25 - العجوز في المتجر القديم

يقف آرثر على قمة تلٍ صغير مطل على عشير السمار وجون يقف خلفه.

في الوقت الحالي مئات المشاعر و الأحاسيس المختلطة داخل آرثر حاليا ، الحزن ، الكراهية ، الحنين و غيرها من المشاعر المتضاربة معا في الوقت الحالي.


ولكن ورغم ذلك قام آرثر بقمع هذه المشاعر داخله.


جون الذي يقف خلف آرثر حاليا فتح فمه ليسأل آرثر " السيد الشاب لماذا جئنا إلى عشيرة السماء ، أليس من الأفضل أن نتوجه إلى مجلس الروح بدلا من ذلك؟"


التفت آرثر و نظر إليه وقال " حسنا هناك بعض الأمور التي علي القيام بها قبل التوجه إلى هناك و علي رد بعض الديون القديمة إلى العشيرة كذلك " و كان قد قال الجملة الأخيرة ببرودة شديدة لا توصف


حتى جون شعر بالبرودة عند سماع كلمات آرثر لدرجة أنه بدء يشعر بالشفقة نوعا ما على عشيرة السماء ، على الرغم من أن عشيرة السماء عشيرة قوية للغاية وهي إحدى عشائر القارة الكبرى و تحتل المرتبة الثانية بعد عشيرة النور لكن هذا الشخص المدعو آرثر مادسون هو وحش حقيقي مرعب للغاية!!



نظر آرثر إلى جون ومن ثم قال لنذهب " لنذهب! "



اومئ جون برأسه ومن ثم تبع آرثر وقد ساروا إلى أن وصلوا إلى بوابة المدينة التي تقع العشيرة داخلها حيث كانت الأسوار الشاهقة و بوابة المدينة العظيمة ذات الحجم الهائل و المزخرفة بزخارف خاصة و تشكيلات حماية سرية تنتمي فقط إلى عشيرة السماء.


عند وصولهم إلى بوابة المدينة اوقفهم مجموعة من الرجال مكونة من عشرة أشخاص يقودهم رجل في منتصف العمر يبدوا في الأربعين من العمر ذو مظهر صارم نوعا ما كما أن قوته مثيرة للإعجاب نوعا ما حيث أنه في مستوى مشكل ذو ثلاثة نجوم



ويجدر الذكر أن مستويات التدريب تنقسم إلى من عشرة مستويات من الأضعف للأقوى وهي مبتدء، متدرب ، سيد ، سيد فرعي ، سيد رئيسي ، سيد عظيم ، مشكل ، شبه حكيم ، حكيم ، متلاعب.


ويجدر الذكر أن جميع المستويات السابقة قبل مستوى التلاعب تنقسم إلى تسعة نجوم (مراحل) و مستوى التلاعب ينقسم إلى تسعة محن قوية و مرعبة للغاية


وعلى أي حال أن يكون مجرد حارس للبوابة الخارجية للعشيرة في مستوى مشكيل هو بالتأكيد أمر مثير للإعجاب و يدل على مدى قوة العشيرة…


الحارس الذي أوقفهم نظر إلى آرثر و جون الذان يرتديان عباءات سوداء يلثمون أنفسهم بها و يخفون وجوههم وقال " من أنتما و لماذا جئتما إلى عشيرة السماء ، يجب أن تزيلا العباءات ة تكشفا وجوهكم ، حيث أن هذا المكان ليس بمكان يمكن لأيٍ كان الدخول إليه" وكان في كلامه لمحة من الازدراء و الفخر ولكن لا يمكن لومه فهو فرد من أحد اقوى العشائر في القارة وهي عشيرة السماء لذلك لا يمكن أن يساعد إلا أن يكون متكبراً



آرثر لم ينظر إلى هذا الحارس حتى بل استمر في النظر باتجاه تله معينه داخل العشيرة نعم هذه التلة هي التلة التي قضى طفولته و تدريبه داخلها التلة المحرمة داخل العشيرة التي يستطيع دخولها فقط آرثر و والدته المتوفاة ، حتى والده لا يستطيع دخول تلك التلة ليس لأنه لا يرود بل لأنه لا يستطيع لا أحد في هذا العالم قادر على دخول هذه التلة إن لم يكن مقدرا له ذلك حتى الشخص الذي وصل إلى قمة العالم لا يستطيع ذلك!


عندما رأى الحارس آرثر يتجاهله صرخ بغضب " أنت ألا تسمعني أخبرتك أن تقول من أنت إن لم تفعل لا تلمني على كوني قاسً" بعد قوله ذلك أطلق ختم الجوهر الخاص به الذي كان عبارة عن ختم جوهر عادي وهو عدم السيف القاطع و هو أحد أختام الجوهر العادية المنتشرة و الذي يتميز بكونه ينجذب لصفة الرياح


نظر آرثر إليه هذه المرة و قد أفرج عن جزء صغير للغاية من هالته و قمع المكان بأكمله و قال " إغرب عن وجهي إن كنت تريد الحفاظ على حياتك " وقد قال آرثر هذه الكلمات بخفة تامة لكنها كانت قد قمعت جميع الموجودين في المكان بمن فيهم جون!

ويجب أن تدرك أن جون هو برتبة حكيم لذلك يفترض ألا يتم قمعه بسهولة حتى من طرف شخص برتبة متلاعب

لكن أمام آرثر لا شيء من هذا مهم حيث أن لا شيء يستطيع مقاومة قوة إمبراطور التنانين آرثر


الرجل في منتصف العمر ينظر إلى آرثر برعب شديد و قال بصوت يرتجف " من أنت؟"


لم ينظر آرثر إلى الرجل في منتصف العمر مرة اخرى لكنه نزع العباءة السوداء عن وظهر مظهره الوسيم أمام الجميع


وقد صدم الجميع من مظهر آرثر لكنهم لم يصدموا من مظهر الوسيم للغاية بل صدموا من هذا المظهر المألوف للغاية نعم هذا المظهر هو سيد العشيرة الشاب آرثر مادسون لكن من أمامهم الأن هو مختلف عن السيد الشاب الذي يعرفونه

حيث أن آرثر مادسون الذي يعرفونه هو شخص بلا قوة ولا ختم جوهر و يمكن القول أنه الطفل المكروه من العالم لكنه كان شخصا مرحا و لطيفا و الإبتسامة لا تفارق وجهه لكن من أمامهم الأن هو شخص بنفس المظهر لكنه بقوة مرعبة لا توصف و مظهر بارد للغاية و النظر الباردة في عينيه قادرة على تجميد أي شخص حتى الموت



يمكن القول أن آرثر الحالي في نظرهم هو تجسد الرعب و الخوف

الرجل في منتصف العمر نظر إلى آرثر وقال " السيد الشاب؟!"

إلتفت آرثر إلى الرجل في منتصف العمر وقال " نعم إنه أنا ألبرت "


الرجل في منتصف العمر يدعى ألبرت وهو شخص يعرفه آرثر جيدا حيث أن آرثر ساعده ذات مرة عندما هاجمه شخص و اصابه بإصابة خطيرة و قد اعتنى آرثر به إلى أن تحسن ويمكن القول أن آرثر هو منقذه وقد سمع ألبرت بشكل طبيعي عن اختفاء آرثر منذ عام ولكن الأن آرثر يظهر من جديد أمامه ولكن هذه المرة آرثر الذي أمامه هو مختلف تماما عن آرثر الذي يعرفه


فهو ليس نفس الشاب الضعيف ذو القلب الطيب بل هو شخص ذو قوة جبارة لا توصف وذو برودة شديدة




ألبرت جثى على ركبة واحدة أمام آرثر وقال " السيد الشاب هل هذا حقا أنت؟"

أوم آرثر

ألبرت و الدموع تنهمر من عينيه قائلا " ولكن كيف أليس من المفترض أن تكون ميتا ، لقد اختفيت من مايقارب العام دون أي أثر!"

رد آرثر ببرود " لقد كان لدي بعض الأعمال التي يتوجب علي التعامل معها و الأن عدت لأن لدي عمل داخل العشيرة و من ثم سوف أغادر "

لقد قال هذا ومن ثم اشار إلى جون و سرعان ما سار الشخصين و دخلا إلى البوابة و اختفيا من خط نظر ألبرت وبقية الحراس


الذين كانوا في حالة ذهول....


بعد دخول العشيرة بدأ آرثر يتجول في أزقة و شوارع العشيرة و جون يتبعه من خلفه آرثر لم يكن مستعجلا لفعل ما جاء من أجله لذلك بدء التجول في جميع أنحاء العشيرة دون هدف محدد و يجدر الذكر أن آرثر لم يقم بإخفاء وجهه في هذه اللحظة لذلك كل من شاهد آرثر بدت عليهم ملامح الصدمة نوعا ما و السبب بسيط للغاية هذا هو آرثر مادسون السيد الشاب للعشيرة الذي من المفترض أنه توفي بعد اختفائه لاكثر من عام دون أي أثر له.



مع ذلك يظهر الآن من العدم و يتفتل في أرجاء المدينة!


حسنا الأن يتفتل آرثر في ارجاء العشيرة إلى أن وصل إلى متجر قديم مهترئ إلى حد ما و قال " العم صحنين من الزلابية لو سمحت " وقد قال آرثر إلى العجوز المغمض عينيه الجالس في هذا المتجر القديم المهترئ و هذا العجوز يبدوا في السبعين من العمر ويرتدي ملابس الطهي البيضاء و قبعة الطاهي.



عندما سمع الرجل العجوز صوت آرثر سرعان ما فتح عينيه و نظر في آرثر بدهشة شديدة لا توصف حتى أن الدموع انهمرت من عينيه وقال " السيد الشاب آرثر هل هذا أنت حقا؟ "


ابتسم آرثر بلطف وقال " يا عم أجل هذا أنا "

سرعان ما استعاد الرجل العجوز رباطة جأشه " لكن سيدي الشاب أين كنت طوال العام الماضي وأين اختفيت؟"


رد آرثر بخفة " لقد كان لدي عمل طارئ علي إنجازه لذلك توجب مغادرة العشيرة و هذه المرة لدي عمل معين علي إنجازه في العشيرة ومن ثم سأرحل مجددا لذلك جئت هذه المرة لقول الوداع. "

لقد كان آرثر يتحدث مع صاحب المتجر بعد ذلك لوقت قصير و سأله عن أحوال العشيرة في الأونة الأخيرة و عندما سمع عن قدوم مجلس الروح و الكسندر مارتن تحديدا إلى العشيرة و أخذ ماريا أصبحت نظرت آرثر باردة للغاية و حتى أنه قد أطلق بشكل غير متعمد هالته و قد كانت هذه الهالة باردة بشكل لا يوصف.


عندما شعر الرجل بهالة آرثر ظهرت ابتسامة على وجه الرجل العجوز " السيد الشاب إذا فقد حان الوقت أليس كذلك؟"

أوم آرثر إلى الرجل العجوز

ظهرت ابتسامة على وجه الرجل العجوز و قال وهو يقدم صحني الزلابية لآرثر و جون " ما دام الأمر كذلك لن أقول شيء آخر "


تناول آرثر و جون الزلابية كان آرثر يأكلها ببطء و يستمتع بهذا المذاق الذيذ و المألوف.

بعد مرور بعض الوقت أنهى كل من آرثر و جون الزلابية و بعد أن انهى آرثر صحنه نظر إلى الرجل العجوز و أبتسم و من ثم قال " العم سوف نذهب الأن! "


أومأ الرجل العجوز و قال " حسنا بالتوفيق السيد الشاب."

غادر آرثر و جون بعد ذلك ، في الطرق لم يحتمل جون أكثر ومن ثم سأل " السيد الشاب من كان ذلك الرجل العجوز؟ "



ابتسم آرثر و نظر إلى جون وقال" مجرد صديق قديم!"

آخرين لا يعلمون حقيقة هذا الرجل العجوز لكن آرثر بكل تأكيد يعلم فهذا الرجل العجوز هو أحد القلائل الذين يعلمون بحقيقة آرثر ، كما أن هذا العجوز كان شخصا مواليا تماما لوالدة آرثر ايڤا وارنر و قد كان يقوم بحماية آرثر داخل أراضي العشيرة بشكلٍ سري.

كما أن هذا العجوز ربما يكون الأقوى داخل العشيرة نعم ليس والد آرثر أو الشيخ الأكبر هم الأقوى داخل العشيرة بل هذا العجوز كما أن عمر هذا العجوز كبير بشكل لا يصدق بالفعل حيث أن عمر هذا العجوز هو ما يقارب الثمانمئة عام….


بعد رحل آرثر من المتجر كان هو وجون يتوجهون نحو قصر مادسون نعم منزل آرثر و لكن يبدوا أن ذهابهم إلى هناك لن يكون سلميا تماما!


حيث أن هنالك مجموعة من الأشخاص قد اعترضت طريقهم و قائد هذه المجموعة التي تتكون من سبعة أشخاص هو شخص يعرفه آرثر جيدا وهو أيضا شخص يكرهه آرثر بشدة و هذا الشخص بشكل طبيعي هو توم روبنسون.


شخص لطالما كان قد ضايق آرثر و تنمر عليه و آرثر لم يكن يستطيع القيام بأي شيء حيال هذا الأمر حيث كان ما زال يتوجب عليه أن يخفي حقيقة قوته لذلك لطالما تعرض لضرب على يد هذا الشخص لذلك كراهية آرثر تجاه هذا الفتى هي شديدة و كذلك تجاه جد هذا الفتى الذي يكون الشيخ الخامس في العشيرة و الذي لطالما كان يدعم حفيده بل وقد كان حتى يجعل حفيده يقوم بإيذاء آرثر لذلك كراهية آرثر تجاه هذان الأثنان شديدة للغاية بل أنه يريد قتلهما حتى!


توم الذي أوقف آرثر كان هناك لمحة مفاجئة في عينيه وهو ينظر إلى آرثر مع ذلك سرعان ما حل محلها نظرة ماكرة وخبيثة و قال بصوتٍ عالٍ " أوه ، انظروا من لدينا هنا أليست هذه هي الدجاجة الضائعة التي إختفت من العشيرة منذ عام؟ ، ما الذي يحدث يبدوا أن الدجاجة قد وجدت طريق العودة هاها هاها"

جون عندما سمع توم يقوم بإهانة آرثر لم يشعر بالغضب بل على العكس من ذلك بل شعر بالشفقة تجاه توم لأنه يدرك تماما مدى رعب آرثر و بما أن توم تجرؤ على أهلنا آرثر فهذا يعني أن أحد الأمرين هو ما يحدث الأول وهو أن يكون توم شخص هائل للغاية بشكل لا يصدق و ذو قوة لا تصدق ولكن من الواضح أن توم ليس من هذه الفئة بل هو من الفئة الثانية أنه أبله للغاية و لا يدرك ضخامة السماء و الأرض…..




" يتبع في الفصل التالي"



2019/01/30 · 571 مشاهدة · 1849 كلمة
Switch_69
نادي الروايات - 2024