لا إله إلا الله محمد رسول الله

147

[ الـحـشـرة الـطـنـانـة ]

خرج جون من ساحة التدريب تحت نظرة الشيخ بو المهتمة...

بعد أن إختفى جون من نظره نظر الشيخ بو إلى الساحة وتنهد بعد أن رأى كم الدمار " يبدو أننى سأكون مشغولاً فى الفترة القادمة "..

فى الخارج..

سار جون فى شوارع المنطقة المركزية للأكاديمية وتأمل الحشد وتنهد..

المستوى الخامس الذى كان حُلماً للكثيرين فى المنطقة المقفرة والمنخفضة والذى كان مقياس قوة العشائر والطوائف هنا يُمكن رؤيتهم فى كل مكان وبأعمار مختلفة..

90... 80.. 70.. 60.. 50.. 40.. 30.. وحتى 20..

كان الوصول إلى المستوى الخامس هنا سهل وكلما زادت الموهبة زادت سرعة التدريب ولكن لازال الوصول إلى المستوى السادس صعب والأمر الأخر المهم هو القوة التى تتحدى المنطق..

هذا شئ يُريده الجميع... قوة تتحدى المنطق بثلاث مستويات لذلك لا يُمانع البعض فى قضاء عشرات السنين لتحقيقها وأغلبهم لا يصلون إليها فهى ليست سهلة..

ولكن رغم ذلك هناك العديد منهم الأن وهو بسبب عصر الفوضى وتدخل القوانين كما قال الحُكام الخمس ولكن رغم ذلك فقط أصحاب المواهب المرعبة مَن يستطيعون الوصول إليها..

ولكن لازال المتواضعون يحلمون بمكانه فريد أو على الأقل مميز حتى يعلو سقف حدودهم بعد الصعود البدائى..

واحد من كل عشرة أراهم على الأقل فى المستوى الخامس.. إلى الأن قد أحصيت 10.000 شخصٍ فى المستوى الخامس.. إنها قوة قادرة على تسطيح المنطاق المتوسطة والمنخفضة والمقفرة...

مع أن المنطقة المتوسطة تملك أشخاصاً فى المستوى السادس ولكن أمام العدد الكافى للمستوى الخامس فيُمكن هزيمتهم وقتلهم..

سار جون تحت نظرات الرهبة والصدمة بهدوء حتى قفزت إمرأة أمامه..

كانت جميلة بصدرٍ كبيرٍ مكشوف وإبتسامة بذيئة وجسدٍ نارى..

" سيدى أنا...

قبل أن تُكمل كلامها كان جون خلفها بالفعل..

فوجئت الفتاه ولكنها لم تستسلم وجرت خلفه لتمسكه..

فور أن أمسكت يده إبتسمت وكأنها فازت بينما ألقى البعض وخاصة من النساء نظرات حسدٍ عليها والسبب هو أن جون توقف والذى يعنى أن جون كان ضعيفاً نحو النساء ولهذا التى تنام معه قد تحصل على فضلٍ كبير..

بينما فكرت النساء فيما يفعلن وبينما تقدم البعض منهن حدث مشهدٌ صادم..

رفع جون يده ووضعها على يد الفتاه والتى توسعت إبتسامتها أكثر ولكن فجأة تحولت يد جون لـ حمراء وإنتشرت الحرارة منها ..

كان الأمر سريعاً و..

" أاااااااااااااااه " صرخت الفتاه وأبعدت يدها ولكن الوقت قد تأخر ورأت الفتاه والحشد يد الفتاه وهى تـُصهر وتسقط على الأرض..

صمت

تجمد الحشد بينما قال جون للفتاة دون أن يلتف " المرة القادة التى أراكىِ فيها سوف أبيدكِ أنتِ وعشيرتك " ثم غادر تاركاً كلامه يتردد صداه فى قلوب كل مَن سمعه..

" أاااااااااااااااااه " سقطت الفتاه على الأرض وصرخت حتى أغمى عليها..

*****

عاد جون إلى منزله وفور أن دخل قفز جين إلى أحضانه..

" أبى إشتقت لك.. ثلاثة أشهر كاملة ، هل فعل جين ما يُزعج الأب ؟ "..

حدق جون فى جين والذى أصبح أضخم وأكبر وكأنه كبر عامان أخران فى هذه الفترة وتنهد..

بربرى... لا أعلم إن كان هذا شيئاً جيداً أم لا..

لاحظ جون قوة جين ولوح بيده مما شكل حاجزاً وهمياً حوله لكى لا يستشعر أحدٌ قوته..

ثم أخذ جين فى أحضانه ودخل المنزل لأنه إستشعر هالة شخصٍ يعرفه..

داخل غرفة الإستقبال كان الوامض يشرب الشاى بهدوء وأنجلكا تقف بجواره..

" سيدى " إنحنت أنجلكا ، لم تختلف عن ما قبل ثلاثة أشهر ولكن عيونها إحتوت على رهبة كبيرة وخوف وهى تنظر لـ جون بعد كل شئ مشهد جون فى المعركة وقته كانت مرعبة..

لوح جون بيده لها لترحل وتأخذ معها جين قبل أن يجلس..

" أخبرنى لما أتيت ؟ ، هل جلبت ما أردت ؟ " جون..

" نعم " رد الوامض وأخرج كرتين بلوريتين ..

واحده شفافة تحوى حشرة مثل النحلة أطول قليلاً وبلا إبرة ولونها رمادى والأخرى كانت سوداء..

" الحشرة التى تُريدها ولكننا دفعنا الكثير لأجلها ورغم أنها شئ مميز ومع ذلك لوحدها لا كما أنها ليست الملكة مما يجعلها غير قادرة على الولادة.. أتسائل فيما تُريدها " الوامض..

" إن لم تكن مميزة فلمَ دفعتم فيها الكثير ؟ " جون..

" بسببك.. لو لم يكن لك لَما أحضرناها "..

" لا يهم... على كلٍ إنها مادة تكرير مهمة لإحدى وصفاتى " جون..

" عناصرنا ؟ " الوامض..

" عناصركم لم أبدأ بعد فى تكريرها.. أنا أخذ وقتى " جون..

حدق فيه الوامض لفترة طويلة قبل أن يُسلمه الكرتين..

أمسك جون بالكرتين وسئل " كم شخصاً وصل لمكانه إسطورى ؟ ، وهل تخطى أحدٌ هذا المستوى ؟ ، وما هى مساراتهم ؟ "..

" كُنت أعلم أنك ستسأل عن هذا لذلك جهزتها بالفعل مع المعلومات الأخرى التى طلبتها عن أكبر تجمعات الوحوش فى قارة الشعلة الأبدية ولكن لما ؟ " الوامض...

" لا تسأل عما لا يعنيك " قال جون ولوح بيده " فور أن تنتهى العناصر سوف أتواصل معك "..

أماء الوامض وأختفى..

بمجرد أن رحل إختفى جون وظهر فى سماء عالمٍ من شمسٍ وغيوم وأرض وبحيرات وفى الأسفل جيشٌ كبير ليس فقط من الوحوش الطائرة التى ظهرت معه فى عشيرة إيرين ولكن كذلك الكثير من الوحوش الأرضية..

كان هذا عالم وهم جون وهذه الوحوش قد إشتراها كلها والسبب...

أخرج جون البلورة التى تحوى الحشرة الطنانة وضغط عليها فتحطمت وظهرت الحشرة منها..

أمسكها جون وفكر..

الحشرة الطنانة..

قنبلة مرعبة وأداه مرعبة إستخدمها الوحوش ضد البشر فى حرب الحرية قبل 5 ملايين عام من الجيد أنه لا زال هناك منها...

رغم أنها ليست الملكة ولكن ما المشكلة ، يُمكننى جعلها الملكة..

فكر جون وأخرج زجاجة سائل ووضع فيها الحشرة..

الحشرة التى كانت بلونٍ رمادى وتبدو على وشك الموت بدأت تلتهم السائل بجنون وفور أن إنتهت ظهرت بقعٌ حمراء صغيرة عليها كما كبر حجمها قليلاً وبدأت أثار لإبرة بالظهور من نهايتها..

جيد.. إبتسم جون وأخرج أكثر من زجاجة وبدأت الحشرة تمتصهم بسرعة البرق ولا يبدو عليها علامات الشبع ، ومع كل زجاجة تُنهيها كان حجمها يكبر قليلاً وتزداد البقع الحمراء على جسدها وتكبر الإبرة..

ومع زيادة عدد الزجاجات المستهلكة كبرت الحشرة حتى لم تعد الزجاجة كافية لإدخالها وحينها أخرج جون وعاءً كبيراً يحوى السائل داخله والتى غمرت الحشرة فيه نفسها بسعادة..

مد جون سبابته وطار خط ٌ رفيع من الضوء الأبيض والذى قبلته الحشرة بلا مقاومة..

شعر جون بالترابط بينهما وإبتسم وتركها تنتهى..

كان السائل عقار تتطور قد صنعه للمساعدة على تسريع التأسل الرجعى..

لكل الوحوش جوهر أسلافهم داخلهم وهذا السائل كان يوقظها ولكن قوته كانت محدودة ، مثل لن تستطيع إرجاع ثعبان إلى أصله وهو تنين ولكن لتحويل حشرة عادية فى سرب إلى ملكة فهذا ممكن..

إنتهت الحشرة من الشرب بعد أن نفذ السائل وطافت حول جون بسعادة..

سابقاً كان حجمها عقلة ولكن الأن هى بحجم قبضة كما أن لونها تحول للأحمر هذا بخلاف الإبرة التى ظهرت منها..

" جيد " أظهر جون راحة يده لتقف عليها قبل أن يبتسم..

حان وقت الخطوة التالية..

2021/09/08 · 447 مشاهدة · 1067 كلمة
نادي الروايات - 2024