“اه، شكرًا على عملك الشاق …”

“إيدن هيونغ، ييهيون هيونغ قد جن”

“اتركه وشأنه.انا ايضًا على وشك ان افقد عقلي بسببه الان”

بعد ان كررت كلمة “مجددًا” اكثر من مئة مرة، انتهينا اخيرًا من تسجيل الاغنية. وبناء على خبرتي السابقة في انتاج عدة ايدولز قبل العودة بالزمن، كنت قد افترضت ان اعضائي سيكونون اقل ارهاقًا. لكن للاسف، اثبت ييهيون انه مزعج بقدر مئة ايدول مجتمعين.

دون ان اخلع سماعة الرأس، اتكأت الى الوراء على الكرسي وشغلت التسجيل الكامل. لحن راقص مبهج تدفق عبر السماعات.

"هل نلتقي في حلمك؟ اسف، لن استطيع الحضور

لان هذه الليلة، سأظل مستيقظًا حتى الصباح."

ذلك اللحن الذي لم اسمعه الا من قبل فرقة اخرى، اصبح الان تمامًا كما تخيلته حين كتبته. وجدت نفسي اضحك بهدوء، موقنًا تقريبًا انني اعيش حلمًا.

“ييهيون هيونغ، ماذا نفعل؟ اظن ان إيدن هيونغ قد فقد صوابه تمامًا”

“اتقول ان ذلك بسببي؟”

توقفت عن الضحك وعضضت على اسناني بينما التقطت خلسة اجزاء من الاحاديث المكتومة وسط الموسيقى التي تتدفق في سماعاتي.

ماذا لو جعلناهم يتذوقون وخز فقدان نقاط الاخلاص بسبب اثارة النزاع؟ اليسوا هم من يؤججون الخلاف الان؟

اه، هذه هي حقيقة حياتي.

تألمت من بؤسي وغرقت مجددًا في الموسيقى. كنت قلقًا بشأن اداء ييهيون، لكن بعد ان دفعت به باستمرار ليبلغ مستوى معاييري، انتهى الامر جيدًا.

اما عن جودة الاغنية النهائية، فلم تصل تمامًا الى درجة +A، لكن بالمقارنة مع الاغاني التي انتجتها قبل التراجع والتي كانت لا تتجاوز +B في احسن الاحوال، فقد كانت هذه اغنية جيدة للغاية. على سبيل المثال، كانت اغاني ريف قبل التراجع جميعها بدرجة D دون استثناء. اوه . و الاغنية الرئيسية للالبوم المصغر الثاني تنال F

عدت الى غرفتي بمزاج مبتهج، والقيت جسدي على الفراش البالي.

كانت اغنية الرئيسية المختارة جيدة، والان لم يتبق سوى ان اجد مفهومًا يتناسب معها…

انتفضت من مكاني مغطى بعرق بارد، اذ انهمرت امام عيني ذكريات الماضي قبل التراجع.

{“في عالم متعدد الاكوان حيث تنقسم الروح الى اثنتين بقوة الظلام…؟! الامر منطقي، نعم، منطقي فعلًا، لكن…”}

{“بحقك، ان اردت ان تقتبس فيجب ان يكون بحدود المعقول! هذا سرقة ادبية بحتة من Interstellar! لقد انتهينا! سيسموننا بفرقة التقليد!”}

{“يا للعجب، كنت لافضل ارتداء ازياء تعال الى عالمي .كانت بسيطة على الاقل، اما هذا فهو… اللعنة.”}

“امي تقول ان الامر مخز… هل علي ان استقيل…؟}

“اللعنة!”

انهاء التسجيل جعلني انسى العقبة الكبرى التي ما زال ينبغي تجاوزها—اجتماع المفهوم. ابتكار مفهوم يتماشى مع الاغنية الرئيسية لم يكن صعبًا كثيرًا. التحدي الحقيقي كان في مواجهة المدير “نوب”، الذي لديه اعتقاد ان مفهوم الاكوان المتعددة مناسب لاغنية قاتمة وعاطفية.

مدير التخطيط كان يفتقر الى الشجاعة، دائمًا يوافق على كلام المدير التنفيذي، فلم يكن ذا فائدة لنا على الاطلاق. تلك كانت العواقب الضارة لدمج متملق بعلاقة قائمة على المحسوبيات.

لعنت الشركة في داخلي، ثم التقطت جهازًا لوحيًا وقلمًا الكترونيًا من مكتبي. تجاوزت الملف الذي كتب عليه [الاجتماع الاول لريف] وخربشت على الشاشة.

[الاجتماع الثاني لريف]

[العنوان: مفهوم الالبوم المصغر الثاني]

طرقت باب غرفة دوبيـن وجايهي بقوة وصرخت“يا رفاق، لنعقد اجتماعاً!”

من دون ان يكلف نفسه عناء الالتفات، تمتم جايهي من فوق السرير وهو يحدق في هاتفه

“السنا نعقد اجتماعات اكثر من اللازم؟”

“ان كانت لك عينان فاقرأ. الا ترى انه مكتوب هنا الاجتماع الثاني؟ اترى ان مرتين كثيرة؟ ام انك تعجز عن قراءة الارقام؟”

[تم رصد كلمات تثير الخلاف بين الاعضاء]

[مستوى الإخلاص -1]

حسناً، حسناً، فهمت. سأقولها بلطف.

“يا عزيزي الصغير، الا ترى هنا الرقم اثنين؟ اليس قولك ان مرتين كثير، فيه شيء من المبالغة؟”

قلت بهدوء

ارتجف جايهي وتجهم وهو يرد على نبرتي“ما الذي تفعله هيونغ؟ انك تخيفني“

هل حقًا علي ان اكون لطيفًا حتى ان كان يتفاعل بشكل سيئ حين أقولها بلطف؟

كان ييهيون واقفًا امام غرفة جايهي ودويبن.“فلنعقد اجتماعًا فقط. افضل ذلك اكثر من حين كان إيدن يتصرف كالدكتاتور.”

“انتظر، لماذا يبدو ذلك كسخرية؟ متى تصرفت انا كدكتاتور؟”قلت باعتراض

“الست تتذكر لماذا كنا نتشاجر ونصرخ في وجه بعضنا في الماضي؟”

تنهدت“بجدية، لقد حدث ذلك— يا عضو فريقي العزيز، الا تظن ان اثارة كل هذه الضجة بسبب شيء لم يحدث سوى مرة واحدة امر مبالغ فيه؟”

“هل تناولت شيئًا ما لم يكن عليك تناوله؟"سأل ييهيون برفق.

تصورت في ذهني الحرف الكوري الذي يعني الصبر (忍).

الصبر هو المفتاح. ان تأملت في الحرف الذي يرمز للصبر (忍) ثلاث مرات، استطيع تجنب خسارة نقطة الاخلاص.

خوفًا من وقوع خلاف، اندفع هاجون ودفعني انا وييهيون الى داخل الغرفة. كنا جميعًا متكدسين على فرشة. صغيرة في غرفة ضيقة، واللوح الإلكتروني في الوسط، مما اعطى انطباعًا وكأننا في معسكر تدريب.

القى دوبين نظرة على العنوان، فارتسمت على وجهه ملامح حيرة.“لكن، اليس من المفترض ان تعقد قريبًا اجتماع لمناقشة المفهوم؟ هل نحن حقًا بحاجة الى عقد اجتماع بيننا الان؟”

اومأ هاجون موافقًا.“صحيح. اظن انه سيكون من الافضل ان نستمع الى اراء الموظفين والرئيس التنفيذي اولًا، ثم نتخذ القرار.”

بالطبع كنت مدركًا لذلك. كان الامر منطقيًا، غير ان المنطق وحده لم يكن ينسجم دائمًا مع مواقف الحياة الواقعية.

“هل تريدون تصوير فيديو موسيقي يسرق فكرة Interstellar بمفهوم العوالم المتعددة؟”

عادت الى ذاكرتي مخاوف قديمة من ان يلصق بي وصم الانتحال، لتطفو من الاعماق المدفونة.

للاسف (او ربما لحسن الحظ)، لم يحظ الفيديو الموسيقي الخاص بفرقة ايدول فاشلة بأي انتباه. فقد اختفى بهدوء بعد ان جمع فقط 921 مشاهدة على نوتيوب قبل التراجع. وبعد صعود ريف المفاجئ في الشعبية، تجاهل المعجبون الـالبوم المصغر الثاني وفيديوه الموسيقي، وكأنه القي بهم إلى طي النسيان.

وبما ان الاغنية كانت مختلفة، كان من الممكن ان يتغير محتوى الفيديو الموسيقي، غير انني توقعت ان يستمر هوس المدير التنفيذي نوب بفكرة الاكوان المتعددة. حقيقة ان" العوالم المتعددة" اصبحت موضوعًا رئيسيًا و فكرة بارزة في مهنة الايدولز بعد سنوات، كان يمكن ان يشير إلى انه يمتلك بعض البصيرة. الا ان افكاره الرديئة باستمرار كانت تكشف عن عدم اعتماديته وذوقه المشكوك فيه.

“لماذا تتحدث بهذه القناعة؟ من يدري؟ ربما تظهر فكرة افضل لمفهوم الالبوم اثناء الاجتماع.”اصر هاجون.

“جون، امتلاك منظور متفائل للغاية تجاه العالم ليس دائمًا افضل نهج. عندما نتأمل جميع اجتماعات المفاهيم السابقة—”

توقفت في منتصف الجملة.

في اجتماعات ما قبل التراجع، كنا قد ناقشنا طرق مختلفة لايقاف افكار المدير التنفيذي المريعة، لكننا لم نتمكن من التوصل الى اتفاق على اي منها. وفي نهاية الاجتماع، لم ننجح في ايقافه عنها—لكن الاعضاء لم يكن لديهم اي ذكرى عن ذلك.

كوني الوحيد الذي استطاع تذكر تلك اللحظات كان امرًا مريرًا.

تذكرت كم شعرنا بالاحباط حين لم نتمكن من الاتفاق في الوقت المناسب لرفض فكرة المدير التنفيذي المريعة. وتذكرت الايام التي اضطررنا فيها لارتداء تلك الازياء المروعة على المسرح، ونحن نغني كلمات بدت وكأن تلميذًا في الصف الثامن هو من كتبها. فوق ذلك، ارتبطت هذه الذكرى بمشاعر القلق المقيتة من اتهامنا بالسرقة الادبية، ثم معاناتي لاحقًا من قرحة في المعدة.

كان من المزعج والمقرف للغاية ان اكون الشخص الوحيد العالق بكل تلك الذكريات البشعة! لكنني تمكنت من كبح المرارة والاحباط المتصاعدين داخلي وانا اتكلم.

“هل يناسبكم الاستمرار مع فكرة وازياء قد تكون اسوأ حتى من تعال الى عالمي ؟” سألت.

“كيف يمكن ان يكون هناك ما هو اسوأ من ذلك؟”

“انا واثق اننا قادرون على تحمل اي زي يفرض علينا، فقد ارتدينا بالفعل تلك البذلات المقززة.”

لكن ذلك كان ما اعتقدته انا ايضًا… قبل ان ارى ازياء المسرح بأم عيني.

”ان كنت تستطيع ان ترقص على المسرح بسترة سوداء مكسوة بالريش، وقميص لامع تتدلى منه السلاسل، وسروال جلدي مرصع بالدبابيس والاحزمة، مع طوق كلاب حول العنق، فحينها يمكننا ان نمضي مع ذلك المفهوم الذي سيطرح اثناء الاجتماع بالشركة"، قلت بحدة.

اذا كان تعال الى عالمي قد جسد البساطة المطلقة، فإن المفهوم في الاغنية التالية كان التجسيد الأقصى للمبالغة. ولهذا السبب تحديدًا اختار معجبينا ان يدفنوه و ينسون امره.

”يصعب تصديق وصفك، فبهذا المستوى من التفاصيل لا يبدو كأنه مجرد تخمين. لماذا تتحدث وكأنك تعرف مسبقًا المفهوم الذي سنناقشه في الاجتماع؟” سأل ييهيون.

«في حلمي، لم تستطع جدتي ان تتحمل رؤية فشل حفيدها، فقررت ان تمنحني لمحة مسبقة»، كذبت.

اختار ييهيون الا يطرح المزيد من الاسئلة، وكأنه لم يشأ ان يقلل من شأن حلم يخص جدة احدهم.

اعذريني يا جدتي، لقد زججت باسمك في الامر. اعدك ان ازور قبرك هذا العام.*

“لا نعرف ما هي الاراء التي ستطرح اثناء الاجتماع، لذا ليس من السيئ ان نقرر مسبقًا ونتوصل الى اتفاق. لقد رأينا جميعًا ان مديرنا التنفيذي يفتقر الى الذوق الجيد عندما ناقشنا اي اغنية نروج لها بعد اغنية الترسيم”

اظلمت وجوه الاعضاء وهم يتذكرون اصرار المدير التنفيذي نوب على اختيار تعال الى عالمي بدلًا من فرصة واحدة.

“لا اظن ان اعضاء فريقي الاعزاء سيوافقون بسهولة على رايي في اجتماع الشركة. وان اصررت على رايي و دفعته، ستتهمونني مجددًا بالديكتاتورية. لذا . فلنقم باجتماع، حسنًا؟” قلت، وانا ارفع كتفي بلا مبالاة.

تجهم ييهيون “حسنًا، لكن لماذا تواصل قول ’اعزاءي‘ حين تشير الينا؟”

“ولم لا؟ يبدو الامر الطف حين اعبر بهذه الطريقة، اليس كذلك؟” سألت.

تبادلوا نظرات استياء، لكنهم وافقوا في النهاية، مما دل على فعاليته. وهكذا بدأ الاجتماع الثاني لريف.

جايهي كان اول من رفع يده وطرح فكرة.“ما رايكم بمفهوم الملهى الليلي؟”

“يا اصغرنا العزيز، هل وطأت قدماك ملهى ليليا من قبل؟” سألت.

“لا. انا قاصر،” اجاب.

مفهوم الملهى الليلي لم يكن سيئًا. كلمات الاغنية كانت تدور حول الاستمتاع طوال الليل، وكانت اغنية راقصة. قبل التراجع، الفرقة التي اشترت الاغنية مني كانت قد اختارت ايضًا مفهوم الملهى الليلي.

الا ان وجود قاصرين اثنين في الفريق جعل من الصعب قليلًا تصوير فيديو موسيقي بموضوع ملهى. اضافة الى ذلك، كان موضوع الملهى خيارًا شائعًا في ساحة الايدول، يقدم مخاطرة قليلة ومكاسب ضئيلة.

“او، ما رايكم بدل الذهاب الى ملهى، ان نجمع الناس في بلد اجنبي لاداء عرض في الشارع؟ مثل هذا.”

كان الفيديو يضم فرقة ايدول مخضرمة معروفة بعملها في الراب والهيب هوب. تميز بجرافيتي ملونة ومشاهد شارع مثيرة. كان الايدولز المخضرمون يرتدون ازياء شارع، والاجانب متجمعون امام مسرح مؤقت يستمتعون بالموسيقى.

لقد ناسب هذا المفهوم اجواء اغنيتنا، وكان المشاهد البصرية جميلة بحق. لكن، كانت هناك مشكلة.

“هل تظنون ان لدينا ميزانية للتصوير في الخارج ؟ حتى فديو ترسيمنا كان بأقل تكلفة”

هز يهيون راسه نافيًا.

قبل التراجع ،كانت فيديوهاتنا الموسيقية دائمًا منخفضة الميزانية، محلية الانتاج، الى ان نلنا بعض الشهرة. التصوير في الخارج لم يكن خيارًا مطروحًا غالبًا.

في الخارج؟ حتى الحصول على اذن بالذهاب الى “قرية باجو الإنجليزية”* للتصوير سيكون ضربة حظ. وخلق تلك الأاواء المحددة سيكون صعبًا ان صورنا محليًا.

“لنستمع الى فكرة منتجنا. إيدن، هل خطرت لك اي افكار اثناء كتابة الاغنية؟”

“ام، انا…“

*هو اصلا قصده ام جدته بس حسيت النص بيكون طويل هيه

*قرية مؤقتة على الطراز الانجليزي قرب الحدود الكورية

اتمنى انه واضح لكم الي بين النصوص{} هذا بالماضي احاديثهم بخصوص الملابس الي كانت تفشل . عاد بالترجمه الانجلزيه هذا وهي معتمده كان فيها اغلاط الصدق ما انتبهت انها بالماضي بالبداية رجعت للكوري و شفت كلامهم كان يضحك اكثر استغفرالله خهههههههههه

2025/08/20 · 20 مشاهدة · 1704 كلمة
Sylvia
نادي الروايات - 2025