120 - المجلد الثالث : إنطفاء شظية الأمل الأخيرة لنجاه جون. [ خطرٌ مرعب يكمنُ فى الظلام ]

لا إله إلا الله محمد رسول الله

المجلد الثالث : إنطفاء شظية الأمل الأخيرة لنجاه جون.

120

[ خطرٌ مرعب يكمنُ فى الظلام ]

فى مكانٍ مظلم فُتحت أعينٌ دموية تشع قدراً مُرعباً من القوة قادرة على هز كامل عالم الفوضى..

" كيف هى الإستعدادت ؟ " سئلت العيون الدموية بقوة..

" سوف تجهز قريباً " رد صوت من الظلام يحمل قدراً مخيفاً من القوة..

" جيد.. بمجرد أن تنتهى الإستعدادت سوف نتحرك وحينها سوف نضرب ضربتنا لإستعادة مجدنا وسوف تكون البداية....

عشيرة الشعلة الأبدية

" تحدث صاحب العينين الدموتين قبل أن يغلقهما ويختفى كما لو لم يكن موجوداً من الأساس..

*****

داخل حديقة جميلة بأشجار وأزهار وطيورٍ تزقزق جلس طفل أسفل شجرة مستظلٍ بظلها ، يبدو فى العاشرة يملك عيوناً نارية متألقة ووجهاً جميلاً مع حضورٍ نبيلٍ وسامى وهالة فريدة بلا مثيل يرتدى ملابس حمراء متألقة تبدو أشبه بالنار..

" يبدو أن الفوضى على وشك غمر العالم " تنهد الطفل ووقف وتحرك بخطواتٍ بطيئة نسبياً مع وضع يديه خلف ظهره قبل أن يرفع رأسه ويحدق فى السماء " هل سننجو هذه المرة ؟... هل هناك أمل يقودنا أو شمس نتبعها نحن الأقمار... أرجو أن يكون ذلك العجوز قد أعد بشكل ممتاز بعد المعركة الأخيرة وإلا سوف ينقلب عالم الفوضى كله رأساً على عقب وسوف نعود عبيداً مرة أخرى "..

أى شخصٍ سيسمع هذا الكلام سيصدم بعد كل شئ لم تكن هوية هذا الطفل عادية وكذلك قوته وخلفيته ومآثره ببساطة كلمة منه سوف تهز العالم كله..

*****

فى خمس مواقع أخرى فـُتحت خمس أزواج من العيون تحدق للحظات قبل أن تختفى وبخلافهم كان هناك زوج أخر من العيون يبتسم صاحبه إبتسامة كبيرة..

" إنهم على وشك التحرك.. جيد هذا سوف يكون أكثر مرحاً وخاصة عندما أمتصهم جميعاً بعد أن أمتص تحفتى الفنية التى صنعتها بيدى والتى بدأت تنمو بالفعل "..

لم يكن الصوت ولا الشكل غريباً لأنه كان معلم جون..

" قريباً جداً أنا القمر المظلم سوف أثبت لذلك اللعين الذى مات وباقى الكلاب التى لازالت حيه من هو الأفضل.. سوف أريهم معجزة حقيقة ، معجزة لم يفعلها حتى ذلك اللعين | الأمبراطور البشرى | وبعدها سوف أهيمن على العالم لا.. بل سأدمره وأمتصه قبل أن أكتشف الكون وأرى أسراره.. ههههههههههههههه " إنفجر معلم جون أو القمر المظلم بالضحك الشديد معرباً عن سعادته فيما يحدث..

*****

بالعودة إلى جون..

إختفى جون من غرفة ليليِ ليظهر فى نفق ثلجى عرضه 3 أمتار تقريباً وطوله لا يُرى نهاية له يغطيه الثلج من كل موضع..

جون الذى فقد كل قوته شعر ببردٍ شديد ، بردٍ مرعب تخلل عظامه ورغم وجود زهرة الجحيم الأسود داخله إلا أنها كانت كسلاحٍ قوى يمكن أن يستخدمه جون لقتل نصف خطوة للمستوى السادس وحتى مجابهة المستوى السادس ولكن للأسف جون نفسه كان ضعيفاً وما زاد الطين بله هو أن جون حاول لف نفسه فى مجال زهرة الجحيم الأسود ليجدها عملياً بلا قيمة..

فهم جون أن هذا كان نوعاً من الإختبارات وكانت القوى الخارجية ممنوعة تماماً وكان صاحب الإختبار أقوى بحيث أن زهرة الجحيم الأسود تراجعت عندما غلفها الثلج مثل جسد جون ولم تعد تُصدر أى هالة..

خطوة للأمام... إثنتان... ثلاثة.. أربعة..

كان جون حالياً مثل رجلٍ ثلجى ولكنه لم يتوقف عن الحركة ... لم يكن يملك أى ذرة قوة فى جسده ولكن إرادته التى لا تهتز.. إرادته التى تصرخ بالإنتقام فى كل لحظة.. إرادته التى تأبى أن تموت قبل تحقيق مرادها هى ما تدفع جون للأمام..

إنخفضت الحرارة فى كل لحظة مع زيادة كثافة الجليد على جون وصعوبة حركته..

جين الذى كان نائماً بين يدى جون أصبح الأن حرفياً تمثالاً جليدياً بلا أى حرارة أو طاقة حياه تخرج منه مما يعنى أنه مات فى نظر الكل ولكن جون لم يهتم لأنه يستطيع أن يرى ما لا يُمكن للأخرين رؤيته..

فى نظر جون كان هذا الممر إختباراً للإرادة وإختباراً له وحده وما يحدث لـ جين كان جزءاً من الإختبار أى أنه حى وهذا وهم لذلك لم ينزعج جون وإلا لو كان هذا حقيقة فحتى لو كان سيموت لم يكن ليسمح لأمه أو كامل طائفة طائر الجليد الأزرق الحر بالذهاب بل سيقتلهم جميعاً..

كلما خطى جون خطوة للامام كلما زادت صعوبة الخطوة التى تليها كما زادت كمية الثلج على جسده أكثر فأكثر ورغم أن جون سار أكثر من 100 خطوة إلا أن الطريق يبدو أنه بلا نهاية حيث لم يرى جون أى أثر للضوء..

101

102

103

105

110

120

150

200

...

كان المشهد فى النفق الأن مثيراً حيث كان هناك كتلة جليدية على هيئة جبل بطول بضعة أمتار تتحرك بصعوبة بينما يصتدم الثلج بالسقف ويسقط أرضاً ولكن سرعان ما يظهر غيره فوق الجبل الصغير وكذلك على طول الطريق مما يجعل صعوبة الحركة أصعب وأصعب..

كان كل هذا وهماً ولكن الألم الذى جلبه كان حقيقياً حيث لم يضرب الألم جسد جون فقط من الخارج ولكن كامل أعضائة الداخلية وكذلك روحه وعقله مما جعله يشعر وكأنه على وشك الموت وكذلك كانت أفكاره تتباطئ.. ولكن رغم كل هذا لم يتوقف جون..

كان السير صعباً بسبب الألم وكذلك بسبب الثلج فوقة ولكن جون لم يتوقف وإستمر حتى بدأ لون أحمر يظهر من مؤخرة الجبل الصغير..

كلما تحرك جون خطوة للأمام ظهر خط صغير من اللون الأحمر والذى كان يزيد فى كل خطوة حتى أصبح عبارة عن كمية تكفئ لملئ دلوٍ كامل..

كان هذا دم جون حيث لم يعد جسده قادراً على التحمل أكثر من ذلك وبدأ الجليد بإختراق جسده كما لو كانت شفرات سواءً من يديه أو قدمية أو كامل جسده ولو نظر شخص للداخل سوف يرى أن الثلج الذى يتلامس مع جسد جون كان أحمراً..

تدمر جسده وتأثرت روحه وتباطأت أفكاره وحتى بدأ الدم بالخروج مما زاد من ألمه ولكنه لم يتوقف رغم ذلك..

خطوة بعد الأخرى حتى توقفت خطوات جون أخيراً بعد أن تباطأت إلى سرعة الحلزون..

بالنظر إلى الداخل كان جسد جون مجمداً بجدار ثلجى أحمر وهو دم جون الذى إمتزج مع الثلج.. ولكن رغم توقف جسد جون على الحركة إلا أن عينيه لم تتوقف رغم ذلك ولازالت تريد المتابعة ففى نظر جون كان هذا الألم كنسيم مقارنة بما عاناه من فقد باتريك { والده } وسام وروز ولونا وغيرهم ولكن للأسف غلبه ضعف جسده وقوة الثلج مما جمده فى النهاية بعد كل شئ حتى الإرادة تخضع أمام القوة ولو لم تكن راضيه..

" مثيرٌ للإهتمام " دوى صوتٌ قبل أن يتغير المشهد ليظهر جون فى عالمٍ ثلجى..

كل شئ مصنوع من الثلج.. الأشجار الأعشاب والتى تبدو وكأنها جواهر بسبب عكس أشعة الشمس عليها..

" مرحباً بك أيها الوريث "..

إختفى الثلج من جسد جون وعاد وعيه.. سمع جون الصوت خلفه ولم يرد لقد نظر بين يديه ورأى جين النائم مع إحمرار خديه.. وفور أن إطمئن عليه لوح رأسه ليرى طائر أزرق وأبيض لم يكن غريباً عنه وهو نفس شكل الطيور التى إستدعتها ليانا فقط كان أصغر كثيراً بطول قدمٍ تقريباً..

2021/09/05 · 479 مشاهدة · 1072 كلمة
نادي الروايات - 2024