الفصل 159 - أريد منكم، يا بلاط تشين الإمبراطوري، أن تتخذوني سيدًا لكم!
_______
كان شيانغ تشو قد دعا باي تشونغ في الأصل إلى هنا لمناقشة مسألة التعاون.
عشيرة شيانغ من مقاطعة نان هي سلالة الجنرال الشهير شيانغ يان من دولة تشو في فترة ما قبل تشين، ورغبتهم في إحياء دولة تشو لم تنقطع منذ ألفي عام. أما عشيرة باي من مقاطعة مي، فهي من نسل "إله القتل" باي تشي. في ذلك الوقت، كانت إنجازات باي تشي عظيمة لدرجة أنها طغت على سيده، مما أثار شكوك ملك تشين وأدى إلى إعدامه. ومنذ ذلك الحين، كانت علاقة عشيرة باي بالبلاط الإمبراطوري لتشين باردة دائمًا.
لطالما أراد شيانغ تشو التعاون مع عشيرة باي، لكن موقف باي تشونغ كان دائمًا غامضًا. مؤخرًا فقط، لان موقفه أخيرًا ووافق على لقاء، لكن ظهور لو تشانغ شنغ أفسد كل شيء.
بمجرد ظهور لو تشانغ شنغ، كلما كان مستوى زراعة الشخص أعلى، كلما شعر بالضغط المرعب بشكل أوضح. بطبيعة الحال، لم يكن لدى الرجلين أي رغبة في مناقشة أمور أخرى.
"لم أكن لأتخيل أبدًا! بعد ألفي عام، ظهر أخيرًا سيادي محنة من المحنة التاسعة!" قال باي تشونغ بنبرة مليئة بالحسرة.
نعم، منذ أن وحّد الإمبراطور الأول القارة الوسطى ثم مات فجأة، لم يظهر أي سيادي محنة من المحنة التاسعة في الجنس البشري مرة أخرى!
فكر في عصر الفلاسفة المئة في العصور الوسطى، كان سياديو المحنة من المحنة التاسعة يظهرون بلا انقطاع! وحتى بعد نهاية عصر الفلاسفة، كان يظهر واحد كل مئتين أو ثلاثمئة عام.
ولكن منذ توحيد القارة الوسطى، بدا وكأن العالم قد دخل "عصر انقطاع الداو"، وأصبح الوصول إلى مستوى سيادي المحنة التاسع أمرًا بعيد المنال تدريجيًا.
وكان الإمبراطور الأول، تشين تشنغ، هو آخر زهرة متألقة قبل عصر انقطاع الداو.
"ظهوره ليس بالضرورة أمرًا جيدًا! قبل بضعة أيام، وجدني تشاي شينغ زي وقال إن لو تشانغ شنغ هذا من المحتمل جدًا أن يكون نجم الشيطان، وطلب مني ومن سياديي المحنة الآخرين التعامل معه. الآن، يبدو أن ما قاله تشاي شينغ زي لم يكن مخطئًا!" شمّ شيانغ تشو ببرود.
على الرغم من أنه أظهر الازدراء للو تشانغ شنغ بكلماته، إلا أن قلبه كان يشتعل بالغيرة الشديدة. لو كان يمتلك مثل هذه القوة، لما احتاج إلى التجول في كل مكان لكسب قلوب الناس تحت راية إحياء دولة تشو، بل كان بإمكانه أن يعلن نفسه إمبراطورًا مباشرة.
"وماذا لو كان نجم الشيطان؟ هل تجرؤ على مهاجمته؟" قال باي تشونغ بهدوء.
صمت شيانغ تشو.
بعد فترة طويلة، تحدث شيانغ تشو أخيرًا: "أنا بالفعل لا أجرؤ على مهاجمته، لكنه هو أيضًا لا يجرؤ بالتأكيد على مهاجمة بلاط تشين الإمبراطوري!"
من في هذا العالم لا يعرف مدى قوة 'تشكيل السلف التنين'؟ حتى لو أتى سيادي محنة من المحنة التاسعة، فلن يحصل على أي ميزة. إذا تجرأ لو تشانغ شنغ هذا على الهجوم بتهور، فمن المحتمل جدًا أن يصاب، وعندها سيفقد ماء وجهه تمامًا.
ولكن، ما إن أنهى شيانغ تشو كلامه، حتى انفجر جسد الخصي وي تاي شيان، الذي كان يحلق في الجو، مثل الألعاب النارية.
سيادي محنة من المحنة الثانية، أمام لو تشانغ شنغ، لم يكن لديه أي قدرة على المقاومة!
"لو! تشانغ! شنغ! هل تنوي حقًا أن تكون عدوًا لتشين العظمى؟!"
عندما رأى لو تشانغ شنغ يقتل مباشرة الخصي حامل الختم ــ وي تاي شيان الذي أرسله، لم يعد بإمكان الإمبراطور تشيان مينغ كبح غضبه. خرج من قاعة التناغم الأعلى، ووقف في الجو، وصرخ متسائلًا.
"عاش جلالة الإمبراطور! عاش! عاش!"
عند رؤية شخصية الإمبراطور تشيان مينغ، ركع العديد من عامة الناس وهتفوا بصوت واحد. لم يقتصر الأمر على العامة، فبمجرد النظر إليه، حتى المحاربون ذوو الإرادة الفولاذية شعروا برغبة لا تقاوم في الركوع. لأن الشخص الذي أمامهم لم يكن يمثل شخصًا واحدًا، بل كان يمثل هذه السماء، وهذه الأرض، وهذه السلالة الحاكمة بأكملها!
"عدو؟"
ظهرت نظرة السخرية في عيني الرخ.
ثم أضاءت السماء فجأة، واختفى الرخ، ولم يتبق في مكانه سوى شاب يرتدي ملابس بيضاء، يبدو كخالد نزل إلى عالم الفانين.
"بلاطكم الإمبراطوري، يا سلالة تشين، ليس مؤهلًا ليكون خصمي!"
انتشر صوت الشاب المهيب، كصوت قادم من السماء التاسعة، في كل ركن من أركان المدينة الإمبراطورية، ثم تابع بهيبة لا تقبل الجدال: "إذا كنتم على استعداد لاتخاذي سيدًا لكم، فقد أترك لكم طريقًا للنجاة!"
"ما... ماذا؟"
'يريد من بلاط تشين الإمبراطوري أن يتخذه سيدًا؟'
في لحظة، قفز قلب باي تشونغ وشيانغ تشو في مبنى مطر الوادي. لم يتوقعا أن يكون هذا هو هدف لو تشانغ شنغ. أي نوع من الغطرسة والطغيان هذا؟
ومع ذلك، لم يأخذ عامة الناس والمحاربون في المدينة الإمبراطورية الأمر على محمل الجد. منذ أن اجتاح الإمبراطور الأول الممالك الست، وبغض النظر عن عدد الأبطال والطامحين الذين ظهروا في العالم، لم يتمكن أحد من الإطاحة بمكانة بلاط تشين الإمبراطوري المطلقة.
قال البعض إن هذا بسبب أن بلاط تشين الإمبراطوري يحظى بتفويض سماوي، وقال آخرون إن ذلك بفضل الإجراءات التي تركها الإمبراطور الأول. بغض النظر عن السبب، ظل البلاط الإمبراطوري دائمًا في مكانة سامية.
على الرغم من أن المجنون الذي ظهر اليوم كان قويًا جدًا، إلا أن فكرة إسقاط بلاط تشين الإمبراطوري الذي استمر لألفي عام وأصبح أسطورة تقريبًا من عرشه، لم يعتقد الجميع أن هناك أملًا كبيرًا في نجاحها.
تغير لون وجه الإمبراطور تشيان مينغ في الجو بين الأزرق والأبيض، وصرّ على أسنانه من شدة الحقد. لم يتوقع أن يكون هذا الرجل متغطرسًا إلى هذا الحد، ويريد من البلاط الإمبراطوري أن يتخذه سيدًا!
صرخ الإمبراطور تشيان مينغ بصوت حاد: "يا له من تمرد على الداو! يستحق الإبادة لتسعة أجيال!"
في الوقت نفسه، ارتفع إمبراطور في منتصف العمر، يرتدي رداء التنين الأسود، وحزامًا من اليشم حول خصره، ويحمل سيف تنين ابن السماء، من الباحة الخلفية لقصر شيان يانغ.
"نحيي الإمبراطور الأعلى!"
انحنى العديد من الحراس الإمبراطوريين والخصيان الكبار بعيون ملتهبة بالحماس.
إن هيبة الإمبراطور الأعلى تشين جون يي في القصر الإمبراطوري لم تكن أبدًا أضعف من هيبة الإمبراطور الحالي تشيان مينغ.
قمع تشين جون يي غضبه وقال: "لقد وحّدت تشين العظمى العالم، واستقر نظام حكمنا، وهذا هو القدر المحتوم. حتى لو كانت قوتك تسيطر على العالم، فلا تحلم بالقيام بعمل يتحدى السماء!"
ضحك لو تشانغ شنغ: "عمل يتحدى السماء؟ إنك تبالغ في تقدير نفسك! لولا أن تشين تشنغ أنفق قدرًا هائلاً من الموارد البشرية والمادية لإنشاء تشكيل التنين المقدس للأراضي الثماني، لكان بلاطكم الإمبراطوري قد أبيد مرات لا تحصى! حتى بدوني اليوم، لم يتبق لسلالتكم سوى بضعة عقود من الحكم!"
"كلام شيطاني يضلل الناس، تستحق الموت!"
كان "تشكيل التنين المقدس للأراضي الثماني" سرًا مطلقًا للبلاط الإمبراطوري، حتى داخل العشيرة الإمبراطورية، لم يكن يعرفه سوى عدد قليل من الأشخاص. والآن بعد أن كشفه لو تشانغ شنغ مباشرة، لم يعد بإمكان تشين جون يي قمع غضبه. لوح بيده، وتم تفعيل "تشكيل السلف التنين" بكامل قوته.
هوو! هوو! هوو!
تكثف من "تشكيل السلف التنين" تسعة تنانين ذهبية يبلغ طول كل منها آلاف الأمتار، واندفعت نحو لو تشانغ شنغ بأنياب ومخالب مكشرة، وكأنها لن تتوقف حتى تمزقه إربًا.
كانت هذه التنانين الذهبية التسعة قد تشكلت من طاقة التنين التي تراكمت لدى سلالة تشين على مدى ألفي عام، وهي أساس قوتها. حتى سيادي محنة عادي من المحنة التاسعة سيكلفه خسارة كبيرة، بل وقد يصاب، إذا واجهها مباشرة. أما سيادي المحنة من المحنة الثامنة، فسيواجه خطر تشتت روحه.
كان لو تشانغ شنغ يعلم بالفعل من جهاز المحاكاة أن عين التشكيل تقع في بئر جاف في الفناء الخلفي لقصر تشينغ، وطالما دمر عين التشكيل، فإن تشكيل السلف التنين سينهار من تلقاء نفسه. بل وبفضل خبرته كسيد تشكيلات، لم يكن بحاجة حتى للبحث عن عين التشكيل، بل كان بإمكانه استهداف نقاط ضعف التشكيل مباشرة وتحطيمه في غضون عشرة أنفاس.
ولكن كلتا الطريقتين كانتا مزعجتين للغاية بالنسبة للو تشانغ شنغ. اختار طريقة أبسط وأكثر مباشرة.
في لحظة، ظهر نور يرمز إلى 'النور العظيم' و'العظمة اللامتناهية' من جسد لو تشانغ شنغ، مما جعل وجه تشين جون يي يتغير بشكل جذري: "هذا..."
هوووش!
مع تلاطم الرياح والسحب، أطلق لو تشانغ شنغ العنان لقوته دون أي تحفظ.
تدفقت قوة روحه بجنون، مستدعية القوة العظمى اللامتناهية بين السماء والأرض.
بدأت هالة مرعبة تنتشر من جسده.
رفع لو تشانغ شنغ يده اليمنى، وقبض أصابعه الخمسة، وشكل ختم قبضة.
"《قبضة النور العظيم، الحركة الأولى – التاتهاتا ينقل الدارما!!!》"
غطى الضوء الساطع إلى أقصى حد بريق الشمس في السماء، وانتشر على الفور في جميع أنحاء المدينة الإمبراطورية.
فوق مدينة شيان يانغ، ظهر مشهد عجيب فجأة.
بوذا ذهبي ضخم للغاية امتد عبر السماء، كما لو أن بوذا نزل إلى العالم.
فجأة، رفع ذراعه الذهبية، وثنى أصابعه الخمسة، وشكل لكمة قادرة على إبادة السماء والأرض!
"هذا..."
في مبنى مطر الوادي، قفز شيانغ تشو وباي تشونغ على أقدامهما، وتغيرت ملامحهما فجأة: "...《قبضة النور العظيم》 التي فُقدت لآلاف السنين!!!"