الفصل 78: الفتاة البرية
------
"أيها الجميع، دخل فريق من المقاتلين جبال الرياح السبع قبل عدة أيام في مهمة صيد، وفي عرين نمر شرس، اكتشفوا هذه الفتاة الصغيرة. والأغرب من ذلك، أن هذه الفتاة الصغيرة لم تُلتهم من قبل النمر الشرس، بل كانت تعيش معه لعدة سنوات. يبدو أنها تُركت كرضيعة في البرية، وأعادها النمر إلى عرينه"، قدم المضيف خلفية الفتاة الصغيرة مشيرًا إليها.
"قد تبدو صغيرة، لكنها قوية للغاية. كما أنها عنيفة جدًا، ولا تعرف التحدث، ولا تعرف المشي على قدمين. سلوكها يشبه سلوك الوحش البري تمامًا. والآن، دعونا نشاهد جميعًا أدائها في معركة ضد هذا الذئب البري!"
حول جميع المتفرجين انتباههم إلى الفتاة الصغيرة. كان شعرها فوضويًا بالكامل، وجسدها كله متسخ، مغطى بالغبار والأوساخ. بشكل عام، كان مظهرها بائسًا جدًا وجسمها نحيف للغاية. بالمقارنة مع ذلك الذئب البري… كان الأمر أشبه بمقارنة رضيع مع بالغ.
كيف يمكنها القتال ضد خصم كهذا؟ النتيجة الوحيدة ستكون موتها بلا رحمة.
"هينغ!" وقف تشي يونغ يي أيضًا، وعاب وجهه الغضب. هذا كثير جدًا… أن تُستعمل طفلة صغيرة لمتعة الجمهور! إنهم بلا أي ضمير على الإطلاق!
"شيو!" قفز لينغ هان إلى حلبة المصارعة، وقال: "أفرجوا عن هذه الطفلة!"
"هي، هي، هي. ألا تعرف القواعد؟ هذه ملكية ملك دا يوان، كيف تجرؤ على المجيء هنا وإحداث المتاعب؟" بدا المضيف مذهولًا في البداية، ثم غضب بشدة. وبعد قليل، أصيب بالذهول مرة أخرى، وأشار إلى لينغ هان وقال: "إي، أنت بطل بطولة دا يوان لهذا العام!"
بعد أن تعرف عليه، لم يجرؤ على التصرف بتهور وشرح: "يا صغير لينغ، هذه هي قواعد حلبة المصارعة. من يدخل الحلبة يمكنه فقط القتال. لا فرق بين ذكر أو أنثى، كبير أو صغير!"
"إذن، دعني أسألك، هل دخلت هذه الفتاة المعارك في الحلبة برغبتها؟ أم ما الجريمة التي ارتكبتها والتي أجبرتها على القتال؟" سأل لينغ هان.
"هذا…" فقد المضيف الكلمات على الفور.
في هذا العالم الذي يُحترم فيه القوي فقط، فإن "الفتاة البرية" بالطبع لن تجذب انتباه أحد. فما الفرق إذا أُرسلت للقتال في حلبة المصارعة؟ من يهتم؟ من سيعترض؟
مع هذا السؤال من لينغ هان، لم يعرف المضيف كيف يجب أن يجيب.
"أفرجوا عنها!" قفز تشي يونغ يي أيضًا إلى الحلبة، وأمر المضيف ببرود.
"نعم، الأمير الرابع!" وافق المضيف بسرعة. كان هذا الرجل قد يكون خليفة محتملًا لملك دا يوان، ومن الطبيعي ألا يجرؤ أحد على تجاهل كلمات تشي يونغ يي.
بالطبع، لم يجرؤ على إطلاق سراح أي سجين حتى لو كان بأمر من الأمير الرابع. ومع ذلك، حتى لو أُفرج عنها، فلن يكون لديها أوراق تعريف، ويمكن أخذها أي شخص كعبدة. حتى لو أُفرج عنها، لم يكن الأمر كبيرًا.
أمر بفتح القفص، وفورًا قفزت الفتاة الصغيرة مثل الفهد. كانت قوية للغاية، وصدمة قفزها أسقطت أحد العمال من مرتبة صقل الجسد. لقد اعتبرت نفسها تمامًا وحشًا بريًا. فتحت فمها الصغير، كاشفة عن زوجين من الأسنان البيضاء المخيفة، وهدفت بعضًا منها نحو حلق ذلك الرجل.
كان هذا أسلوب هجوم نمر شرس تمامًا، يعض في الحلق لقطع إمداد الهواء عن فريسته!
تصرف لينغ هان بسرعة. أمسك برقبة الفتاة الصغيرة، لكن الفتاة الصغيرة على الفور ضربت مخالبها على لينغ هان بلا أي تردد. "تشِي لا"، تمزق كمّه، تاركة علامة بيضاء على ساعد لينغ هان.
ومع ذلك، كان قد تعلم قدرة جسد الشجرة الميتة بالفعل، لذا بينما كانت مخالب الفتاة البرية حادة، لم تترك سوى بعض العلامات البيضاء على ذراعه.
"هوو!" كشفت الفتاة البرية عن أسنانها البيضاء أمام لينغ هان، وكأنها وحش بري محاصر، تبدو منزعجة جدًا.
نظر لينغ هان بدهشة طفيفة، لأنه في مرتبة تجمع العناصر ويمتلك قوة جسدية هائلة، ومع ذلك، لو لم يمسك بها بقوة كافية، ربما كانت هذه الفتاة الصغيرة ستتمكن من الإفلات من قبضته.
لكن هذه الفتاة الصغيرة لم تتجاوز الخامسة أو السادسة من عمرها، فلا ينبغي أن تكون قد أيقظت قاعدة روحها بعد. فكيف كانت تمتلك هذه القوة الهائلة؟
بدافع الفضول، استخدم لينغ هان وعيه لفحصها، واكتشف أن هناك بالفعل قوة أصل في دمها ولحمها. بشكل غير متوقع، كانت فعلاً مقاتلة، وكانت في حوالي الطبقة الثالثة من مرتبة صقل الجسد.
كيف كان هذا ممكنًا؟
بعد أن يستيقظ المقاتل على قاعدة روحه، يمكنه باستخدام تقنية تنمية أن يبدأ في التمرين، يمتص تشي الروحي ويحوّله إلى قوة أصل لصقل دمه ولحمه وعظامه – وهذا ما يُعرف بمرتبة صقل الجسد.
كل مقاتل يتدرب بتقنية معينة، لذا ستظهر آثار مسارات دوران قوة الأصل على جسده وفقًا للتقنية التي يمارسها. ولهذا السبب يستطيع المقاتل الأعلى مستوى تحديد مستوى خصمه بناءً على مسارات دوران قوته الأصلية. وكان السبب أيضًا في أن أحدًا لم يكتشف أن هذه الفتاة البرية تملك قدرة الطبقة الثالثة من مرتبة صقل الجسد – لأنه لم يكن هناك أي أثر لممارستها للتدريب من قبل.
لكن لينغ هان كان مختلفًا. ما زال يمتلك جزءًا من وعي مرتبة السماء، وبالتالي تمكن من رؤية جوهر الفتاة.
هل من الممكن أن تمتلك هذه الفتاة الصغيرة تركيبًا جسديًا خاصًا؟
لكنه سمع فقط عن التركيبات الخاصة التي تُحسن قوة القتال لصاحبها، ولم يسمع أبدًا عن تركيب خاص يساعد على زيادة قدرة المالك على التمرين. لكن إذا لم تكن هذه الفتاة من نسل تلك الأعراق القوية، فلماذا تبناها النمر الشرس؟ علاوة على ذلك، تمكنت من تكوين قوة أصلية دون ممارسة أي تقنية تدريبية. هذا غير منطقي بأي حال، والتفسير الوحيد هو أنها تمتلك نوعًا من التركيب الجسدي الخاص.
صحيح، هناك العديد من أنواع التركيبات الخاصة في هذا العالم، فكيف يمكنه إدراكها جميعًا؟
ظل تعبير لينغ هان هادئًا. التفت وقال لتشي يونغ يي: "سآخذ هذه الفتاة الصغيرة أولًا وأعطيها حمامًا جيدًا."
"إي، ألا تنوي مشاهدة المعركة القادمة؟" سأل تشي يونغ يي بدهشة. معركة مقاتل من مرتبة ينابيع الانبثاق لا تأتي كل يوم، ولأولئك في قمة مرتبة تجمع العناصر، مشاهدة مثل هذه المعارك قد تساعدهم في محاولة اختراقهم إلى مرتبة ينابيع الانبثاق.
"لا"، هز لينغ هان رأسه. بالنسبة له، فهم المستويات المختلفة ليس أمرًا يحتاج إليه على الإطلاق.
أعاد الفتاة البرية الصغيرة إلى جناح مستحضرات السماء. كانت عنيفة للغاية. استمرت بمحاولة العثور على فرصة لعضه أو خدشه، لذلك لم يجرؤ لينغ هان على التهاون. فأسنان الفتاة الصغيرة كانت قوية حقًا – ولو عضّت، حتى هو كان سيشعر ببعض الألم.
علينا أن نتذكر أنه قد تعلم قدرة جسد الشجرة الميتة. أي هجوم عادي لن يجرحه فحسب، بل لن يشعر بأي ألم منه.
ربما كان قد حصل على كنز ثمين.
أعاد لينغ هان الفتاة الصغيرة إلى جناح مستحضرات السماء. لم تذهب ليو يو تونغ معه، فقد كانت في مرحلة النهاية من التراكم، تستعد لاختراق مرتبة ينابيع الانبثاق. وعندما خرجت ورأت الطفلة المتسخة معلقة بيده، لم تستطع إلا أن تشعر بالدهشة.
"من الجيد أنك هنا. أعطِ هذه الفتاة حمامًا بينما أذهب لأشتري لها بعض الملابس"، رمى لينغ هان الفتاة الصغيرة ليو يو تونغ. "لكن عليك أن تكوني حذرة، فهذه الفتاة قوية جدًا، ولديها أسنان حادة. إذا عضتك، ستنزفين بالتأكيد."
امتلأ وجه ليو يو تونغ بالدهشة. كانت في الطبقة التاسعة من مرتبة تجمع العناصر وتجاوزت مرحلة صقل الجسد منذ زمن طويل، لذا كل عضلات جسدها تم صقلها وأصبحت قوية للغاية. لا ينبغي أن تؤذيها سوى الأسلحة الحادة، لكن الآن، بعض أسنان فتاة صغيرة يمكن أن تسبب لها نزيفًا أيضًا؟
لكن لينغ هان بالتأكيد ليس من نوع من يتحدث بلا سبب، لذا أخذت الفتاة الصغيرة بعناية فائقة.
خرج لينغ هان واشترى بعض ملابس الأطفال؛ وعندما عاد، كانت الفتاة الصغيرة قد تغيّرت تمامًا. أصبحت الآن مثل زهرة اللوتس تخرج من الماء الصافي، جمالها كان في طور التفتح. لكن الفتاة كانت ملفوفة بالكامل في الأغطية، ومربوطة بحبل. هذا لم يكن شيئًا يمكن كسره حتى بواسطة قوة الطبقة الثالثة من مرتبة صقل الجسد، لذا بدا مظهرها مضحكًا جدًا.
وعلى الرغم من أن مظهرها قد تغير تمامًا وحصلت على تحول رائع، لم يقلل ذلك من وحشيتها على الإطلاق. كانت لا تزال تفتح فمها الصغير، وتزأر بصوت منخفض نحو ليو يو تونغ.