بالشرق الجنوبي لمملكة سبارتا -

خارج السفن الجاثمة على يابسة واسعة من التراب الأصفر والصبار الأخضر الظئيل مع بعض الأحجار صغيرة الحجم المتناثرة هنا وهناك .

يظهر احد جنرالات سجن الأحذاث زيهي دراكولا بشكل مفاجئ . أمام المجموعة الثالتة محاولا دخول السفن ،التي تقع وسط اليابسة الواسعة تلك محاطة بها هضاب صخرية كبيرة .

لكن العائلة النبيلة تحاول منعه فهو شخص غريب قد تدخل بمهمتهم فيتم رميهم جميعا بمجرد نظرات زيهي الحادة دون حتى أن يحرك أي اصبع بواسطة عنصر الرياح .

تحت هلع المجموعة وصدمتهم من قوته .

ايما وكايتوا شعرا بالقلق والخوف يتعرقان متعجبان من هذا الرجل الذي ظهر من العدم .

" من هذا ؟ "

" لقد قذف بهم بعيدا دون أن يتحرك حتى ! "

في حين يرتجف غون متعرقا والصدمة تعلوا وجهه غير قادر على التنفس بشكل صحيح ، ففي اللحظة الأولى التي سقطت عينه على زيهي من على مسافة بعيدة قليلا متمتما....

" مست....حيل...بلا شك...ذلك الوجه...إنه..."

لمح زيهي غون بنظرة خاطفة سريعة وقد بدى عليه بعض من الحزن . لقد كبت تعبيره .

.

.

_ _ _ _

في الجهة الغربية للسفن بالداخل ، بنفس التوقيت .

أورليش واشورا بينما كانا يقاتلان سايمر حتى يصل غوندوا لموقعهما من أجل مساندتهما .

لم يتفاجئ سايمر بقدوم غوندوا..

" لقد لحقت بي اذا ، اه من ذلك الغبي لماذا هو متخاذل في كل شيء ؟ "

يصيح غوندوا بإسم سايمر بينما هو مندفعا ومستعد للهجوم ، فإذا يتم قذفه بضربة من سيف سايمر الطويل ليستعيد غوندوا توازنه بالأخير .

على أهبة الإستعداد لتنفيد تقنية قوية...

يقاطعه أورليش بصيحة

" غوندوا لا تتسرع "

في حين غوندوا غاضب وتفكيره فقط حول معاقبة الخائن سايمر ، متحدتا مع نفسه ،

" لقد اعتبرتك صديقا ، حتى إني من إقترح على السيدة أشيا بضمك للعائلة النبيلة.."

ثم يصيح بأعلى صوته

"خد هذه يا سايمر...

مطلقا كرات لهب ضخمة مغلفة بالبرق لكن سايمر استهان بهجمة غوندوا فيواجه بعضا من الصعوبة في صدها بالكامل ليعيد توجيهها للأعلى مدمرا سقف السفينة مما تتطاير بعض اخشابها على مستوى الأرض فتنفجر تلك كرات اللهب في السماء . لقد شقت الغيوم وتكونت بالسواد .

سايمر الذي أراد التباهي محاولا صد التقنية تلك

" حسنا ، كان ذلك وشيكا "

يطلب اورليش من غوندوا عدم التهور ووجب عليهم التعاون معا هم التلاتة ضد سايمر .

ينظر اورليش نظرة خاطفة لأشورا ويعلق عليه أمال كبيرة كونه مفتاح هذه المعركة .

يواجهون سايمر تلاثتهم ولم يقدروا عليه بهذا المستوى الحالي ،

حتى أن يفعل اشورا عين دايمون لإكتشاف نقاط حيوية سايمر مفعلا كذلك البرق الأصفر لأقصى مستوى .

بينما غوندوا يدخل في طور قوي بإسم شبح سبارتا المظلم ،

في حين سايمر مندهش والحماس يعلوا وجهه

" مذهل يا غوندوا لا... بل يا شبح سبارتا أرني مالديك.."

"لن ادع استفزازه يؤثر بي "

أثناء ذلك شعر سايمر بحضور مرعب مشابه لحضور سيده ناراكوزا ، متسائلا مع نفسه

" ماهذا ؟ إنه يصدر من أشورا ، سحقا قوة الحاكم تلك لقد تقدم في إستخدامها حقا "

في اللحظة التالية يتأمل اورليش سيفه الملعون مخاطبا اياه :

" إنك خطر جذا يأيها الشيطان لكنك هدية من معلمي العزيز . فبعد أن ذهب معلمي في طريقه ترك لي هذا القناع البسيط كهدية او هذا ما ظننته ، لكن بعد مرور بضعة سنوات بعد تلك الهزيمة النكراء التي تلقيناها أنا وأشيا رفقة جين ضد زعيم الشياطين أنذاك بدأت أشعر بكائن حي بذلك القناع . لقد كان انت..

شيئا فشيئا نقلتك لسيف وبدأت افهم كيفية التعامل معك يأيها الشيطان.."

يضع اورليش السيف الثاني بين فكيه بينما يحمل سيفه الملعون بيده الأخرى ،

أومأ اشورا برأسه وأعلم أورليش مباشرة بنقطة حيوية سايمر مستغلا قدرات عين دايمون التي تلعب دورا كبيرا من أجل هزيمة العدو .

" إنها أسفل صدره على الجانب الأيمن "

ينطلق الثلاتة مع بعض بنفس التوقيت حيث اشورا مستعد لتوجيه البرق الأصفر بأقصى مستوى بالنسبة له حاليا..

وتقنية غوندوا في طور شبح سبارتا المظلم ليكون غير مرئي لسايمر تحت تفاجئ هذا الأخير .

" ماذا ؟ أين اختفى ؟ "

اورليش هو الأخر قد أطلق تقنية خطرة جذا من السيف الملعون تستهلك بعض من سنوات حياته ،

" وضعية القمر ، "

ثم يصيح بأعلى صوت ممكن

" اهجم بكل ماعندك يأيها الشيطان نانا "

بنفس اللحظة غوندوا وهو غير مرئي فوق سايمر بأمتار قليلة جذا معلقا بالهواء وكأن الوقت عنده تباطئ كثيرا مطلقا تقنيته .

"موجات الصمت "

ينعدم السمع عند سايمر غير قادر على سماع أي شيء

فيضرب بتقياتهم الثلاتة ويقذف به خارج السفن محطما كل جدار سفينة يرتطم به الى أن سقط بموقع المجموعة التالثة خارجا ومهزوما مشلولا .

تتفاجئ العائلة النبيلة من المجموعة التالتة على ذلك

" إنه... الخائن سايمر ! "

" هذا يعني أنهم قد هزموه "

في الثانية التالية ، يلاحظ إيما وكايتوا ، كذلك العائلة النبيلة خروج اورليش واشورا ، غوندوا .

والإنتصار كان باد عليهم .

" لقد اسقطوا سايمر "

" هذا جيد بهذا تمت المهمة بنجاح ، المهم الأن ذلك الرجل... "

يلمح زيهي سايمر

" ها أنت ذا "

يتسآل اورليش ومن معه عن هوية ذلك الشخص

لينتقل زيهي بسرعة خارقة أمام سايمر ويتكلم معه .

بدى وكأنه كان إنتقالا آنيا من شدة تلك السرعة .

" مرحبا يا سايمر "

سايمر يتحدت بصعوبة وهو مغطى بدمائه مستغربا

" ماذا؟...سيد زيهي..! "

" أه..انظر الى حالك الأن ، مالذي تفعله على اي حال ؟ "

" هل اتيت لإرجاعي لذلك المكان ؟ "

" للأسف هذا ما يؤلمني.. "

يصمت زيهي ثم يقول بوجه جاد :

" اسمع يا سايمر لقد عرفنا علاقتك الحقيقية مع ريد رايزن المسجون هناك ، لكن الصراحة لم أتوقع ابدا أن يكون... نصفك الأخر ! "

.

.

_ _ _ _

قبل عدة شهور ؛

يظهر الجنرالات الخمس يستجويبون ريد بعد كل تعذيب لكن دون جدوى فريد اصبح شخصية مستقلة عن سايمر ولا يتذكر شيء عن ماضيه وكيف أصبح ماهو عليه الأن .

بعد ذلك يضطر زيهي دراكولا بمهارة خطرة جذا وسط غرفة ضيقة مظلمة بأربع جدران وباب حديدي صلب ، مع شمعة موضوعة بالأرض بين زيهي وريد الذي لم يظهر اية مقاومة .

تتوهج الشمعة بشكل طفيف ومتقطع.. والصمت يعم الغرفة .

لا أحد هناك غيرهما طبعا . بدى ذلك وكأنه طقس ما .

دخل في ذكريات ريد رايزن فيرى ماهيته وعلاقته بسايمر ،

لقد صدم زيهي بما رأه بذاكرة ريد .

ثم يخبر زيهي باقي الجنرالات بحقيقة العلاقة بين سايمر وريد . ولقد انصدموا مما سمعوه .

" ماهذا الهراء ؟ كيف يمكن أن يكون هذا ممكنا ؟ "

ألا وهو كون ريد النصف الأخر لسايمر تحت استغرابهم وتعجبهم .

.

.

_ _ _ _

الوقت الحالي ؛

بينما كان زيهي يتحدت مع سايمر يكسر اورليش ذلك التوتر الذي كان بمحيطه بصوت مرتفع ونبرة حادة

" من أنت يا هذا ؟

فبظنهم هناك احتمالية كونه حليفا لسايمر

يقوم زيهي بلباسه ورداءه الأسود ويرد

" لا تقلقوا لست بعدو ، أنا احد الجنرالات الخمس بسجن الأحذاث زيهي دراكولا "

يتفاجئ الكل من ذلك ويخفضون دفاعهم..فقد ارتاح بالهم فهو ليس بعدو .

يحاول زيهي الإعتذار عما بدر منه سابقا

" اسف على ما حذث من قبل ، لكني اتيت للقبض على هذا المطلوب سايمر دون كلافيير "

تحت استغراب أورليش مع نفسه

" احد الجنرالات يتدخل شخصيا ؟ حسنا ففي النهاية سايمر مطلوب على مستوى القارة "

أثناء ذلك يتقدم غون والصدمة تعلوه خطوة بخطوة وبكل خطوة يخطوها كأنها شوكة تدخل في قدمه الى حلقه..

" انت.. "

يستدير زيهي متنهدا بحزن

" مر وقت طويل يا غون ، لقد كبرت "

يعض غون شفتيه غير قادر على تحمل ما في قلبه من ألم

" أصمت... أيها اللعين.."

" أنا اسف يا غون..."

ينهار غون بدموع غاضبة وحزينة فقد اختلطت مشاعره وهو يصيح

" قلت اصمت...فبسببك ماتت أمي وأختي...أااه اللعنة فأين كنت حينها... اي أب تكون أنت... "

يصمت زيهي بوجه حزين ثم يقول :

" لن أطلب غفرانك لي يا غون فما فعلته لا يغتفر "

ليتنهد زيهي

" لقد فضلت عملي على أسرتي وهذه هي النتيجة ."

.

.

_ _ _ _

قبل عدة سنوات ؛

غون طفل صغير يستمتع بوقته في يوم مشمس جميل اخر بمنزلهم التقليدي البسيط وسط الغابة . مكونا من أخشاب الأشجار والصخور . يعلوا المنزل من الفوق صفائح القرميد المصنوعة من الحطب بالإضافة الى القش الأصفر المتدلي على أطراف المنزل .

يرى والده زيهي قادم ليتجه نحوه بفرح ، يطمئن الأب على إبنه وإبنته الرضيعة مع زوجته رايا بورج . كانت إمرأة بشرية وقعت في حب زيهي مصاص الدماء وطلبت منه أن يتزوجها بعد فترة من ذلك .

كان زيهي دائما ما يزور أسرته الصغيرة ،

لكن في فترة ما فجآة لم يعد يزورهم وقد مرضت أم غون مع الأيام فقد تألمت كثيرا..ذلك الحب الذي كان يلمع في عيناها كلما رأت زوجها قد تلاشى في مهب الريح تدريجيا ، لكن لم تفقد الأمل بإمكانية عودة زيهي للمنزل فساء حالها يوم بعد يوم . مما اضطر الطفل غون أخد مسؤولية الأسرة بعمر صغير .

استمر هكذا حتى اعتاد على الوضع . مواجها الوحوش المفترسة بالغابة ويصطاد الحيوانات . جاهدا من اجل أمه واخته .

الى أن جاء ذلك اليوم و هو عائد للمنزل حاملا غداهم متلهثا..

" أه..كم هذا متعب "

أرنبين معلقين على خصره وغزالة متوسطة الحجم على ظهره . كان يتحمل رغم جسده الظئيل والرقيق ذاك..

يسمع صوت غريبا . لقد كان صادرا من منزله . يسرع هلعا.. فإذا به عند اقترابه يرى الشياطين تلتهم أمه وأخته الرضيعة ليسقط على ركبتيه وما كان يحمله كذلك .

رسمت الصدمة على وجهه..

" أمي...هينا..."

في الثانية التالية قد لمحته تلك الشياطين الجائعة لم يقدر غون حتى على الهرب من شدة صدمة ما رآه سابقا .

فينقض عليه احد الشياطين ذو أربعة أقدام شبيه بالذئاب لكنه متوحشا وضخم . محاولا إلتهام غون فاتحا فمه بشراهة كاشفا عن أنيابه الحادة كالسيوف ولعابه كان شلال يسيل على وجه غون .

لكن هذا الأخير بقوة غضبه وحزنه أيقظ قوة مصاص الدماء لأول مرة التي ورثها من والده زيهي دراكولا

بتلويحة ساحقة من قبضة يده قذف ذلك الوحش الشيطاني بعيدا في السماء . وقد قتل جميع الشياطين الجائعة التي حاصرته ، بوحشية أكبر.

لقد صبغ وجه غون بدمها الدافئ الأحمر الداكن

بمطر من الدماء مشكلة بركة دموية .

...

بعد لحظات وهو يبكي بحزن شديد

" لماذا....لماذا..؟ "

ونظراته نحو جثة أمه وأخته و أكثر من نصفهما مأكولا ومشوها غارقين في دمائهما بشكل فظيع جذا .

يعاتب غون نفسه

" لو كنت بالمنزل لما حذت هذا.. اللعنة.. لا.. ليست غلطتي... صحيح إنها غلطته.. والدي اللعين.. الذي تخلى عنا....إنه السبب..بسببه... نعم...هو سبب موت أمي وأختي "

وهكذا ازداد حقذه على والده الذي تخلى عنهم لدرجة أنه أسقط لقبه دراكولا . مستعملا لقب والدته بورج

.

.

_ _ _ _ _ _ _

الوقت الحالي ؛

يتفاجئ رفاق غون كون زيهي والده من حذيتهما سابقا .

ودون سابق إنذار يظهر زميل زيهي احد الجنرالات

زاك إيبانيروك .

" حسنا حسنا ، ارى أنك وصلت قبلي يا زيهي "

يرد عليه زيهي

"ماذا تفعل هنا ؟ اعتقدت أنها مهمة فردية ؟ "

" لا يهم.."

وكأن الجنرال زاك كان يخفي دوافع أخرى ،

يتحرك هذا الأخير نحو وجه سايمر وتعلوه نظرة وابتسامة غريبتين .

" المهم الأن هو دعنا نرجع هذا الوغد لمكانه الأصلي رفقة نصفه الأخر ذاك . "

يرتجف سايمر خوفا . مستذكرا ماضيه بذلك المكان ثم يصيح

" لا تعيدوني لذلك الجحيم.. رجاءا... سيد زيهي..."

يفضل زيهي الصمت وكبث مشاعره قائلا في نفسه :

" اسف يا سايمر لقد اعطيتك فرصة من قبل لكنك اهدرتها "

...

يستعد كلا الجنرالين للمغاذرة مقيدين سايمر بالسلاسل .

وسط ذلك الهدوء.. بعد كل ما حذث يستجمع سايمر ما تبقى له من طاقة من اجل إلقاء خطابا هيستيري بصوت مرتفع تحت مسامع الجميع هناك :

" هاهاها

أشورا.. تلك القوة ستكون سبب هلاكك يوما ما.. انه شيء أكبر من أن يتحمله بشري..

لن تستطيع المحافظة على ذاتك.. من سيهيمن على من ؟.. ومن سيستحود على من ؟..

هاهاها..

أنت في عداد الموتى يا أشورا..."

تحت إستغراب اشورا والبقية...

ليلكمه الجنرال زاك بقبضته فيغمى على سايمر ،

" ماخطبه ؟ هل جن جنونه أم ماذا ؟ "

_يغاذر كلا الجنرالين ومعهما سايمر مقيدا في عربة نقل . وصولا الى السفينة بالساحل الغربي التي جاء بها الجنرال زاك .

متجهين نحو جزيرة سجن الأحذات .

...

_يلاحظ غوندوا أن اوساغي وكيريوا ليس متواجدين في المكان . متسائلا عن ذلك

ليجيبه احد أعضاء العائلة النبيلة انهما قد اتجها للعاصمة سلفا بسبب أن كيريوا كان مصابا بشدة ويحتاج لعلاج فوري...

بعد ذلك تم سجن رؤوف دون كلافيير رفقة القراصنة والمجرمين في سجن مملكة سبارتا الذي يقع في الغرب .

.

.

.

2024/06/16 · 141 مشاهدة · 2017 كلمة
Samiryuku
نادي الروايات - 2024