ما قبل الليلة الأولى

عندما أراد الملك شهريار ذات مرة المغادرة من مدينته, جمع جميع أشيائه, لكنه نسي شيء, فعاد ووجد زوجته على فراشه تعانق عبدا أسودا, فسل سيفه وقطع عنقهما.

ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتًا بكرًا يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء.

أمر الملك الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتًا فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خائف على نفسه من الملك .

وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال, الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد, وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين.

قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها: "مالي أراك متغيرًا حامل الهم والأحزان؟ "

وقد قال بعضهم في المعنى شعراً :

قل لمن يحمل هماً

إن همًا لا يدوم

مثل ما يفنى السرور

هكذا تفنى الهموم

فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك فقالت له: "بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه " فقال لها: "بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبدًا " فقالت له: "لا بد من ذلك "

فجهزها وطلع إلى الملك شهريار. كانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها: "إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي (يا أختي حدثينا حديثًا غريبًا نقطع به السهر) وأنا أحدثك حديثًا يكون فيه الخلاص إن شاء الله "

ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال: "أتيت بحاجتي " فقال: "نعم "

فلما أراد أن يدخل عليها بكت فقال لها: "ما بك؟ " فقالت: "أيها الملك إن لي أختًا صغيرة أريد أن أودعها " فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون فقالت لها أختها الصغيرة: "بالله عليك يا أختي حدثينا حديثًا نقطع به سهر ليلتنا " فقالت: حبًا وكرامة إن أذن الملك المهذب "

فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث .

----------------

تنسيق : الإمبراطور

2017/06/10 · 713 مشاهدة · 368 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024