الآن إدوارد يتجول في قصره ......يرى الزخرفة والنقوش الجميلة على الحوائط في ممرات القصر الخارجية ويرى أيضا العمال الذي يقومون ببناء مسرح خشبي في ساحة القصر الرئيسية التي تكفي عشرات الآلاف من الأشخاص .

كان هناك جو إحتفالي في القصر ..... مما جعل أي شخص يتمشى فيه يشعر بالبهجة والسرور .

بينما يتجول إدوارد بهدوء يمكنه رؤية الخدم السعداء والكثير منهم ممن تعمُّ وجهه الفرحة الظاهرة .

بالطبع كان كل هذا بسبب الإنتصار الساحق الذي حققوه في الحرب الأخيرة ضد عائلة بورينسون بدون قتيل واحد .

كل هذا إستعدادات للإحتفال والتكريم الذي سيقام بعد يومين من الآن ...... فبعد يومين سيتم تكريم كل جندي بميدالية شرف وبعض الأموال واحدا تلو الآخر .

بالنسبة لكل من في ولمدينة كان هذا الأمر يرسل البهجة في قلوبهم ولكن بالنسبة لإدوارد كان هذا مجرد شيء مزعج سيمنعه من الذهاب والنوم على وسادته المريحة.

الآن إدوارد متجه لغرفة والدته التي كانت قد طلبته سابقا ......بعد عدة دقائق وصل إدوارد للغرفة وبعد أخذ الإذن من والدته دخل الغرفة ليجد والدته جالسا على السرير...... يبدو أنها كانت تنتظره منذ وقت ليس ببعيد .

فور دخول إدوارد للغرفة قال "نعم أمي "

الأم "تعال إدوارد أريد محتادثتك في أمر خاص بعض الشيء "

إدوارد "أمر خاص ؟؟" جلس إدوارد بجانب والدته وأومأ لها لتبدأ بالحديث .

لوسيا"إدوارد مارأيك في يونيفر إبنة عمك جالان؟؟؟"

فور سماع إدوارد لهذا السؤال شعر بأن أمه ستتحدث معه عن شيء مزعج وهو بالفعل قد إستنتج ما هو الموضوع لذا قال بشكل غريزي "ها إنها قبيحة ومزعجة ولا أطيقها على الإطلاق "

أمه التي سمعت هذا قالت بطريقة إستفزازية " جيد جيد ولكن كيف لاتطيقها وأنت لم ترها من قبل؟؟ "

تنهد إدوارد تنهيدة طويلة وقال "أعرف بالفعل ماذا ستقولين لذا إجابتي هي بالرفض "

لوسيا " لماذا ؟؟"

إدوارد "لأني مشغول للغاية وغير مستعد للزواج"

لوسيا بتعبير متعجب "ما أعلمه هو أنك في الغالب نائم على الأريكة في مكتبك "

إدوارد بغباء "هذا لأني مشغول بالنوم "

لوسيا"-"

لوسيا بحزن "إنظر إدوارد حلمي هو أن أرى أحفادي قبل أن أموت ...... وفي نفس الوقت لا أعلم إلى متى سأعيش "

فكر إدوارد عندما سمع حجة والدته "يا إمرأة لديك إبنة في الرابعة من العمر " وضع إدوارد هاته الأفكار جانبا وقال بإبتسامة مترددة "حسنا أمي أنا موافق ولكن حتى تعلمي فلست واثقا حقا أن أحقق لك حلمك في أن يصبح لديك أحفاد "

بعد بعض الصمت في الغرفة قالت لوسيا بإبتسامة سعيدة "حسنا ولكن حاول أن تعطي الأمر فرصة "

إدوارد "حسنا سأحاول والآن أستأذنكي لأن لدي بعض الأمور المهمة قبل حفل التكريم "

لوسيا "حسنا بني "

فور توديعه لوالدته خرج إدوارد من الغرفة وأصبح على وجهه نظرة جدية .... يعلم إدوارد جيدا أن والدته ليست ذلك النوع من الأشخاص الذي سيكون لديها حلم مبتذل مثل رؤية أحفادها قبل الموت فهي لا تزال صغيرة نوعا ما على أن يكون لديها أحلام ما قبل الموت وأيضا لديها إبنة مازالت في الرابعة من عمرها لذا فمن المستحيل أن يكون الأمر بهاته الطريقة .

لذا إستنتج إدوارد أن الأمر كله لتعزيز التحالف مع مدينة نيفينيا وحتى لا تتوقف الإمدادات المنتظمة التي تذهب لهم لأنه وبدون هاته الإمدادات والمنتجات الأرخص سعرا ستنهار مدينة نيفينيا تدريجيا لعدة أسباب أولها المجاعة ...... وسبب إرادة والدته لمساعدة عائلة نيفينيا ومدينتهم من الأقزام هو أن زوجة الفيكونت جالان هي أحد الأصدقاء القلائل لوالدته ، وأيضا أن الفيكونت جالان هو أخ محلف لوالده .

كلا من والدي إدوارد يقدر شيئا مثل الصداقة كثيرا وهذا ما يجعل إدوارد يتعجب أمرهما كثيرا فشيء مثل الصداقة لا يفيد في هذا العالم القاسي الذي لا يقدر شيئا سوى المصالح .

لم يرفض إدوارد لسببين هو أن والدته من النوع العنيد للغاية ولن تقبل رفضه بسهولة وسوف يسبب له العديد من الإزعاح والسبب الآخر هو أن هذا سيعطيه المزيد من علف المدافع في الحروب و النزاعات التي قد تأتي لاحقا .

سيحاول إدوارد تجنب النزاعات والحروب قدر الإمكان ولكنه لا يعلم متى قد تأتيه مشكلة حتى لو كانت تافهة قد تسبب حربا بين مدينته وأي مدن أخرى أو حتى ممالك وإمبراطوريات أخرى قد تأتي ورائه لسبب أو لآخر وهذا غير مستغرب فلا حدود لجشع وغباء البشر .

سينفذ هذا الطلب المزعج لوالدته هاته المرة ولكن ليس مستعدا لتنفيذ طلب مثل هذا مجددا ، هو فقط سينفذ هذا الطلب لأنه مدين بالفعل لوالدته بالكثير من الأشياء من ولادته للإعتناء به عندما كان مريضا ....... لاتفهموا خطأ هو فقط لا يحب أن يكون مدينا لأحد بأي شي سواء ماديا أو معنويا .

فهذه عقدة موجودة لديه منذ قتله لوالدته في حياته الأولى ....... ربما لأنه بعد قتلها ندم لأنه قتلها فورا ......فقد كانت تعتني به جيدا منذ الصغير وقد كانت تهتم به بعدة طرق ولكن مع الوقت إنعدم هذا الندم لعدة أسباب لا يريد التفكير بها أو ربما لسبب آخر هو لايعلمه .

هذا أحد الأشياء التي سببت إزعاجا هائلا لإدوارد نفسيا فحتى الآن كل شيء يفعله لهاته المدينة هو لرد الدين لوالديه فقط .

قطع تفكير إدوارد فقد وصل بالفعل لغرفته وفور وصوله إنهال على السرير ووضع رأسه على وسادته الإلهية ونام.

وأخيرا مر يومين وقد جاء وقت الحفل.

2021/05/26 · 860 مشاهدة · 812 كلمة
Ahmadrefat
نادي الروايات - 2024