يبحث كلّ من أيوب وآية عن البوابة في القلعه المتهالكه، ويمران بالعديد من الغرف القديمه الغريبة، مكتبات هائلة، طرق وممرات ضيقه، سجون وصناديق قديمه... وكل هذه الأمور تزيد الجو توترا، في النهاية وجدوا الغرفة المطلوبة. يخرج أيوب 12 عينا من عيون النهاية ويضعها حول البوابة، وحين يضعهن كلهن يملؤ سواد غريب الغرفة، ذاك السواد داكن لدرجة أن أيوب لم يكن يستطيع أن يرى يديه.

آية: ما.. ماهذا؟!

أيوب: لااعلم

فجأة يختفي ذاك الظلام وينسحب لداخل البوابة.

وتمتلا البوابة بطاقة سوداء.

أيوب: انه الفضاء والنهاية...

(يسمعان صوت خطواتٍ خافتة من خلفهما)

يلتفان بسرعه ويريان ستيف، فتلقي آية عليه بصنارتها وتسحبه بسرعه.

يقع ستيف على الارض حين تسحبه آية

"أوه ... أنه ذلك الشخص مجددا" قالت و هي تقترب منه

كانت علامات القلق بدات تظهر على وجه أيوب أنه يعلم فعلى عكسها انه يعلم مالذي ينظر له

يقف ستيف مجددا وسط الظلام الغريب للقلعة، وقف ستيف بصمت مطبق، يحدق في أيوب وآية بنظرة فارغة وخالية من الحياة. بدا كأنه يحلل الوضع، وكل حركة صغيرة في المكان. لم يصدر أي صوت، ولم يتحرك باندفاع، لكن جوا من التوتر الخانق ملأ المكان.

أيوب: "آية... هذا ليس جيدًا. أشعر وكأنه يستعد لشيء ما."

في لحظة واحدة، دون سابق إنذار، بدأ ستيف يتحرك. برفع يده، ظهر شعاع من الضوء الأزرق الفاتح أمامه، وكأنه يفتح بوابة إلى بعد آخر من هذه البوابة، بدأ درع ناذريات كامل يظهر قطعة تلو الأخرى صدرية داكنة لامعة، دروع للأذرع والساقين، وخوذة مهيبة تعكس وهج الحمم البركانية من بعيد.

لم يكن بحاجة إلى لمسها أو حملها الدرع وضع نفسه تلقائيًا على جسده كما لو كان يستجيب لأمر غير مرئي. مع كل قطعة تُضاف بدا أن هالته تصبح أكثر رهبة.

آية: "إنه... يرتدي درع ناذريات؟! لكن كيف؟ من أين جاء به ؟"

يتوتر أيوب بينما يبدا بتجهيز عتاده من اجل المعركة

"أنه ستيف يا أية أنه بطل اللعبة يمتلك نفس صلاحياتنا و للأسف فان هذا الشيء اكثر خبرة مني"

بعد أن اكتمل تجهيز نفسه، سحب ستيف سيفًا مصنوعا من الناذريات بنفس الطريقة كانت شفرة السيف تلمع بلون بنفسجي غامق، ينبعث منها وهج خافت يوحي بالقوة المطلقة.

دون أن ينطق كلمة، وجه ستيف رأسه نحو أيوب وآية وأخذ وضعية الهجوم. لم يكن هناك تردد في حركاته؛ كان واضحًا أنه يعتبرهما خصمين يجب القضاء عليهما.

آية: "أيوب، هل نحن.... هل نحن مضطرون للقتال؟"

أيوب (بتوتر) "يبدو أنه لن يتركنا نرحل دون مواجهة."

مع أول خطوة تقدمها ستيف اهتزت الأرض من ثقل درعه، والصمت الذي كان يلف المكان تمزق بصوت خطواته الثابتة. لم يكن ستيف مجرد شخصية من لعبة بعد الآن؛ بل كان خصمًا لا يستهان به، قوة صامتة لا تعرف الرحمة.

يشهق ايوب ب عمق و يبتسم ابتسامة زائفة و يمسك بدرعه المصنوع من الديموند و يرتديه قطعة وراء قطعة الى ان يغلف نفسه بالكامل و في النهاية يمسك بسيفه الطويل و بخطوات ثقيلة يتقدم نحو خصمه اسوا وحش يمكن أن تلتقي به

"يستحسن بك ان تختبئي الان يا آية" قال بصوت حازم

داخل القلعة المدفونة، كان الهواء مشحونا بالتوتر وصوت التنفس الثقيل لأيوب يختلط بصدى الخطوات المدروسة لستيف الإضاءة الخافتة للتورشات ألقت بظلال طويلة على الجدران الحجرية، مضيفة رهبة للمشهد.

ستيف محاط بهالة من الصمت المخيف، رفع سيف الناذريات عاليًا، واندفع نحو أيوب بخطوات سريعة ولكن متزنة. أيوب، الذي استعد بقبضته المحكمة على سيف الدايموند التقط الحركة في اللحظة الأخيرة وصده بضربة جانبية قوية. التصادم كان شرسًا، وشرارات حمراء بنفسجية انطلقت في كل اتجاه.

أخذ ستيف خطوة جانبية بمهارة، ثم دور جسده، موجها ضربة خاطفة نحو خاصرة أيوب الأخير، مع خبرة في توقيت رد الفعل انحنى سريعًا، تاركًا ضربة السيف تمر فوقه، ثم قام بضربة تصاعدية بسيفه نحو صدر ستيف. لكن الأخير ارتد للخلف بخفة، تاركا فقط صدى معدنيا عندما ضرب سيف الدايموند الهواء.

دون أن يضيع الوقت، فتح أيوب مخزنه وسحب قنينة نارية بدقة، ألقى بها نحو الأرض عند قدمي ستيف مشعلا لهيبا عارمًا. لكن ستيف بمرونة تفوق الوصف استخدم لؤلؤة إندر ليظهر فجأة خلف أيوب، كاشفا عن مهارته المذهلة.

أحس أيوب بالهواء يتحرك خلفه قبل أن يضربه ستيف بكتفه بقوة، مما دفعه نحو الجدار الحجري. الارتطام كان صلبا، لكنه استغل الزخم ليدفع نفسه بعيدًا، متجنبًا ضربة سيف قاتلة كانت تستهدف رقبته.

الاشتباك تحول إلى صراع جسدي. أمسك ستيف بمعصم أيوب، محاولاً انتزاع السيف من يده. أجاب أيوب بحركة معاكسة، مستخدمًا ثقله ليدفع ستيف بعيدًا. تماسك الاثنان في وضع متشابك للحظات، حيث كانت القوة تتوازن بينهما، وجسدهما ينزلق على الأرضية الحجرية الملساء.

فجأة، استغل ستيف لحظة تراجع أيوب وأخرج صولجانا من المخزن، ليضرب الأرض بقوة. موجة صادمة انتشرت حولهما، مما أسقط أيوب وأحدث فجوة صغيرة في الأرض.

بسرعة البرق قفز ستيف فوق الفجوة، مستعدا لتوجيه ضربة نهائية. لكن أيوب، برؤية إستراتيجية، سحب درعًا مؤقتًا من مخزنه ورفعه لصد السيف. صوت التحطم كان مدويًا، والدرع انقسم إلى نصفين، لكنه أنقذ أيوب من إصابة خطيرة.

دفع أيوب نفسه واقفًا، وفتح مخزنه ليخرج قوسا وسهامًا. أطلق سهما بسرعة نحو صدر ستيف، الذي لم يتمكن من صد الضربة بالكامل. ارتد الدرع الناذري قليلاً، لكنه امتص معظم الضرر.

المعركة أصبحت أكثر عنفًا. الضربات بالسيوف كانت دقيقة وسريعة، وكل حركة كانت محسوبة بعناية. ستيف اعتمد على قوته الميكانيكية وسرعته الفائقة بينما أيوب وظف إستراتيجيات مبتكرة باستخدام المخزون والأدوات المختلفة.

كان المكان نفسه يبدو وكأنه يستجيب للصراع، مع تحطم الجدران الحجرية وسقوط قطع صغيرة من السقف. ومع كل ضربة، كان يبدو أن هذه المواجهة لن تنتهي بسهولة.

ستيف اندفع مرة أخرى نحو أيوب، هذه المرة بسرعة خاطفة، وسيفه الناذري يلمع بضوء قاتم. ضرب سيفه في قوس منخفض نحو قدمي أيوب. الأخير بالكاد قفز لتجنب الضربة، لكنه لم يكن مستعدًا بالكامل عندما استدار ستيف بسرعة ووجه ضربة جانبية بسيفه نحو كتفه.

الضربة أصابت الهدف.

درع الدايموند صد الجزء الأكبر من الضرر، لكن قوة الهجوم دفعت أيوب بعيدًا، وسقط مترنحا على الأرض الحجرية.

ستيف لم يمنحه وقتًا لالتقاط أنفاسه. استغل الفرصة وانقض عليه كالصاعقة، موجهًا ضربة رأسية قاتلة. ولكن أيوب، رغم ألمه، تدحرج جانبًا في اللحظة الأخيرة، تاركا سيف ستيف يغرس نفسه عميقًا في الأرض.

رأى أيوب فرصته فسحب بسرعة سيفه وحاول توجيه ضربة نحو قدم ستيف غير المحمية. ولكن ستيف برشاقة مذهلة قفز للخلف، تاركا أيوب يضرب الفراغ.

ستيف رفع يده نحو مخزونه، وأخرج فأسا من الناذريات.

مع سلاحين الآن في يديه، أصبح الضغط على أيوب هائلا ستيف كان يستخدم سيفه لمباغتة أيوب بضربات طويلة وسريعة، بينما كان الفأس يستخدم لتهديده بضربات ثقيلة تُجبره على التراجع المستمر.

أيوب بدأ يشعر بالإرهاق.

حركاته كانت أبطأ، وضرباته أقل دقة. حتى محاولاته لفتح مخزونه واستخدام أدوات أخرى كانت تجهض سريعًا بسبب هجوم ستيف المستمر.

في لحظة حرجة، أخرج أيوب كرة ثلجية من مخزونه وألقى بها على ستيف. رغم أنها لم تسبب أي ضرر، إلا أنها أعمت رؤيته للحظة، مما منح أيوب فرصة للتراجع مسافة قصيرة.

لكن ستيف لم يكن ليتوقف.

تقدم مرة أخرى بخطوات واثقة، وفي حركة مذهلة رمى الفأس نحو أيوب كأنه رمح . الفأس انطلق بسرعة واخترق الجدار بجانب أيوب، تاركا شرحًا كبيرًا في الحجر.

أيوب حاول استخدام القوس مرة أخرى، فأطلق سهما مستهدفا رأس ستيف. لكنه أخطأ. السهم ارتطم بدرع ستيف، وكأن أيوب يضرب قلعة محصنة.

القتال كان يبدو وكأنه ينحني لصالح ستيف بالكامل.

اندفع ستيف مرة أخرى، وهذه المرة استغل الارتداد من ضربات أيوب المشتتة بمهارة، وجه ركلة قوية نحو صدر أيوب الركلة دفعته للوراء، اصطدم بجدار المكتبة وسقط مجموعة من الكتب فوقه.

ستيف اقترب ببطء، كالصياد الذي يقترب من فريسته.

سيفه كان مرفوعًا، واستعد لتوجيه الضربة القاضية.

أيوب، جالسًا بين الأنقاض، يلهث، لكنه لم يستسلم. بيد مرتعشة، فتح مخزونه وأخرج TNT مشعلا فتيله بحركة سريعة. قبل أن يتمكن ستيف من فهم ما يحدث دفع أيوب العبوة نحو الأرض بينهما، وصرخ: "لن أذهب وحدي!"

الانفجار كان هائلا.

الجدران اهتزت وسقط الحطام في كل مكان، ملنا الغرفة بسحب من الغبار والدخان

سحب الدخان كانت تملأ الغرفة. صوت الانفجار كان مدويًا، لكن ستيف ظهر من بين الغبار سالمًا تقريبًا. أجزاء من درعه الناذري كانت متضررة قليلاً، لكنه ظل صامتًا، عيونه الثابتة تراقب أيوب الذي كان يحاول النهوض.

أيوب استغل الفرصة وأخرج مجموعة من البلوكات من مخزونه.

"حسنًا، إذا كنت جيدًا في القتال، فلنرَ كيف تكون بالبناء!" صرخ أيوب، وبدأ بسرعة في وضع بلوكات حجرية فوق بعضها، صانعًا حاجزًا بينه وبين ستيف.

ستيف لم ينتظر.

بسرعة أخرج معولًا من الناذريات، وفي ضربات قليلة فقط حطم الجدار المؤقت الذي بناه أيوب. لكن أيوب لم يكن يخطط للبقاء هناك. استغل الوقت الذي استغرقه ستيف في هدم الحاجز وبدأ في بناء سلم مرتفع بسرعة إلى أحد الزوايا البعيدة من القلعة.

صوت بلوكات تُوضع فوق بعضها كان يملأ الأرجاء.

أيوب وضع منصة مؤقتة فوق السلم، وقفز نحو جسر صغير بناه ببلوكات خشبية ليبتعد عن ستيف. لكنه بالكاد استراح عندما لاحظ أن ستيف قد بدأ هو الآخر بالبناء.

ستيف، دون أن يظهر أي تردد، بدأ بوضع بلوكات حجرية تحت قدميه، ورفع نفسه بسرعة باتجاه أيوب.

كانت مهارته في البناء مثيرة للإعجاب، حيث كان يتحرك بمرونة بين البلوكات، وكأنه جزء من البيئة نفسها. في غضون لحظات، كان ستيف قد صنع برجه الخاص الذي قارب برج أيوب ارتفاعًا.

المعركة انتقلت إلى الهواء.

على الجسر الخشبي، أيوب حاول إطلاق سهام نحو ستيف، لكن الأخير بنى حاجزًا صغيرًا من الحجارة حوله، مما جعل السهام تصطدم بالجدران دون جدوى.

ثم فجأة، قفز ستيف من برجه نحو جسر أيوب، سيفه في يده، وهبط بقوة على الجسر. الصدمة جعلت البلوكات الخشبية تتكسر، وانهارت قطعة كبيرة من الجسر، مما أجبر أيوب على القفز نحو منصة أخرى بناها على عجل.

ستيف استغل الزخم وتابع الهجوم.

وضع بلوكات تحت قدميه أثناء تقدمه بسرعة مذهلة، ثم قفز مرة أخرى نحو أيوب، سيفه مرفوعًا. الضربة كانت دقيقة وقوية، دفعت أيوب للارتداد للخلف، ويده تكاد تسقط سيفه من شدة الصدمة.

أيوب، رغم ضعفه، قرر استخدام الإستراتيجية.

أخرج بلوكات من التي إن تي وبدأ بوضعها على الجسر المتبقي بينه وبين ستيف، مشعلًا الفتائل في اللحظة الأخيرة قبل أن يهرب نحو منصة بعيدة.

الانفجار هذه المرة كان مدمرًا.

الجسر بأكمله انهار، مما فصل بين الاثنين لفترة وجيزة. ستيف بالكاد استطاع النجاة، حيث قام بوضع بلوكات تحته أثناء سقوطه، ليصنع منصة مؤقتة تعيده إلى الأمان.

لكن ستيف لم يكن لينحني.

بسرعة، أخرج لؤلؤة إندر من مخزونه، ورماها بدقة نحو منصة أيوب. ظهر بجانبه في لحظة، مما أصاب أيوب بالدهشة.

المواجهة أصبحت مباشرة مجددًا.

ستيف هجم على أيوب بسيفه، وأيوب بالكاد تمكن من صد الضربة بسيفه الدايموند. الشرر تطاير بين السلاحين، وكل ضربة من ستيف كانت أقوى وأسرع، بينما كان أيوب يتراجع ببطء، محاولًا وضع بلوكات بينهما لإبطاء الهجوم.

لكن ستيف لم يمنحه فرصة للهروب. مع كل بلوكة يضعها أيوب، كان ستيف يحطمها بمعوله بضربة واحدة فقط، ويستمر في التقدم بلا توقف.

القتال كان يبدو وكأن النهاية تقترب.

أيوب، متهالكًا ويلهث، تراجع خطوة للخلف على المنصة الضيقة. عينه وقعت على تفاحة ذهبية في مخزونه. تردد لوهلة، حيث كان ينوي الاحتفاظ بها لمواجهة التنين، لكن مع رؤية ستيف يقترب بخطوات ثابتة وسيفه مرفوع، عرف أن الخيار الوحيد الآن هو البقاء على قيد الحياة.

"حسنًا، سأستخدمها الآن..." قال بصوت منخفض بينما أخرج التفاحة وأكلها بسرعة.

توهج ذهبي أحاط بجسده فورًا.

شعر بطاقة متجددة تتدفق في جسده. قلوبه التي كانت شبه فارغة بدأت تمتلئ تدريجيًا، وقوة غريبة تنبعث من داخله. أيوب، مستجمعًا شجاعته، قبض على سيف الدايموند بقوة واستعد لمواجهة ستيف مجددًا.

ستيف، بلا تردد، هجم أولاً.

سيفه الناذري تحرك بسرعة نحو أيوب في هجوم جانبي قاتل، لكن أيوب، مستفيدًا من تأثير التفاحة الذهبية، صد الضربة بقوة أكبر هذه المرة. الشرر تطاير عندما اصطدم السيفان، وصوت المعدن الصاخب ملأ الأرجاء.

أيوب قرر المبادرة.

في حركة خاطفة، دفع ستيف للخلف بحركة من درعه، ثم قفز عاليًا مستفيدًا من ارتفاع المنصة ليهبط على ستيف بسيفه. الضربة أصابت درع ستيف، لكنها لم تكن كافية لاختراقه بالكامل.

ستيف استدار بسرعة، ووجه لكمة مباشرة نحو أيوب.

اللكمة كانت قوية بما يكفي لدفع أيوب إلى الوراء، لكنه استغل هذا الارتداد ليضع بعض الكتل الحجرية على عجل، صانعًا حاجزًا بينهما.

لكن ستيف، بعزيمته المعتادة، حطم الحاجز بسرعة.

أيوب أخرج قنابل ثلجية من مخزونه، وألقى بها واحدة تلو الأخرى نحو ستيف. القنابل لم تكن تسبب ضررًا كبيرًا، لكنها أبطأت تقدم ستيف قليلاً وأعطت أيوب وقتًا لاستعادة توازنه.

المعركة كانت في ذروتها.

أيوب حاول الهجوم مرة أخرى، مُوجهًا ضربة قوسية بسيفه نحو ساق ستيف. الضربة أصابت الهدف، مما جعل ستيف يتراجع قليلاً. لكن ستيف، بعزيمة لا تُهزم، بدل سلاحه إلى فأس الناذري، ووجه ضربة قوية نحو أيوب.

الضربة أصابت أيوب بدرعه مباشرة، ودفعته نحو حافة المنصة.

أيوب بالكاد تمكن من التمسك بحافة الكتل ليمنع سقوطه. ستيف، بلا أي تعبير أو تردد، بدأ في تحطيم الكتل تحت قدمي أيوب باستخدام معوله، بينما أيوب يحاول الصعود بسرعة.

في اللحظة الأخيرة، قفز أيوب إلى منصة مجاورة.

بينما كان يلهث وينظر إلى ستيف الذي يقف بلا تعب، شعر أن المعركة لم تزد فقط من قوته، بل علمته أهمية التخطيط لكل خطوة في هذه المواجهة المصيرية.

أيوب، يلهث بصعوبة، وقف على آخر منصة له، بينما كان ستيف يتقدم نحوه بخطوات ثابتة درع الدايموند الذي كان يحميه سابقًا تحطم بالكامل بضربات ستيف المتتالية، وشرار المعركة ترك قطعًا من الدرع متناثرة على الأرض حوله.

"لا أصدق..." تمتم أيوب، وهو يتراجع بخطى ثقيلة، يشعر بوزن الخسارة يثقل على كتفيه. أخرج من مخزونه بعض شرائح اللحم المطهو، وأكلها على عجل محاولاً زيادة صحته المتناقصة، لكن شعور العجز لم يتركه.

ستيف بلا أي تردد أو تراجع، رفع سيفه الناذري مرة أخرى. عيونه الخالية من الحياة كانت مسلطة على أيوب، كأنها تعلن أن النصر قد حسم بالفعل.

أيوب أدرك الحقيقة : لن ينجو من هذه المواجهة إلا بمعجزة.

وقف مترددًا للحظة، يحاول التفكير في خطة أخيرة، أي شيء يمكن أن يمنحه فرصة. بحث في مخزونه المحطم عن أية أداة أو وسيلة قد تساعده، لكن كل ما وجده كان بعض البلوكات ومواد غير كافية لمواجهة خصم مثل ستيف.

حسنًا، لن استسلم بسهولة . " قال بصوت مرتجف لكنه مشحون بالعزم. أخرج بعض البلوكات وبدأ في البناء بسرعة، محاولاً صنع جدار آخر أو منصة للهرب، لكن ستيف لم يمنحه الوقت.

قفز ستيف نحو أيوب، سيفه متوهج بضربة قوية. الضربة أصابت أيوب مباشرة دافعة إياه نحو الحافة مرة أخرى. هذه المرة، لم يكن هناك المزيد من البلوكات تحته. كان على وشك السقوط في الحمم البركانية التي كانت تنتظر أسفل المنصة.

ستیف، دون أن يظهر أي شفقة، اقترب ببطء، سيفه موجه نحو أيوب.

أيوب، راكعًا ويلهث، نظر إلى ستيف، ثم إلى الحافة خلفه كان يعلم أن المعركة قد انتهت. وبينما كان يلتقط أنفاسه بصعوبة وينظر إلى ستيف الذي يضع راس سيفه على رقبته

الغرفة بدأت تهتز بعنف، والجدران المحيطة تصدعت، كما لو أن الواقع نفسه كان ينهار. ظلام كثيف بدأ يزحف من كل زاوية، غيمة سوداء مشبعة بهالة ثقيلة، وكأنها تمتلك وزنًا ماديًا يغرق المكان.

أيوب، مذهولًا مما يحدث، حاول النهوض، لكن القوة الغامضة كانت تجبره على الركوع. ستيف، بدوره، توقف و تراجع، ووجهه الجامد بدا وكأنه يراقب الحدث بعناية غير معتادة.

"ما هذا؟" تمتم أيوب بصوت بالكاد يسمعه، بينما الغيمة السوداء تتجمع في نقطة واحدة وسط الغرفة.

من هذا الظلام انبثق كيان غامض، طيف مظلم يتأرجح بين الوجود والعدم. ملامحه لم تكن واضحة، لكنها تحمل هالة لا تُقاوم من الرهبة. عيناه لم تكن بيضاء كسائر الكيانات الأخرى، بل كانتا فراغين أسودين يسحبان أي ضوء يجرؤ على الاقتراب.

الكيان نطق بصوت مزدوج يشبه الصدى، ثقيلًا ومخيفًا:

"نوكس... نول... أو أي اسم ترغبون في مناداتي به، لا يهم. أنا هو الذي يتدخل عندما تتجاوز الأمور حدها."

الظلام ازداد كثافة، وبدأ يبتلع كل شيء في الغرفة. الجدران، الأرضية، وحتى الأضواء الغريبة في البوابة، كلها اختفت في الفراغ الذي أحضره الكيان معه.

ستيف، بلا خوف، هجم بسيفه على الكيان، لكن الأخير لم يتحرك. السيف الناذري اخترق الفراغ وكأنه لم يكن شيئًا. فجأة، ظهر ذراع مظلم من الغيمة، أمسك ستيف بقوة وسحبه بعيدًا عن أيوب.

الكيان لم يهاجم بقوة وحشية، بل بهدوء قاتل. في لحظة واحدة، أصبح ستيف محاطًا بسلاسل من الظلام، ملتفة حول جسده وتقييده بالكامل. بعدها، ومن دون أي حركة واضحة، تحول ستيف إلى غبار، تلاشى في الرياح السوداء.

"هذا العالم لا يحتمل أمثالك." همس الكيان وهو يراقب ستيف يختفي.

أيوب، مذهولًا وغير قادر على الحركة، حاول الحديث، لكن الكيان قاطعه بصوت لا يقبل الجدل:

"لقد تجاوزت حدودك، لكنك لن تموت اليوم. هذا العالم ما زال بحاجة إليك."

الغيمة السوداء بدأت تتلاشى ببطء، معيدة الغرفة إلى حالتها السابقة، وكأن شيئًا لم يحدث. لكن في أعماق أيوب، كان يعرف أن هذا الكيان، مهما كان، لم ينقذه من أجل الخير المطلق، بل لأنه يلعب لعبة أكبر لا يفهمها بعد.

الكيان اختفى، تاركًا خلفه صوتًا يتردد في أذن أيوب، وكأنه تحذير:

"لا تخطئ مرة أخرى، يا إنسان."

2024/12/31 · 11 مشاهدة · 2600 كلمة
Ayoub
نادي الروايات - 2025