك لأجلي، أرجوك"


عند منصة الإعدام إجتمع الكثيرون لرؤية إعدام جيني لار حتى أن العديد من رجال الدين أتوا لان مخالفة تعاليم الاله تعتبر من أكبر الجرائم وأعظمها ، وحضر النبلاء لأن هذا الأمر يخصهم بالذات فمن ارتكب الجريمة الشنعاء هو نبيل ابن نبيل .




تقدم الحراس ممسكين بوريث عائلة لار `جيني` الذي كان يمشي بظهر مستقيم و رأس مرفوع و عينين تتوهجان بالإصرار و الشجاعه لم يكن خائفًا من الموت ، بل كان كمن يرحب به باذرع مفتوحة .


بعد وصوله لمنصة الإعدام جثى على ركبتيه ومازال رأسه مرفوعًا عندما أراد الجلاد قطع رأس جيني لار .


إهتزت الأرض ثم أشع الهرم الموجود بإحدى قمم الجبال و أطلق وهجًا قويًا.


أثناء إنصدام الناس و ذهولهم بما يحدث للهرم


سمع جيني لار صوت قادم من أحد الجماهير الذي يرتدي عباءة أسوداء غطت ملامحه بالكامل


"جيني لار أتريد الموت هكذا بدون أن تغير النظام الهرمي والتفرقة بين شعبك ، الا تريد المساواة والعدل "


لم ينظر جيني لار إليه حتى


تكلم الرجل من جديد ولكن بصوت لعوب "بالطبع سأضمن لك رحيل لين لين و سأرفع مكانتها بحيث تكون من النبلاء"


صدم جيني لار و نظر إلى الرجل نظرة تشكيك وقال "كيف أثق بك؟"


رمى الرجل الملثم قفازين وصرخ على رجال الدين "أطلقوا سراح العبدة"


أجاب رجال الدين بكل احترام " بالتأكيد يا مبعوث الاله"


بهذه اللحظه سمع صوت لين لين وهي تناديه


نظر إليها و ارتاح قلبه ، امسك القفاز ثم عاود النظر

للرجل وقال" ماذا تريد؟ "


أجابه الرجل" لنذهب لتحقيق رغبة الاله"............




..........

2018/08/15 · 645 مشاهدة · 1452 كلمة
naser00021
نادي الروايات - 2024