الفصل 55 - براعة الممثل في أداء دوره، وقوة لو تشانغ شنغ المرعبة!
______
"سيادة الطائر القرمزي، لقد أحسنتِ صنعاً!"
فجأة، صعد رجل في منتصف العمر ذو وجه مربع إلى الطابق العلوي، وفي يده نصل طويل يلمع بضوء أزرق.
"سيد أعظم في السابعة عشرة من عمره، هيهيهي، سيموت اليوم على أيدينا!"
كرة لحمية مستديرة سقطت من السقف، وارتدت على الأرض بضع مرات، مما أفزع الغانيات الأربع اللاتي صرخن وتقلصن في زاوية الغرفة.
"وهذا ما يسمى 'منذ الأزل، كان من الصعب على الأبطال تجاوز فخ الجمال'!"
قفز رجل يرتدي زي عالم كونفوشيوسي في منتصف العمر من النافذة وقال وهو يبتسم.
"أنتم سيادات الطائفة الشيطانية الثلاثة: التنين اللازوردي، والسلحفاة السوداء، والنمر الأبيض؟"
هز لو تشانغ شنغ رأسه، وبدا أن عقله قد استعاد بعضاً من وعيه. ثم صفع الطاولة بغضب شديد وقال: "أنتم مجرد مهرجين تافهين لم تصلوا حتى إلى عالم السيد الأعظم، وتجرؤون على التبجح بأخذ حياتي، أنا لو؟"
بعد ذلك، نهض وهو يترنح، وعندما كان على وشك الهجوم، تجمدت ملامحه فجأة. استدار برأسه ببطء، ونظر إلى سيادة الطائر القرمزي بصدمة وعدم تصديق: "ماذا فعلتِ بي؟ لماذا لا أستطيع استخدام الغانغ خاصتي..."
سخر التنين اللازوردي ببرود: "لا داعي للتخمين، لقد وضعت سيادة الطائر القرمزي 'مسحوق تشتيت الخالدين' في النبيذ الذي شربته!"
"ماذا!"
ظهر اليأس في عيني لو تشانغ شنغ.
مسحوق تشتيت الخالدين!
السم الأول في عالم الجيانغ هو!
في الماضي، كان "نصل الطاغية" هو بينغ، الذي عُرف بأنه أفضل مستخدم للنصل في العالم، قد مات بعد أن تسمم بهذا السم!
لهذا السم تأثيران:
الأول، من يتناوله، لن يتمكن من استخدام أي جزء من طاقته الحقيقية أو الغانغ لمدة ساعتين.
الثاني، من يتناوله، سيموت حتماً في غضون ثلاثة أيام، حتى لو نزل إله من السماء فلن يستطيع إنقاذه، ومن هنا جاء اسمه "مسحوق تشتيت الخالدين".
"لم أتوقع أبداً، أن ألقى نفس مصير نصل الطاغية هو بينغ..."
خفض لو تشانغ شنغ رأسه وابتسم بسخرية، وامتلأ وجهه بالمرارة.
كان التنين اللازوردي ورفيقاه يشاهدون كل هذا باهتمام، فمشاهدة يأس سيد أعظم عبقري كانت متعة بالنسبة لهم.
ثم نظر لو تشانغ شنغ مجدداً إلى سيادة الطائر القرمزي، وظهرت في عينيه نظرة ألم: "لقد وثقت بكِ كثيراً، لم أتوقع أنكِ ستخونينني في النهاية..."
وبينما كان يقول ذلك، بدا وكأنه على وشك أن يذرف بضع دموع، مما جعل سيادة الطائر القرمزي عاجزة عن الكلام. لم تتمالك نفسها ووجهت إليه نظرة لوم: "سيدي، الفريسة قد وقعت في الفخ بالفعل، إلى متى ستستمر في هذا التمثيل؟"
عند سماع ذلك، استقامت ملامح لو تشانغ شنغ، وسعل قائلاً وهو يتمتم: "ألا تعرفين ما يسمى 'براعة الممثل في أداء دوره'؟ أنا أسعى للكمال، هل تفهمين؟"
"أنت لم تتسمم؟"
صُدم التنين اللازوردي صدمة شديدة. لقد رأوا بأم أعينهم سيادة الطائر القرمزي وهي تضع مسحوق تشتيت الخالدين في النبيذ، ورأوا بأم أعينهم لو تشانغ شنغ وهو يشربه. هل كان هناك سر خفي في إبريق النبيذ؟
"لو لم أتسمم، فكيف كنت سأخدعكم جميعاً لتخرجوا؟"
قال لو تشانغ شنغ ذلك وهو يمد إصبعه الأوسط.
من طرف إصبعه، بدأ الدم الأسود يتقاطر.
تقط، تقط...
لم يكن صوت دقات القلب... بل كان صوت قطرات الدم وهي تسقط على الأرض.
هذا الصوت الخفيف، سقط كالمطرقة الثقيلة على صدور السيادات الثلاثة: التنين اللازوردي، والنمر الأبيض، والسلحفاة السوداء.
السم الأول في العالم، بعد شربه، تمكن من طرده بقوة من جسده؟
كان هذا يتجاوز حدود إدراكهم تماماً.
ربما كان هذا السم لا علاج له بالنسبة لجميع مقاتلي هذه القارة، لكن هذا بالتأكيد لا يشمل لو تشانغ شنغ!
لقد مر أكثر من نصف شهر على تأسيس التحالف القتالي. خلال هذه الفترة، تمكن لو تشانغ شنغ بجهوده الخاصة من إتقان المجلدات الأربعة من الفنون الحقيقية (التنين اللازوردي، النمر الأبيض، الطائر القرمزي، السلحفاة السوداء) والوصول بها جميعاً إلى المستوى الخامس عشر!
لقد فتح جميع نقاط التشي المئتين والثماني والثمانين المسجلة فيها!
بالإضافة إلى ذلك، أتقن لو تشانغ شنغ "ضربة النصل الإلهي" ووصل بها إلى مستوى الكمال.
كما أنه في المحاكي، وجد النسخة الكاملة من "تقنية التربة السميكة" من مملكة جين، وحصل على تقنية شيمن بياوشوي – "سوترا سيف الخالد الطائر" – وأتقنهما بالكامل.
في هذه اللحظة، كان لو تشانغ شنغ يجمع في جسده سبع تقنيات من مستوى السيد الأعظم، كلها في حالة كمال. كانت قوة طاقته الحقيقية والغانغ خاصته هي الأغنى والأكثر كثافة في هذه القارة، مما يجعله الأول على مر العصور!
أما مجرد "مسحوق تشتيت الخالدين"، ففي محاكاة أجراها قبل عشرة أيام، لم يعد قادراً على قتله. والآن، لم يكن قادراً حتى على إيذائه.
"أنت... أنت تمكنت من طرد السم من جسدك؟"
تراجع سيادة النمر الأبيض بسرعة، وكأنه رأى شبحاً.
شخصية كهذه، لم تعد ضمن قدراتهم على التعامل معها. حتى لو أتى زعيم الطائفة بنفسه، فربما لن يخرج منتصراً!
عند رؤية ذلك، زم لو تشانغ شنغ شفتيه، وشعر أنهم يبالغون في ردة فعلهم. حتى لو لم يطرد السم، ففي أسوأ الأحوال كان سيصاب ببعض الإسهال.
"تاتا تاتا..."
ما إن تراجع النمر الأبيض أربع أو خمس خطوات، حتى تجمد جسده في مكانه، بلا حراك. ثم فجأة، تحول جسده إلى كومة من اللحم المفروم وتناثر على الأرض.
"آآآه!"
صرخت "الزهور الذهبية الأربع" في الزاوية مرة أخرى من شدة الرعب.
لكن التنين اللازوردي والسلحفاة السوداء لم يكن لديهما وقت للاهتمام بالصراخ. تفحصا محيطهما بعناية، وسرعان ما اكتشفا أن الفراغ حولهما قد امتلأ بشبكة ذهبية باهتة، حاصرتهما كما لو كانا سمكتين.
"هذه... التقنية المطلقة من فن النمر الأبيض الحقيقي – شبكة السماء والأرض!"
نظر التنين اللازوردي والسلحفاة السوداء إلى بعضهما البعض، والذهول يملأهما.
لقد رأوا النمر الأبيض يستخدم هذه التقنية مرات لا تحصى، لكن شبكة السماء والأرض في يديه لم تكن قادرة إلا على حبس سيد لفترة قصيرة، وكان إطلاقها يحدث ضجة كبيرة.
مقارنة بما يرونه الآن، كانت نسخته أشبه بمحاولة طفل لتقليد الكبار!
"هناك مخرج في الأسفل!"
دون أن يضيع وقتاً في التفكير في سبب إتقان لو تشانغ شنغ لهذه التقنية، اكتشف التنين اللازوردي أن الأرضية خالية من الشبكة، وعلى الفور، استخدم حركة "ذيل التنين الإلهي" واخترقها نزولاً.
في الطابق السفلي، كان هناك العديد من الزبائن يتناولون الطعام. عندما رأوا الأرضية تنهار فجأة ويسقط منها ظل أزرق، صرخوا وتفرقوا في كل الاتجاهات.
لم يكد التنين اللازوردي يفرح بنجاته، حتى سمع صوتاً أزيزاً في الهواء "همممم". ظهرت يد زرقاء ضخمة من العدم، وأمسكت به كما لو كان يمسك بثعبان ماء.
لكنه للأسف، لم يمتلك مهارة ثعبان الماء للهروب.
قبضت اليد الزرقاء بقوة، وتحول التنين اللازوردي إلى بركة من اللحم المهروس وسط صرخة مروعة.
بعد ذلك، تلاشت بصمة اليد الزرقاء، ولم تترك وراءها سوى زبائن المطعم المذعورين.
"شبكة السماء والأرض من فن النمر الأبيض الحقيقي، وقبضة التشي العظيمة من فن التنين اللازوردي الحقيقي. لا تقل لي إنك تعرف أيضاً تقنية 'انفجار عنصر الماء' من فن السلحفاة السوداء الحقيقي؟"
كان سيادة السلحفاة السوداء المستدير قد تخلى عن فكرة الهروب. وقف في مكانه بابتسامة مريرة، لكن كان هناك بصيص من الأمل في عينيه، وكأنه يريد أن يشهد حدوث معجزة. ربما، تلك التقنية الغامضة التي تحدث عنها زعيم الطائفة، والتي تسمح للشخص بإتقان فنون داخلية متعددة، موجودة حقاً.
"خمن بنفسك؟"
ابتسم لو تشانغ شنغ ابتسامة غامضة، وأزال شبكة السماء والأرض. ثم أطلق ضربة بكفه، كما لو كان يضرب كرة مطاطية، وأرسل سيادة السلحفاة السوداء طائراً خارج النافذة.
فجأة، طارت كرة مستديرة في الهواء، مما جذب انتباه العديد من المارة في الشارع.
على الرغم من أنه كان ارتفاع سبعة طوابق، إلا أنه كان من المستحيل أن يقتل سيادة السلحفاة السوداء.
وبينما كان يتساءل لماذا أطلق لو تشانغ شنغ سراحه بلطف، بدأ جسده فجأة في الانتفاخ بسرعة، مثل بالون يتم نفخه بالهواء.
"رائع، يمكن استخدام انفجار عنصر الماء بهذه الطريقة أيضاً، مما يجعل المرء لا يشعر بأي ألم قبل الموت!"
ظهرت على وجه السلحفاة السوداء نظرة رضا غريبة، وكأن الموت بتقنيته الخاصة التي اشتهر بها، كان شرفاً له.
بعد ذلك، انفجر جسده في الجو مثل الألعاب النارية، ممطراً المنطقة المحيطة به بمطر من الدم.