رواية وحدى على طريق القوة

لا إله إلا الله محمد رسول الله

154

[ غــابة الــمــوت.. 4 ]

كواحد من الأباطرة الثلاثة... فثروة الإمبراطور البشرى كانت لا تُقاس وخاصة من ناحية العناصر العلاجية بعد كل شئ كونه متدرب جسد فجسده يحتاج إلى شئ كهذا بطبيعة الحال... وطبيعياً سيطمع فيها القمر المظلم ولكن لم يكن طموحه يتوقف هنا.. بل ما أراده أكثر بكثير..

*****

فى الحديقة الهادئة..

وقف العنقاء الخالد بهدوء ، سار فى الحديقة وهو يتأمل المناظر الجميلة قبل أن يقول " هل تواصلتم معه ؟ "..

" تواصلنا مع العراف بالفعل وقال أن نتائج الحرب بين الأطراف الثلاثة غير مؤكدة " رن صوت الغزال الخيالى من مكانٍ ما..

العنقاء الخالد ، النمر الشرس ، الغزال الخيالى ، السلحفاة الساحرة ، التنين المدمر..

خمسة حُكام لخمس قارات وهم الوحيدين فى المستوى التاسع وينضم إليهم القمر المظلم والعراف..

سبعة فى المستوى التاسع يحمون البشرية من الهلاك ، خط الدفاع الأول والأخير والعمود الفقرى* للجنس البشرى..

{ تُشير إلى الركيزة التى يعتمد عليها البشر }

" لو قال غير ذلك لما صدقته.. هيا تحدث عن الموضوع الرئيسيى " العنقاء الخالد..

" يقول أن جون هو العامل الغير مؤكد فى هذه المعركة ويحثنا على تسريع تطويره " الغزال الخيالى..

" جيد.. هذا ما أردت سماعه " تشكلت إبتسامة سعيدة على وجه العنقاء الخالد وتمتم " مُعلم.. كل شئ كما توقعتموه فى ذلك الوقت "..

*****

بالعودة إلى جون..

كان جون حالياً مُغطاً بالدم..

قوته قد وصلت إلى ذروة المستوى الرابع وعلى بُعد خطوة من الكمال ولهذا إرتفعت قوته أكثر ولم يعد جسده هشاً ولكن رغم ذلك كان صعباً جداً عليه القتال ضد العقرب..

يُمكن الأن رؤية بعض الأثار الصغيرة على جلد العقرب الأسود والذى يبدو كـ قشور ولكن بسبب صغرها سوف تحتاج إلى الكثير من التدقيق لرؤيتهم مما يعنى أن جون لم يُصب العقرب إلى الأن رغم أنه عملياً مات بضعة مرات..

" المستوى السادس.. حقاً صعب " فكر جون وهو يُحدق بشراسة فى العقرب..

" ألستَ على إستعداد لكشف قوتك الكاملة إذاً أنا أسف " صرخ العقرب فجأة وإرتفعت قوته..

ظهر العقرب فجأة أمام جون ومد مخلبيه وقوة كبيرة قطعت جسد جون إلى قسمين...

الجزء العلوى والسفلى أصبح واحدٌ فى جانب والأخر فى الجانب الأخر..

لم يغادر العقرب فوراً ولكنه تراجع كما لو كان ينتظر شيئاً..

ولكن حتى بعد مُضى بعض الوقت لم يحدث شئ مما دفعه للزفير والمغادرة " للأسف.. رفعت أمالى "..

روح جون كانت بالفعل تعوم فى الهواء ولكن للأسف لم تستطع مساعدة جون هذه المرة..

لم تكن الروح هى مَن تبنى الجسد بل الروح تحفظ حياه جون.. مما يعنى أن جون لن يموت ولكن هذا لن يمنع الإصابات الخطيرة التى يتعرض لها..

كل هذه الدورات من تحطيم وبناء الجسد تعتمد بشكلٍ تام على الجسد الخالد..

كان الجسد الخالد على إسمه خالداً ولكن للأسف له حدود وإلا كيف سيموت الإمبراطور البشرى من الأساس...

كان للجسد الخالد حدٌ فى كل مستوى ، إن كان الضغط ضمن نطاق الحد فلن تحدث مشاكل وسوف يتم بناء الجسد من جديد ولو زادت فحينها رغم أن الجسد سوف يُعيد بناء جسده إلا أنه للأسف سوف يُعانى من إصاباتٍ خطيرة تتطلب عناصر رائعة للشفاء أو مستوى عالٍ من نيه مسار الخشب وهما ما لم يكن جون يمتلكهما..

كانت الروح الأبدية والجسد الخالد مترابطين ولهذا حالة جون أفضل من شخصٍ كان يملك الجسد الخالد بلا الروح الأبدية ولكن لازال الأمر سيكون صعباً على جون..

فجأة بدأت الروح تدور بجنون عندما تم إنشاء الجسد مرة أخرى...

كانت الروح هى أصل جون وكان يستطيع الرؤية من خلالها والسمع ولهذا إنتظر حتى رحل العقرب قبل إعادة بناء جسده ولم ينسى أن يُنشئ عالم الوهم لعزلة عن العالم..

تشكل جسد جون ولكنه لم يشعر بقوة طاغية ولكن ألمٌ مرعبٌ هز كيانه كله...

" تسك... ذلك لعقرب شرسٌ حقاً.. لا يهم لقد أعطانى ما أريد بالفعل كل ما أحتاجه الأن هو علاج جسدى ولهذا على صناعة حبه سماوية منخفضة " فكر جون ومن عالم الوهم داخله أخر مجموعة من العناصر من تلك التى أعطاه إياه الوامض..

ثم جلس وبدأ التكرير..

كان يملك نيه النار فى ذروة مستوى سيد لذلك صنع عنصرٍ من مستوى السماء المنخفضة سهلٌ جداً رغم أنه لم يجربه قط..

أخرج جون أولاً مرجلاً أسود عليه نقوش لثلاثة طيور نارية مختلفة وهى الغراب والنسر والصقر..

بدأ جون بوضع العناصر فى الداخل ثم نشط المرجل عن طريق نيته..

كلما زادت درجة العناصر زادت الحاجة إلى نارٍ قوية لتنقيتها وتكريرها وعناصر كهذه سوف تحتاج إلى نار من المستوى السادس على الأقل وهو شئ لا يملكه جون لذلك يحتاج إلى وضعها فى هذا المرجل من المستوى السابع أو سماوى متوسط..

رغم أن جون يُمكنه دمج مهارة كرة النار خاصته مع بعض مهارات المسارات الأخرى لرفعها إلى المستوى السادس ولكن هذه سوف يشوه العناصر ولن ينقيها بشكلٍ صحيح كما أنها سوف ترفع معدل الفشل بشكلٍ كبير وحتى لو نجح التكرير فلن تكون النتيجة المرجوة..

فى اللحظة التى إستشعرت فيها الطيور الثلاثة نيه جون بدت وكأنها عادت للحياه حيث رفرفت ووقفت فى ثلاثة زوايا مثل المثلث فوق المرجل وبدأوا ببصق اللهب على العناصر..

{ لمن إختلط عليه الأمر فالمرجل هو الذى يصنع النار عن طريق نيه جون }

تحكم جون فى اللهب وبعد فترة ظهر جوهر هذه العناصر وأشع ببريق رائع..

كان جوهر العناصر بعد تنقيتها بمختلف الألوان وبدا كما لو كان سائل رغم أنه كل يلمع مثل اليشم..

لم يتأخر جون وجمعهم مع بعض..

تكور جوهر العناصر فى كرة تعوم فى الهواء بينما بدأت الطيور الثلاثة ببصق اللهب فيها بتشكلية المثلث من سابق..

بينما بدأت الحبه تتشكل أظلمت السماء ورقص البرق منها..

حدق جون فى البرق ولم يكن قلقاً...

عند صقل الحبوب مستوى سماوى سوف تنتج رد فعل عنيف فى العالم مما ينشئ المحنه وكلما كانت الحبه أقوى كان البرق أقوى.. هذا البرق لا يستهدف الحبه ولكن صانعها..

ومض البرق وتوجه إلى جون الذى ألغى عالم الوهم وحلق فى السماء..

ترك جون المرجل والحبه أسفله وركز جزءاً صغيراً من وعيه فى تكرير الحبه بينما وقف بفخرٍ فى السماء مستعداً لتحمل البرق..

*****

فى أعماق غابة الموت..

فى هاوية عميقة جلس قطان بطول مترين على عرشين من الصخور ، واحدٌ أبيض والأخر أسود..

جلسا بطريقة بشرية حيث أراحوا مؤخراتهم على العروش ووضع قدماً فوق الأخرى..

" هذا البشرى لم يمت " فوجئ القط الأسود..

" ليس لم يمت فقط ولكنه يُكرر حبه سماوية إنه يُثير إهتمامى بشدة " كشفت القطة البيضاء عن صوتٍ ناعم وعن عيونٍ حمراء كالدم بينما تحدق فى جون على بُعد مسافة عشرات ألاف الكيلو مترات...