الفصل 149 - ملك الأسد التنيني ومكوك اختراق الفراغ، يأس البشر!
________
في الوقت الذي كان فيه الراهب السماوي نيان شوان ينتظر لو تشانغ شنغ بفارغ الصبر، كان الشخص المعني قد وصل بالفعل إلى مرعى شاسع يبعد مائتي ألف ميل، حيث كان المناخ حارًا بشكل غير طبيعي.
في قلب هذا المرعى الشاسع، وقفت مجموعة من القصور الشاهقة التي تغطي مساحة هائلة.
كان هذا هو مسكن ملك الأسد التنيني، أحد سياديي الشياطين الثمانية الكبار.
كان ملك الأسد التنيني معروفًا بحبه للترف والبذخ، وكانت هذه القصور مزينة بشكل فاخر ومنحوتة بشكل رائع، وكل مبنى فيها يجمع بين الدقة والعظمة المهيبة.
قيل إنه من أجل بناء هذه القصور، بلغ عدد الحرفيين البشر الذين ماتوا من الإرهاق وحده ما يقرب من مائة ألف.
بمسحة واحدة من إحساسه السماوي، اكتشف لو تشانغ شنغ أن هناك كميات كبيرة من العظام البشرية مدفونة تحت العديد من المباني.
"من هناك؟"
أثار إحساس لو تشانغ شنغ السماوي انتباه ملك الأسد التنيني الذي كان يستمتع بوقته في القصر.
عندما يتعلق الأمر بالمتعة، كان يحتل المرتبة الأولى بين سياديي الشياطين الثمانية، ولم يجرؤ أحد على احتلال المرتبة الثانية.
في تلك اللحظة، كان يشاهد رقصة "تنافس مائة أسد على الجمال" التي قدمتها له جميلات عشيرة الأسود، عندما اجتاح إحساس سماوي هائل المكان فجأة.
لقد جعل ذلك قلبه، هو سيادي محنة من المحنة الخامسة، يرتجف.
"الشخص الذي سيأخذ حياتك!"
هبط لو تشانغ شنغ في القصر، واجتاحت نظرته الباردة ملك الأسود العجوز الذي كان جالسًا على العرش، وعلى وجهه مزيج من الرعب والغضب.
ثم رفع ساقه وداس بقوة.
بوووم!
تدفقت قوة مرعبة لا يمكن تصورها من جنين لو تشانغ شنغ السماوي، وتجمعت في النهاية تحت قدمه.
بدوسة واحدة، كان الأمر أشبه بانفجار مجموعة من الصواعق!
موجة مرعبة كالرعد، متمركزة حول ساقه اليمنى، جرفت معها مساحة كبيرة من الألواح الحجرية المكسورة والتراب، وانتشرت في كل الاتجاهات!
بووم! بووم! بووم!
في أقل من بضعة أنفاس، انهارت مجموعة المباني بأكملها وسط دوي اهتزازات الهواء الصاخبة!
"آآآه!"
دوت صرخات لا حصر لها ممزوجة بأصوات تحطم العظام.
لا يُعرف عدد خبراء عشيرة الأسود الذين لقوا حتفهم في هذه الموجة العنيفة من التشي!
"أيها البشري، هل تريد تمزيق ميثاق شين وو وإثارة حرب بين العرقين؟"
زأر ملك الأسد التنيني، وكشف عن جسده الحقيقي الذي يبلغ ارتفاعه مئات التشانغات، وكانت هيبته الوحشية تغطي السماء!
"حرب بين العرقين؟ هل أنت مؤهل حتى للتحدث عنها؟"
سخر لو تشانغ شنغ ببرود، وشكل أصابعه الخمسة في قبضة مرعبة، وفي وسط صوت تمزق الهواء الذي يشبه عويل الأشباح ونحيب الذئاب، هاجم ملك الأسد التنيني!
توهجت عينا ملك الأسد التنيني بالغضب، وصفع بمخلبه إلى الأسفل، وكأنه على وشك سحق نملة.
ولكن، بمجرد أن تلامسا.
بانغ!
تحطمت ساق ملك الأسد التنيني الأمامية اليمنى بالكامل إلى شظايا لا حصر لها من اللحم والدم.
بعد ذلك، ضربت الرياح العاتية جسده، وقبل أن يتمكن حتى من إطلاق صرخة، مزقته قبضة لو تشانغ شنغ العنيفة إلى لحم ودم ملأ السماء، وصبغ مساحة كبيرة من العشب وأنقاض القصر باللون الأحمر!
"أيها البشري، انتظر وسترى، سأجعلك تدفع ثمن هذا بالدم!"
انطلق ضوء فضي صغير من وسط اللحم والدم المتناثر، وهرب نحو البعيد بسرعة يصعب حتى على سيادي محنة من المحنة السابعة مجاراتها.
"كما هو متوقع من سلاح الداو العلوي، مكوك اختراق الفراغ. إن وقوع مثل هذا الكنز السماوي في يديك هو إهدار حقيقي!"
شاهد لو تشانغ شنغ الضوء الفضي الذي اختفى بسرعة من مجال رؤيته وأثنى عليه من أعماق قلبه.
كان مكوك اختراق الفراغ هذا كنزًا حصل عليه سلف من عشيرة الأسود قبل ثلاثة آلاف عام بعد أن نجا من الموت بأعجوبة أثناء رحلته في بحر ضباب الموت.
قيل إنه السلاح المصيري لخبير قوي من طائفة هروب السماء، إحدى الطوائف العشر الكبرى في العصور القديمة.
وبفضل هذا الكنز تحديدًا، أصبحت عشيرة الأسود واحدة من الأعراق التي لا يجب استفزازها.
ففي النهاية، كانت قدرتهم على الهروب قوية للغاية، وإذا فشلت في قتلهم، فستواجه انتقامًا مجنونًا.
لكن لو تشانغ شنغ لم يكن قلقًا على الإطلاق، وبدأ في مطاردته بوتيرة هادئة وغير متسرعة.
بعد مطاردة استمرت لأكثر من ثلاثين ألف ميل، توقف.
لأنه أمامه، كان هناك طفل يبلغ ارتفاعه أكثر من أربعة تشانغ ويشبهه في الملامح، كان الطفل يمسك بكتلة من الروح في يد، ويتلاعب بمكوك فضي في اليد الأخرى.
كان هذا الطفل بالطبع هو جنين لو تشانغ شنغ السماوي.
في اللحظة التي دُمر فيها جسد ملك الأسد التنيني، كان الجنين السماوي قد ثبّت نظره بالفعل على روحه.
على الرغم من قوة مكوك اختراق الفراغ، إلا أن مستوى ملك الأسد التنيني كان منخفضًا جدًا، فهو مجرد سيادي شيطاني من المحنة الخامسة، ولم يستطع إطلاق العنان حتى لعُشر قوة المكوك. كيف له أن يهرب من جنينه السماوي الذي يعادل قوته سيادي محنة من المحنة الثامنة؟
"أيها البشري، هل تريد أن تكون عدوًا لعرق الشياطين؟"
اهتزت روح ملك الأسد التنيني باستمرار وأطلقت زئيرًا غاضبًا.
"يبدو أنك لا تزال تعتقد أن عشيرتك هي سندك القوي. بما أن الأمر كذلك، دعني أرسلك لترى أصدقاءك القدامى!"
وضع لو تشانغ شنغ روح ملك الأسد التنيني مباشرة في زجاجة تحويل الروح. ملك الأسد التنيني الذي كان يزأر بغضب قبل لحظة، تجمد في مكانه بمجرد دخوله الزجاجة.
ملك الثعلب الأبيض، ملكة العنكبوت السام، ملك النمر الإلهي، وملك التنين الشيطاني... كيف هم جميعًا هنا؟
ملك الثعلب الأبيض لا داعي للحديث عنه، فقد كان الأضعف بين سياديي الشياطين الثمانية.
لكن ملك النمر الإلهي وملك التنين الشيطاني كانا كلاهما من سياديي الشياطين من المحنة السادسة!
خاصة ملك التنين الشيطاني، الذي كان يحكم مغارة السماء الشيطانية، حتى سيادي محنة من المحنة التاسعة سيجد صعوبة في اختراقها في وقت قصير.
كيف يمكن أن يلقى هو الآخر هذا المصير المروع؟
"مستحيل! مستحيل تمامًا!"
"لابد أن ذلك البشري اللعين قد أعد لي وهمًا لهزيمة إرادتي الحديدية، ثم استغلال الفرصة لصقل روحي!"
تمتم ملك الأسد التنيني لنفسه، وكأنه اكتشف حقيقة ما، مما ترك سياديي الشياطين الآخرين عاجزين عن الكلام.
"دعوه وشأنه، دعه يهدأ قليلاً."
"هل تعتقدون أن لو تشانغ شنغ هذا ينوي حقًا قتلنا جميعًا؟"
"من الصعب القول!"
"هل سيصبح عرق الشياطين العظيم في الصحراء الغربية تابعًا للجنس البشري؟"
"أرى أننا سنصبح طعامًا في الغالب."
"اصمت أيها الخائن!"
...
تجاهل سياديو الشياطين ملك الأسد التنيني، وبدأوا في الشجار فيما بينهم.
...
جبل ريش الثلج، يبلغ ارتفاعه أكثر من تسعة آلاف متر.
فوق منتصف الجبل، كانت الثلوج الكثيفة تغطي كل شيء.
ومع ذلك، على طول الطريق الجبلي، كانت هناك قوافل طويلة من العربات تتجه نحو مجموعة المباني على قمة الجبل.
السبب بسيط، فقد كان اليوم هو يوم تقديم الجميلات كجزية لملك ريش الثلج، وهو حدث سنوي.
نعم، جميلات بشريات بالمعنى الحرفي للكلمة.
بشكل عام، حتى بعد التحول إلى شكل بشري، كان سياديو الشياطين يفضلون الإناث من عرقهم.
لكن ملك ريش الثلج كان استثناءً.
كان يفضل النساء البشر، وبعد الاستمتاع بهن، كان يحب أن يأكل قلوبهن وأكبادهم.
في ذروته، كان بإمكانه أن يأكل قلوب وأكباد أكثر من مائة جميلة في ليلة واحدة.
ونتيجة لذلك، كانت هناك حاجة إلى عدد هائل من النساء البشر.
وكانت العشائر التابعة له مضطرة لتقديم الجزية له باستمرار.
على ارتفاع أكثر من ستة آلاف متر على سفح الجبل، وسط كومة من الصخور المدفونة تحت الثلج الكثيف، لم يكن أحد يعلم أنه يختبئ هنا خمسة عشر خبيرًا بشريًا.
لقد اندمجوا مع البيئة المحيطة، وتم إخفاء هالتهم بواسطة كنز غريب، ولم تظهر أي علامة عليهم.
"أيها الشيخ وو، لقد وصل قفص السجن، هل نتحرك؟"
وسط الصخور، أشار خبير بشري إلى الرجل ذي الوجه العريض الذي يقودهم، بعد أن رأى قفص سجن يحبس فتاة ترتدي فستانًا أزرق يمر ببطء في الأسفل.
لكن الرجل ذا الوجه العريض، وو فانغ، لم يرد، بل نظر إلى الأمام بعينين مليئتين بالرعب.
هناك، ظهر شاب شيطاني ذو شعر فضي منسدل على كتفيه ويرتدي معطفًا من الريش الأبيض، لا أحد يعلم متى ظهر. قال الشاب الشيطاني بسخرية: "يا له من يوم حافل، لقد أتى أيضًا أكثر من عشرة فئران صغيرة!"
"ملك... ملك ريش الثلج!"
ظهرت مرارة على وجه وو فانغ، الكنز الغريب الذي كانوا يرتدونه لإخفاء هالتهم، على الرغم من أنه كان بإمكانه خداع الشياطين الكبرى، إلا أنه بالتأكيد لا يستطيع خداع سيادي شيطاني!
وإحساس سيادي شيطاني السماوي، كان كافيًا لتغطية جبل ريش الثلج بأكمله!
بالطبع، لن يطلق سيادي شيطاني إحساسه السماوي في كل وقت، لأن ذلك يستهلك الكثير من قوة الروح، وعادة ما يفعلون ذلك فقط في ظل ظروف خاصة.
في الواقع، كان وو فانغ ومجموعته يراهنون، يراهنون على أنهم سيتمكنون من اختطاف الفتاة ذات الفستان الأزرق واستخدام تشكيل الانتقال الذي أعدوه للمغادرة قبل أن يستخدم ملك ريش الثلج إحساسه السماوي للتحقق!
من الواضح أنهم خسروا الرهان.
لم يخسروا كل شيء فحسب، بل سيفقدون حياتهم أيضًا.
_____
سيناريو 'صفع وجه' سيء آخر . . .