يجلس إدوارد تحت ظل أحد الأشجار بالقرب من غرفته في قصر عائلته ، إنها أحد الأشجار القليلة الموجودة في أراضي ليونيس في المنطقة الشمالية .

إنها أكبر واحدة من أقدم الأشجار الموجودة في النطقة الشمالية ، وهو يعلم أنها شجرة من نوع جومون سوجي والتي تعرف بطول عمرها والذي قد يبلغ خمسة آلاف عام .

يقرأ إدوارد كتابا تحت شجرة جومون سوجي ، إنها رواية تم كتابتها من أحد الكتاب المشاهير في هذا العالم .

تحكي الرواية عن أحد الأبطال الذي يملك قوة كبيرة ، لذا يسافر عبر العالم ويسعى لمساعدة الضعفاء وهزيمة الوحوش التي تهاجم الممالك والقرى وأيضا تحكي عن كيفية إنقاذه للعالم في العديد من المرات .

بالطبع ستتسائلون لماذا يقرأ إدوارد الكسول مثل هذه الكتب التي تحكي عن الأبطال ، فهل يا ترى يخطط أن يصبح بطلا بطريقة ما . بالطبع لا هو يظن أن بطل هذه الرواية ليس سوى مجرد أحمق ولكنه وجد بعد العديد من قراءة كتب عن تيارات الوحوش أن كل القرى والمدن التي تم مهاجمتها من الوحوش في الرواية تم مهاجمتها من قبل بعض الوحوش وهناك شخص ما دافع عن تلك المدن والقرى ، ولكنه قتل على ما يبدو منذ بعض الوقت ولكن تم تكريمه وبنيت له العديد من التماثيل وأيضا العديد من المدن سميت بإسمه ومن تلك المدن مدينة شيرمان عاصمة مملكة أرجون .

هو يريد فقط أن يعلم ما إذا كان هناك شيء سيتسبب في ازعاجه في وقت ما .

لذا هو يقرأه فقط لهذا السبب .

وبعد القليل من الفراءة وجد ان ذلك الكتاب لم يعد به شيء مفيد سوى بعض المعلومات الخفية عن التاريخ لذا قام بإحراقه بسحر النار وأكمل نومه تحت الشجرة .

......

مررت الأشهور و السنوات وأصبح عمر إدوارد عشرين عاما .

مازال إدوارد كعادته لا يفعل شيئا سوى النوم والأكل وحتى الآن لم يذهب لأي إجتماع من إجتماعات النبلاء .

مثل كل يوم ينام إدوارد تحت ظل الشجرة بإسترخاء ، وفجأة بإتجاهه مسرعة تأتي خادمة تنادي "سيدي الشاب لقد أصيب والدك إصابة خطيرة عندما كان في آخر غارة على زنزانة الوحوش القريبة "

بعد أن سمعت كلام الخادمة أسرعت بسرعة فائقة لغرفة أمي وأبي .

تفاجأت الخادمة من سرعته فوقفت مكانها متجمدة من التعجب فهي تعرف أن سيدها الشاب لا يفعل أي شيء طوال سوى النوم .

لم أهتم أن أري بعض قوتي للخادمة ففي النهاية والدي حياته في خطر ويجب أن أسرع فقد أتمكن من شفائه .

إذا مات ذلك العجوز الوغد فسيتم تعريض حياتي المريحة للخطر، وأيضا سأحزن بالطبع .

بعد بضع ثواني دخلت الغرفة لأجد أمي تبكي وهي تمسك جثة أبي الهامدة ، وأختي الصغيرة تبكي على الجانب وتريد من أبي أن يستيقظ ويلعب معها .

بالطبع تتسائلون متى ولدت أختي ، لقد ولدت قبل أربع سنوات واسمها إلينا .

"أبي إستيقظ ألا تريد أن تلعب معي"

ذهبت مسرعا لأبي وحاولت شفائه ، ألقيت سحر الشفاء وبدأ الضوء الأخضر بالظهور وبدأت الخلايا تتجدد بسرعة مرئية للعين المجردة ولكن لا يمكن إستعادة الروح .

نظرت لوسيا لإبنها وهو يحاول إنقاذ حياة زوجها ووالده ، ورأت كيف لم تنجح المحاولة وكيف أظلم وجه ابنها وبدأت الدموع تسقط من عينيه ببطء .

يقف إدوارد الآن أمام جثة والده وفجأة يلاحظ ورقة بارزة في أحد جيوب الملابس التي يرتديها والده .

يأخذ إدوارد الورقة ويفتحها ببطئ ، ويجد أنها وصية والده إليه مكتوب فيها .

ولدي العزيز إدوارد إذا كنت تقرأ هذه الرسالة الآن فإعلم أني قد مت وقد تكون جثتي أمامك الآن .

المهم ، لا تحزن على موتي يا ولدي فقد كنت أعرف أني سأموت في يوم من الأيام وكنت قد كتبت هاته الوصية لك أنت خصوصا .

الآن حان دورك لترث إرثي الذي ورثته عن أبي وورثه أبي عن جدي .

لن أطلب منك أن تصبح الحاكم العادل لأراضي ليونيس أو الحاكم المضحي وهذه الأشياء ، كل ما سأطلبه منك هو أن تعتني بوالدتك وأختك الصغيرة فلم يعد لديهم غيرك .

أعرف طوال الوقت أنك كنت تخفي قوتك وموهبتك كل ذلك الوقت لا أعرف لماذا وبالتأكيد لديك أسبابك لكن آمل حقا أن تنفذ لي طلبي الوحيد الذي أريده منك هو أن تنفذ طلبي الوحيد الذي أريده منك وقتها سأكون مرتاح البال في قبري .

......

بعد قراءة إدوارد للرسالة ، قرر أنه سيحمي حياة والدته وأخته حتى لو بحياته .

..........

مر شهر منذ جنازة والد إدوارد والآن إدوارد هو الحاكم الجديد لأراضي ليونيس .

الإيرل إدوارد إيلدر ليونيس .

........

يجلس إدوارد الآن على مكتبه ويقرأ بعض الأوراق الموجودة على المكتب أمامه ، كل ورقة نظر إليها فقط ووضعها جانبا ، كان بالفعل قد حفظ كل ورقة من مجرد نظرة واحدة.

جميع الأوراق هنا فيها جميع أحوال أراضي ليونيس في جميع المجالات وحقا إنها في حالة مزرية مع أننا نملك الموارد المعدنية ولكن فقط لنحصل على طعام يكفينا طوال العام يجب أن نبيع نصف مواردنا المكتسبة طوال العام.

دق دق

إدخل

قالت الخادمة "سيدي الفيكونت جالان نيفينيا قد وصل وهو الآن بإنتظارك في غرفة الضيوف"

"حسنا أخبريه أنني قادم له حالا "

جالان نيفينيا وهو فيكونت من المنطقة الشمالية أراضيه قريبة من أراضينا وهو أخ أبي المحلف.

تعرف عليه والدي في أحد الغارات على قرية عفاريت قاما بإنقاذ بعضهما البعض ومن وقتها هم أفضل من الإخوة بالدم .

توجه ادوارد إلى قاعة الضيوف ليجد شخصا قصيرا لا يتعدى طوله المتر والنصف لديه أنف كبير عضلاته ضخمة تكاد تفجر ملابسه ، يرتدي ملابس بسيطة ولكنها مهندمة وتبدو أنيقة .

هو قصير لأنه قزم ، أجل قزم من هؤلاء الأقزام الذين يصنعون الأسلحة والآلات .

رحب بي وحضنني حضن كحضن الدببة المحشوة ، وعندما جلسنا قال لي "أسف على وفاة والدك ولأني لم أحضر جنازته "

"لماذا تعتذر العم جالان أنا أعلم جيدا أنك مشغول بالعديد من الأشياء "

"لقد جئت اليوم لأرى ما إذا كنت تريد إلغاء التحالف بيننا أم لا هذا فقط لأنه لو قمت بإلغاءه علي أخطط لحلول أخرى قبل الشتاء "

" عم جالان لا تقلق سيبقى التحالف كما هو "

"لقد جعلتني أطمئن حقا فلقد كنت أخاف أن تلغي التحالف بشكل مفاجئ وقتها ستكون كارثة بالنسبة للأقزام في الشتاء "

التحالف بيننا يجعلنا نبيع لهم المعادن بسعر حتى أننا نكاد لا نربح شيئا ولكن مايجعلني أبقي هذا التحالف فقط بسبب أنه لو دخلنا حرب ما سيكونون عونا كبيرا لنا .

بعد توديع اللورد جالان نيفينيا ذهبت ونمت على سريري لأرتاح فأنا حقا لا أستطيع أن أتخلص من طبيعتي الكسولة مهما حدث.

2021/04/20 · 1,336 مشاهدة · 1012 كلمة
Ahmadrefat
نادي الروايات - 2024