في احد غرف الميتم الصغيرة كان هناك شاب نائم على سرير مهترئ. كان هذا سين الذي فقد وعيه من كثرة فقدان الدم .


فجأة فتح سين عيناه بفزع كان السرير على وشك التحطم من فعله المفاجئ هذا .


"الآنـ..... الآنسة..... الآنسة نادية!"


"اييه!!"


استيقظ كل من الآنسة نادية واوتو الذين كانا قد ناما على كراسي بجانبه ، فقد سهرا الليل بجانبه وكان يتناوبان على الاعتناء به .


الآنسة نادية بوجه يملئه القلق سألت "سين ، هل انت بخير؟!"


سين سأل بحيرة وارتباك "الآنسة نادية ، مالذي حدث؟!!"


"سين ، الم تكن واعيا حقا؟!" سألت الآنسة نادية بتعجب وقد تشكلت الدموع في أطراف عينيها .


"انا حقا لا أذكر اي شيء" رد عليها سين بوجه مظلم .


بدأت الآنسة نادية تشرح له من لحظة سماعها للصوت العالي والذي كان سببه سين عندما حطم الباب إلى أن قام مساعد الجنرال منصور بإيصالهما إلى الميتم ، شرحت كل شيء ولم تترك أي تفصيل يمر من غير شرحه .


وبعدها سين بدأ يتمتم "المال! ، المنصب! يجب أن اذهب. لكن قبل هذا يجب أن أكون في افضل حالاتي"


~ بعد ثلاثة أيام ~


في ساحة الميتم وقف كل من سين والآنسة نادية واوتو وبعض الاطفال الذين ارتسمت على وجوههم علامات الحزن والفراق فما أصعبها من مشاعر ولحظات .


الآنسة نادية سألت سين بخوف من ذهابه فالحرب تسلب كل حبيب وكل قريب فخوفها له مبرر "سين هل حقا ستذهب؟!".


سين رد عليها بجدية "يجب أن اذهب ، بعد كل شيء هذا تجنيد اجباري ، إذا لم اذهب طواعية فهم سيأخذونني معهم غصبا "


أخوه الصغير اوتو أمسك رداءه وقال "اخي ، ارجوك اعتني بنفسك" ثم بدأت الدموع تنزل من عيونه كما تنزل الأمطار.


*توك* توك* توك*


التفت الجميع نحو الصوت الآتي من عند البوابة


إذ بهم يرون رجلا طويل القامة ذو بنية قوية


"انا رسول مساعد الجنرال منصور ، من منكم سين ؟ "


تقدم سين الى الامام بعد أن عقد العزم " انا سين!"



"اذا دعنا لا نضيع الوقت" التفت الرجل وهم بالرحيل .


"حاضر!" اومأ سين بقوة واتبع الرجل. التفت إلى الخلف ولوح بيده


~ بعد حين ~


في احد المعسكرات كان يمشي رجل ذو جسد ضخم وشاب ذو كتفين عريضين وشعر بني يتطاير كانت ملابسه مهترئة جزئياً وجهه تغير من تعابير الحزن إلى الفرح ثم إلى الغضب ثم رجع للحزن .


دخل الرجل والشاب احد المباني ذو الطابقين وأشار الرجل الى احد الغرف بينما يقول "اذهب الى تلك الغرفة ، ستجد هناك ملابسك الخاصة ارتديها وانتظر"


" حاضر!" اومأ سين واتجه الى الغرفة بخطى واسعة، وقد أعد جسده ولكن قلبه لا يزال غير مستعد .


داخل الغرفة شاب ذو نظارة كان يمسك منديلا يمسح حواف السرير وفي السرير الثاني كان شاب كالجبل اسمر البشرة يستلقي على السرير ويكلم امرأة كانت في السرير الثالث حسناء سمراء ذات شعر اسود مربوط إلى الخلف وعيون عسلية صغيرة وشفاه وردية ووجه دائري يشبه القمر في لحظة اكتماله وقوام متناسق وبطول بدى أنه لا يتجاوز المتر والثمانين سنتمتر ولكنها ترتدي لباسا للرجال لم يزدها الأمر إلا جاذبية ولم ينقص من جمالها شيئا .


قال الرجل الاسمر" ايتها الجميلة لماذا انت وحدك بيننا " .


قالت الفتاة بلامبالاة وبرود" هذا ليس من شأنك ".


رد الأسمر بوجه مشرق " لماذا هذا الرد البارد ايتها الجميلة".


قطع تحرش الاسمر صوت اغلاق الباب ليلتفت الجميع عند الباب رأوا شابا طويل وسيم يقول " مرحبا انا سين ، شريككم في الغرفة "


" مالذي تفعله هنا ايها الضعيف" قال الاسمر ففعلا لقد بدى سين ضعيف وصغير أمامه .


"هذا ليس من شأنك " رد سين ببرودة .


" الم تمل من الإهانة ايها المنحرف" قالت الفتاة باستهزاء وسخرية كبيرة في لهجتها .


نهض الاسمر ليضرب سين ولكن قاطعه مرة أخرى صوت فتح الباب .


أحد الجنود أتى وقال باستخفاف " هيا ايها الاطفال الجدد ، الجنرال سيف سيرحب بكم ، انا افضل ان تسرعوا لأنه لا يحب الكسالى هيهي "


غيّر سين ملابسه الى دروع جلدية بنية وخرج ليرى صفوف المجندين ذهب إلى أحد الصفوف التي كان يقف بها الذين معه بالغرفة.


نظر الجنرال إلى حشد المجندين وقال بصوت عالي جدا أصم الآذان وأدماها " مرحبا بكم في معسكر التدرب الجحيمي هنا سيموت عدد كبير منكم وسيتغير الكثير وقد يتم حتى أكل القليل منكم لهذا اذا كان احدكم متردد فليخرج على الفور من معسكري " خرج القليل فمن الطبيعي أن تهتز ارادة البعض منهم.


اكمل الجنرال كلامه شارحا لهم القواعد "


لمرة واحده فقط سأقول قواعد هذا المعسكر .


1_ غير مسموح تحت اي ظرف قتل مجند اخر سوى في تحدي موت باتفاق بين الطرفين ويجب ان يكون هنالك مجند رتبته اعلى من المجندين الذين سيتقاتلان.


2_ اذا اردت الترقية هنالك طريقتين الاولى حسب إنجازك في المعسكر والجيش عموما الطريقة الاخرى ابتسم الجنرال هنا واكمل هي بتحدي جندي رتبته اعلى منك تحت اشراف معلم وقتله حينها تأخذ رتبته وكل ما كان يملكه من املاك داخل المعسكر وخارجه ، سيتم الإشراف على الجنرال من قبل المعلمين ( المدربين) وجميع المجندين.


ازدادت ابتسامة الجنرال وقال " وانا بالطبع ارحب بمن يريد المحاولة معي."


3_ العيش هنا مكلف للغاية لكنه لا يكلف المال لا بل الارواح ، التجارة هنا ليست بالعملات الذهبية او المعدنية او الفضية بل هي بالعملات خضراء ، سأل جندي سمين فجاءة " كيف نحصل على تلك العملات؟ " ابتسم الجنرال وقال " يتم استبدالها بقلوب وحوش الصحراء كلما ازدادت النقاوة كلما زاد سعره او يمكنك فقط اخذ راتب شهري من الجيش اذا وصلت رتبتك الى الدرع الفضي.


ابتسم الجنرال ابتسامة خبيثة وقال ويجب ان اذكركم بأمر مهم هذه العملات تشتري الطعام والشراب و الملبس وحتى المساكن التي انتم بها يجب دفع ايجار شهري من العملات واهم مقولة هنا هي العملات الخضراء يمكن ان تشتري اي شيء.


4 _ ممنوع منع باتا العلاقات الحميمة بين المتدربين والمتدربات ثم نظر الى احد المدربات وقال وحتى المدربات .


5 _ سيتم الان اختبار موهبتكم وسيتم اختيار موقعكم علي حسب ذلك الاختبار .


6 _ واخر واهم قانون كل نهاية شهر سيكون هنالك مسابقة قتال أصحاب اخر 20 رتبة سيتم ذبحهم كقرابين للإله.


سيحضر لكم منصور حجر الهاوية لقياس موهبتكم ولكن قبل هذا، رفع سيف يده ثم اتى فجاءة عدد من الجنود من وراء الجنرال ومعهم اشخاص مكبلين بسلاسل تعرفوا عليهم علي الفور َانهم المجموعة التي تراجعت في وقت سابق.


صاح الجنرال "من يتراجع عن التدريب سيتراجع في وسط المعركة نحن وحوش الصحراء لا نتراجع عقوبة التراجع الموت والذهاب الى الجحيم مع ست (اله الشر) وقام الجنود بقطع رقاب المجندين المكبلين بسلاسل عرف حينها سين بل كل من كان موجود في الساحة انهم مقبلون على جحيم لا مثيل له.



...........


عمل على الفصل : محمود ، ناصر ، حسين .


نشر : kingstar1111

2018/08/21 · 550 مشاهدة · 1059 كلمة
bluxiv
نادي الروايات - 2024