لا إله إلا الله محمد رسول الله

127

[ دردشـــة ]

مضىت بضعة أشهر بسرعة البرق ووصل جون إلى عمر 22 عاماً

داخل الكهف كان جون يجلس وجين على فخذه..

" أبى.. " أشار جين إلى البركة أمامه وسئل " لقد أخبرتنى أن أمى ترانى صحيح.. هل هذا يعنى أنها فى الماء الأن "..

" الماء " فوجئ جون " لماذا الماء ؟ "..

" لأنه جميل وصافى وأنت أخبرتنى أن أمى جميلة أليس كذلك ؟ " جين..

" لا " إبتسم جون " بل أجمل الأجمل... كانت أمك بلا مثيل ولكن " تنهد جون " مرضها كان هو مَن أخذها منا ولهذا تعلمت الطب حتى لا يُعانى أحدٌ أخر "..

كان لـ جون هدف... تدمير منظمة التاجر الذهبى و كذلك عشيرة الشعلة الأبدية ومعلمه ثم يضع جين فوق العالم قبل أن يرتاح نهائياً لأن العالم أصبح موحشاً بدون مَن يحبهم ولكن مع مرور الأيام رفقة جين ورؤيته وهو يحاول المشى وهو يحاول التكلم حتى تعلم المشى والكلام أثرت فى جون وجعلته يُفكر أن يعيش حياته مرة أخرى.. وحتى يبحث عن إمرأة ويتزوج..

فجأة قفزت صورة ليانا فى رأسه..

هل أحبها ؟... ربما وربما أشفق عليها..

فكر جون بهدوء قبل أن يأخذ جين بين أحضانه ويُغادر الكهف..

" إلى أين يا أبى ؟ " سأل جين بصوته اللطيف..

" لنرى الدنيا.. لأريك العالم الواسع بدلاً من البقاء فى هذا الكهف " جون..

" رائع رائع رائع " صرخ جين بحماسة..

فجأة ظهرت إمرأة أمامه..

" آليس... " حدق بها جون للحظة قبل أن يسأل " ماذا تُريدين ؟ "..

" أريد أن أدردش معك قليلاً " قالت بصعوبة وتضارب يظهر فى عينيها..

حدق فيها جون قبل أن يلوح بيده مما شكل كره ماء حول جين قبل أن تسبح للأعلى..

" شكراً أبى " صرخ جين من داخل الفقاعة ولكن لم يظهر صوت قبل أن يبدأ بلمس الفقاعة وكل لمسة كانت تُحدث صوت إنفجار الفقاعة مع بعض الماء يرش على وجهه ، كان جين سعيداً وكرر الأمر بسرعة كبيرة..

" على ماذا تريدين أن نُدردش ؟ " سئل جون بهدوء..

تجاهلته آليس للحظة قبل أن تجلس فى طرف الكهف أمام المدخل حيث الماء وقالت " بعد أن رحلت سيدتى عنك قامت بإرسالى لك على هيئة خادمة حتى أتمكن من حمايتك والإعتناء بك.. كل دقيقة كُنت أقضيها معك كانت بمثابة عمرٍ كامل بالنسبة لى ، تعلقت بك وأحببتك كأنك إبنى وأعتنيت بك "..

نزلت دموع آليس بصمت..

توقفت آليس للحظات قبل أن تتابع وهى تحاول أن ترسم إبتسامة رغم دموعها المتدفقة " إعتقدت دائماً أنك همجى ، وحشى ، أحمق يعتمد على مكانه والده وعلى موهبتة قبل حتى أن تستيقظ ولكنى لم أعلم أنكَ كنت تخدعنى.. لأكثر من 11 عاماً كـُنت تخدعنى "..

" كُنت دائماً تنظر لى على أنى خادمة وضيعة ، عجوز لا تعرف السبب وراء وضع والدى لى بجوارك ولكن أنا.. رغم كل ذلك أحببتك بصدق حتى أكثر من أمك وأكثر من.. "

" لا تُكمليها " قاطعها جون بهدوء " أستطيع تصديق الجزء الأول بكل سهولة بل وأقسم عليه ولكن الجزء الذى كُنت على وشك قوله لا.. وربما سوف أقتلك لقولكِ هذا "..

لم تخرج برودة أو نيه قتل من جون ولكنه عنى كل كلمة من كلماته..

حدقت فيه آليس والدموع فى عينيها قبل أن تسحبه بقوة إليها وتعانقة بشدة وكأنها تخشى أن تفارقه أو..

تركها جون تفعل ما تريد قليلاً قبل أن يُبعدها وقال " إسئلى ما تريدين ، مع أنى أعلم أنهم مَن أرسلوكى ولكن لأجل هذا الحب العميق سوف أجيبك "..

" أعذرنى " قالت بصعوبة وهى تمسح دموعها " كيف.. كيف إكتشفتنى وكذلك صديقتى "..

لم تكن تُريد هذا الدور.. أن تأتى لتسأل جون عن أسراره ولكنها لم تستطع المعارضة أيضاً مما وضعها فى موقفٍ صعب أمام مَن تحبه.. جون... وأمام مَن لا تستطيع رفضهم وهم الزعيمة وليليِ والجدة..

" لدى مهارة مميزة من مسار الحياه " جون..

" مسار الحياه " فوجئت آليس " ولكن فرق القوة كبير وأنت لا تستطيع فقط كشف تدريبى ولكن حالتى الجسديه وحتى أفكارى بكل سهولة "..

" لذلك أخبرتكِ أنها مميزة... مهما حاول المتدرب أن يخفى وجوده بغض النظر عن مستواه أو الطريقة فلازال سوف يؤثر وجودهم فى العالم وعلى الفراغ المقيم ومسار الحياه يُقيم كل شخص بحسب حضوره وتأثيره على العالم لذلك لا يُمكن لأحدٍ أن يهرب من تصورى ويُمكننى أن أعرف ما إذا كُنتى مريضة أم لا ولكن هذا ليس له علاقة مباشرة بمهارتى بل بخبرتى كـ طبيب وأما بالنسبة إلى الأفكار فهى جمع بين خبرتى بنسبة قليلة والمهارة " جون..

مسار الحياه واحد من أكثر المسارات صعوبة فى دراسته وتعلمه ولكن فهمه يزيد العمر أعواماً عديدة..

عمر البشر قليل فقط 100 عام ولكن هناك الكثير من طرق زيادة العمر وحبوب إطالة العمر هى واحده فقط منها أما عدد الطرق فهم كثير ومنها مسار الحياه ولكنه إنقرض منذ فترة طويلة مثل الفراغ والوقت والموت وغيرها وما تبقى منها مُختبئ فى مكانٍ ما فى العالم..

" قبلاً لم يستيقظ القمر داخلك إذاً كيف كُنت بتلك القوة وأيضاً ما هو طائر العنقاء فى ذلك الوقت " آليس..

" هذان شيئان خاصان لا أستطيع الإجابة عنهما... كل ما عليكِ أخبارهم به أنى لم أعد ذلك الموهوب حيث تدمر القمر داخلى وخسرت كل شئ " جون..

" يُمكننا إستعادته " وصلت آليس بسرعة إلى مغزى الموضوع " موهبة القمر ليست شيئاً يُدمر بسهولة يُمكننا إستعادته بغض النظر عن التكلفة "..

هز جون رأسه ورفض..

كانت نيه النار خاصته الأن ذروة سيد وكان يملك موسوعة ضخمه من تقنيات وطرق التكرير والصقل والوصفات وغيرها ضمن ميراث الإمبراطور البشرى لذلك عرف عن شئٍ كهذا ولكنه لم يُرد أن يوقظه لأن هذا سوف يؤثر سلباً على الجسد الخالد وصدقاً لم يعد له قيمة..

كان القمر عبارة عن موهبة وهى أعلى من العُليا وبفارقٍ كبير ولكن غرضها هى تنقية الطاقة داخل فتحة الفوضى وجون لا يملك فتحه فوضى لذلك القمر كان بلا قيمة..

المسارات الثلاثة كانت متصلة { جسد ، روح ، فوضى } لم يعتمد جون على جسده فى إستخدام المهارات من المسارات الفرعية* بل على روحة والتى كان يُمكنها تقليد مصدر طاقة الفوضى أو فتحة الفوضى ولهذا يستطيع إستخدام المهارات رغم أنه صدقاً لا يملك ذرة طاقة فوضى داخله ولكن التقليد كان تقليداً فى النهاية وهو محدود ولهذا كان جون أكثر حرصاً على صنع مهارات قوية بإستهلاكٍ قليل..

{ نار ، ماء........... }

" لما ؟ " آليس..

" هذا شأنى.. المهم أخبريهم أنى قطعت كل ما يربطنى بهم وأنصحيهم بدلاً عنى ألا يحاولوا فعل شئٍ أحمق وإلا سوف أبيد الطائفة عن بكرة أبيها " قال جون ووقف أخذ جين بعد أن فرقع الفقاعة بشكلٍ كامل وغاص فى الماء قبل أن يعود إلى السطح..

2021/09/05 · 435 مشاهدة · 1052 كلمة
نادي الروايات - 2024