“إيدن هيونغ! بحقك، كيف تحول اول بث مباشر لـريف على تطبيق OA الى بث صامت؟!”
دخل جايهي الغرفة واثقًا دون ان يكلف نفسه عناء الطرق، رغم انني طلبت منه مرارًا ان يطرق اولًا. استقبلته بذراعين مفتوحتين.
…
“اه، عضونا الاصغر!” صرخت.
– هذا دافئ كاجتماع عائلات فرقتها الظروف
– عاد الصوت بعد ثلاث دقائق من بداية البث
– لم يكن الصوت مكتومًا، ظننت ان إيدن ضغط زر الكتم دون ان يدرك، لأنه لم يكن هناك صوت.
…
جلس جايهي بجانبي فورًا، وابتسم بوجه مشرق ولوح نحو شاشة الهاتف.
“مرحبًا، ايلمونغ! انه يوجاي! هل انتم بخير؟”
– بالطبع! كيف حالك يا يوجاي؟
“لم اكن على ما يرام مؤخرًا. افتقد معجبينا بشدة”
ادهشني مدى سهولة تواصله مع المعجبين، وبراعته في الحديث دون تكلف. كانت كلماته تنساب بسلاسة، وتجاوبه مع رغبات المعجبين كان عفويًا ومرحًا.
كان واضحًا انه موهوب بالفطرة في التفاعل مع الجمهور.
استدار جايهي نحوي وانفجر ضاحكًا على ملامحي.
“انظروا الى وجه إيدن هيونغ! يا إلهي، هيونغ، لماذا تحدق بي وكأنك لا تعرفني؟“
اغلقت فمي المندهش.
“كيف حالفني التوقيت بهذه الدقة؟” سأل “في الواقع، كنت انوي بدء بث مباشر، لكن إيدن هيونغ سبقني . كنت اشاهد بثه، لكن عندما قال'ماذا أفعل؟' ولم يقل شيئًا بعد ذلك، اسرعت إليه”
“في الواقع… انها المرة الاولى لي في استخدام تطبيق OA…” حككت راسي بتوتر.
تذمر جايهي بجانبي، “ايه؟ وانها المره الاولى لي ايضا!”
“نعم، نعم، لكنك عبقري تطبيق OA، يا يوجاي. انت تتقن امور البثوث المباشرة!” اضفت.
صفقت بخفة مرتين، وامتلأت نافذة الدردشة بالضحك.
“طالما اننا نبث الان، ما رأيكم ان نجري جلسة اسئلة سريعة؟ اذا كانت لديكم اي اسئلة ريف، اكتبوها في الدردشة!“
اقتراح جايهي جعلني ادرك شيئًا متأخرًا.
صحيح. كان علي اجراء جلسة اسئلة واجوبة. كان ذلك افضل ما يمكن فعله عندما لا يكون لدي ما اقوله، لكن الفكرة لم تخطر ببالي اصلًا.
-إيدن بدأ البث، لكن يوجاي هو من يدير هذا البث المجنون عبر OA.
-هل الاصغر هو المهمين؟ إيدن، هل طلب منك يوجاي ان تبدأ البث وتجهزه بأي فرصة؟
ضحكتُ وهززت رأسي. “مستحيل.”
كانت الرسائل تظهر بسرعة كبيرة لدرجة انني لم اتمكن من قراءتها كلها، لكنني التقطت بعضها عندما بدأت تتحرك على الشاشة بسرعة معقولة. اخترنا الاسئلة التي يمكننا الاجابة عنها بسهولة، وتجنبنا تلك التي تتعلق بالاعضاء الغائبين او بموعد اصدار البومنا القادم.
-هل أنتما الاثنان تتشاركان الغرفة؟
“احد المعجبين سأل ان كنا نتشارك الغرفه. لدينا غرفتان في السكن. هاجون وييهيون وانا نتشارك غرفة واحدة، بينما دوبين وجايهي يتشاركان الغرفة الاخرى.”
رفضنا بلطف الطلب باظهار الغرف لهم. لم تكن فقط فوضوية، بل ايضًا لم نشعر بالراحة لعرض حالتها الحالية، من ورق الحائط المتقشر والعفن.
– من هو الافضل في الطبخ بين اعضاء ريف؟
“هاجون بارع في جميع انواع الطعام، بينما ييهيون يتخصص في اعداد ااطباق صحية منخفضة السعرات الحرارية. وماذا عنا؟ انا لا اجيد الطبخ اطلاقًا، وإيدن ربما يمكنه اعداد الرامن؟”
“انا استطيع ايضًا صنع عجة الدوامة*. انا جيد جدًا في اعدادها ”
“نعم، هذا ما يقوله، لكنني لم اتحقق من الامر بنفسي“
خلال ايامي المتعبه كايدول يملك الكثير من وقت الفراغ، كنت قد اعددت تلك العجة بعد مشاهدتها على نيوتيوب اي ان جايهي في هذا الخط الزمني لم يكن قد راها بعد. صنعتها عدة مرات حين كان يدرس لاختبار الخدمة المدنية، قبل التراجع.
اه، يسعدني ان تلك الذكريات اصبحت من الماضي.
“اوه، تريدون ان اريكم الان؟ الان في الحال؟ سأريكم لاحقًا. لو اشعلت موقد الغاز في المطبخ بهذا الوقت، ييهيون هيونغ سيوبخني . هو يكره ان يأكل احد بعد السادسة مساءً.”
اجلت عرض عجة الدوامة وقمت بفضح تصرفات ييهيون بخفة امام المعجبين. لكن معجبي ييهيون وقفوا في صفه، واشادوا بجهده في العناية بنفسه.
– “ما هو نوع الموسيقى المفضل لديك، او النوع الذي ترغب في استكشافه مستقبلًا؟”
“نوعي المفضل من الموسيقى… هو بالتأكيد الهيب هوب. اما الانواع التي اود تجربتها مستقبلًا فهي راب روك او ربما تروبيكال هاوس.
“انا احب الروك والـ R&B! والنوع الذي اود تجربته هو… همم، سأثق بإيدن واتبعه فقط” اضاف جايهي مازحًا.
تصفحت الدردشة، كانت مليئة بالعديد من الاسئلة والرسائل العشوائية . كنت اتساءل ان كان هناك سؤال اخر يستحق الرد عليه، الى ان جذبني اِحدها.
– “E.D Is It Worth living“ هل كانت بأي فرصه موسيقاك؟
غطيت فمي فورًا بمجرد ان رأيت اسمي الفني وعنوان البوم كنت قد اصدرته عندما كنت نشطًا في ساحة الاندرغراوند.
“واو، Is It Worth Livingهذه ميكستيب قديم اصدرته منذ وقت طويل، حين كنت أعمل في ساحة الاندرغراوند اعتقد انني اصدرته عندما كنت في السابعة عشرة او الثامنة عشرة. لا اصدق ان احدًا يعرفه! كيف عثرت عليه؟” سألت بدهشة
“ليس وكأنه من العصور القديمة”، قال جايهي مازحًا. “ذاك كان قبل سنتين او ثلاث فقط“
بالنسبة لي، الذي تراجع بعد ان بلغ السابعة والعشرين، فقد بدا الامر وكأنه مضى عليه عقد كامل.
في نافذة الدردشة، شارك احدهم اهتمامه المبدئي بساحة الاندرغراوند ومعرفته بي منذ ايام E.D. قال انه تفاجأ عندما اختفيت فجأة وترسمت كايدول.
انحنيت برأسي امتنانًا.
“اه، لا يمكن ان ننهي الامر هكذا!” اصر جايهي “يا ديدريم، الا تريدون ان تسمعوا جزاءً من تلك الاغنية؟”
غنيت مقطعًا سريعًا تبادر الى ذهني
“حتى لو ساء كل شيء،فأن الحياة لا تزال تستحق العيش… هذا كل ما اتذكره"
“هيونغ، حتى عندما كنت اصغر، كنت دائمًا ساخرًا“
…
-آه، صوته فعلاً رائع جدًا.
-استطيع الشعور بموهبته على الرغم من غناءه مقطعًا قصيرًا
-توقفوا عن النفاق، تبًا… هههه… استطيع فعل هذا… لول
-إذا تستطيع فعلها، فلم لا تكف عن اثارة المشاكل هنا وتترسم كمغني؟ ايها الوغد التافه .
…
اجبت على سؤال تلو الاخر، حتى ظهر امامي ذلك السؤال.
-إيدن، لماذا تبدأ رسائلك بتحية طويلة هكذا؟
اخيرًا جاء. السؤال الذي كنت انتظره.
لو اجبت بصدق، كما فعلت مع جايهي سابقًا، وقلت ان السبب هو لزيادة عدد الاحرف، فهناك احتمالان لردود الفعل.
الخيار الاول: يضحك المعجبون على الامر ويمضون قدمًا.
-استطيع شم رائحة شخص يحاول زيادة عدد الاحرف باستخدام تحية طويلة.
-يا إلهي، انه مثلنا تمامًا
-حين لا يكون لديك ما تقوله، فإن اطالة التحية قدر الامكان هو الطريقة المثالية.
الخيار الثاني: يهاجم المعجبون بشراسة.
-انت تثير اعصابي حقًا. كيف تجرؤ على كشف خدعتك الرخيصة في بث مباشر مع المعجبين؟
-اشعر بالغباء لاني ظننتها لطيفة، ولم اكن اعلم ان وراءها سببًا تلاعبيًا كهذا
-كنت تحاول فقط زيادة عدد الاحرف؟ يا له من امر مثير للشفقة، يا إيدن
-اه، بالنسبة لك، كان التفاعل مع المعجبين على وسائل التواصل كواجب منزلي، لذا لجأت لزيادة عدد الأحرف 🙄. كنت الشخص الوحيد الذي اهتم فعلًا بعلاقتنا
-إيدن، عليك ان تحصل قريبًا على شهادة في الحاسب. مهاراتك في زيادة عدد الاحرف ستفيدك في توسيع سيرتك الذاتية، هيهي
بعد اسابيع من جمع وتحليل كم هائل من البيانات، ومع سبع سنوات من الخبرة في مجال الايدول، كان من الواضح لي ان ردة الفعل الثانية كانت الارجح بكثير من الاولى
كان جايهي، الذي يعرف السبب الحقيقي، قد نظر الي بطرف عينه وهز رأسه بخفة. ابتسمت له ابتسامة مطمئنة والقيت الاجابة التي اعددتها مسبقًا.
…
“الطريقة التي احييكم بها هي اكثر اساليب الاحترام الراقية التي اعرف. اردت فقط التوضيح انكم يا دايدريم مهمون جدًا بالنسبة لي.”
-إنه آيدول حقيقي مخلص لمعجبيه
-هههه، وجه يوجاي المحرج
…
كلا، ملامح جايهي لم تكن تعبر عن الاحراج. لقد بدا مذهولًا.
قد أكون متهورًا، لكني ايدول مع سبع سنوات من الخبرة. اكنت تظن انني سأكرر نفس الجواب الذي قلته لك في البث المباشر مع المعجبين؟
وبعد الاجابة على بضع اسئلة اخرى، كان الوقت قد قارب الحادية عشرة.
…
“لقد حان وقت انهاء البث” اضفت.
-“هاه؟ بالفعل؟ الوقت مضى سريعًا.”
-“لا ترحل 😢”
-“ارجوك، ارنا ييهيون.
لم يكن من الجيد ان نظهر كل شيء في اول بث مباشر. كان علينا ان نترك بعض المحتوى للمرة القادمة.
…
“سنقوم ببثوث مباشرة اخرى في المستقبل. نراكم في المرة القادمة. سنعود في اقرب وقت ممكن.”
-لا تقم ببث صامت المرة القادمة يا إيدن.
-ارنا كيف تصنع عجة الدوامة، انا حقًا فضولية.
-في المرة القادمة، من فضلك ارنا شركائك في الغرفه!
-الن ترينا ييهيون حتى النهاية فعلًا؟
…
قدمنا رسالة وداعية للمعجبين، الذين كانوا يودعوننا دون كثير من الاعتراض، مشيرين بذلك الى نهاية البث المباشر.
“اذًا، كان معكم يوجاي من ريف!”
“و إيدن.”
“ايلمونغ، نراكم في المرة القادمة! احلموا بي! ارغ، هيونغ! من المفترض ان نقول الجزء الاخير معًا! مر اخرى، لِنعدها!”
“اه، هيا، لا تكن عنيدًا”
استجبت لطلب جايهي، واعدنا الختام.
“احلموا بي.”
“احلموا بي! احلامًا سعيدة، يا ديدريم!“
لوحت بيدي للشاشة وانهيت البث المباشر. كانت تلك نهاية امنة لاول بث مباشر لي على منصة OA.
وما ان انطفأت الشاشة، حتى ارتميت على الفراش و تنهدت بتعب. كان جايهي يتحدث دون هدف في بثوثه قبل التراجع، مما جعلني اظن ان الامر سيكون سهلًا، لكنه اتضح انه كان شاقًا بالفعل.
“واااه سأموت” قلت.
“إيدن هيونغ، ارجوك فكر بما ستفعله قبل ان تبدأ البث المباشر. لا تسأل المعجبين!” توسل جايهي.
“حسنًا. سأفعل ذلك من الان فصاعدًا. لقد شعرتُ بثقل الامر في اعماق عظامي اليوم”
إلحاحه المزعج ذكرني بهاجون، فدفعتني تلك الذكرى الى تغطية اذني والتقلب على الفراش بانزعاج. وما لبث ان تنهد وغادر الغرفة.
عندها، باغتني ظهور نافذة الحالة فجأة.
[هل ترغب في استخدام تذكرتك العشوائية؟ نعم/لا]
اخترتُ “لا” بهدوء، لكن النظام المزعج استمر في الالحاح وواصل عرض الخيارات، حتى بدا وكأنه يجبرني على الاستسلام. ضغطت على ‘نعم’مرارًا وانا اتمتم بتذمر.
“اه، سأختار نعم لانني لا استطيع تحمل الحاحك! نعم، سأستخدمها!”
من الافضل الا تعطيني شيئًا سخيفًا وعديم الفائدة.
[لقد استلمت مقطع فيديو “مجموعة البثوث الفردية الشهيرة في OA”!]
يا للروعة، عديم الفائدة تماما.
هل تطلب مني ان اشاهد هذا الفيديو لاتعلم كيف اجري بثًا فرديًا مباشرًا.
[صحيح!]
لم اجد في نفسي طاقة للرد على ذلك الرد المبتهج، فاكتفيت بالضغط على تشغيل و التذمر.
هل هي عشوائية فعلًا؟ يبدو وكأنك تمنحني بالضبط ما احتاجه.
[ان اردت، سأعطيك قمامة في المرة القادمة]
لا، فقط واصل اعطائي ما احتاجه كما تفعل الان. احبك، ايها النظام.
شاهدت المقطع يتضح امامي، كما لو كان فيلمًا يعرض على شاشة سينما كبيرة، دون ان احتاج حتى الى سماعات. تنقلت سريعًا بين المشاهد لاتعرف على الاشخاص الظاهرين به، ثم ادركت اخيرًا مضمون الفيديو الحقيقي.
كان ذلك المقطع من فترة انتشار تطبيق OA، وهو تجميع لبثوث OA الفردية مستقبليه لاعضاء من فرق ايدولز شهيرين من الصف الأول والثاني، الذين نالوا اعلى عدد من الاعجابات والمشاهدات.
هذا سيكون مفيدًا بالتأكيد كمادة مرجعية، فكرت في نفسي بينما كنت ممددًا على الفراش اشاهد المقطع لمدة ثلاثين دقيقة.
في منتصف الليل، كنت الوحيد المستيقظ، مركزًا على الفيديو، بينما كان هاجون وييهيون نائمين بعمق.
هذا ممتع نوعًا ما.
………………..
*بالرواية احسبه طقطقه طلع منجد فيه طبق كذا اسمه tornado omelette
و هو عباره عن بيض يحطونه فوق الارز اكله كورية
……………….
من فتره طلبت منكم الدعاء لولد جارتنا ، امس بلغني خبر وفاته الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة و يصبر اهله .