"العرافة "
قرأ كاين الكلمات المبعثرة ،وقف ويداه في جيبه والقى نظرة على تلك الخيمة الارجوانية يبدو ان ثقافة العرافة والعديد من الاشياء لا تزال موجودة في هذا العالم ، حسنا هنالك سمات متشابهة في كلا العالمين ، لكن يبدو ان التكنلوجيا في هذا العالم تسير في طريق اخر ، واتجاه مختلف كليا
هذا ذكر كاين بالقلم في مكتبته و المسدس ذو الفوهة الغريبة و الة التكييف في متجر العقار السابق ، راى ايضا ادوات اخرى ، كانت ابعد من ذالك العالم في التصميم ، هنالك ايضا سكة حديدية يتم بنائها على بعد بضعة شوارع .
كل ما يمكن قوله ان التقدم يسير بسرعة وبثبات
فكر كاين ثم هز رأسه ، خطط للمغادرة من هنا ، وابتعد مسافة ثلاثة اقدام
" انتظر ايها الشاب " عندما سمع صوت يصدر في اذنيه .
"من هنالك !؟"
توقف و التفت كاين بأستعداد ، وحدق بجدية في كل الاتجاهات باحث عن مصدر الصوت
"هنا ، في الخيمة امامك "
هنالك ، التفك بسرعة نحو تلك الخيمة ، راى كاين زوج من البريق الارجواني يصدر من الظلمة داخل الخيمة ، جعله يشعر بالبرد ، احس بتلك العيون تتفحصه باهتمام كالاشعة السينية التي تنظر من خلال جسده
"اقترب "
سمع كاين هذا ، لكنه لم يتحرك فورا ، انتظر بجدية للحضات ثم تحرك نحو صاحب الصوت.
وقف امام مدخل الخيمة ، لم يستطع كاين النظر الى ما بالداخل ، لم يكن هنالك سوى ضلام دامس حجب البصر و الرؤية
" تفضل بالدخول "
جاءت اليه همساس ناعمة في اذنيه كما تحركت الاغطية لتوسع و تحثه على الدخول ، ، لو لم يعلم كاين بمصدر الصوت ،لعتقد ان احد تحدث بجانبه كان الصوت قريب ويصدر في اذنيه ، لكن لم يمتثل كاين لكلماتها ، لم يكن غبياً و ساذج بالثقة بشخص مجهول .
انحنى الى الاسفل و التقط حجارة ورمى بها في الظلام ، حذراً من مصيدة ما او فخاً
لم تكن هذه الامور غريبة في وطنه
سمع صوت ارتطام الحجارة بالارض ، رفع بصره ببطء
" بفهاهاهاها "
جاءت ضحكات عالية من الداخل
"هاها،،هاه ! " بصوت تنهدات مثير و مخدر " انت مضحك للغاية ،،،تعال لن اضرك ،انت لست مثير للاهتمام ، ايها ،،،المقدس " قالت
' مقدس ؟ما هذا ،،، '
انكمش جبينه ، كما اندلع شعور بالازمة .
من هي؟
لا اتذكر اني قدمت الى هنا سابقا ؟ او حتى هذا الصوت انه غير مألوف
خمن في قلبه
لكن الوقوف هكذا لن يكون حلاً ، ،
تحرك كاين بخطوات حذرة الى الخيمة عندما تجاوز العتبة اغلق المدخل تلقائيا .
ثم اشتعلت الشموع التي كانت على منضدة و انار الظلمة الدامسة ، هذا جعل كاين يرى ايضا الشخص الجالس امامه ، الشخص الجالس كان مغطى بعباءة سوداء حجبت الوجه ، كشف فقط اسفل الوجه وجزء من الرقبة .
تمكن كاين من تمييز جنس الشخص امامه
" اذا هل ان اسئل من هذه السيدة ولماذا ناديتني فجاة ، لا اتذكر ان كان لي لقاء معك "
خفظ قبعته وتكلم بجدية، لم يستطع رؤية ملامح وجهها ، كان الغطاء يكشف فقط عن شفتيها ، لكن رغم تعابيره كان جسده متشنجاً ومستعدا كذالك لاي حالة كانت
" هو هو ، انت حذر للغاية ، انا فاليسيا ، العرافة من حسن حضك ان تلتقي بي "
قلت المراة المدعوة فاليسيا بابتسامة صغيرة بنبرة احتوت على الفخر فيها
" انتِ فخورة لكونك عرافة فقط ؟ "
قال كاين ما يجور بخاطره فقط .
"همم ، لا ، لست فخورة بسبب هذا هنالك العديد من المستبصرين غيري ، لكن لن اخبرك بالسبب ، على اي حال بما اني دعوتك فهنالك غاية بالفعل"
قالت بغموض ،اسمع كاين اليها بصبر، لم يملك حل اخر سوى الصمت توقفت لوهلة ثم قالت " ما رئيك بلعب لعبة ما؟
صمت كاين ، احس بالعجز وقال بعبوس"دعوتني للعب لعبة ما ؟ الست عرافة تكشف المستقبل او الحظ ،شيء كهذا"
، ضحكت فاليسيا ولم تبدي اهتماما ، دون سماع موافقته ،اخرجت يديها حاملة كومة من البطاقات ثم قامت بخلطها بخفة ، في نفس الوقت احس كاين بشعور غريب عند النظر الى العرافة امامه ، كان يرى لوهلة انبعاث ارجاني غريب لكنه اختفى للحضة ، هذا الذي جعل ابتسامة فاليسيا المخفية تتوسع ، اثناء هذا حركت يديها بمهارة وقامت بنشر اثني عشر بطاقة كاشفة وجه البطاقات الى الاعلى.
" تفضل ايها السيد ، هذه لعبة مشهورة تسمى بلعبة القدر ، مجموعة من الشخصيات المرسومة على بطاقات يمكنك الاختيار احدى هذه البطاقات ، في ضهر كل بطاقة جمل قصير، قد تكون سؤال او مجرد كلمات ، بعد ان تختار واحدة عليك الاجابة على السؤال الذي اطرحه "
نظر كاين بصمت ،كانت البطاقات ذات رسوم مختلفة عن بعضها وتحتهن عبارات بسيطة ، اولهن صورة لرجل يحمل معولاً، فلاح ، والاخر شخص ييلوح بسيفه الى السماء ، السياف ، وبعدها الساحر ذو الرداء ، تليها رجل يرتدي ملابس فضفاضة بيضاء كالكهنة ، رجل يرتدي ملابس انيقة ويمسك بمسطرة ، المعلم ، العالم ، القاتل ، السارق ، المشعوذ ، الناسك ،والاخير رجل غير واضح المعالم ، يرتدي ملابس نبيلة وتحتها عبارة واحدة ، المكافح(المثابر) و اعلى يمين كل بطاقة نجوم من النجمة الواحدة حتى الثاني عشرة
كانت البطاقات مرتبة بصفيين ،كل واحدة منها مرسوم باتقان شديد
عندما مد كاين يده توقفت لوهلة شعر بالانجذاب الى تلك البطاقة ثم خفظ راحة يده والتقطها
نظر الى صورة البطاقة ، رجل مجهول الوجه ركلمات ذهبة تومض تحتها ،
المثابر
اختار كاين هذه البطاقة ، ابتسمت فاليسيا تحت الرداء ، نظر كاين الى المراة امامه ثم اعاد نظره الى يده ، قلب ضهر البطاقة ونظر الى الكلمات الناعمة المكتوبة بحذر شديد و بخط ناعم جدا
قرأ كاين بصوت واضح
" لكل شخص قدر و مصير ينتظره
خيوط القدر الغير مرئية ، انت الوحيد الذي يمكنه رؤيتها
لكنك لن تستطيع رؤيتها بعينيك المجردة ، انها ماتفة حولك بشدة
رغم هذا لن تستطيع فعل شيء مهما حاولت
عندما تموت ، ستموت لان الفدر اردك ان تموت فقط
وعندما تعيش ، ستعيش لان القدر ارادك ان تعيش
كل هذا بمشيئة القدر
كف عن المناضلة فقط لا سبيل للهرب من القدر ، ايها المقدس
"
ما هذا الهراء الذي الذي اقرئه؟ المقدس مرة اخرى
نظر كاين الى الكلمات ، قرئها مرتين ثم جعد كاين الورقة دون كلام ، ورمى بها على الطاولة ، تدحرجت حتى وصلت امام فاليسيا
رات فاليسيا ما فعله وهزت رأسها بابتسامة
" تعجبني ردات الفعل هذه رغم تكررها عشرات المرات "
التقطت الكرة الورقية واعادت ترتيبها بعناية شديدة تحت اعين كاين .
"انه كلام لا معنى له ، لذا لا عجب ان السابقون سيفعلون مثل ما فعلت "
سخر كاين ببرود في نبزة صوته
هذه النبرة الباردة ،جعلت فاليسيا تبتسم اكثر حتى تحولت الى ضحكات متكررة " هاهاها ، لماذا السيد كاين يبدو منزعج للغاية انها مجرد عبارات لا معنى لها "
منزعج ؟انا منزعج ، همف انها تتوهم الامر فقط
لماذا سانزعج
تشكلت قطرة من العرق التي سقطت على الارض ،انارت الشمعة على وجه كاين والذي بدا جامدا في مكانه
هذا الذي جعل كاين يغفل ان هذه المراة امامه نطقت باسمه
" لست منزعج ، اذا انتهيت من هذا ، ساغادرا حالا ، السيدة فاليسيا "
قال وتحرك للخروج من المكان المظلم هنا ، لم يستطع الانتظار للخروج من امام هذه المرآة الغريبة
لكن من الواضح انها لن تدعه يخرج بسهولة
" قبل ان تغادر يا سيدي ، لدي سؤال فقط "
توقفت كاين فجاة ، كما نظر الى فاليسيا بنظره متسائلة
" من هم السابقون الذين تتحدث عنهم؟"
ضاقت عيون كاين بشدة ، لم يستطع اخفاء انكماش حاجبيه ، واقسم حتى انه راى ابتسامة عريضة للغاية تمددعلى الوجه تحت العباءة
" هذا،،،لا اعرف"
حاول كاين تفسير هذا ، ارادت الكلمات ان تخرج من فمه لكنه توقف فجاة ، كما توسعت عينيه ، لم يعرف حتى ما كان يقصده هو نفسه
غطت يده وجهه وتعالت الصدمة في تعابيره
هذا ، انا ماذا كنت اقصد بهذا
لماذا قلت هذا اصلا ؟
هل هم اناس مثلي جاءو الى هنا.
دارت افكار بجنون في دماغه عندما مر نسيم خافت و سمع همسات تدغدغ اذنيه
" كان لقاء مميزا حقا ، حتى القاء التالي ، امل ان تعيش حياة هانئة، ايضا انتبه ، سيهاجمك ذئب بعد ايام قليلة "
صرت الانفاس الدافئة على الاحرف الاخيرة بقوة ،اهتزت تعابيره و التفت كاين الى الخلف بسرعة لدرجة سقطت قبعته الاسطوانية على الارض .
لكنه صدم في لحضة ، اختفت الخيمة التي كان تحتها تماما ولم يتبقى اثر مرت الرياح فقط حاملة معها اوراق ممزقة متطايرة ، كما لو لم تكن هنا اصلا ، تسلل ضوء الشمس على جسده مرة اخرى
" اين اختفت ،،،،مهلا ، مهلا ماذا تقصدين بكلامك هذا!!"
صاح كاين بقوة ، وانكمشت عيناه ، نضر الى الفراغ محاولا سماع صوت تلك العرافة الغريبة
لكن دون فائدة لم يجب على صوته سوى صوت نحيب بعض المتشردين على الشارع المقابل
هذا جعل كاين يصر يده لدرجة انها بدأت ترتجف قليلا
" تلك ،،،،،"
تباً ما هذا الهراء ، عرافة لعينة تتفوه بكلمات غريبة ثم تغادر
هاه ، ،، اهداء ، لا فائدة من الغضب حاليا ،لقد فقدت نفسي قليلا ، زرع المحاصيل يكون بملتقين ، وضع البذور في الارض و الاخر هو الرجوع مرة اخرى لحصدها
سيكون هنالك لقاء اخر بالتأكيد
صرت اسنانه ثم تنهد بعمق ، هدء من روعه التقط قبعته من الارض وقام بطرد الغبار بيده ووقف في مكانه
ثم عاد كاين ادراجه الى منزله .
،،،،
،،،،
كان كاين يسير في شارع الزهور ، كما عرف لماذا سمي بهذا ، على جانبي هذا الطريق نصبت اكشاش لبيع مختلف الازهار ، الوردي و الاحمر و الالوان الاخرى اعطى ذالك بهجة و نظرة سارة للمار ، في الواقع كان والد كاين الاصلي هو من سمح بنصب هذه المحلات والا لما تمكنوا من نصبها هنا بالقرب من مساكن احد النبلاء حتى وان كان من درجة منخفضة ، بالطبع لم يكن كاين يعرف بكل هذا .
كان يسير بصمت على طول الطريق يفكر بجدية في لقائه السابق مع العرافة ، اكثر ما ازعج كاين هو عدم مقدرته على الحصول على اجابة لكل شيء .
السابقون؟انا متاكد من هذه الكلمات خرجت من فمي ،وانا اعي بذالك ، لها معنى ما يا ترى؟
ولا اتذكر اي لقاء كان مع اي عرافة من قبل
هاه،،،لا معنى من هذا ، الاهم من كل شيء
قالت : سيهاجمك ذئب بعد ايام قليلة
'هل هذا هراء اخر؟ ،ذئب في مدينة؟الامر اشبه بنكتة، لكنها قالت ذالك ، لا يمكنني تصديق هذا بسهولة لكن ، في نفس الوقت علي اخذ حيطتي من الامر '
رغم انزعاج كاين من الامر ، الا ان شعور مزعج في قلبه يخبره باخذ كلامها بالحسبان
على اي حال ، لن يضر ذالك
خرج كاين من دائرة الافكار وصل الى باب الحديقة المطلة لمنزله ، اخرج مفاتيح من الجيب الداخلي للسترة ودخل الى الحديقة
كان هنالك ممر من البلاط يؤدي الى باب القصر ، وعلى جانبه ارض خضراء
كما كان هنالك ممر اخر الى نافورة وسط الحديقة لسيدة ذو شعر طويل و نبع ماء يقذف من عصى ممسكة في يدها
القى كاين نظره عليها ثم توجه الى منزله
طرق الباب مرتين وانتظر ، لم يستمر طويلا سمع صوت خطوات يقترب نحو الباب
' انه ليس ادورد ،،،'
تمكن كاين من تمييز خطوات ادورد عن غيرها ، كانت خطوات ادورد بطيئة وهادئة
صوت الخطوات القادم بدا متسرعا و ذو نقرات اكثر وضوحا على الارض
' هل هي الخادمة الاخرى'
خمن ، لم يكن هنالك جواب غير هذا في ذهنه ، لم يعتقد ان احد ما سيزوره ولا حتى يقوم بفتح الباب بنفسه
نقر
جاء صوت فتح الباب ، وراى ايضا الشخص امامه بوضوع شديد ، فتاة ذو بشرة صحية و شعر كحلي وعيون واسعة
استقبلته بابتسامة مرتدية ملابس الخادمة ، انحنت الى الاسفل
" مرحبا ، سيدي ،،،،،"
صمتت لوهلة
" نيا~"
اراد كاين الدخول الى المنزل لكنه توقف فجاة، التفت بغرابة على وجهه اليها ، نظر من الاعلى الى الاسفل ثم قال
" ما هذا ؟ "
" هاه، سيدي ماذا تقصد ،،،،نيا~ "
…
" ،، انه يوم سيء بحق "
اعتقد ان اليوم هو سوء حظه فقط ، لم يعلم ماذا التقط والده ، دون اهتمام للخادمة الغريبة الاطوار امامه دخل الى المنزل
وتوجه نحو غرفته .
،،،،،،