كان الفتى مستلقيًا وسط الغابة الكثيفة، عيناه مثبتتان على السماء، بينما تتسرب أشعة الشمس بين الأوراق لتلامس بشرته الباردة. حاول تحريك جسده لكنه شعر بثقل رهيب، كأن أطرافه لم تعد جزءًا منه.
حاول فتح فمه ليصرخ، ليطلب المساعدة... لكن لم يخرج منه أي صوت.
"من... أنا؟"
لم يكن لديه إجابة.
بعد لحظات، سمع صوت خطوات تقترب، ثم رأى وجهًا لرجل مسن ذو شعر فضي وعينين حادتين.
"يبدو أنك نجوت من شيء خطير، أيها الفتى..." قال الرجل وهو ينحني نحوه.
حاول الفتى الحديث، لكن مجددًا، لم يخرج منه صوت.
"أنت لا تستطيع الكلام؟" سأل الرجل، متفحصًا حالته.
لم يكن هناك داعٍ للإجابة، فقد كان الصمت كافيًا.
"سآخذك معي، ربما استطيع مساعدتك."
وهكذا، بدأ كل شيء.
حين استيقظ الفتى مرة أخرى، كان في غرفة واسعة ذات نوافذ تطل على ساحة تدريب ضخمة.
بجانبه، كان يجلس الرجل الذي وجده في الغابة.
"استيقظت أخيرًا؟" سأل الرجل بابتسامة خفيفة.
"اسمي أورفين، وأنا مدير أكاديمية أستريا. وقد وجدتك في الغابة بلا صوت، ما رأيك أن نطلق عليك اسمًا؟"
لم يكن الفتى يمانع، فأي اسم سيكون أفضل من اللاشيء.
"يوري... هذا الاسم يناسبك."
حدق الفتى فيه للحظة، ثم أومأ برأسه موافقًا.
بعد أيام قليلة، بدأ يوري يتأقلم مع الحياة في الأكاديمية، حيث التقى بالعديد من الطلاب، وكان أبرزهم:
كايا: فتاة شديدة الذكاء من عشيرة "الظلال"، تستطيع الاختباء في الظلال والتحرك بسرعة خارقة.
رين: شاب مرح ذو شعر أبيض، من عشيرة "العواصف"، يستطيع التحكم بالرياح وتوليد البرق.
إيلا: فتاة لطيفة، من عشيرة "الأرواح"، تستطيع التحكم في الطاقات الروحية .
في أحد الأيام، كانت كايا تتحدث مع رين حين مر يوري بجانبهما.
كايا: "هذا الفتى غريب جدًا، لا أحد يعرف قوته، حتى المعلمين لم يتمكنوا من تحديدها!"
رين (يضحك): "ربما قوته هي الصمت، سيكون ذلك مضحكًا!"
كايا (تنظر إليه بحدة): "أنت مزعج، رين."
يوري كان يسمع حديثهما لكنه لم يبدِ أي رد فعل، فقط نظر إليهما للحظة ثم واصل طريقه.
في داخله، كان يشعر بشيء... قوة مدفونة لم تخرج بعد.