1 - الولادة من جديد / الصوت داخل عقلى

هوى يو قد ظل يطفو فى بحر من النيران الزرقاء وقد كانت تبدو وكأنها الابدية , فى البداية كان مذعورا ومضطربا , ولكن هذه النيران الزرقاء اللامتناهية قد شغلت تفكيره بسرعة مبعدة عنه الافكار البائسة التى كانت لا تزال تجول بداخله.

حاليا فان هوى يو قد وجد نفسه منغمسا فى طريق لم يتواجد فيه سابقا, وقد كان جسده مضيئا وطافيا فوق ذلك البحر من النيران الزرقاء , لم يشعر ابدا بالقلق ولكن فى الحقيقة فقد كان يتجول فى الارجاء مراقبا تلك الشعلات الزرقاء الوامضة والتى صنع منها هذ البحر.

وهو كان على دراية انه قد مات بالفعل على الرغم من ان هذا البحر الازرق كان يفعل كل شئ ليبعد عنه همومه,ولكن كان لا يزال هناك شعور بالضياع لم يتمكن البحر من احتوائه ,وكلما فكر هوى يو بهذا الامر فانه يتذكر وجه لى فين ,هو قد تذكر طفولتهما معا واول مرة قد ادرك حبه لها ومن ثم فانه تذكر الابتسامة على وجهها والسعادة التى شعرا بها معا.

وعلى الرغم من تفكير هوى يو فى حياته مع لى فين ,فانه ايضا علم انه لا توجد طريقة يستطيع بها العودة الى حياته السابقة . فى المقابل فان الموت لم يبدو مرعبا بالطريقة التى تخيلها’ فلا يوجد لا ظلام ولا وحوش ولا طريق طويل من الضوء يقود الى سلالم من نوع ما , لايوجد شئ ابدا فى هذا البحر الازرق الدافئ اللامتناهى .

تلك الشعلات الزرقاء كانوا مطمئنين لدرجة انه قد توقف عن التفكير فى ذكريات تركه لى فين ووالداه وراءه وان احاسيسه قد اخمدها شعور غير مسبوق بان كل شئ على ما يرام .

ولكن فجأه فان هوى يو قد اضطرب لانه سمع صوت تمتمة ضعيفة, تمتمة جاءت من مكان بعيد لذا فان روحة قد تنبهت وقد وجه اذانه محاولا التقاط شئ مما كان يقال ولكن لسوء الحظ فان كل ما سمعه كان مبهما وعلى الرغم من محاولاته فانه كان لايزال غير قادر على فهم ماكان يقوله ذلك الصوت.

ولمدة طويلة فان هوى يو كان حساسا كالوتر وقد كاد الخوف والفزع يسيطران عليه , ومع ذلك فحتى ولو رغب فى التقدم فهو مستحيل فى الوقت الحالى فقد كان وعيه محصورا تماما بهذ البحر من النيران الزرقاء .

هوى يو قد ركز انتباهه اتجاه تلك الاصوات ولكنه اخذه بعض الوقت حتى يلاحظ ان تلك النيران الزرقاء بدأت بالاضاءة اتجاه السماء الزرقاء .التغير فى البحر قد دفع حذر هوى يو فى النهاية لاجبار نفسه لان يهدأ ويلاحظ كل شئ يحدوث حوله.

فى الوقت الذى بدأ فيه اللهب بالنمو فان البحر يصبح اصغر وقوة امتصاص بدأت بسحب هوى يو نحو هاوية مظلمة , وبمجرد ان ظهرت قوة الامتصاص تلك فان هوى يو لاحظ ان التمتمة التى سمعها سابقا اصلها من تلك الهاوية وهو فى طريقه اليها الان .

هوى يو قد شعر بان وعيه يختفى تدريجيا , هذ الوعى يتوجه نحو نفق مظلم يقود الى مكان غير معلوم , وقد تجاوز خوفه الاول لان تلك الاحداث قد شعر وكأنه قد مرت اعوام عليها حتى تكتمل .فكل مرحلة وكل متر قد سافره كان واضحا تماما لتنبيه هوى يو.

عندما لاحظ هوى يو انه يدفع نحو ذلك النفق المظلم متجه لمكان غير معلوم فان سرعته فجأه قد ازدادت , فقد تغيرت من بضعة امتار كل عام الى بضعة امتار كل يوم وفى النهاية فانه قد شعر بنفسه يتوجه بسرعة كبيرة نحو النهاية.

دفعة من الخوف تغلغلت فى قلبه لانه كان غير مدرك لما سيجلبه مستقبله .فهو لا يملك ادنى فكرة كيف لهذا البحر الازرق وذلك النفق المظلم كانوا قادرين فى التحكم بالوقت او على الاقل شعوره بالوقت , ومعذلك فهو قد اجبر نفسه لتهدأ بالتفكير فى انه قد مات بالفعل وبدون جسد فهو ينبغى الا يكون قادر على الشعور بالالم .

ان هوى يو ركز على تجاوز مخاوفه حتى تسيطر على عقله , وهو انتبه بشدة لكل شئ كان يحدث حوله وبعد بعض الوقت فهو قد توقف عن الحركة ولكن هذا لم يكن توقف مفاجئ اكثر منه ان سرعته اخذت فى التباطئ الى ان اختفت تماما بطريقة مفاجئة. هوى يو قد لاحظ تغيرات طفيفة فى المحيط حوله لكنه حاليا غير قادر على فهم حيقية ما يجرى .فاحاسيسه قد تنبهت ككاحدث سابقا ومع ذلك فلا يبدو ان شئيا ما يجرى.

وقد كانت هناك لحظة من الصمت والتى تبعت وصول هوى يو لمكان غير معلوم , ولكن بعد تلك اللحظة فانه قد سمع تلك الاصوات مرة اخرى ولكن الاصوات الان لم تكن مجرد همسات كالسابق ولكنها اصبحت اصوات متسارعة تصيح تماما بجواره . وهذا الظلام الذى كان حوله فى النفق قد تحول الى ظل واضح , ذلك الظل الذى كان هوى يو على دراية به . وقد احتاج هوى يو للحظة حتى يستوعب ما الذى يجرى حوله ,وبمجرد ان فهم الموقف نسبيا فانه لاحظ انه لم يعد مجرد وعى ولكنه الان صار بداخل جسد حى . تلك الصدمة قد ملأت قلبه وقد اخافته قليلا .ذلك الظلام الذى لاطالما كان محيطا به كان بسبب ان عينيه كانتا مغلقتين ولم يكن فتحهما مهمة يسيرة. وقد اصاب هوى يو الخوف مخلوطا بالفضول فهو كان ميتا وقد كان متأكدا من ذلك ولكن الان وجد نفسه فجأه فى جسد اخر . وقد كان مستحيلا عليه تحريك ذلك الجسد وحتى ان فتح عينيه لم يكن يسيرا ومع ذلك فحتى لو انه قد اضطر ليعيش حياته كفاكهه فانها تستحق طالما انه يستطيع رؤية لى فين ووالديه مرة اخرى. وشعوره بالخوف قد اختفى كلما فكر بلى فين والتعبير المخيف على وجهها . كما ان امتنانه للسموات قد انتشر خلاله بمجرد ان ادرك انه لربماتم جمعمها مرة اخرى .ولربما هو يستطيع دفع ذلك الجسد للحركة.

هوى يو قرر محاولة تحريك اعضائة ليرى ان كانت مرتبطة به , والشعور بالراحة قد غمره عندما ادرك انه بطريقة ما فان اعضاءه قد اطاعته , ومعذلك وعلى الرغم من ان اعضاءه قد اطاعته فان شعر بان هناك شئ مفقود . فهوى يو قد شعر ان كاملجسد مختلف تماما عما كان عليه قبل الحادثة لكنه قرر ان تلك التفاصيل يمكن مراجعته لاحقا. فان اهم قضية الان لهوى يو هى ان يرى جمالابتسامة لى فين . فحقيقة ان باستطاعته التحكم بجسد قد اشعرته بالراحة وقد ركز كل طاقته لاجبار عينيه المغلقتين ان تفتحا . وبمجرد ان فتح عينيه فهو قد صرخ فى التو واللحظة.قلبه قد شعر كما لو انه يحاول الخروج من صدره والخوف بدى فى عينيه. الشئ التالى الذى ادركه هو الوجه الذى كان امامه فقد كان رجلا ذو لحية وقد كان قريبا جدا منه حتى ان باستطاعته ان مد يديه ان يصل لتلك اللحية .وبعد الصياح المستمر فان هوى يو لم يتجرأ ان يصدر صوتا اخر .وقد كان الخوف فى عينيه ظاهرا لهذ الرجل امامه ولكن يبدو انه لم يهتم وقد كان هوى يو مصدوما من كلتلك الاحداث .وقد كانت فكرة هوى يو الاولى هى الهروب حالا وايجاد مكان امن حتى يستطيع فهم هذ الواقع المختلف الذى يعيشه ومع ذلك فالان لم يكن هناك ادنى طريقة للهروب فى وجود ذلك الضخم الذى يحملق فيه. ولكن على الاقل فان ذلك الضخم لم يبد عدوانيا باى طريقة ومع ذلك فعلى ما يبدو ان الموقف سيصير خطيرا ان يتم الامساك بك بعد الاستيقلظ فى جسد جديد كونك غير محمى تماما. هوى يو كان خائفا فهو قد توقع رؤية لى فين لذا فقد كان تفكيره ايجابياولكن الان فان كل شئ فى فوضى واصبح الان خائفا على مستقبله وعلى حياته الجيدة المثيرة للجدل .

وقد صدر صوت رحيم لكن مرهق بجانبه مخاطبا ذلك الضخم " لا تكن قريبا جدا ,فانت تخيفه عزيزى"

لذا فان هوى يو قد احال برأسه لينظر فى اتجاه ذلك الصوت. وقد كان صعبا عليه تحريك رأسه او حتى ابقاء عينيه مفتوحة ’ ولكنه اجبر نفسه على ذلك فهو لا يملك خيار اخر الا ان يظل متيقظا حتى يستطيع ان يفهم ما الذى يجرى حوله , وبمجرد ان حرك هوى يو رأسه فانه لاحظ انه موجود فى غرفة نوم متهالكة بداخل كوخ وبالنظر لذلك الكوخ فانه تسائل اذا ما كان قد عاد بالزمن الى الوراء , ومن الداخل يبدو ككوخ خشبى والذى كان يملكه العامة فى الصين القديمة. وهناك شئ حول الهواء فقد كان انقى من الذى اعتاد عليه ولكن اهم شئ ان العمالقة بالتأكيد غير موجودة لذافان هوى يو ادرك انه موجود فى عالم اخر.

لقد كان السرير فى تلك الغرفة مشغول بامراه والتى كانت جميلة ولكن الان فان معالم جمالها كانت مليئة بالارهاق والالم وقد كان الجزء المنخفض من السرير مغطى بالدماء وكانت هناك فتاه صغيرة تقوم بغسل المرأة المصابة.وقد كان هوى يو خائفا ومضطربا فى حين ان عينيه اتسعت عندما نظر الى السرير فهذا الموقف بالكامل كان شئيا لا يمكنه فهمه فهولاء الضخام لا يبدون عدوانين وهو ما ادركه عندما لاحظ هاذين البالغين وقد استمر فى الملاحظة لمدة ولكنه قرر ان اسهلطريقة للحصول على معلومات هى بان يسألهم . وعلى الرغم ان قرر ان يطلب منهم مساعدته الا ان الامر قد اخذ منه بضع لحظات حتى يهيأ نفسه وروحه قيل ان يبدأ بفتح فمه.

" جو...جو....جاااا...وااااااا" هذا ما صدر منه فى الوقت الذى كان يرغب فيه بقول " عذرا, هل يمكنكم تفسير ما الذى يجرى هنا"

ومع ذلك فان ما خرج من فمه كان غير مفهوم زوبذلك فان عيون هوى يو قد اتسعت بعدما هدأ وقد احس بشعور غريب وغير مريح بداخله.

" اسمعى عزيزتى" تلك كانت كلمات العملاق الملتحى عندماحمل هوى يو وتوجه به نحو المرأه المرهقة ثم تابع "ابننا بالفعل يحاول الحديث" وقد كان هناك حنان فى صوته بينما يتحدث وكذلك فى وجهة المرأة التى امامه. ان الرحمة والاهتمام التى ابدياها هاذين الشخصين اتجاه هوى يو قد جعلا قلبه يرهف فهما يذكرناه بوالديه والالم الذى تركه بموته السلبق لاوانه دون ذكر معاناته الشخصية , ولكن برؤية هاذين البالغين قد جعلاه يشتاق كيف ان والديه كانا يخاطبانه عشوائيا او يوبخانه بلطف عندما يكسر اشياء , كما انه افتقد لى فين ,المرأة التى قد قدم حياته لانقاذها وهى المرأة التى عنت العالم بالنسبة له. فهو قد امل ان يتحد معها مرة اخرى ولكنه الان ادرك انه كان من غير المرجح ان يحدث ذلك ابدا , فهو لربما لن يراها مرة اخرى ولكن هذا الادراك قد سبب اختناقا لحلق هوى يو , ومن ثم فانه قد قاوم حتى لا يبك مرة اخرى .

وبالجلوس فى حضن والدته الجديدة فان هوى يو قد اجبر نفسه ان يتجاهل الالم والحزن اللذان شعر بهما جراء فقدان والديه ولي فين وبدلا من ذلك فانه اخذ يفكر فى كل شئ حدث له , وفى حين كان يفكر فى موقفه فانه قال فى نفسه " ليتنى اعلم كيف تحول الامر من الموت الى الولادة مرة اخرى"

وفى تلك الاثناء فان صوت تحدث من مكان ما بداخل عقل هوى يو وقد جعل هوى يو يزادا خوفا اكثر مما هو فيه الان " من الواضح ان ذلك بسبب قواى المذهلة" ولكن ذلك الصوت كان مألوفا نوعا ما

" من انت ؟" سأل هوى يو بحساسية فى محاولة تذكر اين سمع ذلك الصوت من قبل , ومع ذلك فانه بمجرد ان جاءته تلك الفكرة فانه تذكر انه كان ذلك الصوت الذى سمعه عندما كان يموت , لذا وفى الحال فان هوى يو قد تنبه ولم يسمح حتى لاصغر عضلة فى جسده الجديد ان تهدأ . فهو علم انه فى موقف جد خطير فهو لديه جسد رضيع وعلى ما يبدو فهو غير قادر على المقاومة فى حالته الراهنة .

" هل هو حاصد الموت؟"سأل هوى يو نفسه بينما يرفض ان يقول اى شئ اخر ولكن بينما هو فى حالة سكوت تام الا ان هذا لم يهم فان ذلك الصوت قجد اعطى ضحكة عالية "هههههه ..... انت لست بفتى سئ" هذا الصوت بداعليه السعادة كما لو انه يمدح كلب ثم تابع " انا ازرق الفينيكس الاسطورى, كما انى قد ختمت فى دبوس الشعر الملعون ذاك الذى اشتريته من تلك المرأة"

بدى الغضب فى عقل هوى يوى بينما يخاطب الصوت المخفى " انت..... انت الشخص الذى قتلنى؟؟؟"

هذا الصوت ينتمى الى الشخص الذى اخذ لى فين منه , هذا ازرق الفينيكس هو الشخص الذى ذهب باماله لمستقبل مشرق واخذ ابن ابواه الوحيد .هذا الفينيكس المدعى جعل هوى يو يستشيط غضبا.

ومن ثم تحدث الصوت وقد بدى عليه الملل " لا لم اكن انا من جعل تلك الشاحنة تظهر , انا فقط انتهزت الفرصة لاندمج معك"

كما لو انه لم يهتم حتى بموت هوى يو والذى فقط جعل غضب هوى يو يزداد . ومن ثم تابع ذلك الصوت كما لو انه شعر بتلك العدائية القادمة من هوى يو" انت يجب عليك ان تشكرنى , فلو لم اندمج معك فانت لم تكن لتستطيع ان تتجسد بهذه السرعة "وهذا الحديث كان وكأن ذلك الصوت يحاول ان يبدى مدى دين هوى يو له.

عندما قال ذلك فان هوى يو فكر بانزعاج " انا اشك بانه يكذب فعلى ما يبدو ان ذلك الشخص لا يهتم بى على الاطلاق لذا لم سيكلف نفسه الكذب على حول شئ كهذا؟" وبعد ذلك فان هوى يو قد قرر ان يصدق ذلك الصوت المتعجرف فى عقله وفى النهاية فهو لا يملك خيار اذا اراد الحصول على معلومات.

" ماذا تقصد عندما قلت انك من جعلنى اتجسد؟ اين انا؟"

بمجرد ان سأل خوى يو هاذين السؤالين فانه سمع اشارة من الفينيكس وبطريقة ما فانه فهم المشاعر التى شعر بها الفينيكس . وقد شعر بدرجة من عدم الصبر والضيق بالاضافة الى الامل . وقد شعر هوى يو بشئ من العظمة عندما ادرك ان باستطاعته فهم مشاعر الصوت داخل عقله ولكن فى نفس الوقت فهو غيرمتأكد لم سمح لهة الفينيكس بان يشعر بذلك

وبعد لحظات من الصمت فان الفينيكس الاسطورى قال " سأخبرك بقصة طويلة ........"

اخبرونى رأيكم بهذه الرواية وهل اكمل ترجمتها ام اتوقف

باى^_^

2017/07/17 · 1,265 مشاهدة · 2138 كلمة
AHMED122
نادي الروايات - 2024