♦️

[ 🚨 تنبيه هام جذا تم تغيير اسم الرواية من أشورا الى جورا الفجر المظلم ، ارجوا أن تتأقلموا مع الاسم الجديد وشكرا . ]

.

إشتعلت الحرب.. وتلاحمت السيوف والفؤوس والرماح..وتطايرت الرؤوس.. وسفك الدماء هنا وهناك تحت صرخات الألم والغضب والخوف.. بساحة المعركة التي أصبحت منطقة سوداء متفحمة جرداء بعدما كانت خصبة صالحة . لفّ الصمت ساحة المعركة ، ممزوجا بعبق الموت المُتخلل من جثث مبعثرة تخص جيش التحالف بيس وسبارتا وبعض جثث العمالقة . لم يعد هناك صراخٌ ولا هتافات حرب ، بل سكون رهيب يقطعه فقط أنين الجرحى وفحيح النار التي ما زالت تلتهم بقايا النباتات وأوراق الاشجار المجاورة . مع غروب الشمس ، كان مشهد يسوده الكآبة بشكل مُروّع. وجوه شاحبة مُلطخة بالدماء ، وعيونٌ فارغة فقدت بريقها، وأجسادٌ مُمزقة وأخرى متفحمة..

بحلول الليل يظهر ملكا بيس وسبارتا بالخيمة بمعسكر التحالف ، والإحباط يعلوا وجوههم جالسين على كراسي خشبية أمامهم طاولة كذلك ، بعدما انسحبوا من أرض المعركة فقد كان تفوق العمالقة واضحا بالنهاية وخسروا المعركة الأولى ، رغم هذا سببوا أضرارا غير متوقعة بالنسبة لقوم تاي .

عندما رأى الملك غورد انسحاب جيش التحالف قرر التراجع كذلك لإستعادة أنفس الجنود استعدادا للمعركة الثانية والحاسمة . فكلا الطرفين لم يظهر أوراقهم الرابحة بعد .

يستاء الملكان يونز وكارل من الخسارة الكبيرة لجنودهم ويسود الصمت المكان ، لم يتوقعوا كل هذه الخسائر البشرية من طرفهم..

ثم يقوم الملك كارل كاسرا ذلك الصمت ضاربا الطاولة بقبضة يده بغضب ويتكلم بوجه حازم

" لقد حذت ما حذت.. تذكروا لازلنا نملك أوراقنا الرابحة نحن لم نخسر بعد " .

يرد عليه الملك يونز

" نعلم ذلك ، هدفنا كان إضعاف العدو ثم الإنقضاض عليه..."

صمت ثم تنهد و قال بإحباط خفيف

" لكن.. كل هذه الخسائر دفعة واحدة.. "

يتفق معه كارل ثم أردف

" صحيح فقدنا تقريبا اكثر من نصف جنودنا بالمجمل وأيضا قمنا بإضعاف العدو نوعا ما على الأقل ليتراجع هو الأخر ليتأهب من جديد . "

انحنى يونز على الطاولة ، واضعا جبهته على راحة يديه . ثم استشار الحكيمة ريغا عن رأيها حول كل هذا ، لتخبره لقد فات الأوان على إعادة صياغة كل الخطة من الصفر وكل ما يهم الأن هو التقدم بالخطة وتعديلها . فلم يعد أمامهم الكثير من الخيارات لكن لازال لديهم أمل .

وهكذا بعد أن هدؤا وحفزوا أنفسهم.. استمروا بتدقيق خطتهم أكثر من أجل أخد النصر بالمعركة التالية الحاسمة .

_ _ _ _

في هذه الأثناء بعد منتصف الليل ، لقد تسلل جورا ورفيقيه لقصر العاصمة إرم من أجل الهدف ألا وهو الحصول على إكسير دم العمالقة المتواجد بمكان ما أسفل القصر..لكن بعد دخولهم منطقة مظلمة كثيرا ، حتى فوجئوا بسقوطهم بفخ يقودهم نحو الأسفل الى أن وجدوا أنفسهم بقاعة قديمة مظلمة ليست بكبيرة . لتنير إيما المكان قليلا بعنصر نار خفيفة من يدها ليبرز قميصها من جلد الغزال الناعم باللون الأبيض، مبطّنا بقطعة خفيفة من الدروع المعدنية لحماية صدرها . تميز القميص بأكمام طويلة ضيقة من نفس اللون، مع شقوق عند المرفقين لحرية الحركة. دهشوا بتلك الرسومات على السقف والكتابات الغريبة على الجدران الى أن تحولت دهشتهم الى صدمة بعد رؤيتهم للمحارب الأول لأرض العمالقة وهو الحارس الشخصي للملك غورد تاي الخودة السوداء جاغانورث بعدما خرج من وسط الظلام كاشفا نفسه بضخامته ودرعه الأسود حاملا مطرقة ثقيلة شائكة تحت خوف وتوتر جورا ورفيقيه .

يرتبك كايتوا غير مصدق مايراه

" يإلاهي.. أسنواجه هذا.. ؟

تسارعت أنفاسهم وازداد قلقهم.. لكن جورا يحاول تمالك نفسه والتفكير بحل ما.. هل يتراجع ويهرب معهما ويتخلى عن هدفه ؟ أم يواجه هذا العملاق المدرع المرعب ويحصل على ما جاء لأجله بالقوة.. ام أن هناك خيار تالث ؟..

ثم يقاطع تفكيره زئير جاغانورث الذي استعد للهجوم وقام برفع مطرقته للأعلى بكلتا يداه فضرب بها الأرض بقوة مما أطلق تلاث موجات من الطاقة بدت كصواعق تسير مع الأرض بسرعة نحوهم..

يقفز جورا على جانبه الأيمن متفاديا الموجة التي استهدفته بسرعة ، وكذلك بالنسبة لإيما وكايتوا ، فالأولى تجنبتها من جانبها الأيسر بصعوبة كادت أن تلامس شعرها البرتقالي الجميل والثاني قفز عاليا للأعلى وشارفت أن تصيب الموجة إحدى قدميه .

فيرفع جاغانورث مطرقته عن الأرض ووضعها خلف كتفه الأيمن ويرمقهم بأعينه المرعبة الحمراء من خودته السوداء . لقد ارتعب كايتوا وايما من ذلك وابتلعوا ريقهما ، ليحاول جورا تشجيع نفسه وإظهار القوة وتحفيزهما.. فقال بملامح حازمة

" نحن أهلا لذلك ، فلن ينفعنا الخوف ابدا.."

ترد إيما وقد ارتبكت نوعا ما

" لكنه.. قوي جذا.. فهناك اقوالا ببعض الروايات تقول أن هذا الجاغانورث أقوى حتى من ملكه غورد تاي "

يرد عليها جورا بصوت مرتفع

" إنها مجرد أقوال في أوراق فقط.."

ثم صمت وأردف

" أتريدان الموت هنا إذا ؟ "

سكت كلا من كايتوا وايما ثم نطق كايتوا وبدى عليه التحفيز نوعا ما

" جورا معه حق.. فنحن من أصر على مساعدته بالنهاية "

ترد ايما متوافقة مع رأي كايتوا وقد تحفزت هي الأخرى

"صحيح.. نحن هنا من أجلك يا جورا ، فكيف لنا التخلي عنك هنا "

فيقول كايتوا بوجه يعلوه الشجاعة

" لنطح بهذا العملاق .

يبتسم جورا ويقترح عليهما محاصرة جاغانورث والهجوم عليه من بعيد ، فأومأ برأسيهما موافقين على ذلك..فينتشر تلاثتهم محاصرين جاغانورث مع الحفاظ على مسافة جيذة بينهم ، ثم يطلقون مع بعض تقنياتهم.. لهب النار الحارقة من سيف إيما وصخور أرضية من يد كايتوا المقدسة وأخيرا خنجري جورا المغلفة بالبرق والنار.. نحو عدوهم العملاق لكن بلا جدوى . لقد صدهم بفضل درعه دون فعل اي شيء تحت تعجبهم من صلابة ذلك الدرع الأسود .

يسأل جورا نفسه

" لم تنفع اذا.. مامدى صلابة درعه ؟ "

في حين شعر ايما وكايتوا بالقلق لكن سرعان ما اختفى بعدما قاطعهما جورا بإشارة من عنده ثم يقوم تلاثتهم بالركض حول جاغاتورث بسرعة فائقة مشكلين دائرة حوله بينما هذا الأخير يلتفت يمينا ويسارا مستغربا يحاول ايجاد تغرة ما للهجوم عليهم . وفجآة يظهر جورا فوق ظهر جاغانورث صاعقا خودته بأقصى مستوى من عنصر برقه ثم يتراجع مسرعا للخلف وقد توقف كايتوا وايما عن الركض فيكونوا بمنطقة واحدة. لقد فوجئوا بركوع جاغانورث على ركبتيه إثر الصاعقة السابقة.. لكن لم يدم هذا طويلا ثم وقف العملاق مجدذا كأن شيء لم يحذث . لقد حطم الأمل الذي شعروا به للحظة .

يسأل جورا نفسه

" ألم تكن صدمة قوية لرأسه ؟ "

أثناء ذلك يرجع جاغانورث ذراعه اليمنى للخلف التي تحمل مطرقته الثقيلة مستعدا للهجوم بينما يحذر جورا ورفيقيه لكن فإذا بهم فوجئوا بالمطرقة متجهة نحوهم بسرعة جنونية . لقد قذفها ذلك العملاق بقوة كبيرة..تحديدا تتجه نحو جورا الذي لم يتوقع هجوم كهذا فيحاول صد المطرقة بحاجز أرضي فيتحطم فتقل سرعة المطرقة شيئا ما فيصدها جورا مجدذا بخنجريه مغلفين بعنصر البرق بالتوقيت المثالي للصد.. مما قذف للخلف مرتطما بجذار حجري صلب وحذت زلزال خفيف بالأرجاء وتساقطت بعض أحجار السقف..

لتعاد المطرقة نحو صاحبها نتيجة صد جورا المثالي فيمد جاغانورث ذراعه اليمنى جانبا بشكل مستقيم ماسكا بمطرقته وإلتصقت براحة يده .

ثم يهرع كايتوا وايما نحو جورا مطمئنين عليه فيخبرهما أنه بخير بالرغم من سيلان الدم من رأسه حتى وجهه.. تحاول ايما معالجة جراحه لكنها ستستغرق وقتا طويل . ووسط ذلك الهلع ودون سابق إنذار يجدون جاغانورث أمامهم مباشرة دون إدراكهم لذلك حتى.. كيف وصل لهم بهذه السرعة.. أكانوا خائفين وقلقين لدرجة لم يشعروا او يسمعوا حتى بتحركات أقدامه الضخمة..هكذا سألوا أنفسهم .

فيرمقهم بأعينه الحمراء ، رافعا مطرقته بكلتا يديه، بدا لهم كجبل غاضب سينهار عليهم تحت وطأة خوفهم وقلقهم. فتسارعت أنفاسهم، وتوسعت أعينهم خاصة أعين إيما العسليتان ، وتقلصت بؤبؤها. ثم ضربهم بمطرقته، شاقا الهواء بقوة هائلة. قذفهم تالَثةً على ذلك الجدار الحجري، فتحطم إثره محذتا مدخلا . وسقطوا في مكان آخر، بدى بمساحة غرفة صغيرة الحجم ، مظلمًا كالقبر . بدا عليهم الإعياء الشديد ، حيث سقطوا على الأرض كالجثث الميتة، مصابين بجروح خطيرة ودماء تسيل من أجسادهم ، وتمزق قليلا بنطلون إيما الأسود المرن من ركبتها اليمنى . لقد صدمتهم قوة هذا العملاق حقا عندما تذوقوا ضربة قريبة ساحقة منه، فأدركوا حينها استحالة مواجهته ناهيك عن هزيمته .

" ماهذا ؟ كيف لنا مواجهة هذا المجنون ؟ "

" هذا مستحيل علينا... بضربة واحدة منه فقط.."

هكذا تسآل كل من كايتوا وايما مع أنفسهما بينما جورا ازداد نزيف دمه من رأسه الى وجهه ، وشعر بألم ودوار شديدين كأن العالم يدور من حوله... يتمتم بكلمات غير مفهومة و يفكر بإستخدام قوة برق دايمون الأصفر لكن يتذكر تحذيره له إن فعل ذلك..

في خضم ذلك الصمت المطبق والخوف المسيطر ، تقدّم جاغانورث نحوهم من تلك القاعة بخطوات بطيئة واثقة ، تاركا صدى خطواته الثقيلة يُقرع الأرض ويرسم خطوطا من الرعب على وجوههم . جرّ وراءه مطرقته الثقيلة ، فحدث صريرا مُخيفا وتطايرت شظايا صغيرة كأنها شرارات تكاد تشتعل لهيبا. يقاوم جورا ألمه بكل ما أوتي من قوة ، محاولا النهوض وفجأة ، لفت انتباهه شيء ما في زاوية الغرفة المظلمة التي ألقي فيها ورفيقيه . كان ذلك شيئا يلمع باللون الأبيض وسط الظلام الدامس .

.

.

.

2024/07/14 · 133 مشاهدة · 1405 كلمة
Samiryuku
نادي الروايات - 2024